تلقّى حرماناً إدارياً لسنة بعدما استولى على مجوهرات بـ 9.5 ملايين درهم
لحظة ضعف دفعت «إيميل» إلى سرقة الماس
المصدر: محمد فودة - دبي التاريخ: 22 يناير 2011
قال الشاب المصري (إيميل)، الذي أعاد مجوهرات من الماس قيمتها 9.5 ملايين درهم، سرقها من متجر كان يعمل فيه في دبي، بعدما تلقّى صفعة من شقيقه لدى وصوله إلى مطار الإسكندرية، إنه لم يكن في يوم من الأيام لصاً، ولم يخطر بباله أو يخطط للسرقة التي قام بها، معترفاً بأن «لحظة ضعف دهمته فجأة أمام كمية المجوهرات التي وجدها أمامه، فقرر في اللحظة نفسها السفر والعودة إلى بلده، دون أي تخطيط مسبق».
وكشف لـ«الإمارات اليوم»، أن «صفعة شقيقه التي تلقاها في المطار لم تكن سوى السبب المباشر لقرار العودة، لكن الإحساس بالذنب والشعور بحجم الخطأ الذي ارتكبه بدآ يساورانه خلال وجوده في الطائرة وهي في طريقها إلى مصر».
وكانت محكمة دبي قضت بغرامة 10 آلاف درهم على الشاب، فيما رفض مالك المتجر الذي تعرّض للسرقة كل محاولات الوساطة للعفو عن الشاب والاكتفاء بالعقوبة التي قررتها المحكمة عليه، وأصر على ملاحقته إدارياً، واستصدر قراراً بحرمانه لمدة عام، ما يعني عدم تمكنه من العمل في الدولة قبل انقضاء تلك المدة.
وأكد (إيميل) أنه «لم يخطط إطلاقاً لسرقة المتجر الذي عمل فيه بكل نزاهة لفترة طويلة، ولم يرتّب للهروب من البلد الذي احتضنه وعاش فيه سنوات جميلة»، موضحاً أن الواقعة بدأت حين طلبت منه الشركة جواز سفره لإيداعه في دائرة الجمارك، لتتسلم شحنة من المجوهرات، وفق الإجراءات المتبعة.
وتابع (إيميل) «في الليلة الموعودة أعادت الشركة جواز سفري ورأيت مديرة الشركة وهي تتسلمه وتضعه في خزنة صغيرة داخل المتجر، ثم نسيت المفتاح فيها وغادرت، وتزامن ذلك مع تسلّم الشركة مجموعة ثمينة من المجوهرات، عبارة عن عقدين وثلاثة أقراط وخاتم»، ولفت إلى أنه «تعرّض للحظة ضعف مفاجئة، دفعته إلى سرقة المجوهرات وأخذ جواز سفره ومغادرة المتجر».
وأضاف أنه توجه على الفور إلى مطار الشارقة، وبمحض المصادفة وجد مكاناً شاغراً على طائرة متجهة إلى مطار الإسكندرية في منتصف الليل.
بعد نزوله من الطائرة، لم ينتظر طويلاً فأبلغ شقيقه بما حدث طالباً رأيه، لكن ردّة فعل الأخير كانت حازمة، فصفعه بقوة وهدده بالبراءة منه عائلياً إذا لم يُعد المجوهرات سريعاً إلى أصحابها.
وقال (إيميل): «شقيقي الأكبر في حكم أبي، ورفض حتى مجرّد مغادرتي المطار، ومناقشة المشكلة في المنزل، فقام على الفور بتغيير موعد العودة، وحجز لي على الطائرة نفسها العائدة إلى الإمارات، وانتظر معي في المطار حتى غادرت في الساعة 11 من صباح اليوم نفسه».
وأضاف «أرسلت رسالة نصية إلى مديرتي أبلغها بأني أخذت المجوهرات لعرضها على زبائن في إمارة مجاورة وأني في طريق العودة، لكن بمجرد وصولي إلى المتجر وجدت عدداً كبيراً من رجال الشرطة، فاصطحبني مالكه إلى المخزن وعنّفني بشدة، ثم سلّمني إلى الشرطة».
وأضاف أنه «مكث 19 يوماً في مركز شرطة الراشدية، حرص خلالها القائمون على المركز على التخفيف من معاناته ومساعدته قدر استطاعتهم، لكنهم أكدوا له أن الإفراج عنه لم يكن ممكناً في ظل تسجيل بلاغ جنائي من صاحب المتجر ضده».
ولفت إلى أن قرار المحكمة صدر في شهر نوفمبر الماضي، بغرامة 10 آلاف درهم، وساعده أصدقاؤه على سدادها. وناشد مالك المتجر السماح له بالانتقال إلى عمل آخر، لكنه لم يتجاوب، وصدر ضده قرار إداري بالحرمان لمدة عام.
إلى ذلك، ذكر شقيق (إيميل) الأكبر الذي أعاده بالمجوهرات المسروقة لـ«الإمارات اليوم» أن شقيقه كان ضحية لحظة ضعف إنسانية، لكنه عرف خطأه بنفسه، «ولم يتردّد لحظة في العودة، خصوصاً عندما أبلغته بعواقب فعلته على الأسرة وعلى مستقبله».
وأضاف الشقيق الأكبر الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه «تلقيت، أخيراً، اتصالاً هاتفياً من مسؤول في شرطة دبي، شكرني على موقفي من الواقعة، وإصراري على إعادة المجوهرات، فطلبت منه مساعدة شقيقي على الالتحاق بوظيفة أخرى».
المصدر جريدة الامارات اليوم