قيادة حرس الرئاسة
¬°•| ђάсқεя~4έṽέя |•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
علم العلل هو العلم الذي يبحث في الأسباب الخفية الغامضة التي يمكن أن تقدح في صحة الحديث، كأن يكون الحديث منقطعا فيروى على أنه موصول، أو أن يدخل حيث في حديثأ أو أن يكون في الحديث تدليس أو ما أشبه ذلك.[14] فعلم العلل يدرس كل سبب يقدح في صحة الحديث سواء كان غامضاً أو ظاهراً، وكل اختلاف في الحديث سواء كان قادحاً أو غير قادح.[108] فقد يكون الحديث ظاهره الصحة من نواحي اتصال السند، وعدالة الرواة، وضبطهم، وعدم الشذوذ، فظاهر الحديث أنه صحيح، لكن فيه علة لا يعرفها إلا المتخصص. والعلة الخفية تجيء غالباً في سند الحديث، وقد تجيء في متنه، وقد تجيء في السند والمتن معاً، وهي (العلة الخفية) غالباً في السند، وقليلاً في المتن، فالأحاديث المعلة متونها أقل بكثير من الأحاديث التي أعلت في أسانيدها.[109]
قال الألباني في تعليقه على أحد الأحاديث:
«إن ابن حزم نظر إلى ظاهر السند، فصححه ؛ وذلك مما يتناسب مع ظاهريته، أما أهل العلم والنقد، فلا يكتفون بذلك، بل يتتبعون الطرق، ويدرسون أحوال الرواة، وبذلك يتمكنون من معرفة ما إذا كان في الحديث علة أوْ لا ؛ ولذلك كان معرفة علل الحديث من أدقِّ علوم الحديث، إن لم يكن أدقَّها إطلاقاً...[110]»
قال السيوطي في تعريفه للعلل:
وعلة الحديث: أسباب خفت تقدح في صحته، حين وفت
مع كونه ظاهره السلامه فليحدد المعل من قد رامه
ما ريء فيه علة تقدح في صحته بعد سلامة تفي
يدركها الحافظ بالتفرد والخلف مع قرائن، فيهتدي[83]
وعلم العلل ممتد من مرحلة النقد الحديثي الذي ابتدأت بواكيره على أيدي كبار الصحابة، حيث كان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب يحتاطان [111] في قبول الأخبار، ويطلبان الشهادة على الحديث أحياناً ؛ من أجل تمييز الخطأ والوهم في الحديث النبوي، ثم اهتم العلماء به من بعد؛ لئلا ينسب إلى السنة شيء ليس منها خطأ. فعلم العلل له مزية خاصة، فهو كالميزان لبيان الخطأ من الصواب، والصحيح من المعوج، وقد اعتنى به أهل العلم قديماً وحديثاً عناية بالغة.
ولا تتأتى معرفة العلة في الحديث إلا من خلال معرفة قرائن أحوال الحديث وجمع طرقه كلها ودراستها ومقارنتها، قال الإمام مسلم:
« فبجمع هذه الروايات ومقابلة بعضها ببعض، تتميز صحيحها من سقيمها، وتتبين رواة ضعاف الأخبار من أضدادهم الحفاظ[112]»
وقال الخطيب البغدادي:
«والسبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته، ويعتبر بمكانهم من الحفظ، ومنزلتهم في الضبط والاتقان.[113]»
فإن كل حديث له قرائن ومرجحات خاصة تحف به وتوجب الوقوف على علة الحديث الخفية. قال الحافظ العلائي:
« ووجوه الترجيح كثيرة لا تنحصر ولا ضابط لها بالنسبة إلى جميع الأحاديث بل كل حديث يقوم به ترجيح خاص، وإنما ينهض بذلك الممارس الفطن الذي أكثر من الطرق والروايات[114]»
ومن الأمثلة على أنواع العلل في الحديث[86]:
أن يروي المحدث عن أحد شيوخه فيغلط الراوي عليه فيروي حديثه عنه من غير ذلك الطرق.
أن يتكلم أحد الصحابة أو التابعين في فقه مسألة أو حادثة فيغلط الراوي فيرويه عنه مسندا مرفوعا إلى النبي، فيأتي بعض العلماء إلى الإسناد المرفوع فيصححه.
ومن أنواع العلل: حديث الراوي الذي في أصله ثقة، ولكن روايته عن بعض الشيوخ ضعيفة.
ومن العلل الخفية: سقوط أحد الرواة من الإسناد.
ومن العلل الخفية: الإرسال الخفي (وهو أن يروي الراوي عن شيخ لم يسمع منه)، لتعاصر الراوي وشيخه في بلد واحد ووقت واحد.
ومعرفة علل الحديث من أجل علوم الحديث وأدقها وأشرفها، وإنما يضطلع بذلك أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب.[15] وهو علم دقيق لم يقم به إلا قلة من المتقدمين من الفحول الكبار، وأقل منهم من المتأخرىن، وذلكم لغموضه، وقد يعلون الحديث من غير بيان لوجه العلة، وهذا يجعل الأمر في غاية الصعوبة لمن أراد دراسة هذا الفن [13]. فقد روى الحاكم قال:
«عن أبي زرعة الرازي، أن رجلا قال له: ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال: الحجة أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته، ثم تقصد ابن وارة - يعني: محمد بن مسلم بن وارة - وتسأله عنه، ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه، فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميز كلام كل منا على ذلك الحديث، فإن وجدت بيننا خلافا في علته، فاعلم أن كلا منا تكلم على مراده، وإن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم، قال: ففعل الرجل فاتفقت كلمتهم عليه، فقال: أشهد أن هذا العلم إلهام.[115]»
وقال الحاكم أيضا:
«إنَّ الصحيح لا يعرف بروايته فقط، وإنَّما يُعرف بالفهم والحفظ وكثرة السماع، وليس لهذا النوع من العلم عون أكثر من مذاكرة أهل الفهم والمعرفة، ليظهر ما يخفى من علة الحديث، فإذا وُجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرّجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم رضي الله عنهما، لزم صاحب الحديث التنقير عن علته، ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علّته[115]»
[عدل]أهم كتب علم العلل
ومن أهم الكتب المتعلقة بعلم علل الحديث:
الإلزامات والتتبع - المؤلف : الدارقطني، أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن دينار البغدادي الدارقطني (المتوفى : 385هـ)
التمييز - المؤلف : أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كرشان القشيري العامري النيسابوري (المتوفى : 261هـ)
شرح علل الترمذي - ابن رجب الحنبلي زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن السلامي البغدادي الدمشقي (المتوفى : 795هـ)
العلل - المؤلف : علي بن المديني أبوالحسن علي بنُ عبدِ اللهِ بنِ جعفر بنِ نجيح بنِ بكر بن سعد (المتوفى : 234هـ)
العلل - المؤلف : أحمد بن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى : 241هـ)
المنتخب من العلل للخلال - المؤلف : ابن قدامة، موفق الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي (المتوفى : 620هـ)
علل الحديث - المؤلف : ابن أبي حاتم، أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى : 327هـ)
الجامع في العلل والفوائد - المؤلف : ماهر ياسين الفحل.
وللتفصيل، انظر: قائمة بأهم كتب العلل عند أهل السنة والجماعة
[عدل]علوم أخرى
ومن العلوم الأخرى المهمة المتعلقة أيضا بالحديث النبوي:
علم شرح الحديث
مقال تفصيلي :علم شرح الحديث
ويسمى هذا العلم بفقه الحديث، أو علم شرح الحديث، أو علم معاني الحديث، أو علم أصول تفسير الحديث، موضوع هذا العلم هو حديث النبي من جهة القواعد الكلية والمسائل المتعلقة ببيان معاني الحديث، والمراد منه، ومسائله تحرير هدف الحديث ومقصده، ومعناه على جهة الإجمال، وسلامته من المعارض والناسخ، وتفسير الألفاظ، وبيان معانيها والمراد منها. وما يتعلق بها من الأحكام، مع بيان أقوال العلماء في ذلك.[116]
تخريج الحديث:
مقال تفصيلي :تخريج الحديث
هو الدلالة على موضع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجته بسنده، ثم بيان مرتبته عند الحاجة. وقيل: عزو الحديث إلى من أخرجه من أئمة وعلماء الحديث المعتبرين، والكلام عليه بعد التفتيش عن حاله ورجال مخرجه.[117] وقال السخاوي: "التخريج هو إخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء، والمشيخات والكتب ونحوها، وسياقها من مرويات نفسه أو بعض شيوخه أو أقرانه أو نحو ذلك والكلام عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين"، وقال أيضاً: "وقد يتوسع في إطلاقه على مجرد الإخراج والعزو."[118]
قال الألباني في تعليقه على أحد الأحاديث:
«إن ابن حزم نظر إلى ظاهر السند، فصححه ؛ وذلك مما يتناسب مع ظاهريته، أما أهل العلم والنقد، فلا يكتفون بذلك، بل يتتبعون الطرق، ويدرسون أحوال الرواة، وبذلك يتمكنون من معرفة ما إذا كان في الحديث علة أوْ لا ؛ ولذلك كان معرفة علل الحديث من أدقِّ علوم الحديث، إن لم يكن أدقَّها إطلاقاً...[110]»
قال السيوطي في تعريفه للعلل:
وعلة الحديث: أسباب خفت تقدح في صحته، حين وفت
مع كونه ظاهره السلامه فليحدد المعل من قد رامه
ما ريء فيه علة تقدح في صحته بعد سلامة تفي
يدركها الحافظ بالتفرد والخلف مع قرائن، فيهتدي[83]
وعلم العلل ممتد من مرحلة النقد الحديثي الذي ابتدأت بواكيره على أيدي كبار الصحابة، حيث كان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب يحتاطان [111] في قبول الأخبار، ويطلبان الشهادة على الحديث أحياناً ؛ من أجل تمييز الخطأ والوهم في الحديث النبوي، ثم اهتم العلماء به من بعد؛ لئلا ينسب إلى السنة شيء ليس منها خطأ. فعلم العلل له مزية خاصة، فهو كالميزان لبيان الخطأ من الصواب، والصحيح من المعوج، وقد اعتنى به أهل العلم قديماً وحديثاً عناية بالغة.
ولا تتأتى معرفة العلة في الحديث إلا من خلال معرفة قرائن أحوال الحديث وجمع طرقه كلها ودراستها ومقارنتها، قال الإمام مسلم:
« فبجمع هذه الروايات ومقابلة بعضها ببعض، تتميز صحيحها من سقيمها، وتتبين رواة ضعاف الأخبار من أضدادهم الحفاظ[112]»
وقال الخطيب البغدادي:
«والسبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته، ويعتبر بمكانهم من الحفظ، ومنزلتهم في الضبط والاتقان.[113]»
فإن كل حديث له قرائن ومرجحات خاصة تحف به وتوجب الوقوف على علة الحديث الخفية. قال الحافظ العلائي:
« ووجوه الترجيح كثيرة لا تنحصر ولا ضابط لها بالنسبة إلى جميع الأحاديث بل كل حديث يقوم به ترجيح خاص، وإنما ينهض بذلك الممارس الفطن الذي أكثر من الطرق والروايات[114]»
ومن الأمثلة على أنواع العلل في الحديث[86]:
أن يروي المحدث عن أحد شيوخه فيغلط الراوي عليه فيروي حديثه عنه من غير ذلك الطرق.
أن يتكلم أحد الصحابة أو التابعين في فقه مسألة أو حادثة فيغلط الراوي فيرويه عنه مسندا مرفوعا إلى النبي، فيأتي بعض العلماء إلى الإسناد المرفوع فيصححه.
ومن أنواع العلل: حديث الراوي الذي في أصله ثقة، ولكن روايته عن بعض الشيوخ ضعيفة.
ومن العلل الخفية: سقوط أحد الرواة من الإسناد.
ومن العلل الخفية: الإرسال الخفي (وهو أن يروي الراوي عن شيخ لم يسمع منه)، لتعاصر الراوي وشيخه في بلد واحد ووقت واحد.
ومعرفة علل الحديث من أجل علوم الحديث وأدقها وأشرفها، وإنما يضطلع بذلك أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب.[15] وهو علم دقيق لم يقم به إلا قلة من المتقدمين من الفحول الكبار، وأقل منهم من المتأخرىن، وذلكم لغموضه، وقد يعلون الحديث من غير بيان لوجه العلة، وهذا يجعل الأمر في غاية الصعوبة لمن أراد دراسة هذا الفن [13]. فقد روى الحاكم قال:
«عن أبي زرعة الرازي، أن رجلا قال له: ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال: الحجة أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته، ثم تقصد ابن وارة - يعني: محمد بن مسلم بن وارة - وتسأله عنه، ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه، فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميز كلام كل منا على ذلك الحديث، فإن وجدت بيننا خلافا في علته، فاعلم أن كلا منا تكلم على مراده، وإن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم، قال: ففعل الرجل فاتفقت كلمتهم عليه، فقال: أشهد أن هذا العلم إلهام.[115]»
وقال الحاكم أيضا:
«إنَّ الصحيح لا يعرف بروايته فقط، وإنَّما يُعرف بالفهم والحفظ وكثرة السماع، وليس لهذا النوع من العلم عون أكثر من مذاكرة أهل الفهم والمعرفة، ليظهر ما يخفى من علة الحديث، فإذا وُجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرّجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم رضي الله عنهما، لزم صاحب الحديث التنقير عن علته، ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علّته[115]»
[عدل]أهم كتب علم العلل
ومن أهم الكتب المتعلقة بعلم علل الحديث:
الإلزامات والتتبع - المؤلف : الدارقطني، أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن دينار البغدادي الدارقطني (المتوفى : 385هـ)
التمييز - المؤلف : أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كرشان القشيري العامري النيسابوري (المتوفى : 261هـ)
شرح علل الترمذي - ابن رجب الحنبلي زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن السلامي البغدادي الدمشقي (المتوفى : 795هـ)
العلل - المؤلف : علي بن المديني أبوالحسن علي بنُ عبدِ اللهِ بنِ جعفر بنِ نجيح بنِ بكر بن سعد (المتوفى : 234هـ)
العلل - المؤلف : أحمد بن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى : 241هـ)
المنتخب من العلل للخلال - المؤلف : ابن قدامة، موفق الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي (المتوفى : 620هـ)
علل الحديث - المؤلف : ابن أبي حاتم، أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى : 327هـ)
الجامع في العلل والفوائد - المؤلف : ماهر ياسين الفحل.
وللتفصيل، انظر: قائمة بأهم كتب العلل عند أهل السنة والجماعة
[عدل]علوم أخرى
ومن العلوم الأخرى المهمة المتعلقة أيضا بالحديث النبوي:
علم شرح الحديث
مقال تفصيلي :علم شرح الحديث
ويسمى هذا العلم بفقه الحديث، أو علم شرح الحديث، أو علم معاني الحديث، أو علم أصول تفسير الحديث، موضوع هذا العلم هو حديث النبي من جهة القواعد الكلية والمسائل المتعلقة ببيان معاني الحديث، والمراد منه، ومسائله تحرير هدف الحديث ومقصده، ومعناه على جهة الإجمال، وسلامته من المعارض والناسخ، وتفسير الألفاظ، وبيان معانيها والمراد منها. وما يتعلق بها من الأحكام، مع بيان أقوال العلماء في ذلك.[116]
تخريج الحديث:
مقال تفصيلي :تخريج الحديث
هو الدلالة على موضع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجته بسنده، ثم بيان مرتبته عند الحاجة. وقيل: عزو الحديث إلى من أخرجه من أئمة وعلماء الحديث المعتبرين، والكلام عليه بعد التفتيش عن حاله ورجال مخرجه.[117] وقال السخاوي: "التخريج هو إخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء، والمشيخات والكتب ونحوها، وسياقها من مرويات نفسه أو بعض شيوخه أو أقرانه أو نحو ذلك والكلام عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين"، وقال أيضاً: "وقد يتوسع في إطلاقه على مجرد الإخراج والعزو."[118]