غرآآآم البريمي
¬°•| عضو فعّال |•°¬
- إنضم
- 4 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 131
امرأة لا يريدها أحد..
في روايتها «Open House» تروي إليزابيث بيرج قصة سيدة قرر زوجها قطع علاقته بها ليقول إنه يريد تركها والرحيل..!!
لماذا؟ ولماذا الآن؟ وكيف وبأي مبرر؟! انهالت عليه الزوجة بالأسئلة فلم يجاملها بإجابة بل طفق يجمع ثيابه وخرج هائماً على وجهه منتصف الليل وكأنه فارٌّ من سجن.. ترك زوجته المحبة التي تفانت في خدمته وخدمة طفلهما ذي الثماني سنوات؛ وترك بيتهما الجميل للفرار من إحساس خانق لم يقدم له تفسيراً..
تهاوت حياتها بالطبع؛ ووجدت زوجها يتخلى عن مسئوليته في دفع أقساط المنزل ما جعلها مهددة بخسارة منزلها الذي بدا لها – حينها- كل ما تملك. لملمت الزوجة كرامتها وشرعت في البحث عن عمل؛ ولكنها لم تجد من يرغب في توظيف سيدة على مشارف الخمسين؛ لا تملك أي خبرة في أي عمل ولا مهارات من أي نوع .!!
تزامناً مع كل هذا فوجئت الأم بطفلها الوحيد، الذي اجتهدت لرعايته وسد غياب الأب بتدليله، وهو يصدُّ عنها ويتركها هو الآخر للانتقال لمنزل والده لما وجد أن الحياة مع أمه كئيبة لا تطاق. ولما جاءت والدتها لتواسيها قالت لها بانكسار : لا ألومهما لتركي.. حتى أنا أريد أن أتركني!!
بطلة قصتنا هذه تشبه كثيراً من النساء الشرقيات.. تتزوَّج الواحدة منهن فتذوب في الأسرة؛ في رغبات الزوج ومتطلبات الأبناء والمنزل.. تتلاشى هويتها تباعاً وتصبح إنسانة أخرى بلا خصوصية.. بلا هوية.. لا اهتمامات لها ولا هوايات ولا صداقات ولا طموحات - إلا- تلك المتعلقة بالأسرة!!
برنامجهن اليومي هو ما تسمح به متطلبات الأسرة.. يشاهدن ما يريد الزوج مشاهدته من برامج؛ ويذهبن إلى حيث يريد الأبناء من مطاعم؛ وإن عملن.. فيعملن لأن الأسرة محتاجة للدخل الإضافي، وحتى عندما يتسوَّقن؛ يتسوقن للمنزل والأبناء.!! لا تتعجبوا فهن شريحة موجودة ؛ تلفتوا حولكم وستجدون منهن زمراً.. نساء نذرن أنفسهن للأسرة ونسين أنفسهن.. هن نماذج مشرفة - نعم- إنما في يوتوبيا أفلاطون؛ أما في عالمنا هذا فهنَّ كالمستثمر المتهور الذي يضع بيضه كله.. في سلة واحدة !!
أعي تماماً أن البعض يمطّ شفتيه الآن أو يرفع حاجبه أستنكاراً؛ ولكن الحقيقة هي أننا نعيش في عصر مستعر لا شيء فيه مضمون.. فالزوج المخلص المتفاني قد ينسى زوجته - بل ونفسه- من أجل حب جديد.. والأبناء قد يلتصقون بالأم في سنوات الحاجة لها ثم يمضون في حياتهم المستقلة.. دنيا اليوم موحشة؛ وعلى كل امرئ منا أن يتهيأ لما هو غير متوقع..
قد يبدو هذا الطرح متطرفاً ولكن المشهد أكثر تطرفاً.. المشكلة هنا أن المرأة التي تنسى نفسها ولا تحب ذاتها لا تجد في العادة من يحبها.. كثيرون ينفرون من النساء القويات ولكن من ينفرون من المستكينات مهيضات الجناح أكثر.. بلى؛ من الجميل أن تذوب بين مجموعة؛ في عمل أو أسرة أو جماعة.. ولكن هذا الذوبان يجب أن يكون محسوباً لئلا يسقط الفرد بعدها في دوامة الصدمة والخذلان..
بالمناسبة؛ قد تتساءلون ماذا جرى لصاحبتنا بطلة القصة أعلاه.. حسنا؛ استطاعت الحصول على عمل بسيط وأجّرت غرفتين في منزلها ولملمت شعث حياتها وانطلقت للحياة !! لاحقاً؛ عصفت أزمة بحياة الزوج الهارب فعاد أدراجه يترجى العودة لعش بيتها الهانئ .. فربتت على كتفه؛ وطردته !!
لماذا؟ ولماذا الآن؟ وكيف وبأي مبرر؟! انهالت عليه الزوجة بالأسئلة فلم يجاملها بإجابة بل طفق يجمع ثيابه وخرج هائماً على وجهه منتصف الليل وكأنه فارٌّ من سجن.. ترك زوجته المحبة التي تفانت في خدمته وخدمة طفلهما ذي الثماني سنوات؛ وترك بيتهما الجميل للفرار من إحساس خانق لم يقدم له تفسيراً..
تهاوت حياتها بالطبع؛ ووجدت زوجها يتخلى عن مسئوليته في دفع أقساط المنزل ما جعلها مهددة بخسارة منزلها الذي بدا لها – حينها- كل ما تملك. لملمت الزوجة كرامتها وشرعت في البحث عن عمل؛ ولكنها لم تجد من يرغب في توظيف سيدة على مشارف الخمسين؛ لا تملك أي خبرة في أي عمل ولا مهارات من أي نوع .!!
تزامناً مع كل هذا فوجئت الأم بطفلها الوحيد، الذي اجتهدت لرعايته وسد غياب الأب بتدليله، وهو يصدُّ عنها ويتركها هو الآخر للانتقال لمنزل والده لما وجد أن الحياة مع أمه كئيبة لا تطاق. ولما جاءت والدتها لتواسيها قالت لها بانكسار : لا ألومهما لتركي.. حتى أنا أريد أن أتركني!!
بطلة قصتنا هذه تشبه كثيراً من النساء الشرقيات.. تتزوَّج الواحدة منهن فتذوب في الأسرة؛ في رغبات الزوج ومتطلبات الأبناء والمنزل.. تتلاشى هويتها تباعاً وتصبح إنسانة أخرى بلا خصوصية.. بلا هوية.. لا اهتمامات لها ولا هوايات ولا صداقات ولا طموحات - إلا- تلك المتعلقة بالأسرة!!
برنامجهن اليومي هو ما تسمح به متطلبات الأسرة.. يشاهدن ما يريد الزوج مشاهدته من برامج؛ ويذهبن إلى حيث يريد الأبناء من مطاعم؛ وإن عملن.. فيعملن لأن الأسرة محتاجة للدخل الإضافي، وحتى عندما يتسوَّقن؛ يتسوقن للمنزل والأبناء.!! لا تتعجبوا فهن شريحة موجودة ؛ تلفتوا حولكم وستجدون منهن زمراً.. نساء نذرن أنفسهن للأسرة ونسين أنفسهن.. هن نماذج مشرفة - نعم- إنما في يوتوبيا أفلاطون؛ أما في عالمنا هذا فهنَّ كالمستثمر المتهور الذي يضع بيضه كله.. في سلة واحدة !!
أعي تماماً أن البعض يمطّ شفتيه الآن أو يرفع حاجبه أستنكاراً؛ ولكن الحقيقة هي أننا نعيش في عصر مستعر لا شيء فيه مضمون.. فالزوج المخلص المتفاني قد ينسى زوجته - بل ونفسه- من أجل حب جديد.. والأبناء قد يلتصقون بالأم في سنوات الحاجة لها ثم يمضون في حياتهم المستقلة.. دنيا اليوم موحشة؛ وعلى كل امرئ منا أن يتهيأ لما هو غير متوقع..
قد يبدو هذا الطرح متطرفاً ولكن المشهد أكثر تطرفاً.. المشكلة هنا أن المرأة التي تنسى نفسها ولا تحب ذاتها لا تجد في العادة من يحبها.. كثيرون ينفرون من النساء القويات ولكن من ينفرون من المستكينات مهيضات الجناح أكثر.. بلى؛ من الجميل أن تذوب بين مجموعة؛ في عمل أو أسرة أو جماعة.. ولكن هذا الذوبان يجب أن يكون محسوباً لئلا يسقط الفرد بعدها في دوامة الصدمة والخذلان..
بالمناسبة؛ قد تتساءلون ماذا جرى لصاحبتنا بطلة القصة أعلاه.. حسنا؛ استطاعت الحصول على عمل بسيط وأجّرت غرفتين في منزلها ولملمت شعث حياتها وانطلقت للحياة !! لاحقاً؛ عصفت أزمة بحياة الزوج الهارب فعاد أدراجه يترجى العودة لعش بيتها الهانئ .. فربتت على كتفه؛ وطردته !!
رحيق الكلام:
لا تجازفي بأكثر مما يجب.. ضحي بكل شيء إلا بحبك لنفسك.. فلتكن لك هواياتك واهتماماتك وحياتك وطموحاتك..
أحبي نفسك .. ليحبك الآخرون.. لا تجازفي بأكثر مما يجب.. ضحي بكل شيء إلا بحبك لنفسك.. فلتكن لك هواياتك واهتماماتك وحياتك وطموحاتك..
سبحان الله و بحمده...سبحان الله العظيم
:imua56: