الإمارات تشهد مساء اليوم خسوفاً جزئياً للقمر بنسبة 81%
تشهد الإمارات مساء اليوم خسوفاً جزئياً للقمر بنسبة تبلغ ''81%''، في ظاهرة لن تتكرر إلا بخسوف كليٍّ للقمر في عام ،2011 وفق ما أعلن الناشط الفلكي نزار سلام رئيس مرصد الإمارات الفلكي المتحرك الذي دعا الظاهرة بـ''خسوف العقد''.
وينظم المرصد بالتعاون مع برنامج ''تكاتف'' للتطوع الاجتماعي برعاية ''هيدرا العقارية'' رصداً خاصاً لخسوف القمر الجزئي الساعة العاشرة والنصف من مساء اليوم في منطقة الكاسر، بحسب سلام الذي أعلن عن الفعالية في في مؤتمر صحفي عقده أمس بقاعة النخيل في المجمع الثقافي بأبوظبي.
وأوضح سلام أنه ستتم مشاهد الخسوف من معظم قارة آسيا وأوروبا وأفريقيا وأجزاء من أستراليا وجنوب القارة الأميركية وبعض الدول الواقعة في أقصى شرق آسيا وأستراليا أثناء غروب القمر، بينما تشهده الأجزاء الغربية من قارة أوروبا وأفريقيا وجنوب أميركا أثناء بزوغ القمر.
وسيتاح للجميع حضور فعاليات الخسوف ومتابعة الحدث أولاً بأول من خلال التلسكوبات الفلكية المتطورة والمعدة لرصد الظاهرة، ومنها تلسكوب (ميد شمث كاسجرين ال اكس 12 انش)، وتلسكوب (ميد ال أكس10 انش)، و(تلسكوب كاسر 6 انش)، و(تلسكوب عاكس 10 انش واخر 5 انش)، و(تلسكوب ماسكتوف 5 انش)، وتلسكوبات مختلفة أخرى.
كنما سيتم القيام باجراء الرصد الحي والمباشر للظاهرة عبر كاميرات فلكية متخصصة واجهزة عرض ملتيميديا وفلاتر لونية وعدسات رؤية متنوعة ووسائل عرض تعليمية للجمهور، بحسب سلام.
ولفت إلى أن نسبة الخسوف القمري لسطح القمر في ظل الأرض ستبلغ 81%، عندها يبدأ مقدار لمعان القمر بالتغير التدريجي، ويعاني انحساراً واضحاً في لمعانه الظاهري حتى فترة خروج القمر من منطقة ظل الأرض ومن ثم شبه الظل.
وأوضح أنه بالنسبة لرصد الظاهرة من على سطح القمر، فإنها ستكون بمثابة كسوف جزئي للشمس، لأن الأرض هنا ستحجب أشعة الشمس، ويقع جزء من ظلها على وجه سطح القمر، وبالتالي سيظلم وجه القمر.
وقال: ''إن مدة المكوث في ظل الأرض ستكون ساعة و34 دقيقة و27 ثانية، فيما سيكون إجمالي مدة المكوث في منطقة شبه الظل للأرض دخولاً وخروجاً ساعتين و46 دقيقة و59 ثانية، وهي غير ملحوظة لغير المتمرس برصد السماء، ولكن بالإمكان تصويرها عبر استخدام الكاميرات الرقمية وإجراء الملاحظات العينية قبل وبعد الدخول في منطقة شبه الظل أو التدقيق النظري أثناء الرصد بالنسبة للراصد العادي، وهذا يعتمد على حالة صفاء الجو.
وأضاف سلام أن الاتصال الأول يبدأ مع بداية دخول القمر منطقة شبه ظل الأرض الساعة العاشرة و23 دقيقة و7 ثوان، وسيكون اكتمال دخوله في شبه الظل وبداية الدخول في منطقة الظل الساعة الحادية عشرة و35 دقيقة و45 ثانية، وهنا يبدأ القمر بالزحف مباشرة نحو شمال منطقة ظل الأرض، ويصل إلى مدى الخسوف الأعظمي فجر الأحد الساعة الواحدة و10 دقائق و8,5 ثانية، ويعاني انحساراً واضحاً في لمعانه الظاهري ويمكث في منطقة ظل الأرض ساعة و34 دقيقة و27 ثانية.
وتكتمل عملية الخروج من ظل الأرض والدخول في شبه الظل للمرة الأخيرة في تمام الساعة الثانية و44 دقيقة و38 ثانية صباح الأحد، على أن يكمل القمر مسار سبره باتجاه الشمال الشرقي بعيداً عن شبه الظل الأرضي، معلناً انتهاء وقوعه في أسر شبه ظل الأرض الساعة الثالثة و57 دقيقة و6 ثوان من صباح يوم الأحد.
وكشف سلام أن حدوث الظاهرة يفيد في دراسة طبيعة ومدى تلوث الغلاف الجوي للأرض في حالة الخسوف الكلي، بحيث إنه إذا بدا القمر بلون أحمر غامق ومائل للسواد، فهذا يدل على نسبة بخار الماء وثاني أكسيد الكربون والتي تعمل على منع كمية كبيرة من الأشعة الحمراء من السقوط على سطح القمر.
أما إذا كانت نسبة الغازات قليلة في الغلاف الجوي للأرض، فإن نسبة كبيرة من الأشعة الحمراء تسقط على القمر، وبالتالي يظهر بلون أحمر خفيف، وفق سلام.
وسيقوم ''مرصد الإمارات الفلكي'' ضمن فعالية ''هيدرا الفلكية'' برصد كوكب المشتري، وبعض النجوم العنقودية، وبعض المجرات والسدم، وسيتم عرضها للجمهور عبر البث المرئي المباشر، وعبر إسقاط الصور من التلسكوبات المتخصصة، وإلقاء محاضرة باللغتين العربية والإنجليزية عن الحدث.
وأشار سلام إلى أن الخسوف هي ظاهرة تحدث ليلاً والقمر في طور البدر المكتمل، وبالأمكان لجميع الدول التي تتشارك الليل أو جزءاً منه أثناء حدوث الخسوف مشاهدته في حالة كان البدر ظاهراً في أفق السماء.
وقال إن ظاهرة خسوف القمر تحدث عندما يقع جسم القمر في مخروط ظل أو شبه ظل الأرض المتكون أساساً من سقوط أشعة الشمس على محيط الكرة الأرضية.
وكشف مرصد الإمارات الفلكي المتحرك بعض مواعيد أهم الخسوفات القمرية المقبلة والتي يمكن رؤيتها من الإمارات العربية، وهي كالتالي: في التاسع من فبراير خسوف شبه ظلي للقمر يبدأ والقمر تحت أفق سماء الإمارات عصراً وبتمام الساعة الرابعة و36 دقيقة و50 ثانية ويبلغ أقصاه الساعة السادسة و38 دقيقة مساء، وبالإمكان رصده بالعين المجردة إلا أنه لن يكون مميزاً أو باستخدام أجهزة الرصد لدقة الملاحظة وينتهي الساعة الثامنة مساء و39 دقيقة و39 ثانية.
والخسوف الجزئي المقبل في منطقة الظل سيكون في اليوم الأخير من ديسمبر عام 2009 والذي ستشهده معظم دول قارة آسيا واوروبا وافريقيا واستراليا، ويبدأ في الإمارات الساعة التاسعة و15 دقيقة و18 ثانية مساء، ويصل للذروة الساعة الحادية عشرة و22 دقيقة و41,4 ثانية، وينتهي الساعة الواحدة صباحاً و30 دقيقة و7 ثوان، وسيكون رصده صعباً بالعين المجردة، لأن جزءاً يسيراً من وجه القمر سيمر في خلفية ظل الأرض، وعليه فإن أفضل وقت للمشاهدة هو منتصف الخسوف.
وستشهد الإمارات خسوفاً كلياً للقمر بتاريخ 15 يونيو 2011 يبدأ الساعة التاسعة و23 دقيقة و5 ثوان مساء، وينتهي تمام الساعة الثالثة صباحاً ودقيقتين و15 ثانية، ويكتسي القمر بلون أحمر نحاسي.
كما تشهد خسوفاً كلياً آخر في 10 ديسمبر 2012 دون إمكانية مشاهدة مرحلة الدخول في شبه الظل لكون العملية تحدث والقمر تحت الأفق الشرقي، ويشرق القمر وهو متواجد في ظل الأرض الساعة السادسة و5 دقائق و40 ثانية، وسرعان مايصل الخسوف للذروة الساعة السادسة و31 دقيقة و46 ثانية، وهنا يظهر لونه مكتسياً بلون أحمر نحاسي، وينتهي الخسوف كلياً الساعة التاسعة و31 دقيقة و41 ثانية.
ويعود القمر للظهور مخسوفاً في شبه الظل في الخامس والعشرين من إبريل 2013 الساعة العاشرة مساء ودقيقة واحدة و46 ثانية، وينتهي تمام الساعة الثانية فجراً و13 دقيقة و22 ثانية صباح اليوم التالي.
وخسوف آخر في شبه الظل في 18 اكتوبر ،2013 وآخر كلي للقمر في 28 سبتمبر 2015 وتشهده الإمارات في اللحظات الأخيرة من غروب القمر، وكسوفا كلي آخر في 31 يناير 2018 تشهده سماء الإمارات واقعاً أثناء بزوغ القمر، وفي السابع والعشرين من يوليو 2018 تشهد الإمارات خسوفاً كلياً مرئياً بالكامل، ويعد أفضل خسوف، وآخر جزئي مرئي في 16 يوليو 2019.
الاتحاد