أساور من الحب
موقوف
- إنضم
- 25 أغسطس 2011
- المشاركات
- 532
موقع فتاوى
المساجد في عمان
الحضارة الإسلامية هي حضارة روحية مصدرها إلهي تمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة ، وحضارة هذا شأنها كان لا بد وأن تترعرع في كنف المسجد الذي يعتبر مصدر إشعاع علمي ومدرسة أخلاقية تربوية ومكان عبادة .
لمسجد دوراً مهماً في حياة المسلمين وهو الذي بعث هذه الأمة وأنتشلها من وهدة التخلف والجهل لم يكن للدولة الإسلامية برلمان إلا المسجد فيه تؤدى الصلاة وفيه تدرس العلوم وفي تربى النفوس وتهذب وفيه يقضى بين الناس في حوائجهم وفيه تنظر مظالمهم ، وفيه تتم البيعة للخلفاء وحكام المسلمين ، وفيه تتخذ كل القرارات الخطيرة ، ولهذا فالحضارة الإسلامية هي حضارة المسجد ، ومن هنا نجد أن المسلمين يسارعون في بناء المساجد وإعمارها ، يتسابقون في تزيينها والاهتمام بها لارتباطها بحياة المسلم .
منذ أن أعتنق أهل عمان الإسلام طواعية في العام السادس الهجري ، شيد الصحابي الجليل مازن بن غضوبة السعدي العماني والذي كان يسكن مدينة سمائل أول مسجد في عمان ويسمى حالياً مسجد المضمار ، وكان هذا المسجد نقطة البداية بإنتشار المساجد وعمارتها في هذا البلد المسلم ، وتعاقبت الأيام والسنوات والمساجد تزداد إنتشاراً وتطوراً في أحجامها ومحتوياتها.
إن المساجد منارة علم وتعليم ، وهي أماكن عبادة وتعبد ، ولها أثرها وارتباطها بكافة شؤون العباد ، ودورها أساسي في حياة الإنسان المسلم عموماً والعماني خاصة . كانت المساجد في عمان تتميز في السابق بعدم وجود منارات عالية بل يوجد إمتداد لسقف المسجد على إحدى الزوايا ، وهو إشارة للمسجد ، كما توجد فتحة في السقف للرقي لسطح المسجد متصلة بالداخل بسلم يوصل إليها ، هناك أيضاً أماكن خاصة لتبريد الماء الموجود في الأواني الفخارية إضافة إلى آبار الماء (الطويان) للشرب والوضوء وغيرها.
في إطار الاهتمام بتلك الأماكن المقدسة لجأت بعض الدول إلى الإشراف على المساجد وتنظيمها وصيانتها ، وكانت من الدول التي اهتمت بالمساجد وأولتها العناية اللازمة ، ذلك لأن المسجد رمز لحضارة المسلم القائمة على المعتقد المبنية على التوحيد . فمنذ فجر النهضة المباركة وجدت المساجد كل العناية من قبل الحكومة الرشيدة وقد رعى هذا الإهتمام صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بإصدار أوامره السامية لديوان البلاط السلطاني بترميم القديم منها وإنشاء المساجد كبيرة الحجم ( الجوامع ) . وعلى هدي تلك التوجيهات السامية قامت وزارة التراث القومي والثقافة بترميم المساجد الأثرية والعناية بها والمحافظة عليها .
أما وزارة الأوقاف والشئون الدينية فقد كان دورها رائداً في هذا المجال بحكم إختصاصها حيث قامت برعاية شئون المساجد بكل عناية واهتمام سواء بإنشاء الحديث أو ترميم وإصلاح وتوسيع وصيانة القديم وإدخال خدمات جديدة وإضافات ضرورية لازمة مثل دورات المياه وغرف للأئمة والمؤذنين ، وتزويدها بالإضاءة ومكبرات الصوت ، ومبردات الماء ومكيفات الهواء ، وفرش حديث في جميع البقاع بالمدن والقرى والسهل والجبل وتجمعات الحضر والبادية .... مما يصعب حصره كماً ونوعاً وتركت باب التعاون مفتوحاً للمواطنين الذين يرغبون في التبرع لبناء المساجد وعمارتها وفق شروط محددة ، مع إشراف دائم من قبلها.
ومما يجدر ذكره فإن عدد المساجد في سلطنة عُمان قد قارب العشرة آلاف مسجد بمختلف الأحجام وتنوع الأشكال ، ولا شك أن الكثير منها قد بني منذ مئات السنين وما من ولاية أو مدينة إلا وبها أثر قديم لمسجد ، بل نستطيع القول بأنه ما من قرية إلا وبها مسجد قديم ، وقد قضت عوامل الزمن على معظم هذه المسجد القديم باستثناء تلك التي شملتها عناية الدولة والمواطنين بترميمها أو إعادة بنائها وفق الفن المعماري الحديث. أما ما بقي من المساجد القديمة فقد رمم أو في طريقه للترميم أو إعادة البناء وعليه فإنه لا ينبغي أن يتبادر إلى الذهن بأن هذه الولاية أو تلك لا يوجد بها مساجد قديمة ولكن كما قلنا فإن عواتي الزمن لم تبق من القديم إلا اليسير.
المساجد القديمة في عمان
** والمتتبع للمساجد القديمة في عُمان يجد عدة ملاحظات نذكر منها
عدم وجود المنارات فيها بوجه عام عدا ارتفاع بسيط به فتحة موصلة لسطح المسجد ويسمى بالبومة بإستثناء بعض المساجد التي بنيت في ولايتي عبري وشناص – ولا يوجد تفسير دقيق لذلك ، مع ملاحظة أن هذه المساجد حديثاً نسبياً إذ يقدر عمرها بثلاثمائة عام فقط.
لا توجد بها قباب ولكن هناك ظاهرة تستحق الإهتمام وتوجد في ولاية جعلان بني بو علي تميز مساجدها القديمة وهي أن أسقفها تتكون من مجموعة من القباب يحدد عددها مساحة المسجد ولا يزال بعض تلك المساجد باق حتىالآن.
وجود عدد كبير من المساجد بين الجبال والوديان البعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان وتسمى بمساجد العُباد ونرى ذلك جلياً في ولايات نزوى ، بهلاء ، الرستاق وهو كما جاء في بعض الروايات عن الآباء والأجداد مقر للعلماء والأئمة والعباد الصالحين الذين يفرون إليها للإعتكاف لعبادة رب العباد بعيداً عن شئون الحياة ومشاغلها. ولا شك أن ذلك من الخصوصيات التي تتمتع بها المساجد في عُمان.
وجود عدد كبير من المصليات في شتى الولايات مخصصة لأداء شعائر صلاة العيدين ، وهي بسيطة الشكل إذ أنها أرض محاطة بسور مع وجود محراب صغير يشير إلى إتجاه القبلة .
وجود عدد من المساجد بها كتابات قديمة على محاريبها وحيطانها وأعمدتها – تدل على قدم تلك المساجد من جهة ومن جهة أخرى على وجود المواد المستخدمة في البناء وفي الأحبار التي كتبت بها تلك الكتابات – وخير مثال على تلك المساجد – مسجد شعاع ويع في ولاية عبري ، حيطانه مليئة بالكتابات المختلفة ومن أبرز ما كتب عليه تواريخ وأحداث مرت بها عُمان في فترات متعاقبة – من أهمها تاريخ خروج العجم من مسقط وكان ذلك في عام ( 1102 ) للهجرة وتعتبر تلك الكتابات سجلاً حافلاً بالتواريخ والأحداث .
وجود الكثير من مصليات النساء بمعزل عن المساجد وقريبة من مصادر المياه وذلك لتكون أكثر ستراً للمرأة.
وجود الكثير من المساجد مبنية داخل الحصون والقلاع وتعتبر جزءاً من تلك المواقع الحصينة فيما يعد دليلاً على إهتمام العُمانيين حتى في الظروف القتالية بالمساجد وعمارتها و التفقه فيها وتعلم أمور دينهم ونذكر منها مسجد حصن عبري ، مسجد حصن ينقل ، مسجد البياضة بقلعة الرستاق ، مسجد حصن جبرين.
معظم المساجد لها أموال موقوفة لأجل خدمتها من قديم الزمان ولا زالت مستمرة إذا أن وجود دخل للمسجد من ذلك الوقف يعطيه خاصية الاستمرار والتحديث ويمكن من رعاية شئونه دون إنتظار المتبرعين وأخذت الوزارة على عاتقها تشجيع المواطنين على إيجاد أوقاف للمساجد.
تتميز المساجد بالبساطة في بنائها من حيث الشكل الخارجي والذي يتكون من الحوائط المبنية بمواد الطين والحجر أو الصاروج . ويوجد في إحدى الزوايا شكل على هيئة قبة صغيرة يطلق عليها إسم الومة ولها فتحة صغيرة للإرتقاء منها إلى سطح المسجد إذ بالداخل سلم خشبي ملتصق بالزاوية إضافة إلى الفناء الخارجي للمسجد والذي يطلق عليه الصرح أما في الداخل فتتكون من عدد من الأعمدة والأروقة والأقواس . وذلك حسب مساحة المسجد كذلك يوجد بها محاريب مختلفة الأشكال والأحجام لكنها تتميز بالبساطة والأناقة في آن واحد وبعض الجوامع بها منبر على هيئة سلم له درجات تتفاوت في عددها أما النوافذ والأبواب فهي من الأخشاب ، والسقف يتكون من خشب الصندل أو جذوع النخيل أو الأشجار الأخرى التي تتميز بصلابتها وتحمل ثقل السقف وبعض القش أو السميم أو الحصر .
وجود عدد من المساجد بها محاريب ذات نقش متميز . في مرحلة من مراحل التطور في بناء المساجد ظهر الإهتمام بالمحاريب حيث أستحدث فن النقش بمادة الجص وكان ذلك في القرن السابع الهجري وازدهرت في القرن العاشر الهجري وامتد إلى نهاية القرن الثالث عشر الهجري .
ويعد الصانع عبدالله بن قاسم بن محمد الهميمي ، والصانع مشمل بن عمر بن محمد وولده طالب مدرسة لهذا الفن ، وهؤلاء الثلاثة من ولاية منح ، إذا أزدهرت على أيديهم فن النقش على المحاريب – وتتكون النقوش من آيات قرآنية كريمة والشهادتين بخط كوفي جميل مع تواريخ الإنشاء ، وأسماء من قاموا بتمويل البناء والصناع الذين صنعوا هذه المحاريب إضافة إلى نقوش هندسية بديعة ولا زال عدد لا بأس به موجوداً حتى الآن يقاوم عوامل الإندثار والتهدم . وخلاصة القول أن المساجد في عُمان تتميز بالروحانية المرهفة والبساطة في البناء والجمال في التكوين ولا غرابة في ذلك إذ أن إهتمام العُماني كان منصباً على الغاية من تلك المساجد ألا وهي عبادة الواحد القهار بعيداً كل البعد عن ما عداها .
المساجد الحديثة في عمان
أخذت المساجد الحديثة أشكالا متعددة وأحجاماً مختلفة وبها مرافق متنوعة ، ولكنها متناسقة في مبانيها يجمعها الشكل المعماري الحديث المتفق مع أصالة الفن المعماري الإسلامي . وأبرز المساجد المعمارية الحديثة بالسلطنة والتي هي قمة في الفن المعماري الإسلامي جامع السلطان قابوس الأكبر بمحافظة مسقط.
جامع السلطان قابوس بمسقط
فمواكبةً للتطور السكاني والعمراني الكبير الذي شهدته مدينة مسقط قرر جلالة السلطان المعظم حفظه الله إنشاء جامع يعيد إلى المسجد دوره القيادي الذي باشره إبان عهد النبوة والصحابة والتابعين . كان المسجد مكاناً للعبادة ومدرسة للعلم والمعرفة وداراً للتشاور والتفاكر إلا أن هذا الدور بدأ يتلاشى حتى أختفي ، ويجئ جامع السلطان قابوس المعظم ليبعث فيه ذلك النشاط الإسلامي إحياءً لدوره العظيم في تربية النفوس وتهذيبها وتزويدها بالعلم وتفقيهها في الدين .
أرتبط تحقيق الأهداف تلك بإختيار الموقع المناسب الذي حدده جلالته حفظه الله في مدينة الغبرة بولاية بوشر وهو يتوسط العاصمة ويتميز بإرتباطه بالطرق الرئيسية مما ييسر حركة المرور المتجهة إلى الجامع .
تم افتتاح الجامع يوم الجمعة العاشر من شهر صفر لسنة 1422هـ الموافق 4 من شهر مايو لسنة 2001م تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله.
مساحة الجامع 4160000 متر مربع أما مساحة أرضية هذا الصرح المعماري تغطي ما يقارب 40.000متر مربع أما طول المئذنة 91.3 متر أو 300 قدم ، حيث تجتمع ثلاث أقواس منفصلة في تشكيل إيقاع الوصول من خلال أفق الجامع ، أما امتداد الصحن الخارجي للمجمع والمحيط بمباني للصلاة على مساحة 24.400متر مربع منحصراً بين الأروقة الشمالية والجنوبية حيث أنه يبقى منفتحاً غرباً حول جدار القبلة وشرقاً على مدى الحديقة ، أما تشكيلة بلاط الصحن بداية أرضية حرم الجامع المفتوحة ويقع المصلى الرئيسي في شق الصحن الغرب وهو مبنى أبعاده الخارجية 74.4×74.4 متر بالقبة المركزية التي ترتفع عن سطح البلاط بخمسين متراً والتي تشكل مع المئذنة الرئيسية المنظور المميز للجامع على مرأى من المدى المديني المفتوح .
روعي في تصميم هذا الجامع فن العمارة الإسلامية الممتزجة بفن العمارة الحديثة ليكون للجامع تصميم حديث وفريد يختلف تماماً عن كل الأنماط والأشكال السائدة والمتعارف عليها .
المساجد في عمان
الحضارة الإسلامية هي حضارة روحية مصدرها إلهي تمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة ، وحضارة هذا شأنها كان لا بد وأن تترعرع في كنف المسجد الذي يعتبر مصدر إشعاع علمي ومدرسة أخلاقية تربوية ومكان عبادة .
لمسجد دوراً مهماً في حياة المسلمين وهو الذي بعث هذه الأمة وأنتشلها من وهدة التخلف والجهل لم يكن للدولة الإسلامية برلمان إلا المسجد فيه تؤدى الصلاة وفيه تدرس العلوم وفي تربى النفوس وتهذب وفيه يقضى بين الناس في حوائجهم وفيه تنظر مظالمهم ، وفيه تتم البيعة للخلفاء وحكام المسلمين ، وفيه تتخذ كل القرارات الخطيرة ، ولهذا فالحضارة الإسلامية هي حضارة المسجد ، ومن هنا نجد أن المسلمين يسارعون في بناء المساجد وإعمارها ، يتسابقون في تزيينها والاهتمام بها لارتباطها بحياة المسلم .
منذ أن أعتنق أهل عمان الإسلام طواعية في العام السادس الهجري ، شيد الصحابي الجليل مازن بن غضوبة السعدي العماني والذي كان يسكن مدينة سمائل أول مسجد في عمان ويسمى حالياً مسجد المضمار ، وكان هذا المسجد نقطة البداية بإنتشار المساجد وعمارتها في هذا البلد المسلم ، وتعاقبت الأيام والسنوات والمساجد تزداد إنتشاراً وتطوراً في أحجامها ومحتوياتها.
إن المساجد منارة علم وتعليم ، وهي أماكن عبادة وتعبد ، ولها أثرها وارتباطها بكافة شؤون العباد ، ودورها أساسي في حياة الإنسان المسلم عموماً والعماني خاصة . كانت المساجد في عمان تتميز في السابق بعدم وجود منارات عالية بل يوجد إمتداد لسقف المسجد على إحدى الزوايا ، وهو إشارة للمسجد ، كما توجد فتحة في السقف للرقي لسطح المسجد متصلة بالداخل بسلم يوصل إليها ، هناك أيضاً أماكن خاصة لتبريد الماء الموجود في الأواني الفخارية إضافة إلى آبار الماء (الطويان) للشرب والوضوء وغيرها.
في إطار الاهتمام بتلك الأماكن المقدسة لجأت بعض الدول إلى الإشراف على المساجد وتنظيمها وصيانتها ، وكانت من الدول التي اهتمت بالمساجد وأولتها العناية اللازمة ، ذلك لأن المسجد رمز لحضارة المسلم القائمة على المعتقد المبنية على التوحيد . فمنذ فجر النهضة المباركة وجدت المساجد كل العناية من قبل الحكومة الرشيدة وقد رعى هذا الإهتمام صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بإصدار أوامره السامية لديوان البلاط السلطاني بترميم القديم منها وإنشاء المساجد كبيرة الحجم ( الجوامع ) . وعلى هدي تلك التوجيهات السامية قامت وزارة التراث القومي والثقافة بترميم المساجد الأثرية والعناية بها والمحافظة عليها .
أما وزارة الأوقاف والشئون الدينية فقد كان دورها رائداً في هذا المجال بحكم إختصاصها حيث قامت برعاية شئون المساجد بكل عناية واهتمام سواء بإنشاء الحديث أو ترميم وإصلاح وتوسيع وصيانة القديم وإدخال خدمات جديدة وإضافات ضرورية لازمة مثل دورات المياه وغرف للأئمة والمؤذنين ، وتزويدها بالإضاءة ومكبرات الصوت ، ومبردات الماء ومكيفات الهواء ، وفرش حديث في جميع البقاع بالمدن والقرى والسهل والجبل وتجمعات الحضر والبادية .... مما يصعب حصره كماً ونوعاً وتركت باب التعاون مفتوحاً للمواطنين الذين يرغبون في التبرع لبناء المساجد وعمارتها وفق شروط محددة ، مع إشراف دائم من قبلها.
ومما يجدر ذكره فإن عدد المساجد في سلطنة عُمان قد قارب العشرة آلاف مسجد بمختلف الأحجام وتنوع الأشكال ، ولا شك أن الكثير منها قد بني منذ مئات السنين وما من ولاية أو مدينة إلا وبها أثر قديم لمسجد ، بل نستطيع القول بأنه ما من قرية إلا وبها مسجد قديم ، وقد قضت عوامل الزمن على معظم هذه المسجد القديم باستثناء تلك التي شملتها عناية الدولة والمواطنين بترميمها أو إعادة بنائها وفق الفن المعماري الحديث. أما ما بقي من المساجد القديمة فقد رمم أو في طريقه للترميم أو إعادة البناء وعليه فإنه لا ينبغي أن يتبادر إلى الذهن بأن هذه الولاية أو تلك لا يوجد بها مساجد قديمة ولكن كما قلنا فإن عواتي الزمن لم تبق من القديم إلا اليسير.
المساجد القديمة في عمان
** والمتتبع للمساجد القديمة في عُمان يجد عدة ملاحظات نذكر منها
المساجد الحديثة في عمان
أخذت المساجد الحديثة أشكالا متعددة وأحجاماً مختلفة وبها مرافق متنوعة ، ولكنها متناسقة في مبانيها يجمعها الشكل المعماري الحديث المتفق مع أصالة الفن المعماري الإسلامي . وأبرز المساجد المعمارية الحديثة بالسلطنة والتي هي قمة في الفن المعماري الإسلامي جامع السلطان قابوس الأكبر بمحافظة مسقط.
فمواكبةً للتطور السكاني والعمراني الكبير الذي شهدته مدينة مسقط قرر جلالة السلطان المعظم حفظه الله إنشاء جامع يعيد إلى المسجد دوره القيادي الذي باشره إبان عهد النبوة والصحابة والتابعين . كان المسجد مكاناً للعبادة ومدرسة للعلم والمعرفة وداراً للتشاور والتفاكر إلا أن هذا الدور بدأ يتلاشى حتى أختفي ، ويجئ جامع السلطان قابوس المعظم ليبعث فيه ذلك النشاط الإسلامي إحياءً لدوره العظيم في تربية النفوس وتهذيبها وتزويدها بالعلم وتفقيهها في الدين .
أرتبط تحقيق الأهداف تلك بإختيار الموقع المناسب الذي حدده جلالته حفظه الله في مدينة الغبرة بولاية بوشر وهو يتوسط العاصمة ويتميز بإرتباطه بالطرق الرئيسية مما ييسر حركة المرور المتجهة إلى الجامع .
تم افتتاح الجامع يوم الجمعة العاشر من شهر صفر لسنة 1422هـ الموافق 4 من شهر مايو لسنة 2001م تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله.
مساحة الجامع 4160000 متر مربع أما مساحة أرضية هذا الصرح المعماري تغطي ما يقارب 40.000متر مربع أما طول المئذنة 91.3 متر أو 300 قدم ، حيث تجتمع ثلاث أقواس منفصلة في تشكيل إيقاع الوصول من خلال أفق الجامع ، أما امتداد الصحن الخارجي للمجمع والمحيط بمباني للصلاة على مساحة 24.400متر مربع منحصراً بين الأروقة الشمالية والجنوبية حيث أنه يبقى منفتحاً غرباً حول جدار القبلة وشرقاً على مدى الحديقة ، أما تشكيلة بلاط الصحن بداية أرضية حرم الجامع المفتوحة ويقع المصلى الرئيسي في شق الصحن الغرب وهو مبنى أبعاده الخارجية 74.4×74.4 متر بالقبة المركزية التي ترتفع عن سطح البلاط بخمسين متراً والتي تشكل مع المئذنة الرئيسية المنظور المميز للجامع على مرأى من المدى المديني المفتوح .
روعي في تصميم هذا الجامع فن العمارة الإسلامية الممتزجة بفن العمارة الحديثة ليكون للجامع تصميم حديث وفريد يختلف تماماً عن كل الأنماط والأشكال السائدة والمتعارف عليها .