«|شمُوخْ|»
¬°•| مشرفة سآبقة |•°¬
الاثنيين 24 - ذي الحجه - 1432 , 21 - 11- 2011
قطعت الرحلة الصحراوية «على خطى ثيسيجر»، التي يقوم بها 3 رحالة هم البريطاني أدريان هايز والاماراتيين غافان محمد الجابري وسعيد راشد المسافري، حتى اليوم قرابة 600 كيلومتر، في مسيرتهم على الجمال وسيراً على الأقدام بمعدل 11 ساعة يوميا، والرحلة التي تجسد مشاهد حية من الموروث الشعبي لمجتمع البداوة، تعبر حاليا الربع الخالي، على أن تختم دربها في واحة ليوا صبيحة اليوم الوطني. وقد بدأها فريق المغامرين قبل 3 أسابيع انطلاقا من صلالة تماما كما فعل الرحالة المعروف بـ «مبارك بن لندن» برفقة اثنين من مواطني الدولة قبل أكثر من 65 عاما، ومن المنتظر أن يصل الجميع إلى العاصمة أبوظبي يوم 12 ديسمبر المقبل.
مع أن برنامج الرحلة “على خطى الرحالة ويلفريد ثيسيجر أو “مبارك بن لندن” كما كانت تسميه القبائل البدوية في المنطقة، يسير كما كان مخططا له من قبل ومن دون أي تأخير يذكر، غير أن الظروف اليومية التي يمر بها المغامرون لا تخلو من المفاجآت غير المتوقعة. وبحسب أحد المقربين من أجواء الرحلة الصحراوية، كان مع بداية المسيرة ولأسباب غير واضحة من الصعب السيطرة على الجمال، وخلال مرور الفريق بأحد الوديان المتعرجة صودف وجود جمال برية تسببت مواجهتها بسقوط كل من أدريان وغافان عن جمليهما.
وفيما أصيب الأول بجرح في رأسه تطلب علاجه 13 قطبة، تعرض الثاني لرضوض في جسمه. وبالرغم من شعورهما بالألم الذي كان يزيد مع برد الليل حيث الحرارة تتدنى حتى 13 درجة مئوية، يواصل الجميع مسيرتهم بثقة وثبات. وهم يجتازون يوميا مسافة تتراوح ما بين 40 إلى 45 كيلومترا، وقد قام غافان قبل يومين بفك القطب من رأس أدريان الذي تماثل جرحه للشفاء.
ذبائح
من المعلومات التي تنشر للمرة الأولى عن تفاصيل الرحلة، أن الرحالة الثلاثة التقوا منذ الأسبوع الأول لانطلاقتهم بالكثير من الجمال النافقة وعدد هائل من الظباء الأصيلة وبعض الكائنات النادرة. ومنها سحلية الصحراء التي يصل طول أكبرها الى 0.5 متر وأصغرها إلى 8 سنتيمترات. وقد توقف المغامرون للاستراحة في “وادي عين”، ومروا بأحد الآبار القديمة التي قام “مبارك بن لندن” بزيارتها في فترة الأربعينيات. وهو المكان الوحيد الذي تمكن الفريق الحصول منه على الماء العذب بعد قطع مسافة 120 كيلومترا. حيث قام أدريان ومرافقاه بالنزول بالحبال حتى 90 قدماً باتجاه الفتحة الصغيرة في الأرض للحصول على الماء. وكانت تلك المنطقة آخر نقطة لشرب الجمال قبل بداية عبور صحراء الربع الخالي.
ومما عرفناه أنه في “وادي غدون” أحد أودية محافظة “ظفار”، التقى فريق الرحالة بشيخ طاعن في السن عمره يناهز الـ 90 عاما، حدثهم عن ذكرياته مع “مبارك بن لندن” الذي أكد أنه كان قد التقى به قبل ما يزيد على 6 عقود من الزمن. وقد أعرب الرحالة البريطاني أدريان هايز عن دهشته وسروره بأن العمانيين من أهل الصحراء لايزالون يذكرون “مبارك بن لندن”. وقد قام البدو بإرشاده إلى الأماكن التي عبر منها الرحالة في الأربعينيات تسهيلا لإتمام مهمته على الدرب نفسها. ومن هناك تابع الرحالة الثلاث طريقهم باتجاه وادي “مرعيت” عند أطراف الربع الخالي بعد مرورهم بوادي “بن كوثر” في طريقهم إلى “مغشن” التي وصلوها يوم الأربعاء بتاريخ 16 نوفمبر تمام الساعة 12:15 ظهراً. ولم يكن عبور الأودية والمشي على التضاريس المعقدة، سهلاً على الإطلاق بحسب ما وردنا عن هذه الرحلة الشاقة حيث تصل الحرارة إلى 35 درجة مئوية ظهراً. والأمر نفسه أثناء الليل حيث يتسبب هطول الأمطار بتراكم الوحول مما يبطئ سير الفريق ويجبره على مضاعفة المجهود في النهار في سباق مع الوقت.
وفي “مغشن” قامت القبائل البدوية بتقديم الذبائح إلى المغامرين القادمين باتجاه الامارات، وهي المحطة الأخيرة التي كان من الممكن أن يتناولوا فيها اللحم. إذ إنهم منذ ذلك اليوم يعتمدون في غذائهم على القرص والسمن والتمر، وقد بلغنا أن كلا منهم فقد عدة كيلوجرامات من وزنه. وهم حاليا وسط صحراء الربع الخالي حيث انقطعت عنهم معالم الحياة الطبيعية والتواصل مع أهالي القرى أو الوديان، وما عادوا يصادفون أحدا.
هدف يتحقق
مع اختلاف مفردات البيئة بين الأمس واليوم، يعود المشهد إلى زمن الأجداد حيث يجمع الحدث بين الرحالة البريطاني أدريان هايز والمواطنين سعيد المسافري وغافان الجابري. والرحالة الثلاثة يخضعون منذ بداية المشوار غير العادي، لتجربة عيش مغايرة تعزلهم عن الحياة المدنية. فهم يقطعون الصحارى ويجتازون التلال، معتمدين في ذلك على 7 جمال. والمسافة المتبقية التي سيقطعها الفريق هي 900 كيلومتر، وبهذا يكونون قد اجتازوا 1500 كيلومتر من نقطة الانطلاق حتى الوصول.
وكانت «الاتحاد» أجرت آخر حديث مع فريق الرحلة الصحراوية “على خطى بن لندن” قبل انقطاع اتصالهم عن العالم الخارجي تحدث خلاله الرحالة أدريان هايز عن المهمة بكثير من الحماس، معتبرا إياها واحدة من أكثر التحديات التي حلم بها في حياته. يقول “لطالما فكرت بالقيام بخطوات مماثلة للتي قام بها الرحالة ثيسيجر السابق لعصره، وها أنا اليوم على مسافة قريبة من تحقيق الهدف”. وهايز، الذي عمل في الجيش البريطاني يعيش في الامارات منذ 16 عاما، يحترف القيام بالمغامرات على أنواعها. وكان دخل كتاب “جينيس” للأرقام القياسية عن رحلة “اكتشاف جرينلند” عام 2009. يوضح “الرحلة تظهر جماليات التراث البدوي وتراث دولة الامارات، وهي تضيء على المهمة الصعبة التي تحملها سابقا الرحالة ثيسيجر مع مرافقيه من البدو. ونحن نعتزم إتمام الرحلة بأفضل صورة من خلال متابعة الطريق الأقرب لتلك التي مروا بها واجتازوها عام 1940”.
ويؤكد الرحالة البريطاني أنه لا يخشى من أي صعوبات، لكنه يشدد على نقاط الاختلاف مع الرحلة الأصلية التي قام بها فريق مبارك بن لندن سابقا، قائلا “لا شك أن مهمتهم كانت شاقة، لكن البيئة الصحراوية وقتها كانت أكثر جهوزية من اليوم للترحال بمعناه الحقيقي. فقد اختفت في أيامنا هذه مصادر المياه بين الممرات الصحراوية، وبات من النادر الالتقاء بالبدو الأصليين الذين يعيشون وسط الصحراء. ما يصعب علينا الاعتماد الكلي على مفاجآت الطريق وخيراتها كما كان يفعل الأولون. وهذا يزيد من حاجتنا نحن والجمال إلى المساعدات اللوجستية من مؤن ومياه”.
مفاجآت الطريق
المرافق الأول في رحلة “على خطى ثيسيجر” هو المواطن سعيد المسافري (26 سنة). وهو يقيم في رأس الخيمة ويعمل إلى جانب وظيفته في القوات المسلحة، بالاهتمام بتربية “البوش” وتأهيلها للسباقات. يقول لـ”الاتحاد” “أنا فخور جدا بالمشاركة في إحياء جزء من تراث بلادي بهدف التذكير بكل ما تكبده الأجداد من صعوبات في التنقل لتأمين وسائل العيش. نحن اليوم لا يمكننا أن نتخيل حياتنا بلا سيارات وطائرات وهواتف، ونكاد نعتمد في كل صغيرة وكبيرة على تسهيلات العلم والتكنولوجيا”. ومن هنا يرى المسافري أنه من واجب الآباء على أبنائهم أن يشرحوا لهم عن طبيعة الحياة في السابق حتى يشعروهم بالنعم المتوفرة لديهم ومن دون أي عناء يذكر للحصول عليها. ويضيف المسافري “عندما أتيحت لي الفرصة من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة لأكون جزءا من فريق الرحلة علمت بأن هذه الخطوة ستكون تحدياً يستحق العناء. فهذا الإنجاز الوطني مصمم للتسويق إلى ثقافة بلادي وتراثها، وأنا أقدم كل ما ينتظرني من مفاجآت الطريق كهدية إلى وطني احتفاء بمرور 40 عاما على قيام الاتحاد”.
المرافق الثاني المواطن غافان الجابري (27 سنة)، وهو يقيم في مدينة العين ويعمل كذلك في القوات المسلحة، يقول لـ”الاتحاد” “مغامرتنا ليست عادية، إذ تعترضها أصعب التضاريس الصحراوية في العالم حيث ترتفع التلال الرملية إلى أكثر من 250 مترا وتصل درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية”. ويوضح أن التحديات التي تنتظر الفريق تتلخص بالحرارة المرتفعة وقلة توفر المياه، إضافة إلى حتمية اجتياز سلسلة من أصعب المرتفعات الصحراوية التي عرفها الانسان على الإطلاق.
ويضيف الجابري “هناك أيضا خطر العواصف الرملية والرياح العاتية، مع شرط الحفاظ على الجمال وإبقائها على قيد الحياة خلال الفترة المحددة للرحلة. وكل ذلك بالتوازي مع المشي على الرمال المتحركة والسهول الحصوية والمسطحات المالحة”. وهو يلفت إلى أن المعدات التقنية للفريق هي في حدها الأدنى بحيث يكون الاعتماد على الأمور الضرورية فحسب، تماما كما فعل ثيسيجر خلال فترة الأربعينيات من القرن الفائت. وتشمل المعدات التي برفقتهم، بوصلة، سكين، بندقية صيد، بعض الطعام والمياه، معدات طبية وبطانيات للنوم. ويذكر الجابري “أعتمد في الرحلة على خبرتي في التعامل مع الجمال وحياة الصحراء بشكل عام. وأنا أسخر كل طاقتي لإنجاح هذا المشروع التاريخي ورفع علم بلادي بالتزامن مع فرحة الجميع باليوم الوطني”.
قطعت الرحلة الصحراوية «على خطى ثيسيجر»، التي يقوم بها 3 رحالة هم البريطاني أدريان هايز والاماراتيين غافان محمد الجابري وسعيد راشد المسافري، حتى اليوم قرابة 600 كيلومتر، في مسيرتهم على الجمال وسيراً على الأقدام بمعدل 11 ساعة يوميا، والرحلة التي تجسد مشاهد حية من الموروث الشعبي لمجتمع البداوة، تعبر حاليا الربع الخالي، على أن تختم دربها في واحة ليوا صبيحة اليوم الوطني. وقد بدأها فريق المغامرين قبل 3 أسابيع انطلاقا من صلالة تماما كما فعل الرحالة المعروف بـ «مبارك بن لندن» برفقة اثنين من مواطني الدولة قبل أكثر من 65 عاما، ومن المنتظر أن يصل الجميع إلى العاصمة أبوظبي يوم 12 ديسمبر المقبل.
مع أن برنامج الرحلة “على خطى الرحالة ويلفريد ثيسيجر أو “مبارك بن لندن” كما كانت تسميه القبائل البدوية في المنطقة، يسير كما كان مخططا له من قبل ومن دون أي تأخير يذكر، غير أن الظروف اليومية التي يمر بها المغامرون لا تخلو من المفاجآت غير المتوقعة. وبحسب أحد المقربين من أجواء الرحلة الصحراوية، كان مع بداية المسيرة ولأسباب غير واضحة من الصعب السيطرة على الجمال، وخلال مرور الفريق بأحد الوديان المتعرجة صودف وجود جمال برية تسببت مواجهتها بسقوط كل من أدريان وغافان عن جمليهما.
وفيما أصيب الأول بجرح في رأسه تطلب علاجه 13 قطبة، تعرض الثاني لرضوض في جسمه. وبالرغم من شعورهما بالألم الذي كان يزيد مع برد الليل حيث الحرارة تتدنى حتى 13 درجة مئوية، يواصل الجميع مسيرتهم بثقة وثبات. وهم يجتازون يوميا مسافة تتراوح ما بين 40 إلى 45 كيلومترا، وقد قام غافان قبل يومين بفك القطب من رأس أدريان الذي تماثل جرحه للشفاء.
ذبائح
من المعلومات التي تنشر للمرة الأولى عن تفاصيل الرحلة، أن الرحالة الثلاثة التقوا منذ الأسبوع الأول لانطلاقتهم بالكثير من الجمال النافقة وعدد هائل من الظباء الأصيلة وبعض الكائنات النادرة. ومنها سحلية الصحراء التي يصل طول أكبرها الى 0.5 متر وأصغرها إلى 8 سنتيمترات. وقد توقف المغامرون للاستراحة في “وادي عين”، ومروا بأحد الآبار القديمة التي قام “مبارك بن لندن” بزيارتها في فترة الأربعينيات. وهو المكان الوحيد الذي تمكن الفريق الحصول منه على الماء العذب بعد قطع مسافة 120 كيلومترا. حيث قام أدريان ومرافقاه بالنزول بالحبال حتى 90 قدماً باتجاه الفتحة الصغيرة في الأرض للحصول على الماء. وكانت تلك المنطقة آخر نقطة لشرب الجمال قبل بداية عبور صحراء الربع الخالي.
ومما عرفناه أنه في “وادي غدون” أحد أودية محافظة “ظفار”، التقى فريق الرحالة بشيخ طاعن في السن عمره يناهز الـ 90 عاما، حدثهم عن ذكرياته مع “مبارك بن لندن” الذي أكد أنه كان قد التقى به قبل ما يزيد على 6 عقود من الزمن. وقد أعرب الرحالة البريطاني أدريان هايز عن دهشته وسروره بأن العمانيين من أهل الصحراء لايزالون يذكرون “مبارك بن لندن”. وقد قام البدو بإرشاده إلى الأماكن التي عبر منها الرحالة في الأربعينيات تسهيلا لإتمام مهمته على الدرب نفسها. ومن هناك تابع الرحالة الثلاث طريقهم باتجاه وادي “مرعيت” عند أطراف الربع الخالي بعد مرورهم بوادي “بن كوثر” في طريقهم إلى “مغشن” التي وصلوها يوم الأربعاء بتاريخ 16 نوفمبر تمام الساعة 12:15 ظهراً. ولم يكن عبور الأودية والمشي على التضاريس المعقدة، سهلاً على الإطلاق بحسب ما وردنا عن هذه الرحلة الشاقة حيث تصل الحرارة إلى 35 درجة مئوية ظهراً. والأمر نفسه أثناء الليل حيث يتسبب هطول الأمطار بتراكم الوحول مما يبطئ سير الفريق ويجبره على مضاعفة المجهود في النهار في سباق مع الوقت.
وفي “مغشن” قامت القبائل البدوية بتقديم الذبائح إلى المغامرين القادمين باتجاه الامارات، وهي المحطة الأخيرة التي كان من الممكن أن يتناولوا فيها اللحم. إذ إنهم منذ ذلك اليوم يعتمدون في غذائهم على القرص والسمن والتمر، وقد بلغنا أن كلا منهم فقد عدة كيلوجرامات من وزنه. وهم حاليا وسط صحراء الربع الخالي حيث انقطعت عنهم معالم الحياة الطبيعية والتواصل مع أهالي القرى أو الوديان، وما عادوا يصادفون أحدا.
هدف يتحقق
مع اختلاف مفردات البيئة بين الأمس واليوم، يعود المشهد إلى زمن الأجداد حيث يجمع الحدث بين الرحالة البريطاني أدريان هايز والمواطنين سعيد المسافري وغافان الجابري. والرحالة الثلاثة يخضعون منذ بداية المشوار غير العادي، لتجربة عيش مغايرة تعزلهم عن الحياة المدنية. فهم يقطعون الصحارى ويجتازون التلال، معتمدين في ذلك على 7 جمال. والمسافة المتبقية التي سيقطعها الفريق هي 900 كيلومتر، وبهذا يكونون قد اجتازوا 1500 كيلومتر من نقطة الانطلاق حتى الوصول.
وكانت «الاتحاد» أجرت آخر حديث مع فريق الرحلة الصحراوية “على خطى بن لندن” قبل انقطاع اتصالهم عن العالم الخارجي تحدث خلاله الرحالة أدريان هايز عن المهمة بكثير من الحماس، معتبرا إياها واحدة من أكثر التحديات التي حلم بها في حياته. يقول “لطالما فكرت بالقيام بخطوات مماثلة للتي قام بها الرحالة ثيسيجر السابق لعصره، وها أنا اليوم على مسافة قريبة من تحقيق الهدف”. وهايز، الذي عمل في الجيش البريطاني يعيش في الامارات منذ 16 عاما، يحترف القيام بالمغامرات على أنواعها. وكان دخل كتاب “جينيس” للأرقام القياسية عن رحلة “اكتشاف جرينلند” عام 2009. يوضح “الرحلة تظهر جماليات التراث البدوي وتراث دولة الامارات، وهي تضيء على المهمة الصعبة التي تحملها سابقا الرحالة ثيسيجر مع مرافقيه من البدو. ونحن نعتزم إتمام الرحلة بأفضل صورة من خلال متابعة الطريق الأقرب لتلك التي مروا بها واجتازوها عام 1940”.
ويؤكد الرحالة البريطاني أنه لا يخشى من أي صعوبات، لكنه يشدد على نقاط الاختلاف مع الرحلة الأصلية التي قام بها فريق مبارك بن لندن سابقا، قائلا “لا شك أن مهمتهم كانت شاقة، لكن البيئة الصحراوية وقتها كانت أكثر جهوزية من اليوم للترحال بمعناه الحقيقي. فقد اختفت في أيامنا هذه مصادر المياه بين الممرات الصحراوية، وبات من النادر الالتقاء بالبدو الأصليين الذين يعيشون وسط الصحراء. ما يصعب علينا الاعتماد الكلي على مفاجآت الطريق وخيراتها كما كان يفعل الأولون. وهذا يزيد من حاجتنا نحن والجمال إلى المساعدات اللوجستية من مؤن ومياه”.
مفاجآت الطريق
المرافق الأول في رحلة “على خطى ثيسيجر” هو المواطن سعيد المسافري (26 سنة). وهو يقيم في رأس الخيمة ويعمل إلى جانب وظيفته في القوات المسلحة، بالاهتمام بتربية “البوش” وتأهيلها للسباقات. يقول لـ”الاتحاد” “أنا فخور جدا بالمشاركة في إحياء جزء من تراث بلادي بهدف التذكير بكل ما تكبده الأجداد من صعوبات في التنقل لتأمين وسائل العيش. نحن اليوم لا يمكننا أن نتخيل حياتنا بلا سيارات وطائرات وهواتف، ونكاد نعتمد في كل صغيرة وكبيرة على تسهيلات العلم والتكنولوجيا”. ومن هنا يرى المسافري أنه من واجب الآباء على أبنائهم أن يشرحوا لهم عن طبيعة الحياة في السابق حتى يشعروهم بالنعم المتوفرة لديهم ومن دون أي عناء يذكر للحصول عليها. ويضيف المسافري “عندما أتيحت لي الفرصة من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة لأكون جزءا من فريق الرحلة علمت بأن هذه الخطوة ستكون تحدياً يستحق العناء. فهذا الإنجاز الوطني مصمم للتسويق إلى ثقافة بلادي وتراثها، وأنا أقدم كل ما ينتظرني من مفاجآت الطريق كهدية إلى وطني احتفاء بمرور 40 عاما على قيام الاتحاد”.
المرافق الثاني المواطن غافان الجابري (27 سنة)، وهو يقيم في مدينة العين ويعمل كذلك في القوات المسلحة، يقول لـ”الاتحاد” “مغامرتنا ليست عادية، إذ تعترضها أصعب التضاريس الصحراوية في العالم حيث ترتفع التلال الرملية إلى أكثر من 250 مترا وتصل درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية”. ويوضح أن التحديات التي تنتظر الفريق تتلخص بالحرارة المرتفعة وقلة توفر المياه، إضافة إلى حتمية اجتياز سلسلة من أصعب المرتفعات الصحراوية التي عرفها الانسان على الإطلاق.
ويضيف الجابري “هناك أيضا خطر العواصف الرملية والرياح العاتية، مع شرط الحفاظ على الجمال وإبقائها على قيد الحياة خلال الفترة المحددة للرحلة. وكل ذلك بالتوازي مع المشي على الرمال المتحركة والسهول الحصوية والمسطحات المالحة”. وهو يلفت إلى أن المعدات التقنية للفريق هي في حدها الأدنى بحيث يكون الاعتماد على الأمور الضرورية فحسب، تماما كما فعل ثيسيجر خلال فترة الأربعينيات من القرن الفائت. وتشمل المعدات التي برفقتهم، بوصلة، سكين، بندقية صيد، بعض الطعام والمياه، معدات طبية وبطانيات للنوم. ويذكر الجابري “أعتمد في الرحلة على خبرتي في التعامل مع الجمال وحياة الصحراء بشكل عام. وأنا أسخر كل طاقتي لإنجاح هذا المشروع التاريخي ورفع علم بلادي بالتزامن مع فرحة الجميع باليوم الوطني”.
معلومات وثائقية
تشمل الرحلة برنامجا ثقافيا للمدارس يسمح للطلاب بمتابعة المراحل التي سيقطعها الرحالة ومرافقوه على الموقع المخصص للاستفادة من المعلومات الوثائقية ومقارنتها بالمعلومات التي قدمتها الرحلة الأصلية. وستنتج الشركة البريطانية “توفور برودكشن” الحائزة جوائز عالمية، فيلما وثائقيا عن الرحلة تقوم برعايته “أبوظبي للاعلام” يتحدث عن ثقافة الصحراء من خلال النسخة الجديدة عن الرحلة العريقة لـ “مبارك بن لندن”.
تشمل الرحلة برنامجا ثقافيا للمدارس يسمح للطلاب بمتابعة المراحل التي سيقطعها الرحالة ومرافقوه على الموقع المخصص للاستفادة من المعلومات الوثائقية ومقارنتها بالمعلومات التي قدمتها الرحلة الأصلية. وستنتج الشركة البريطانية “توفور برودكشن” الحائزة جوائز عالمية، فيلما وثائقيا عن الرحلة تقوم برعايته “أبوظبي للاعلام” يتحدث عن ثقافة الصحراء من خلال النسخة الجديدة عن الرحلة العريقة لـ “مبارك بن لندن”.