[ود]
¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
الاحتفال بافتتاح أكبر سد مائي بالسلطنة
الثلاثاء, 27 مارس 2012
أكثر من 43 مليون ريال تكلفة ضيقة -
تغطية - عيسى بن سعيد الخروصي
افتتح امس رسميا سد وادي ضيقة بولاية قريات الذي يعتبر اكبر سد مائي في السلطنة تحت رعاية صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد والذي بلغت تكلفته الاجمالية أكثر من ثلاثة وأربعين مليونا وستمائة وخمسة وأربعين ألفا وثلاثة وثمانين ريالا عمانيا (43.645.083.000) ريالاً، وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة وشيوخ ورشداء وأعيان وأبناء الولاية.
واكد معالي أحمد بن عبدالله بن محمد الشحي وزير البلديات الاقليمية وموارد المياه أن المحافظة على المياه وتنمية مواردها كان وما زال هدفاً رئيسياً من أهداف الحكومة المباركة؛ فقد شرعت السلطنة منذ منتصف الثمانينات في تنفيذ مشاريع سدود التغذية الجوفية وسدود التخزين السطحي لتؤدي دوراً هاماً في تنمية الموارد المائية وتعزيز الوضع المائي إضافة الى سدود الحماية من مخاطر الفيضانات للمساهمة في التخفيف من مخاطر الفيضانات.
وأضاف معاليه: ان مشروع سد وادي ضيقة يعتبر انجازاً جديداً لمسار التنمية في البلاد، اذ سيساهم في توفير مخزون استراتيجي لامداد المياه وتنمية الموارد المائية بولاية قريات وأجزاء من محافظة مسقط، والمحافظة على كميات كبيرة من مياه الأمطار التي كانت تضيع هدراً الى البحر، حيث تم تشييد سد وادي ضيقة ليحتجز المياه المتدفقة بالوادي بسعة تخزينية قدرها (100) مليون متر مكعب من المياه والاستفادة منها في الزارعة, وتوفير مياه الشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى لولاية قريات, وتوفير مورد مائي استراتيجي لمحافظة مسقط, وتوفير درجة من الحماية للقرى الواقعة على مجرى الوادي من مخاطر الفيضانات, بالاضافة الى تنمية القطاع السياحي بالولاية.
وأشار معاليه الى أن مشروع سد وادي ضيقة يتألف من سدين: السد الرئيسي والسد الجانبي وبحيرة التخزين، وتم تزويد السد ببرج يتم من خلاله التحكم بعملية تصريف المياه من بحيرة السد و انشاء قاعة المشاهدة في أعلى البرج، ويتضمن المشروع كذلك شبكة مراقبة تتألف من عدد من أجهزة القياس تم ربطها بنظام مركزي لعرض وحفظ البيانات بالاضافة الى نفق داخل جسم السد الرئيسي لأغراض الحفر والحقن وتصريف المياه المتسربة من السد بطريقة سليمة، حيث يوجد به عدد من أجهزة الرصد والمراقبة.
وقال معاليه عن المرحلة الثانية للمشروع: تتعلق بإمدادات المياه للمناطق المستهدفة وتتكون من نظام متطور لمعالجة امداد المياه، حيث سيتم ضخ ما يقارب (35) مليون متر مكعب من المياه سنوياً وذلك لتوزيع المياه المتجمعة ببحيرة السد ونقلها ومعالجتها لإمداد ولاية قريات وبعض ولايات محافظة مسقط بمياه الشرب والاستخدامات الأخرى.
أكبر المشاريع المائية
ويعد مشروع سد وادي ضيقة اضافة مهمة تضاف الى اللبنات الأساسية لتنمية قطاع الموارد المائية بالسلطنة تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -، كما يعد مشروع سد وادي ضيقة أحد أهم وأكبر المشاريع المائية التي نفذتها السلطنة على الاطلاق تم تصميمه بهدف تنمية واستدامة الموارد المائية وذلك وفق أعلى المعايير الهندسية وبمواصفات عالمية تضمن جوانب السلامة والأمان ليكون معلماً تنموياً ضمن مفاخر النهضة العمانية المباركة وسوف يساهم المشروع في تحقيق نقلة نوعية في المشاريع المائية المنفذة، حيث تقدر السعة التخزينية لبحيرة السد بحوالي 100 مليون متر مكعب، كما يوفر السد حوالي 35 مليون متر مكعب سنوياً من المياه.
برنامج الحفل
بدأت فعاليات الاحتفال بالاستماع لآيات من الذكر الحكيم وتضمن برنامج الحفل أوبريت «الماء سر الحياة» قدم من خلالها عدد من اللوحات الفنية الشيقة والمتنوعة شارك في تنفيذها طلبة وطالبات المدارس بولاية قريات هدفت الى ابراز مضامين عدة منها: أهمية المحافظة على المياه كونها أحد أهم الموارد الطبيعية ونبع الحياة والمورد الاساسي لعيش الانسان ومصدراً حيوياً لمختلف المجالات التنموية، كما تبرز أهمية هذه الموارد المائية في الوقت الراهن مع تفاقم مشكلة نقص المياه وخاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة التي تتعرض لفترات جفاف طويلة مما ينتج عنها نقص في الموارد المائية.
وتضمن الأوبريت الغنائي تسليط الضوء على الدور الذي تقوم به السلطنة في مجال تنمية الموارد المائية وادارتها واستغلاها الاستغلال الأمثل من خلال تنفيذ المشاريع المائية العديدة كبناء المنشآت المائية مثل السدود بأنواعها المختلفة وغيرها من الجهود التي تبذل من أجل الحفاظ على المياه في السلطنة وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.
كما تم تقديم لوحات فنية تراثية تعبر عن أصالة موروثنا التقليدي جسدت كل المعاني النبيلة، ثم قام راعي الحفل بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لافتتاح مشروع سد وادي ضيقة بولاية قريات والتجول في مركز الزوار والمعرض المخصص لمشروع سد وادي ضيقة وجولة في مرافق السد.
كما تضمنت فقرات حفل الافتتاح جولة لراعي الحفل والحضور لمركز الزوار بمشروع سد وادي ضيقة، والذي اشتمل على معرض توثيقي وتثقيفي يسلط الضوء على كل ما يتعلق بالمشروع ويتناول موضوع الماء من جميع الجوانب من خلال استعراض مواد نصية ومرئية باللغتين العربية والانجليزية بواسطة شاشات ذات تقنيات حديثة منها يعمل بواسطة اللمس وبعضها تعمل بشكل تلقائي، بالاضافة الى استعراض مجسمات توضيحية للمواضيع المتعلقة بالمياه والمشروع، الذي روعي في تصميمه و اعداد مواده ملائمتها لجميع فئات المجتمع و اخراجها بصورة عصرية تجمع بين الفائدة والمتعة. حيث يتألف المعرض من قاعتين وتقدم أحداهما عرضاً متكاملاً عن الماء ودورته الهيدرولوجية وأهم القضايا والحقائق المتعلقة بالموارد المائية في السلطنة والعالم بشكل عام، كما يتم استعراض السياسات المتبعة في السلطنة لادارة الطلب المتزايد على المياه والمشاريع المنجزة لتنمية الموارد المائية.
كما تقدم القاعة الأخرى معرضاً توثيقياً للمشروع يستعرض جميع ما يتعلق بمراحل تنفيذ المشروع ابتداء بمراحل التخطيط الأولية والدراسات الاستشارية الأولية وصولاً الى دراسة الجدوى و اعداد التصاميم التفصيلية ووثائق المناقصة، بالاضافة الى أهمية وأهداف تنفيذ المشروع والمراحل المختلفة للأعمال الانشائية.
كما يتضمن مركز الزوار مكاتب لطاقم تشغيل المشروع وقاعة للمحاضرات مزودة بأحدث التقنيات والوسائل الاعلامية لتقديم برامج توعوية وتعريفية لمرتادي المركز بالاضافة الى قاعة للاجتماعات وغرفة للمراقبة يتم من خلالها استعراض جميع البيانات المتعلقة بتشغيل ومراقبة السد وعرض بيانات الطقس وربطها بالأرصاد الجوية لمتابعة أحوال الطقس على الهواء مباشرة على شاشة رقمية بواسطة نظام للمراقبة عن بعد يربط أجهزة المراقبة والتحكم مما يسهل عملية عرض البيانات وحفظها من قبل الطاقم الفني.
كما شملت جولة راعي الحفل والحضور زيارة عدد من مرافق مشروع سد وادي ضيقة والتي منها: زيارة للسد الرئيسي والجانبي للوادي، وبرج مأخذ المياه الخاص بالتحكم بعملية تصريف المياه ببحيرة السد، وبحيرة التخزين، وأهم أنظمة التحكم والمراقبة التي توجد بمشروع سد وادي ضيقة.
إنشاء سدين
وتتألف المرحلة الأولى للمشروع من انشاء سدين بالمنطقة الواقعة أعلى قرية المزارع، السد الرئيسي والذي تم انشاؤه على المجرى الرئيسي لوادي ضيقة، والسد الجانبي عند الفجوة اليسرى لبحيرة التخزين لحجز المياه ومنعها من التدفق عبر هذه الفجوة عندما يرتفع مستوى المياه في بحيرة التخزين .
كما تم انشاء مفيض في وسط السد الرئيسي لتمرير مياه الفيضانات، كذلك تم انشاء حوض للتهدئة أسفل السد لكسر طاقة المياه المتدفقة من المفيض لمنع الانجراف في الوادي أسفل السد، وفي الحالات القصوى للغاية التي تتدفق فيها فيضانات عارمة فان مياه الفيضان ستنساب فوق قمة السد الرئيسي.
وتم تشييد السد الرئيسي مقوس الشكل من الخرسانة المدكوكة وله واجهة رأسية على الجانب المواجه لبحيرة التخزين وواجهة متدرجة مائلة على الجانب الأخر، ويتضمن السد كذلك برج لأخذ المياه مزود بـ(11) أنبوبا محكمة الاغلاق على ارتفاعات مختلفة للتحكم في كميات تصريف المياه من مختلف المستويات.
ويعمل السد الجانبي على غلق الفجوة بين الجبلين والتي كانت تستخدم للوصول للمواقع السياحية بالوادي، وقد تم تشييد هذا السد من الأتربة المدكوكة والصخور والحجارة الكبيرة وتم تزويده بقاطع رأسي عديم النفاذية، كما تم انشاء طريق أسفلتي على قمة السد الجانبي يصل الى السد الرئيسي.
كما تم انشاء برج مأخذ المياه لكي يتم من خلاله التحكم بعملية تصريف المياه من بحيرة السد، كما تم انشاء قاعة المشاهدة في أعلى البرج.
وعند امتلاء السد ستغطي بحيرة التخزين مساحة تقدر بحوالي350 هكتاراً تمتد لمسافة 6 كيلومترات الى الأعلى من جسم السد الرئيسي، كما سيبلغ محيط البحيرة عند الامتلاء حوالي 28 كيلومتراً. وتجدر الاشارة الى أن السعة التخزينية للبحيرة حوالي 100 مليون م3.
ويتضمن المشروع غرف التحكم والمراقبة بالسد وبرج تصريف المياه ومن أبرز مكوناتها : شاشات عرض لبيانات المراقبة، ومفاتيح تحكم في تشغيل الأجهزة الالكترونية، ونظام سكادا لمراقبة الأجهزة الموجودة بالسد ومحيطه. كما تشتمل أنظمة التحكم والمراقبة الى عدد (39) جهاز لقياس التمدد والانكماش بفعل الحرارة في خرسانة السد، و (100) جهاز لقياس التغير في درجة الحرارة تتصف بأنها ذات دقة عالية، ومحطة لمعرفة أحوال الطقس والمناخ. كما يوجد عدد من الأجهزة في نهاية حوض التهدئة والسد الجانبي لقياس المياه المتسربة من جسم السد بصورة مستمرة لضمان سلامة السد من التسريبات الزائدة واتخاذ الاجراءات اللازمة للسيطرة عليها في حال حدوثها.
ويتضمن المشروع أيضاً نفـــق داخل جسم السد الرئيسي بعرض (3) أمتار وارتفاع (4) أمتار لأغراض المراقبة والحقن وتصريف المياه المتسربة من السد بطريقة سليمة، حيث يمتد هذا النفق على طول السد وزود بدرج جانبي به سياج معدني ، ويوجد به : (122) بئرا لتخفيف ضغط الماء على أساسات السد، و(4) أجهزة لرصد الحركة في جسم السد، و(4) أجهزة لرصد الزلازل، و(18) صماما لنظام المراقبة، و( 50) جهازا لمراقبة المياه الجوفية.
بالاضافة الى ذلك يوجد بالمشروع (18) بئرا لمراقبة الخزانات الجوفية بمنطقة السد لمتابعة الوضع ومستوى المياه الجوفية.
ونظراً لما يمثله المشروع من أهمية كبيرة وبحكم موقعه المتميز على مجرى وادي ضيقة الذي يعد من المواقع السياحية المتميزة بالسلطنة فقد كان الارتقاء بجمالية الموقع وتنشيط الجانب السياحي للموقع من أحد أهداف المشروع ومرتكزاته.
و لابراز الطابع الجمالي للمشروع تم انشاء عدد من المرافق الجمالية بالموقع تتمثل في اقامة مسطحات خضراء في المنطقة الوسطية بين السدين الرئيسي والجانبي وفي المنطقة السفلية للسد الجانبي، و انشاء مظلات ومقاعد للجلوس وممرات من الطابوق المتشابك ونافورة مياه ورصف الطرق الداخلية وتزويدها بشبكة لتصريف مياه الأمطار و انشاء عدد من المواقف.
كما تم انشاء مهبط للطائرة العمودية بالقرب من مركز الزوار.
من جانب آخر تم تشجير المنطقة المحاذية للطريق الداخلي ابتداء من البوابة الرئيسية للمشروع وصولاً الى السد الجانبي والسد الرئيسي عن طريق غرس عدد (145) فسيلة نخيل وعدد (105) نخلات وغرس أشجار الزينة والزهور الموسمية و اقامة مسطحات خضراء و امدادها بنظام الري و انشاء ممرات من الطابوق المتشابك على محاذاة الطريق واقامة مسطحات من الحصى في بعض المواقع.
و لاضفاء مزيد من الطابع الجمالي تم تزويد منطقة المشروع بعدد من أعمدة الانارة ذات طابع جمالي على محاذاة الطرق وفي المسطحات الخضراء وعلى السدين. أضف الى ذلك تم انشاء برج للمشاهدة يربط بين المنطقة الوسطية ومركز الزوار عبر جسر حديدي كما اشتملت مرافق المشروع الجمالية والخدمية انشاء مطعم ودورات مياه عامة في المنطقة الوسطية لخدمة مرتادي الموقع. ولضمان أمن وسلامة مرتادي الموقع والمحافظة على خصوصية المكان فقد تم تسوير منطقة المشروع بجدار وسياج حديدي روعي في تصميمه جمالية الموقع بالاضافة الى بوابة وغرفة ومكتب للحراس لتنظيم عمليات الدخول والخروج.
وزير السياحة: المشروع انجاز كبير
قال معالي احمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة: اليوم نقف امام انجاز كبير من انجازات النهضة المتواصلة التي لم تنقطع منذ بداية النهضة المباركة.
وأكد وزير السياحة: ان مشروع سد وادي ضيقة يعتبر من اكبر المشاريع المائية بالسلطنة وهو مرتبط بالجانب السياحي لأنه يمثل السياحة المائية بالسلطنة وهو معلم سياحي جاد ويأتي دور وزارة السياحة بعد افتتاح السد بوضع برنامج شامل لتقديم الخدمات والتي تلامس بشكل مباشر السائح سواء كان من الداخل او من الخارج.
وأضاف معاليه: ان الوزارة بدأت في وضع موقع السد في اجندتها وسنقوم خلال الفترة المقبلة بالترويج لهذا المعلم المائي الهام بالسلطنة
الثلاثاء, 27 مارس 2012
أكثر من 43 مليون ريال تكلفة ضيقة -
تغطية - عيسى بن سعيد الخروصي
افتتح امس رسميا سد وادي ضيقة بولاية قريات الذي يعتبر اكبر سد مائي في السلطنة تحت رعاية صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد والذي بلغت تكلفته الاجمالية أكثر من ثلاثة وأربعين مليونا وستمائة وخمسة وأربعين ألفا وثلاثة وثمانين ريالا عمانيا (43.645.083.000) ريالاً، وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة وشيوخ ورشداء وأعيان وأبناء الولاية.
واكد معالي أحمد بن عبدالله بن محمد الشحي وزير البلديات الاقليمية وموارد المياه أن المحافظة على المياه وتنمية مواردها كان وما زال هدفاً رئيسياً من أهداف الحكومة المباركة؛ فقد شرعت السلطنة منذ منتصف الثمانينات في تنفيذ مشاريع سدود التغذية الجوفية وسدود التخزين السطحي لتؤدي دوراً هاماً في تنمية الموارد المائية وتعزيز الوضع المائي إضافة الى سدود الحماية من مخاطر الفيضانات للمساهمة في التخفيف من مخاطر الفيضانات.
وأضاف معاليه: ان مشروع سد وادي ضيقة يعتبر انجازاً جديداً لمسار التنمية في البلاد، اذ سيساهم في توفير مخزون استراتيجي لامداد المياه وتنمية الموارد المائية بولاية قريات وأجزاء من محافظة مسقط، والمحافظة على كميات كبيرة من مياه الأمطار التي كانت تضيع هدراً الى البحر، حيث تم تشييد سد وادي ضيقة ليحتجز المياه المتدفقة بالوادي بسعة تخزينية قدرها (100) مليون متر مكعب من المياه والاستفادة منها في الزارعة, وتوفير مياه الشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى لولاية قريات, وتوفير مورد مائي استراتيجي لمحافظة مسقط, وتوفير درجة من الحماية للقرى الواقعة على مجرى الوادي من مخاطر الفيضانات, بالاضافة الى تنمية القطاع السياحي بالولاية.
وأشار معاليه الى أن مشروع سد وادي ضيقة يتألف من سدين: السد الرئيسي والسد الجانبي وبحيرة التخزين، وتم تزويد السد ببرج يتم من خلاله التحكم بعملية تصريف المياه من بحيرة السد و انشاء قاعة المشاهدة في أعلى البرج، ويتضمن المشروع كذلك شبكة مراقبة تتألف من عدد من أجهزة القياس تم ربطها بنظام مركزي لعرض وحفظ البيانات بالاضافة الى نفق داخل جسم السد الرئيسي لأغراض الحفر والحقن وتصريف المياه المتسربة من السد بطريقة سليمة، حيث يوجد به عدد من أجهزة الرصد والمراقبة.
وقال معاليه عن المرحلة الثانية للمشروع: تتعلق بإمدادات المياه للمناطق المستهدفة وتتكون من نظام متطور لمعالجة امداد المياه، حيث سيتم ضخ ما يقارب (35) مليون متر مكعب من المياه سنوياً وذلك لتوزيع المياه المتجمعة ببحيرة السد ونقلها ومعالجتها لإمداد ولاية قريات وبعض ولايات محافظة مسقط بمياه الشرب والاستخدامات الأخرى.
أكبر المشاريع المائية
ويعد مشروع سد وادي ضيقة اضافة مهمة تضاف الى اللبنات الأساسية لتنمية قطاع الموارد المائية بالسلطنة تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -، كما يعد مشروع سد وادي ضيقة أحد أهم وأكبر المشاريع المائية التي نفذتها السلطنة على الاطلاق تم تصميمه بهدف تنمية واستدامة الموارد المائية وذلك وفق أعلى المعايير الهندسية وبمواصفات عالمية تضمن جوانب السلامة والأمان ليكون معلماً تنموياً ضمن مفاخر النهضة العمانية المباركة وسوف يساهم المشروع في تحقيق نقلة نوعية في المشاريع المائية المنفذة، حيث تقدر السعة التخزينية لبحيرة السد بحوالي 100 مليون متر مكعب، كما يوفر السد حوالي 35 مليون متر مكعب سنوياً من المياه.
برنامج الحفل
بدأت فعاليات الاحتفال بالاستماع لآيات من الذكر الحكيم وتضمن برنامج الحفل أوبريت «الماء سر الحياة» قدم من خلالها عدد من اللوحات الفنية الشيقة والمتنوعة شارك في تنفيذها طلبة وطالبات المدارس بولاية قريات هدفت الى ابراز مضامين عدة منها: أهمية المحافظة على المياه كونها أحد أهم الموارد الطبيعية ونبع الحياة والمورد الاساسي لعيش الانسان ومصدراً حيوياً لمختلف المجالات التنموية، كما تبرز أهمية هذه الموارد المائية في الوقت الراهن مع تفاقم مشكلة نقص المياه وخاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة التي تتعرض لفترات جفاف طويلة مما ينتج عنها نقص في الموارد المائية.
وتضمن الأوبريت الغنائي تسليط الضوء على الدور الذي تقوم به السلطنة في مجال تنمية الموارد المائية وادارتها واستغلاها الاستغلال الأمثل من خلال تنفيذ المشاريع المائية العديدة كبناء المنشآت المائية مثل السدود بأنواعها المختلفة وغيرها من الجهود التي تبذل من أجل الحفاظ على المياه في السلطنة وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.
كما تم تقديم لوحات فنية تراثية تعبر عن أصالة موروثنا التقليدي جسدت كل المعاني النبيلة، ثم قام راعي الحفل بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لافتتاح مشروع سد وادي ضيقة بولاية قريات والتجول في مركز الزوار والمعرض المخصص لمشروع سد وادي ضيقة وجولة في مرافق السد.
كما تضمنت فقرات حفل الافتتاح جولة لراعي الحفل والحضور لمركز الزوار بمشروع سد وادي ضيقة، والذي اشتمل على معرض توثيقي وتثقيفي يسلط الضوء على كل ما يتعلق بالمشروع ويتناول موضوع الماء من جميع الجوانب من خلال استعراض مواد نصية ومرئية باللغتين العربية والانجليزية بواسطة شاشات ذات تقنيات حديثة منها يعمل بواسطة اللمس وبعضها تعمل بشكل تلقائي، بالاضافة الى استعراض مجسمات توضيحية للمواضيع المتعلقة بالمياه والمشروع، الذي روعي في تصميمه و اعداد مواده ملائمتها لجميع فئات المجتمع و اخراجها بصورة عصرية تجمع بين الفائدة والمتعة. حيث يتألف المعرض من قاعتين وتقدم أحداهما عرضاً متكاملاً عن الماء ودورته الهيدرولوجية وأهم القضايا والحقائق المتعلقة بالموارد المائية في السلطنة والعالم بشكل عام، كما يتم استعراض السياسات المتبعة في السلطنة لادارة الطلب المتزايد على المياه والمشاريع المنجزة لتنمية الموارد المائية.
كما تقدم القاعة الأخرى معرضاً توثيقياً للمشروع يستعرض جميع ما يتعلق بمراحل تنفيذ المشروع ابتداء بمراحل التخطيط الأولية والدراسات الاستشارية الأولية وصولاً الى دراسة الجدوى و اعداد التصاميم التفصيلية ووثائق المناقصة، بالاضافة الى أهمية وأهداف تنفيذ المشروع والمراحل المختلفة للأعمال الانشائية.
كما يتضمن مركز الزوار مكاتب لطاقم تشغيل المشروع وقاعة للمحاضرات مزودة بأحدث التقنيات والوسائل الاعلامية لتقديم برامج توعوية وتعريفية لمرتادي المركز بالاضافة الى قاعة للاجتماعات وغرفة للمراقبة يتم من خلالها استعراض جميع البيانات المتعلقة بتشغيل ومراقبة السد وعرض بيانات الطقس وربطها بالأرصاد الجوية لمتابعة أحوال الطقس على الهواء مباشرة على شاشة رقمية بواسطة نظام للمراقبة عن بعد يربط أجهزة المراقبة والتحكم مما يسهل عملية عرض البيانات وحفظها من قبل الطاقم الفني.
كما شملت جولة راعي الحفل والحضور زيارة عدد من مرافق مشروع سد وادي ضيقة والتي منها: زيارة للسد الرئيسي والجانبي للوادي، وبرج مأخذ المياه الخاص بالتحكم بعملية تصريف المياه ببحيرة السد، وبحيرة التخزين، وأهم أنظمة التحكم والمراقبة التي توجد بمشروع سد وادي ضيقة.
إنشاء سدين
وتتألف المرحلة الأولى للمشروع من انشاء سدين بالمنطقة الواقعة أعلى قرية المزارع، السد الرئيسي والذي تم انشاؤه على المجرى الرئيسي لوادي ضيقة، والسد الجانبي عند الفجوة اليسرى لبحيرة التخزين لحجز المياه ومنعها من التدفق عبر هذه الفجوة عندما يرتفع مستوى المياه في بحيرة التخزين .
كما تم انشاء مفيض في وسط السد الرئيسي لتمرير مياه الفيضانات، كذلك تم انشاء حوض للتهدئة أسفل السد لكسر طاقة المياه المتدفقة من المفيض لمنع الانجراف في الوادي أسفل السد، وفي الحالات القصوى للغاية التي تتدفق فيها فيضانات عارمة فان مياه الفيضان ستنساب فوق قمة السد الرئيسي.
وتم تشييد السد الرئيسي مقوس الشكل من الخرسانة المدكوكة وله واجهة رأسية على الجانب المواجه لبحيرة التخزين وواجهة متدرجة مائلة على الجانب الأخر، ويتضمن السد كذلك برج لأخذ المياه مزود بـ(11) أنبوبا محكمة الاغلاق على ارتفاعات مختلفة للتحكم في كميات تصريف المياه من مختلف المستويات.
ويعمل السد الجانبي على غلق الفجوة بين الجبلين والتي كانت تستخدم للوصول للمواقع السياحية بالوادي، وقد تم تشييد هذا السد من الأتربة المدكوكة والصخور والحجارة الكبيرة وتم تزويده بقاطع رأسي عديم النفاذية، كما تم انشاء طريق أسفلتي على قمة السد الجانبي يصل الى السد الرئيسي.
كما تم انشاء برج مأخذ المياه لكي يتم من خلاله التحكم بعملية تصريف المياه من بحيرة السد، كما تم انشاء قاعة المشاهدة في أعلى البرج.
وعند امتلاء السد ستغطي بحيرة التخزين مساحة تقدر بحوالي350 هكتاراً تمتد لمسافة 6 كيلومترات الى الأعلى من جسم السد الرئيسي، كما سيبلغ محيط البحيرة عند الامتلاء حوالي 28 كيلومتراً. وتجدر الاشارة الى أن السعة التخزينية للبحيرة حوالي 100 مليون م3.
ويتضمن المشروع غرف التحكم والمراقبة بالسد وبرج تصريف المياه ومن أبرز مكوناتها : شاشات عرض لبيانات المراقبة، ومفاتيح تحكم في تشغيل الأجهزة الالكترونية، ونظام سكادا لمراقبة الأجهزة الموجودة بالسد ومحيطه. كما تشتمل أنظمة التحكم والمراقبة الى عدد (39) جهاز لقياس التمدد والانكماش بفعل الحرارة في خرسانة السد، و (100) جهاز لقياس التغير في درجة الحرارة تتصف بأنها ذات دقة عالية، ومحطة لمعرفة أحوال الطقس والمناخ. كما يوجد عدد من الأجهزة في نهاية حوض التهدئة والسد الجانبي لقياس المياه المتسربة من جسم السد بصورة مستمرة لضمان سلامة السد من التسريبات الزائدة واتخاذ الاجراءات اللازمة للسيطرة عليها في حال حدوثها.
ويتضمن المشروع أيضاً نفـــق داخل جسم السد الرئيسي بعرض (3) أمتار وارتفاع (4) أمتار لأغراض المراقبة والحقن وتصريف المياه المتسربة من السد بطريقة سليمة، حيث يمتد هذا النفق على طول السد وزود بدرج جانبي به سياج معدني ، ويوجد به : (122) بئرا لتخفيف ضغط الماء على أساسات السد، و(4) أجهزة لرصد الحركة في جسم السد، و(4) أجهزة لرصد الزلازل، و(18) صماما لنظام المراقبة، و( 50) جهازا لمراقبة المياه الجوفية.
بالاضافة الى ذلك يوجد بالمشروع (18) بئرا لمراقبة الخزانات الجوفية بمنطقة السد لمتابعة الوضع ومستوى المياه الجوفية.
ونظراً لما يمثله المشروع من أهمية كبيرة وبحكم موقعه المتميز على مجرى وادي ضيقة الذي يعد من المواقع السياحية المتميزة بالسلطنة فقد كان الارتقاء بجمالية الموقع وتنشيط الجانب السياحي للموقع من أحد أهداف المشروع ومرتكزاته.
و لابراز الطابع الجمالي للمشروع تم انشاء عدد من المرافق الجمالية بالموقع تتمثل في اقامة مسطحات خضراء في المنطقة الوسطية بين السدين الرئيسي والجانبي وفي المنطقة السفلية للسد الجانبي، و انشاء مظلات ومقاعد للجلوس وممرات من الطابوق المتشابك ونافورة مياه ورصف الطرق الداخلية وتزويدها بشبكة لتصريف مياه الأمطار و انشاء عدد من المواقف.
كما تم انشاء مهبط للطائرة العمودية بالقرب من مركز الزوار.
من جانب آخر تم تشجير المنطقة المحاذية للطريق الداخلي ابتداء من البوابة الرئيسية للمشروع وصولاً الى السد الجانبي والسد الرئيسي عن طريق غرس عدد (145) فسيلة نخيل وعدد (105) نخلات وغرس أشجار الزينة والزهور الموسمية و اقامة مسطحات خضراء و امدادها بنظام الري و انشاء ممرات من الطابوق المتشابك على محاذاة الطريق واقامة مسطحات من الحصى في بعض المواقع.
و لاضفاء مزيد من الطابع الجمالي تم تزويد منطقة المشروع بعدد من أعمدة الانارة ذات طابع جمالي على محاذاة الطرق وفي المسطحات الخضراء وعلى السدين. أضف الى ذلك تم انشاء برج للمشاهدة يربط بين المنطقة الوسطية ومركز الزوار عبر جسر حديدي كما اشتملت مرافق المشروع الجمالية والخدمية انشاء مطعم ودورات مياه عامة في المنطقة الوسطية لخدمة مرتادي الموقع. ولضمان أمن وسلامة مرتادي الموقع والمحافظة على خصوصية المكان فقد تم تسوير منطقة المشروع بجدار وسياج حديدي روعي في تصميمه جمالية الموقع بالاضافة الى بوابة وغرفة ومكتب للحراس لتنظيم عمليات الدخول والخروج.
وزير السياحة: المشروع انجاز كبير
قال معالي احمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة: اليوم نقف امام انجاز كبير من انجازات النهضة المتواصلة التي لم تنقطع منذ بداية النهضة المباركة.
وأكد وزير السياحة: ان مشروع سد وادي ضيقة يعتبر من اكبر المشاريع المائية بالسلطنة وهو مرتبط بالجانب السياحي لأنه يمثل السياحة المائية بالسلطنة وهو معلم سياحي جاد ويأتي دور وزارة السياحة بعد افتتاح السد بوضع برنامج شامل لتقديم الخدمات والتي تلامس بشكل مباشر السائح سواء كان من الداخل او من الخارج.
وأضاف معاليه: ان الوزارة بدأت في وضع موقع السد في اجندتها وسنقوم خلال الفترة المقبلة بالترويج لهذا المعلم المائي الهام بالسلطنة