بروق الحيّ
¬°•| عضو مبتدى |•°¬
" أن مو مستانس " .. جملة أسمعها تدور على ألسنة الشباب وكأن
ألسنتهم أصيبت بمرض مزمن اسمه " التذمر والملل " فلا ترى أحدهم
إلا ولسان حاله يردد الشكوى وإن كان يملك الدنيا وما فيها.
صورة يصفها لنا الشيخ عبد الحميد جاسم البلالي في كتابه رسائل
سريعة إلى الشباب يصف بها شاب " مو مستانس " فيقول: بشعره المنفوش
والقلادة التي تطوق عنقه والسلسال الذي في معصمه ، وقد فتح أزرار
قميصه حتى منتصف صدره وسيارته الصغيرة ، وصوت المسجل يهدر
بالأغاني الغربية أقبل عليّ بعد أن أوقف سيارته بقربي يسألني " أنت فلان
"؟
قلت: نعم
قال: هل تأذن لي أن أحدثك وآخذ من وقتك القليل؟
قلت له: بكل ترحيب
قال: إنني أغبطك على ما أنت عليه ، وما تشعرون من السعادة الغامرة التي
نفقدها ، لقد جربنا كل شيء من أجل الحصول عليها " الانفلات من
كل قيد ديني ، الحفلات ... إلخ" ولكنا رجعنا بعد ذلك بالمزيد
من الضيق والتوتر.
قلت له: وما الذي يمنعك من أن تسلك طريق الاستقامة وتتوضأ لتطهر
ظاهرك ، ثم تصلي لله لتطهر باطنك وتبتعد عن هذه الموبقات، فأنت
لا تدري قد يختم لك وأنت على ذلك فتكون العاقبة الخطرة؟
قال: لا أستطيع ، فكلما حاولت ذلك تكون عاقبتي الفشل.
قلت: لو قيل لك العصير الفلاني لذيذ الطعم تبقى في شك حتى تتذوق
هذا العصير ، أليس كذلك؟
قال: هذا صحيح
قلت له: فهل جربت الصلاة التي تركتها كل هذه السنين وما تسببه من
طمأنينة وراحة نفسية منقطعة النظير؟ وهل سمعت قوله تعالى: ( واستعينوا
بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) وكان الرسول صلى
الله عليه وسلم إذا ضاقت عليه الأمور قال لبلال : يا بلال أقم الصلاة ،
أرحنا بها "فحاول أن تجرب..
تركني وهو يتمتم ... سوف أحاول إن شاء الله.
ومن هذا الموقف ندرك أن غرس الوازع الديني في الأبناء أحد
الأسباب التي تجعلهم سعداء.
عزيزي المربي..
كل موقف يمر عليك أو أمامك استغله في غرس قيمة في نفوس أبنائك
فالصلاة تنظم وقت أبنائك وتدخل الطمأنينة إلى قلوبهم ...
والصيام يعلمهم الصبر والإحساس بمشاعر الفقراء الذين لا يملكون
الطعام ...
الصدقة ترقق قلوبهم وتبارك بمالهم..
والحج والعمرة تغسل ذنوبهم وتزيد صلتهم بخالقهم.
وهناك أسباب أخرى تجعل الشاب يشعر بالضجر مثل:
• عدم شعوره بالاستقرار بسبب التغيرات الهرمونية.
• اختلاف آرائهم عن آراء أهلهم.
• تحميل الأهل الابن مسؤولية فوق طاقته.
• عدم ثقة الأهل بابنهم.
• الفقر.
لذلك لا ننسى أن مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر ويظن كثير
من الناس أن السعادة في حصولهم على المال والجاه والتعليم والجمال أو
ما ينقص كل واحد منهم ، ويعتقد الكثير أن السعادة بامتلاكه
لما ينقصه ولو امتلكه لبحث عن شيء آخر ليتذمر منه.
فلنعلم أبناءنا دوام الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى على نعمة الصحة
والعافية وليكن لسان أبنائنا رطبا بذكره في السراء والضراء.
مجلة ولدي ( العدد108 )
التعديل الأخير: