قـصـة بـطـل
ملاحظه : التواريخ هي حقبة الحكم السعودي وسيطرته وهي تواريخ تقريبية ولا تغير من حقيقة الاحداث التي جرت وهي محفوره في ذاكرة ابناء القبيله والمنطقه ولم تخدمها كتب التاريخ كما خدمت غيرها .
حوالي عام 1825 أو 1826 كان الحكم السعودي مسيطراً على كثير من مناطق الظاهرة والتي كانت عاصمتها البريمي وكان يمتد حكم ذلك الوقت إلى مناطق أبعد على أبواب مسقط ومنطقة صور و رأس مسندم وأعالي الجبال وغيرها وحتى الشارقة وعجمان وكان الحاكم في ذلك الوقت من قبل السعوديين ( الأمير أحمد السديري ) وكانت سيرته يثار عليها انتقاد وخاصة من حاكم محضة في ذلك الوقت الشيخ / علي بن سيف آل مزاحم الكعبي وحكام الشارقة القواسم وسكانها وكانوا غير راضين بل و يناصبونه العداء وكان كما يقال أن الأمير أحمد السديري لم يكن يستمع إلى رأي ولا رأي الوجهاء والعلماء وشعر هذا الأمير بضيق شديد من المعارضة القوية والتي يمثلها الشيخ علي بن سيف الكعبي وحكام القواسم في الشارقة فقرر المكر والشر بهم، فما كان منه إلا أن قدم دعوة إلى الشيخ علي بن سيف الكعبي على لسان قائد جيوشه ويقال له "ابن عثمان" وذلك للتباحث والتشاور ومناقشة وإيجاد الحلول وخاصة الانتقادات ضد شخص الأمير/السديري و كيفية انهائها ، لبى الشيخ علي بن سيف الكعبي الدعوة وذهب مع مجموعة من رجال القبيلة ووجهائها في قصره المسمى قصر السديري والذي حولت سلطنة عمان الآن مسماه الى قصر الخندق .. وهناك وبعد أن دخل الجميع إلى مجلس السديري طلب السديري من الشيخ علي بالتوجه مفرداً إلى حيث يجتمعان بمفردهما فرد عليه الشيخ علي : إني لا أقطع أمراً بدون موافقة رجال القبيلة وكبارها ، فقال : بعد أن نتحدث سنعود لنجتمع بشكل موسع،و عندها وافق وذهب معه للإجتماع وخلال دخولهما في ممشى داخلي بعد المجلس قفز رجال من جنود السديري كانوا معدين سلفاً وأمسكوا بالشيخ علي وصاح فيهم " الغدر! الغدر!" وهو يوجه كلامه إلى السديري قائلاً :"سترى يوماً ان أطال الله في عمري .." .
وصفد بالقيود والرحلة طويلة جداً ، وفي اليوم التالي وضع وهو مسلسل بالقيود مع مجموعة من الجند على جمال إلى أين؟ .. إلى نجد .. إلى الدرعية ، هذا ما كان من أمر الشيخ علي ،أما رجال القبيلة الذين كان بمعيّته أحاط بهم جند السديري وسلبوهم سلاحهم وأخرجوهم من القصر وبعد أن خرجوا من القصر وعلى بعد مرحلتين منه أعطوهم سلاحهم والعودة .
أثّرت هذه الحادثة في الناس واستهجنوا الأمر وغضب حكام القواسم لما أصاب حليفهم القوي.
في الطريق إلى نجد وعبر صحراء الربع الخالي وفيما كان الجنود يحثون نياقهم وكان سجينهم المكبل بالحديد على راحلته وكانت مقلوصة (أي مربوطة) مع أخرى سقط السجين من فوق راحلته وبقي معلقاً برجل واحدة وكان السمر والحديث ملهياً سجّانيه عن النظر خلفهم وحاول أن يصعد بجسمه فوق شداد راحلته ،إلا أن محاولته باءت بالفشل ، لوجود القيود و للتعب الذي كان يسيطر عليه، وبعد فترة طويلة من الوقت نظر أحدهم ووجد الرجل معلقاً ، فصاح :الرجّال ..الرجّال. لماذا لا تعلمنا ؟. فقال الشيخ علي: وكيف أطلب العون من وضعني في الهون؟.
بعد خمسة وعشرون يوماً مروراً بواحة الأحساء وصل الشيخ علي إلى (الدرعية) و وضع في السجن في قصر الإمام تركي وبقي في السجن وكان يحدث ساجنيه بأمره وكيف أُخذ بالغدر وأنه شيخ قبيلته،وقال الشعر العذب ونقل البعض ممن سمعوا القصة، فسمعت عنه وعن قصته امرأة صالحة ابنة الإمام تركي"نورة" وتأكدت من ذلك وعلمت بأنه مظلوم وأنه على حق وأنه صاحب دين وخلق وعليه صفات مهيبة، فنقلت رحمها الله ما سمعته للإمام تركي وكان الإمام يعلم لأول مرة على وجهة نظر أخرى عن السديري فأمر بأن يخرج من السجن ويوضع في مكان لوحده ويكرم واهتمت الأميرة نورة رحمها الله بالرجل وعينت له من يعلمه التوحيد ويزداد من علم القرآن واستمر على هذا ولما كان موسم الحج عزمت الأميرة نورة على الخروج إلى الحج فأمرت بأن يخرج في حملتها للحج وحجّ الشيخ لعدة مرات مع الأميرة نورة بنت تركي .
مرض الإمام تركي مرضاً شديداً وشعرت الأميرة نورة أن أخاها فيصل بن تركي كان ميّالاً لأحمد السديري الأمير في البريمي وأنه لو توفي والدها تركي لأصبح وضع علي في خطر جد، فطلبت من أبيها الإمام تركي أن يسمح للشيخ علي بالعودة إلى موطنه ..فوافق و أمر له بحمولة (لنج) من عامله في القطيف من الأرزاق والملابس ، وقد شوهدت هذه الأوامر في خزانته كما كانت مع الشيخ عبيد بن جمعة قبل خروجه من محضة وهي على شكل قصاصات صغيرة (بروه) معنونه إلى عامله في القطيف لذلك وخرج ومعه دليلين أمرت بهما الأميرة نورة رحمها الله وفي أثناء خروجه من الدرعية وقبل وصوله إلى القطيف توفي الإمام تركي ولعلم الأميرة يرحمها الله بما سيؤول إليه الحال ،أرسلت خيّالين وراء الشيخ علي بن سيف الكعبي ودليليه ليعلموه أن الإمام "تركي" قد توفي وتولى الأمامة من بعده فيصل وبأمر الأميرة نورة بأن لا يبقى طويلاً في القطيف وأن يرحل إلى بلاده وهكذا كان ..لم يأخذ الشيخ علي بن سيف الكعبي ما أُمر له من قبل الإمام تركي واحتفظ بالأوامر عنده وخرج حتى استقر في الشارقة حتى اتصل برجال القبيلة وأهل البلد وبايعوه على السمع والطاعة ورجع شيخاً وحاكماً على قبيلته وفي نفسه تقديراً لتلك المرأة الصالحة من آل سعود التي تفهّمت ظروفه وأوضحت لوالدها أمره، وظلّ يذكرها بالخير دائماً في مجالسه ومع رجاله وقد أنجب بنتاً أسماها نورة وهي أم المرحوم له بإذن الله الشيخ صقر بن سلطان النعيمي (شيخ نعيم) يرحمهما الله جميعاً وفي قلبه الكثير على السديري وما صنع به من غدر وقلة وفاء وعزم أن ينتقم وأن يرد الصاع صاعين ، فأحس السديري بأن الشيخ علي يدبر أمراً ضده، فأمر بإعلان النفيرفي جيوشه ، فأقام جيشاً بقيادة رجل يقال له :بن عثمان، يتجه إلى محضة ويقضي على الشيخ علي ويحتل محضة والبلاد التابعة لها كافة، وجيشاً آخر يتجه للشارقة ويقضي على القواسم ويكون بقيادته شخصياً (السديري) .
علم الشيخ علي بن سيف عن هذه الخطة بمجملها وتفاصيلها ،فطلب من جميع رجاله المحاربين والنساء والأطفال بالخروج من محضة .. بالنسبة للنساء والأطفال نقلوا إلى أماكن آمنة ..والرجال المحاربين رابطوا على مدخل واد كبير هو وادي شرم ويقع في شمال محضة ولتكن المعركة الفاصلة هناك وفي اليوم الموعود للهجوم، هجم بن عثمان وجنده على محضة وبدؤوا يحرقون النخيل والدخول إلى المنازل والمداهمات .. فلم يجدوا أحداً، وصعب على الناس حرق النخيل لأنها هي رزقهم الوحيد وبعد أن أحرق النخيل وداهم المنازل ، توجه بن عثمان إلى شرم وهي القرية الثانية بعد محضة وعند مدخل واديها احتدمت المعركة غير المتكافئة أتى ومعه جيش كبير وعدة وعدداً، يقابلهم جيش مليء بالحماس لا يقبل إلا النصر وأن الله حق ..حرّم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما.والظالم دائماً في ظلمه ..ظُلمة لا يرى النور منها.
ونظر الشيخ علي ورجاله إلى الجيش، فرأوا جيشاً عرمرماً وهم على ما هم عليه ، قال لهم الشيخ علي: أن القائد عندهم يلبس (دكلة حمراء) وإذا قُتل القائد (سهُل الجند) . وظهر لهم بن عثمان كما وصفه الشيخ علي فتعاهد خمسة منهم على الفتك به ومن بين هؤلاء الخمسة الشيخ علي بن سيف واحتدمت المعركة بين الفريقين وانقض هؤلاء الخمسة وكان لهم ما أرادوا وقُتل بن عثمان و عدد من كبار جيشه فانهزم الجيش هزيمة كبرى وانكفأ في البريمي، أما الجيش الذي ذهب للشارقة فقد مات السديري مسموماً مدبراً وأغار القواسم على الجيش و حصل الانهزام وانتهى مع هذه المعركة الحكم السعودي للدولة الثانية في البريمي وفي كافة الأنحاء، وحاول الإمام فيصل بن تركي أن يعيد الكرّة إلا أن الخلافات والانقسامات التي عصفت بين أفراد الأسرة السعودية والمؤيدين والمعارضين.
لم يكن مقاتلة الجيش السعودي هو ضد السعوديين ولكن فقط للثأر من شخص ( السديري ).
هذه قصة أحد أبطال هذه العائلة الكريمة ورجال القبيلة الأبطال الذين استطاعوا أن يهزموا أقوى قوة في ذلك الوقت ، فليتفضل المتشدقون والمتسقطون فيعلمونا مالذي صنعوه؟ ويرينا الذين هم من ورائهم ماذا فعلوا إلا قصص من الخيال لم يسمع بها أحداً.
فشتّان بين رجال نقشوا تاريخهم جيلاً بعد جيل بأحرفٍ من نور وبين أناسٍ أخذوا الفتات وظنوا أنهم رجال والظن إثم.
كم نتمنى أن نرى رجلاً مثل الشيخ علي وصبره وإيمانه والوفاء بوعده الذي وعده سجّانيه و جال مع من غدر به جولة الأبطال ولكنه سيأتي من رحم هذه العائلة الكريمة المجاهدة ، وكم نتمنى أن نرى مثل نورة وهي التي تمثل الأصالة العربية الإسلامية وتقف مع الحق وتوصل الحق ولكن لن تعدم الأيام مثلها.
ملاحظه : التواريخ هي حقبة الحكم السعودي وسيطرته وهي تواريخ تقريبية ولا تغير من حقيقة الاحداث التي جرت وهي محفوره في ذاكرة ابناء القبيله والمنطقه ولم تخدمها كتب التاريخ كما خدمت غيرها .
حوالي عام 1825 أو 1826 كان الحكم السعودي مسيطراً على كثير من مناطق الظاهرة والتي كانت عاصمتها البريمي وكان يمتد حكم ذلك الوقت إلى مناطق أبعد على أبواب مسقط ومنطقة صور و رأس مسندم وأعالي الجبال وغيرها وحتى الشارقة وعجمان وكان الحاكم في ذلك الوقت من قبل السعوديين ( الأمير أحمد السديري ) وكانت سيرته يثار عليها انتقاد وخاصة من حاكم محضة في ذلك الوقت الشيخ / علي بن سيف آل مزاحم الكعبي وحكام الشارقة القواسم وسكانها وكانوا غير راضين بل و يناصبونه العداء وكان كما يقال أن الأمير أحمد السديري لم يكن يستمع إلى رأي ولا رأي الوجهاء والعلماء وشعر هذا الأمير بضيق شديد من المعارضة القوية والتي يمثلها الشيخ علي بن سيف الكعبي وحكام القواسم في الشارقة فقرر المكر والشر بهم، فما كان منه إلا أن قدم دعوة إلى الشيخ علي بن سيف الكعبي على لسان قائد جيوشه ويقال له "ابن عثمان" وذلك للتباحث والتشاور ومناقشة وإيجاد الحلول وخاصة الانتقادات ضد شخص الأمير/السديري و كيفية انهائها ، لبى الشيخ علي بن سيف الكعبي الدعوة وذهب مع مجموعة من رجال القبيلة ووجهائها في قصره المسمى قصر السديري والذي حولت سلطنة عمان الآن مسماه الى قصر الخندق .. وهناك وبعد أن دخل الجميع إلى مجلس السديري طلب السديري من الشيخ علي بالتوجه مفرداً إلى حيث يجتمعان بمفردهما فرد عليه الشيخ علي : إني لا أقطع أمراً بدون موافقة رجال القبيلة وكبارها ، فقال : بعد أن نتحدث سنعود لنجتمع بشكل موسع،و عندها وافق وذهب معه للإجتماع وخلال دخولهما في ممشى داخلي بعد المجلس قفز رجال من جنود السديري كانوا معدين سلفاً وأمسكوا بالشيخ علي وصاح فيهم " الغدر! الغدر!" وهو يوجه كلامه إلى السديري قائلاً :"سترى يوماً ان أطال الله في عمري .." .
وصفد بالقيود والرحلة طويلة جداً ، وفي اليوم التالي وضع وهو مسلسل بالقيود مع مجموعة من الجند على جمال إلى أين؟ .. إلى نجد .. إلى الدرعية ، هذا ما كان من أمر الشيخ علي ،أما رجال القبيلة الذين كان بمعيّته أحاط بهم جند السديري وسلبوهم سلاحهم وأخرجوهم من القصر وبعد أن خرجوا من القصر وعلى بعد مرحلتين منه أعطوهم سلاحهم والعودة .
أثّرت هذه الحادثة في الناس واستهجنوا الأمر وغضب حكام القواسم لما أصاب حليفهم القوي.
في الطريق إلى نجد وعبر صحراء الربع الخالي وفيما كان الجنود يحثون نياقهم وكان سجينهم المكبل بالحديد على راحلته وكانت مقلوصة (أي مربوطة) مع أخرى سقط السجين من فوق راحلته وبقي معلقاً برجل واحدة وكان السمر والحديث ملهياً سجّانيه عن النظر خلفهم وحاول أن يصعد بجسمه فوق شداد راحلته ،إلا أن محاولته باءت بالفشل ، لوجود القيود و للتعب الذي كان يسيطر عليه، وبعد فترة طويلة من الوقت نظر أحدهم ووجد الرجل معلقاً ، فصاح :الرجّال ..الرجّال. لماذا لا تعلمنا ؟. فقال الشيخ علي: وكيف أطلب العون من وضعني في الهون؟.
بعد خمسة وعشرون يوماً مروراً بواحة الأحساء وصل الشيخ علي إلى (الدرعية) و وضع في السجن في قصر الإمام تركي وبقي في السجن وكان يحدث ساجنيه بأمره وكيف أُخذ بالغدر وأنه شيخ قبيلته،وقال الشعر العذب ونقل البعض ممن سمعوا القصة، فسمعت عنه وعن قصته امرأة صالحة ابنة الإمام تركي"نورة" وتأكدت من ذلك وعلمت بأنه مظلوم وأنه على حق وأنه صاحب دين وخلق وعليه صفات مهيبة، فنقلت رحمها الله ما سمعته للإمام تركي وكان الإمام يعلم لأول مرة على وجهة نظر أخرى عن السديري فأمر بأن يخرج من السجن ويوضع في مكان لوحده ويكرم واهتمت الأميرة نورة رحمها الله بالرجل وعينت له من يعلمه التوحيد ويزداد من علم القرآن واستمر على هذا ولما كان موسم الحج عزمت الأميرة نورة على الخروج إلى الحج فأمرت بأن يخرج في حملتها للحج وحجّ الشيخ لعدة مرات مع الأميرة نورة بنت تركي .
مرض الإمام تركي مرضاً شديداً وشعرت الأميرة نورة أن أخاها فيصل بن تركي كان ميّالاً لأحمد السديري الأمير في البريمي وأنه لو توفي والدها تركي لأصبح وضع علي في خطر جد، فطلبت من أبيها الإمام تركي أن يسمح للشيخ علي بالعودة إلى موطنه ..فوافق و أمر له بحمولة (لنج) من عامله في القطيف من الأرزاق والملابس ، وقد شوهدت هذه الأوامر في خزانته كما كانت مع الشيخ عبيد بن جمعة قبل خروجه من محضة وهي على شكل قصاصات صغيرة (بروه) معنونه إلى عامله في القطيف لذلك وخرج ومعه دليلين أمرت بهما الأميرة نورة رحمها الله وفي أثناء خروجه من الدرعية وقبل وصوله إلى القطيف توفي الإمام تركي ولعلم الأميرة يرحمها الله بما سيؤول إليه الحال ،أرسلت خيّالين وراء الشيخ علي بن سيف الكعبي ودليليه ليعلموه أن الإمام "تركي" قد توفي وتولى الأمامة من بعده فيصل وبأمر الأميرة نورة بأن لا يبقى طويلاً في القطيف وأن يرحل إلى بلاده وهكذا كان ..لم يأخذ الشيخ علي بن سيف الكعبي ما أُمر له من قبل الإمام تركي واحتفظ بالأوامر عنده وخرج حتى استقر في الشارقة حتى اتصل برجال القبيلة وأهل البلد وبايعوه على السمع والطاعة ورجع شيخاً وحاكماً على قبيلته وفي نفسه تقديراً لتلك المرأة الصالحة من آل سعود التي تفهّمت ظروفه وأوضحت لوالدها أمره، وظلّ يذكرها بالخير دائماً في مجالسه ومع رجاله وقد أنجب بنتاً أسماها نورة وهي أم المرحوم له بإذن الله الشيخ صقر بن سلطان النعيمي (شيخ نعيم) يرحمهما الله جميعاً وفي قلبه الكثير على السديري وما صنع به من غدر وقلة وفاء وعزم أن ينتقم وأن يرد الصاع صاعين ، فأحس السديري بأن الشيخ علي يدبر أمراً ضده، فأمر بإعلان النفيرفي جيوشه ، فأقام جيشاً بقيادة رجل يقال له :بن عثمان، يتجه إلى محضة ويقضي على الشيخ علي ويحتل محضة والبلاد التابعة لها كافة، وجيشاً آخر يتجه للشارقة ويقضي على القواسم ويكون بقيادته شخصياً (السديري) .
علم الشيخ علي بن سيف عن هذه الخطة بمجملها وتفاصيلها ،فطلب من جميع رجاله المحاربين والنساء والأطفال بالخروج من محضة .. بالنسبة للنساء والأطفال نقلوا إلى أماكن آمنة ..والرجال المحاربين رابطوا على مدخل واد كبير هو وادي شرم ويقع في شمال محضة ولتكن المعركة الفاصلة هناك وفي اليوم الموعود للهجوم، هجم بن عثمان وجنده على محضة وبدؤوا يحرقون النخيل والدخول إلى المنازل والمداهمات .. فلم يجدوا أحداً، وصعب على الناس حرق النخيل لأنها هي رزقهم الوحيد وبعد أن أحرق النخيل وداهم المنازل ، توجه بن عثمان إلى شرم وهي القرية الثانية بعد محضة وعند مدخل واديها احتدمت المعركة غير المتكافئة أتى ومعه جيش كبير وعدة وعدداً، يقابلهم جيش مليء بالحماس لا يقبل إلا النصر وأن الله حق ..حرّم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما.والظالم دائماً في ظلمه ..ظُلمة لا يرى النور منها.
ونظر الشيخ علي ورجاله إلى الجيش، فرأوا جيشاً عرمرماً وهم على ما هم عليه ، قال لهم الشيخ علي: أن القائد عندهم يلبس (دكلة حمراء) وإذا قُتل القائد (سهُل الجند) . وظهر لهم بن عثمان كما وصفه الشيخ علي فتعاهد خمسة منهم على الفتك به ومن بين هؤلاء الخمسة الشيخ علي بن سيف واحتدمت المعركة بين الفريقين وانقض هؤلاء الخمسة وكان لهم ما أرادوا وقُتل بن عثمان و عدد من كبار جيشه فانهزم الجيش هزيمة كبرى وانكفأ في البريمي، أما الجيش الذي ذهب للشارقة فقد مات السديري مسموماً مدبراً وأغار القواسم على الجيش و حصل الانهزام وانتهى مع هذه المعركة الحكم السعودي للدولة الثانية في البريمي وفي كافة الأنحاء، وحاول الإمام فيصل بن تركي أن يعيد الكرّة إلا أن الخلافات والانقسامات التي عصفت بين أفراد الأسرة السعودية والمؤيدين والمعارضين.
لم يكن مقاتلة الجيش السعودي هو ضد السعوديين ولكن فقط للثأر من شخص ( السديري ).
هذه قصة أحد أبطال هذه العائلة الكريمة ورجال القبيلة الأبطال الذين استطاعوا أن يهزموا أقوى قوة في ذلك الوقت ، فليتفضل المتشدقون والمتسقطون فيعلمونا مالذي صنعوه؟ ويرينا الذين هم من ورائهم ماذا فعلوا إلا قصص من الخيال لم يسمع بها أحداً.
فشتّان بين رجال نقشوا تاريخهم جيلاً بعد جيل بأحرفٍ من نور وبين أناسٍ أخذوا الفتات وظنوا أنهم رجال والظن إثم.
كم نتمنى أن نرى رجلاً مثل الشيخ علي وصبره وإيمانه والوفاء بوعده الذي وعده سجّانيه و جال مع من غدر به جولة الأبطال ولكنه سيأتي من رحم هذه العائلة الكريمة المجاهدة ، وكم نتمنى أن نرى مثل نورة وهي التي تمثل الأصالة العربية الإسلامية وتقف مع الحق وتوصل الحق ولكن لن تعدم الأيام مثلها.