حكى صديقي أنه كان يمشي مرة على شاطئ مهجور في المكسيك لحظة الغروب،
أثناء سيره لاح له خيال شخص على بعد.. مع اقترابه لاحظ أنه رجل من السكان الأصليين للمنطقة، ولاحظ أيضا أنه ينحني للأرض يلتقط شيئا ليرميه بعيدا في الماء ثم يعود وينحني ويرمي شيئا في الماء. مع اقتراب صديقي أدرك أن الرجل يلتقط نجمة البحر .. ولا يتوقف عن فعلذلك!!
تعجب صديقي!
اقترب من الرجل : مساء الخير أيها الصديق كنت أتسأل ماالذي تفعله؟
أجاب الرجل :" إنني أعيد نجمات البحر إلى البحر ،
انظر إنه أوان الجزر الآن وكل هؤلاء النجمات قد جرفن إلى الشاطئ
وإذا لم أعدها إلى البحرستموت من نقص الأوكسجين "
"آه فهمت" .. قال صديقي " ولكن هناك الآلاف منهم على الشاطئ .
لن تستطيع أن تعيدهم جميعاً..
إن هذا يحصل لآلاف النجمات على امتداد هذا الشاطئ الطويل ..
فسألت الأستاذ بلطف أني تكلم بالعربية ما الحرية ؟ هل هي مصطلح يوناني من بعض الحقب الزمنية ؟ أم أشياء نستوردها . . أم مصنوعات وطنية ؟ فأجاب معلمنا حزنا وانساب الدمع بعفوية : قد أنسوكم كل التاريخ و كل القيم العلوية أسفي أن تخرج أجيال لا تفهم معنى الحرية , لا تملك سيفاً أو قلماً , لا تحمل فكراً و هوية , و سألت أديباً من بلدي هل تعرف معنى الحرية ؟ فأجاب بآهات حرى : لا تسألنا نحن رعية ! ! ! ووقفت بمحراب التاريخ و قلت له ما الحرية ؟ ! فأجاب بصوت مهدود يشكو من وقع الهمجية الحرية . . أن يحيا الإنسان بأحكام الرحمن الربانية وفق القرآن ووفق الشرع . . وفق السنن النبوية لا وفق قوانين الطغيان و تشريعات أرضية الحرية ليست نصباً تذكارياً يغسل في الذكرى المئوية الحرية لاتستجدي من سوق النقد الدولية
الحرية
لا تمنحها هيئات البر الخيرية
الحرية نبت ينمو بدماء حرى و زكية
الحرية
تنزع نزعاً . . تؤخذ قسراً . .تبنىصرحاً تعلو بسهام و رماح و رجال عشقوا الحرية إن تغفل عن سيفك يوماً . . فلقد ودعت الحرية ..
كيف تلومين دون أن تسيئي ؟ !
كيف تنتقدين دون أن تجرحي ؟ !
كيف تقنعين دون أن تستخدمين القوة ؟ ! يروي أن أحد الأبناء قال لأبيه : يا أبتِ أراك تنهانا عن المناظرة و قد كنت تناظر ؟
فقال له أبوه : يا بني كنا نناظر و كأن على رأس أحدنا الطير مخافة أن يزل صاحبه
و أنتم تناظرون و كأن على رأس أحدكم الطير مخافة أن يزل هو فيغلبه صاحبه ! !
قبل أن تخوضين حواراً و قبل أن تهمين بإقناع إحداهنّ بأمر ما , فاسألي نفسك : هل أريد أن أقنعها بالفكرة التي أعتنق أم أني أريد أن أبرز عمق ثقافتي وسعة اطلاعي
و قدرتي على البيان ؟ و من ثم اسألي نفسك : أيها أشد وقعاً على نفسي : الفكرة الأصح
على أي لسان ذكرت أم فكرتي مهما كانت ؟ إن كان مقصدكِ من الحوار أن تظهري
براعتكِ وسعة أفقكِ و تفوقكِ على الآخرين فلا تبدئي .
لا تناقشي موضوعاً لا تعرفين , ولا تدافعين عن فكرة إذا لم تكوني على قناعة تامة بها ..
لأن أي خطأ سوف ترتكبينه سيلصق بالفكرة لا بشخصك . و كم هي كثيرة الأفكار
المظلومة و التي حملها المتحدثون أضعاف ما تحتمل؟ . . المهم : تحدثي بحدود معرفتك
و وعيك .. و استعدي لأي حوار أو محاولة في الإقناع من خلال مطالعة الكتب التي
تناولت موضوع الحوار أو مناقشة ذوي الألباب و العقول النيرة و طلب النصح منهم
فقد تضيف آراؤهم أبعاد أخرى أنتِ بحاجتها .
واعلمي أن العلاقة بين عمق اطلاعك وسعة معرفتك و احتمالية تقبل الطرف الآخر
لرأيك علاقة طردية . . لأن المعرفة دائماً توضع في موضع السيطرة و القوة .
هناك دائما
قليل من الحقيقة وراء | كنت امزح وقليل من المشاعر وراء | لا أهتم وقليل من الألم وراء | لا بأس وقليل من الحاجه وراء | دعوني وشأني .........والكثير من الكلمات وراء | الصمت
لذلك جربوا الإهتمام بـ المشاعر
وليس فقط بـ الكلمات