اليوم أتممت قرأة قصة جديدة من مجموعة قصص ( وجة أرملة فاتنة ) للكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي وهنا التلخيص مع بعض الملاحظات التي دونتها
القصة هي (قلب دافئ مثل قلبي) : تتحدث القصة عن فتاة تعاني من المرض الخبيث وكان تظن بانها سوف تموت في27 من يونيو . وعرضت القصة مقاطع تبدأ من اليوم 20 لغاية اليوم 27 تعيش فيه تلك المرأه في حالة من الكآبة والتوهم بقرب الموت . مات زوجها وأبنتها وتعيش وحيدة مع خادمتها الأسيويه ، إلى أن جاء اليوم 27 وماتت الخادمة بدل من أن تموت تلك المرأه التي تتوهم بأنها ستموت في ذلك اليوم .
هذا ملخص مبسط جداً عن القصة ، والأن سأعرض بعض الملاحظات التي دونتها حول هذه القصة . المكان له حضوره البارز في هذه القصة ،بل ثمة تأكيد على أهميته عبر استخدام مفردة (هنا) التي تحدد مكاناً بذاته: (أنا جالسة هنا في بيتي الصيفي وأمام حديقتي المفضلة، أنظر إلى السماء والأشجار). ص39. ولا يغيب الحضور الزمني أيضاً، فثمة علاقة تربطفثمة علاقة جدلية تربط الزمان/ المكان بالشخصية: (كم أكره حرارة الصيف، وشمسه الحارقة، على بشرتي المسكينة، وجسدي المسكين، آه، إنه دوماً يزأر كلما حل هذا الصيف الملعون).وفصل الصيف يحفز الجسد، ويطلق المشاعر المكبوتة التي تحاول تلبية حاجاتها، ولكن هذا غير متاح، فالمرأة التي يفترض أن تعيش السعادة في المكان الذي اختارته تنتظر الموت بعد إصابتها بالمرض اللعين، لهذا بدأت علاقتها بالمكان تبهت مع مرور الزمن: (لقد أهملت هذه الحديقة في الآونة الأخيرة ولم أعد أهتم بها كعهدي السابق). ص40. بطلة هذه القصة في صغرها كانت تحلم أن يمر الزمن سريعاً حتى تكبر ويأخذ جسدها ملامح الأنوثة كي تعيش حالة حب، وأن يحدث كل هذا قبل بلوغها الأربعين، لأنها كانت ترجو ألا يمتد بها الزمن لما بعد سن اليأس. ولاشك أن هذا لم يكن وعي الطفلة في تلك المرحلة العمرية، وبطلة هذه القصة مات طفلها، ثم مات زوجها، وبذلك توقفت الحياة لديها في مكان بذاته.
لا تتقاسم هذه البطلة المكان مع أحد والديها، بل مع خادمة غريبة قادمة من مكان بعيد من آسيا. وهي تراقب تلك الخادمة كما تراقب الأم ابنتها في القصة السابقة، فثمة دائماً علاقة غير مريحة بين شخصيات القصص التي يجمعها مكان واحد،.
وفي انقلاب مفاجئ تتحول هذه الخادمة إلى كبش فداء، فثمة لص سطا على المنزل وقتل الخادمة وسرق مالها، بينما التي تنتظر الموت نجت بحياتها، وكأن الموت اكتفى بقطف عمر أحد سكان هذا المنزل . أسلوب الكاتبة يتميز بالتكثيف الذي لا يهمل التفاصيل الصغيرة التي تضفي على أحداث القصة حيوية سردية مشغولة بعناية، لهذا تفرد سردها بالرشاقة والسلاسة .