`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤
¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
مجز، وكورونا
وَدِدْتُ لو أن الشأن الذي سأتحدث به شأنٌ خاصٌ، إذاً لبان، أو أنه في ركن قَصِّيٍ، إذاً لهان، ولكنهُ عن طَمٍّ عَم، وعن بلاءٍ اختلجت فيه الأنفس عن نَفَسٍ تارةً وعن لَعِبٍ تارة أخرى، وتباينت فيه الرؤى عن هوىً حيناً وعن استكبارٍ أحياناً أُخَر، وإلا فقد صَرَّحتِ العِبَرُ بمكنونه، وجاشت الأجسادُ المنهكةُ في المستشفيات والبيوتات بمضمومه، وقرع نابهُ، غيرَ وَجِلٍ ولا هَيَّابٍ بلدتنا مجز، وجعل يخبطُ فيها خبط عشواء، ويضرب فيها بالسُراة والأخياف، وينتزعُ العافية من الأشداء، ويُلبِسُ الضعف والخَوَرَ الأقوياءَ، فمن تضرعات العجائز لابنائهن وذويهن أن يجنبوهن العدوى، إلى شطحات المصابين بالمرض، وحامليه، وناقليه في الأسواق والطرقات، والصامين آذانهم عن السكون في بيوتهم، المتعامين عمداً، وعن سابق إصرارٍ وترصد. كم رقم الإصابات الذي يطمح المستهترون في بلوغه؟ وكم نَفْسَاً ترغبون، ابناء مجز، أن تُعْدُوهْا؟ أكُلُّ جِدِّ الدولة وعزيمتها، وإصرارها لم يقرع حس المسؤولية، ولم يُخرِجْ أفضل ما لديكم إلا هذا؟ أنا أعلم أنها صرخة في وادٍ، وصريرُ باب، وطنينُ ذباب، وزبدُ سيل لا يغني شيئا ولا يسمن من جوع لمن لم يكن له قلب ولم يكن له من سمعه شهيدٌ ولا واعظ. وأعجبُ العجب، ابناء بلدتي، أن المستهترين تساوى فيهم الفخم الراقي المتعلم ذي الدرجات العلمية، والشخص البسيطُ الذي لم يكن لديه من حظوظ الدنيا إلا الرجولة، والفتوة وما كنا نظنه شهامة جاء اختبار كورونا ليحيله شذر مذر وكسراب بقيعة كنا نحن الظمآنين نحسبه ماء وبان أنه ملحٌ أُجاجٌ لا يستساغ. أتعلمون، لا يؤخذ الناس على جهل، ولا ينفذ فيهم حكم على ظلم، وإذا نزل الحكم شمل الخاص والعام، وقد فرغت المناشدة الرسمية من معناها، فما كان المتلقون يأخذون إلا ما ناسبهم، ولا يلبسون إلا ما اشتهته خواطرهم، زَيَّنت لهم النفسُ شهواتهم وعبثوا بأرواح غيرهم وليتهم تشحطوا بأنفسهم ولم يضاروا العجائز والأشياخ، وعابري السبيل في الطرقات. كيف تريدون أن تتنزل رحمات الله، وفي جوف قلوبكم غلظة، وغلف لبعضكم البعض؟ سبحان الله، كأن القلوب أشتات، طُبِعَ عليها، ورُجِمَ عليها مغاليق القسوة والهُزْء والسُخرية. عِش قريبي المستهتر، وبعيدي العابث، فالأخلاق أخلاق السوء، وصفات العرق تبين، واختاروا ما شئتم، واغمسوا أيديكم في الجرم قدر ما تشتهونه، ثم صيحوا، وازعقوا لا بركة، ولا مطر، ولا سكينة، ولا عافية. وأختم بقوله تعالى: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد)
وَدِدْتُ لو أن الشأن الذي سأتحدث به شأنٌ خاصٌ، إذاً لبان، أو أنه في ركن قَصِّيٍ، إذاً لهان، ولكنهُ عن طَمٍّ عَم، وعن بلاءٍ اختلجت فيه الأنفس عن نَفَسٍ تارةً وعن لَعِبٍ تارة أخرى، وتباينت فيه الرؤى عن هوىً حيناً وعن استكبارٍ أحياناً أُخَر، وإلا فقد صَرَّحتِ العِبَرُ بمكنونه، وجاشت الأجسادُ المنهكةُ في المستشفيات والبيوتات بمضمومه، وقرع نابهُ، غيرَ وَجِلٍ ولا هَيَّابٍ بلدتنا مجز، وجعل يخبطُ فيها خبط عشواء، ويضرب فيها بالسُراة والأخياف، وينتزعُ العافية من الأشداء، ويُلبِسُ الضعف والخَوَرَ الأقوياءَ، فمن تضرعات العجائز لابنائهن وذويهن أن يجنبوهن العدوى، إلى شطحات المصابين بالمرض، وحامليه، وناقليه في الأسواق والطرقات، والصامين آذانهم عن السكون في بيوتهم، المتعامين عمداً، وعن سابق إصرارٍ وترصد. كم رقم الإصابات الذي يطمح المستهترون في بلوغه؟ وكم نَفْسَاً ترغبون، ابناء مجز، أن تُعْدُوهْا؟ أكُلُّ جِدِّ الدولة وعزيمتها، وإصرارها لم يقرع حس المسؤولية، ولم يُخرِجْ أفضل ما لديكم إلا هذا؟ أنا أعلم أنها صرخة في وادٍ، وصريرُ باب، وطنينُ ذباب، وزبدُ سيل لا يغني شيئا ولا يسمن من جوع لمن لم يكن له قلب ولم يكن له من سمعه شهيدٌ ولا واعظ. وأعجبُ العجب، ابناء بلدتي، أن المستهترين تساوى فيهم الفخم الراقي المتعلم ذي الدرجات العلمية، والشخص البسيطُ الذي لم يكن لديه من حظوظ الدنيا إلا الرجولة، والفتوة وما كنا نظنه شهامة جاء اختبار كورونا ليحيله شذر مذر وكسراب بقيعة كنا نحن الظمآنين نحسبه ماء وبان أنه ملحٌ أُجاجٌ لا يستساغ. أتعلمون، لا يؤخذ الناس على جهل، ولا ينفذ فيهم حكم على ظلم، وإذا نزل الحكم شمل الخاص والعام، وقد فرغت المناشدة الرسمية من معناها، فما كان المتلقون يأخذون إلا ما ناسبهم، ولا يلبسون إلا ما اشتهته خواطرهم، زَيَّنت لهم النفسُ شهواتهم وعبثوا بأرواح غيرهم وليتهم تشحطوا بأنفسهم ولم يضاروا العجائز والأشياخ، وعابري السبيل في الطرقات. كيف تريدون أن تتنزل رحمات الله، وفي جوف قلوبكم غلظة، وغلف لبعضكم البعض؟ سبحان الله، كأن القلوب أشتات، طُبِعَ عليها، ورُجِمَ عليها مغاليق القسوة والهُزْء والسُخرية. عِش قريبي المستهتر، وبعيدي العابث، فالأخلاق أخلاق السوء، وصفات العرق تبين، واختاروا ما شئتم، واغمسوا أيديكم في الجرم قدر ما تشتهونه، ثم صيحوا، وازعقوا لا بركة، ولا مطر، ولا سكينة، ولا عافية. وأختم بقوله تعالى: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد)