بسم الله الرحمن الرحيم
الحياة إما للإنسان وإما عليه ! تمر ساعاتها ولحظاتها وأيامها وأعوامها على الإنسان، وتقوده إلى المحبة والرضوان, حتى يكون من أهل الفوز والجنان، أو تمر عليه فتقوده إلى النيران، وإلى غضب الواحد الديان.
الحياة إما أن تضحِكُكَ ساعة لتُبكِيكَ دهراً، وإما أن تُبكِيكَ ساعة لتُضحِكَكَ دهراً . .
الحياة إما نعمة للإنسان أو نقمة عليه ! هذه الحياة التي عاشها الأولون وعاشها الآباء والأجداد، وعاشها السابقون، وصاروا إلى الله عز وجل بما كانوا يفعلون .
الحياة معناها كل لحظة تعيشها، وكل ساعة تقضيها، ونحن في هذه اللحظة نعيش حياة إما لنا وإما علينا .
فالرجل الموفق السعيد من نظر في هذه الحياة وعرف حقها وقدرها . .
فالرجل الموفق السعيد من نظر في هذه الحياة وعرف حقها وقدرها . .
فهي والله حياة طالما أبكت أناساً فما جفت دموعهم، وطالما أضحكت أناساً فما ردت عليهم ضحكاتهم ولا سرورهم.
أحبتي في الله ! الحياة الدنيا جعلها الله ابتلاءً واختباراً وامتحاناً تظهر فيه حقائق العباد . .
ففائز برحمة الله سعيد، و محروم من رضوان الله شقي طريد . كل ساعة تعيشها إما أن يكون الله راضياً عنك في هذه الساعة التي عشتها، وإما العكس والعياذ بالله، فإما أن تقربك من الله، وإما أن تبعدك من الله .
ففائز برحمة الله سعيد، و محروم من رضوان الله شقي طريد . كل ساعة تعيشها إما أن يكون الله راضياً عنك في هذه الساعة التي عشتها، وإما العكس والعياذ بالله، فإما أن تقربك من الله، وإما أن تبعدك من الله .
وقد تعيش لحظة واحدة من لحظات حب الله وطاعته تغفر بها سيئات الحياة ! وتغفر بها ذنوب العمر . وقد تعيش لحظة واحدة تتنكب فيها عن صراط الله، وتبتعد فيها عن طاعة الله؛ تكون سبباً في شقاء الإنسان في حياته كلها، نسأل الله السلامة والعافية .
فهذه الحياة فيها داعيان: داعٍ إلى رحمة الله ورضوان الله ومحبته . وأما الداعي الثاني: فهو داعٍ إلى ضد ذلك .
من شهوة أمارة بالسوء، أو نزوة داعية إلى خاتمة السوء ، والإنسان قد يعيش لحظة من حياته يبكي فيها بكاء الندم على التفريط في جنب ربه ، يبدل الله بذلك البكاء سيئاته حسنات، فكم من أناس أذنبوا ؟ وكم من أناس أساءوا ؟ وكم من أناس ابتعدوا ؟ وطالما اغتربوا عن ربهم ، فكانوا بعيدين عن رحمة الله، غريبين عن رضوان الله، وجاءتهم تلك الساعة واللحظة وهي التي نعنيها بالحياة الطيبة ! لكي تراق منهم دمعة الندم، ولكي يلتهب في القلب داعي الألم .
فيحس الإنسان أنه قد طالت عن الله غربته، وقد طالت عن الله غيبته . . لكي يقول: إني تائب إلى الله، ومنيب إلى رحمته ورضوانه ! وهذه الساعة ساعة الندم هي مفتاح السعادة للإنسان .
وكما يقول العلماء: إن الإنسان قد يذنب ذنوباً كثيرة، ولكن إذا صدق ندمه وصدقت توبته بدل الله سيئاته حسنات، فأصبحت حياته طيبة بطيب ذلك الندم، وبصدق ما يجده في نفسه من الشجا والألم، ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحيي في قلوبنا هذا الداعي إلى رحمته .
الشيخ محمد المختار الشنقيطي
أحبتي في الله . . أعضاء منتدى محافظة البريمي الكرام
والله لم أجد في نفسي , إلا هذا الجزء من محاضرة الحياة الطيبة للشيخ الشنقيطي , لأبدأ به حديثي لنفسي أولاً ولأخوتي الكرام , علها عودة صادقة , وتوبة خاشعة .
أترك لنفسي ولكم هنا فسحة إيمانية . لأرواح تائهة , تشكوا أغلالاً ضيقة ! ضيقتها الدنيا بزينتها وزخرفها وبهرجها , فأنستها ما خُلِقت لأجله , وما ستُقدِم عليه , وما ستنتهي إليه , وكأننا خُلقنا لنعيش أبد الآبدين , ليت شعري أين قصورٌ ذهب سكانها , وبيوتٌ هجرها أصحابها , وجدرانٌ تبكي أربابها , تجرعوا كأس المنون , فبكوا دموعهم أنهارا , وساحت عبراتهم مدرارا , وكل هذا لماذا ؟! لدنيا فانية , عصرت قلبي حتى تركته خاويا تتصافق أبوابه , وتتلاطم أمواجه , وتهل آهاته وحسراته , حسرة على مافرط في جنب الله .
هنا . . متسع لقلوبكم لمناجاة خالقها وبارئها , فمن الحياء مع الله أن نستشعر عظيم نعمه علينا , والتي لا تعد ولا تحصى .
فاكتبوا مابدا لكم , وانقلوا ما راق لكم , في فضفضات إيمانية , تقربنا من الله عزوجل , فوالله ماطابت الحياة الا بقربه , وما تكدرت إلا بالبعد عنه .
وستكون بإذن الله أوراق متجددة , تطوى كطي أوقاتنا الزائلة , نذكر بها أنفسنا أنا سنموت يوما , ولابد من توبة صادقة , قبل أن يفوت الأوان , عندما لا ينفع مال ولا بنون , إلا من أتى الله بقلب سليم .
أسأل الله السلامة لي ولكم وكما جمعنا في الدنيا أسأله أن يجمعنا في الآخرة بعد عمر طويل في دار رحمته ومستقر كرامته مع سيد الأنبياء محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم , .
.
.
.
أخوكم
التعديل الأخير: