مِـفآهيم ﭐلوفِـآ●∑™
¬°•| مشرفة سابقة |°¬
هناك الكثير من الأطفال الذين أزدهرت بهم الحياة العلمية في الماضي فأصبحوا من كبار علماء الدين في وقتهم وإلى يومنا هذا ونحن ننهل من جزيل ما خلفوه لنا من آثار علمية كثيرة ... ولكننا نجهل عن طفولتهم .... فدعونا نبحر قليلا في عالم الذكريات نتعرف قليلاً عن طفولتهم التي أهلتهم ليصبحوا من كبار علماء المسلمين ....
طفولة سفيان بن عيينة في طلبه للعلم :
طفولة سفيان بن عيينة في طلبه للعلم :
ذكر الخطيب البغدادي عن أحمد بن نضر الهلالي قال : سمعت أبي يقول : كنت في مجلس سفيان بن عيينة ، فنظر إليّ صبيّ دخل المسجد ، فكأن أهل المسجد تهاونوا به لصغر سنّه ،فقال سفيان ( كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم ) النساء 94
يا نضر ! لو رأيتني ولي عشر سنين طولي خمسة أشبار ، ووجهي كالدينار ، وأنا كشعلة نار ، ثيابي قصار ، وذيلي بمقدار ، ونعلي كآذان الفار ، اختلفتُ إلى علماء الأمصار ، مثل الزهري وعمرو بن دينار ، أجلس بينهم كالمسمار ، محبرتي كالجوزة ، ومقلمتي كالموزة ، وقلمي كاللوزة ، فإذا دخلت المجلس قالوا : أوسعوا للشيخ الصغير .
يا نضر ! لو رأيتني ولي عشر سنين طولي خمسة أشبار ، ووجهي كالدينار ، وأنا كشعلة نار ، ثيابي قصار ، وذيلي بمقدار ، ونعلي كآذان الفار ، اختلفتُ إلى علماء الأمصار ، مثل الزهري وعمرو بن دينار ، أجلس بينهم كالمسمار ، محبرتي كالجوزة ، ومقلمتي كالموزة ، وقلمي كاللوزة ، فإذا دخلت المجلس قالوا : أوسعوا للشيخ الصغير .
ثمّ تبسّم ابن عيينة وضحك ، قال أحمد : فتبسم أبي وضحك .
**************************************************
طفولة مالك بن أنس رضي الله عنه
**************************************************
طفولة مالك بن أنس رضي الله عنه
قال مطرف : قلت لأمي أذهب فأكتب العلم ؟ فقالت تعال ، فالبس ثياب العلم ، فألبستني مسمرة ، ووضعت الطويلة على رأسي ، وعممتني فوقها ، ثم قالت : اذهب فاكتب الآن
وكانت تقول : اذهب إلى ربيعة ، فتعلم من أدبه قبل علمه .
قال ابن وهب : حدثني مالك ، قال : كنت آتي نافعاً وأنا غلام ، حديث السنّ فيحدّثني
وكان يجلسس بعد الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد .
**************************************************
طفولة الإمام الشافعي رضي الله عنه
قال رضي الله عنه : لم يكن لي مال ، وكنت أطلب العلم في الحداثة – أيفي مستهل عمره – وكانت سنه من ثلاث عشرة سنة وكنت أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور أي ظهور الأوراق المكتوب عليها فأكتب فيها .
وحكى البويطي عن الشافعيّ رحمه الله أنه كان في مجلس مالك بن أنس رحمه الله وهو غلام فجاء رجل إلى مالك فاستفتاه فقال : إني حلفت بالطلاق الثلاث أن هذا البلبل لا يهدأ من الصباح ، فقال مالك : قد حنثت ، فمضى الرجل ، فالتفت الشافعي رحمه الله إلى بعض أصحاب مالك فقال : إن هذه الفتيا خطأ ، فأخبر مالك بذلك ، وكان مالك مهيب المجلس لا يجسر أحدأن يردّه ، وربما جاء صاحب الشرطة فوقف على رأسه إذا جلس في مجلسه ، فقالوا لما كإن هذا الغلام يزعم إن هذه الفتيا إغفال وخطأ ، فقال له مالك : من أين قلت هذا ؟فقال الشافعي : ألست أنت الذي رويت لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة فاطمةبنت قيس رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أبا جهم ومعاوية خطباني، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ) فهل كانت عصا أبي جهم على عاتقه ؟ وإنما أراد من ذلك الأغلب ، فعرف محلّ الشافعي ومقداره ، قال الشافعي : فلما أردت أن أخرج من المدينة فجئت إلى مالك فودّعته ، فقال لي مالك حين فارقته :
يا غلام ! اتق الله تعالى ، ولا تطفئ هذا النور الذي أعطاك الله بالمعاصي ، يعني بالنور العلم ، وهو قوله تعالى ( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور )
**************************************************
طفولة الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه
حفظ أحمد بن حنبل القرآن في صباه ظن وتعلّم القراءة والكتابة ، ثم اتجه إلى الديوان ، يمرّ على التحرير ، ويقول في نفسه : كنتُ وأنا غُليّم أختلف إلى الكتاب ، ثم أختلف إلى الديوان ، وأنا ابن أربع عشرة سنة .
وكانت نشأته فيها آثار النبوغ والرشد ، حتى قال بعض الأدباء : وأنا أنفق على ولدي ، وأجيئهم بالمؤدبين على أن يتأدبوا ، فما أراهم يفلحون ، وهذا أحمد بن حنبل غلام يتيم نانظروا كيف ؟!
وجعل يعجب من أدبه وحسن طريقه .
**************************************************
طفولة الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة رضي الله عنه
قال أبو يوسف : كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مقلّ ، رثّ الحال ،فجاء أبي يوماً وأنا عند أبي حنيفة ، فانصرفت معه ، فقال : يا بني ! لا تمدّن رجلك مع أبي حنيفة ، فإن أبا حنيفة خبزه مشويّ ، وأنت تحتاج إلى المعاش ، فقصرت عن كثير من الطلب ، وآثرت طاعة أبي ، فتفقدني أبو حنيفة وسأل عني ، فجعلت أتعاهد مجلسه ،فلما كان أول يوم أتيته بعد تأخري ، قال لي : ما شغلك عنا ؟ قلت : الشغل بالمعاش ،وطاعة والدي ، فجلست ، فلما انصرف الناس دفع إليّ صرّة وقال : استمتع بهذه ، فنظرت فإذا فيها مئة درهم ، فقال لي : الزم الحلقة وإذا نفذت هذه فأعلمني ، فلزمت الحلقة، فلما مضت مدة يسيرة دفع إلي مئة أخرى ، ثم كان يتعاهدني ، وما أعلمته بخلّة قط ،ولا أخبرته بنفاد شيء ما ، وكان كأنه يخبر بنفادها حتى استغنيت وتموّلت .
وهناك رواية ثانية في نشأة الإمام أبي يوسف
قال علي بن الجعد : أخبرني أبو يوسف ، قال : توفي أبي إبراهيم بن حبيب وخلفني صغيرا في حجر أمي ، فأسلمتني إلى قصّار أخدمه ، فكنت أدع القصّار وأمرّ إلى حلقة أبي حنيفة ، فأجلس أستمع ، فكانت أمي تجيء خلفي إلى الحلقة فتأخذ بيدي ، وتذهب بي إلى القصّار ، وكان أبو حنيفة يعنى بي لما يرى من حضوري وحرصي على التعلم ،فلما كثر ذلك على أمي ، وطال عليها هربي ، قالت لأبي حنيفة : ما لهذا الصبيّ فساد غيرك ، هذا صبي يتيم لاشيء له ، وإنما أطعمه من مغزلي ، وآمل أن يكسب دانقاً يعودبه على نفسه ، فقال لها أبو حنيفة : مُرِّي يا رعناء ! هو ذا يتعلّم أكل الفالوذج بدهن الفستق ، فانصرفت عنه ، وقالت له : أنت شيخ قد خرفت وذهب عقلك .
قال أبو يوسف : ثم لزمت أبا حنيفة ، وكان يتعاهدني بماله ، فما ترك ليخلّة ، فنفعني الله بالعلم ، ورفعني حتى تقلّدت القضاء ، وكنت أجالس هارون الرشيد ،وآكل معه على مائدته .
فلما كان في بعض الأيام قدم إلى هارون الرشيد فالوذج ،فقال لي هارون : يا يعقوب ! كل منه ، فليس يعمل لنا مثله كل يوم ، فقلت : وما هذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال : هذا فالوذج بدهن الفستق ، فضحكت ، فقال لي : مم ضحكت ؟ فقلت : خيراً أبقى الله يا أمير المؤمنين ، قال : لتخبرني ، وألحَّ عليَّ ،فأخبرته بالقصّة من أوّلها إلى آخرها فعجب من ذلك ، وقال لي : لعمري إن العلم ليرفع وينفع ديناً ودنيا ، وترحّم على أبي حنيفة ، وقال : كان ينظر بعين عقله ما لا يراه بعين رأسه .
وكانت تقول : اذهب إلى ربيعة ، فتعلم من أدبه قبل علمه .
قال ابن وهب : حدثني مالك ، قال : كنت آتي نافعاً وأنا غلام ، حديث السنّ فيحدّثني
وكان يجلسس بعد الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد .
**************************************************
طفولة الإمام الشافعي رضي الله عنه
قال رضي الله عنه : لم يكن لي مال ، وكنت أطلب العلم في الحداثة – أيفي مستهل عمره – وكانت سنه من ثلاث عشرة سنة وكنت أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور أي ظهور الأوراق المكتوب عليها فأكتب فيها .
وحكى البويطي عن الشافعيّ رحمه الله أنه كان في مجلس مالك بن أنس رحمه الله وهو غلام فجاء رجل إلى مالك فاستفتاه فقال : إني حلفت بالطلاق الثلاث أن هذا البلبل لا يهدأ من الصباح ، فقال مالك : قد حنثت ، فمضى الرجل ، فالتفت الشافعي رحمه الله إلى بعض أصحاب مالك فقال : إن هذه الفتيا خطأ ، فأخبر مالك بذلك ، وكان مالك مهيب المجلس لا يجسر أحدأن يردّه ، وربما جاء صاحب الشرطة فوقف على رأسه إذا جلس في مجلسه ، فقالوا لما كإن هذا الغلام يزعم إن هذه الفتيا إغفال وخطأ ، فقال له مالك : من أين قلت هذا ؟فقال الشافعي : ألست أنت الذي رويت لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة فاطمةبنت قيس رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أبا جهم ومعاوية خطباني، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ) فهل كانت عصا أبي جهم على عاتقه ؟ وإنما أراد من ذلك الأغلب ، فعرف محلّ الشافعي ومقداره ، قال الشافعي : فلما أردت أن أخرج من المدينة فجئت إلى مالك فودّعته ، فقال لي مالك حين فارقته :
يا غلام ! اتق الله تعالى ، ولا تطفئ هذا النور الذي أعطاك الله بالمعاصي ، يعني بالنور العلم ، وهو قوله تعالى ( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور )
**************************************************
طفولة الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه
حفظ أحمد بن حنبل القرآن في صباه ظن وتعلّم القراءة والكتابة ، ثم اتجه إلى الديوان ، يمرّ على التحرير ، ويقول في نفسه : كنتُ وأنا غُليّم أختلف إلى الكتاب ، ثم أختلف إلى الديوان ، وأنا ابن أربع عشرة سنة .
وكانت نشأته فيها آثار النبوغ والرشد ، حتى قال بعض الأدباء : وأنا أنفق على ولدي ، وأجيئهم بالمؤدبين على أن يتأدبوا ، فما أراهم يفلحون ، وهذا أحمد بن حنبل غلام يتيم نانظروا كيف ؟!
وجعل يعجب من أدبه وحسن طريقه .
**************************************************
طفولة الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة رضي الله عنه
قال أبو يوسف : كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مقلّ ، رثّ الحال ،فجاء أبي يوماً وأنا عند أبي حنيفة ، فانصرفت معه ، فقال : يا بني ! لا تمدّن رجلك مع أبي حنيفة ، فإن أبا حنيفة خبزه مشويّ ، وأنت تحتاج إلى المعاش ، فقصرت عن كثير من الطلب ، وآثرت طاعة أبي ، فتفقدني أبو حنيفة وسأل عني ، فجعلت أتعاهد مجلسه ،فلما كان أول يوم أتيته بعد تأخري ، قال لي : ما شغلك عنا ؟ قلت : الشغل بالمعاش ،وطاعة والدي ، فجلست ، فلما انصرف الناس دفع إليّ صرّة وقال : استمتع بهذه ، فنظرت فإذا فيها مئة درهم ، فقال لي : الزم الحلقة وإذا نفذت هذه فأعلمني ، فلزمت الحلقة، فلما مضت مدة يسيرة دفع إلي مئة أخرى ، ثم كان يتعاهدني ، وما أعلمته بخلّة قط ،ولا أخبرته بنفاد شيء ما ، وكان كأنه يخبر بنفادها حتى استغنيت وتموّلت .
وهناك رواية ثانية في نشأة الإمام أبي يوسف
قال علي بن الجعد : أخبرني أبو يوسف ، قال : توفي أبي إبراهيم بن حبيب وخلفني صغيرا في حجر أمي ، فأسلمتني إلى قصّار أخدمه ، فكنت أدع القصّار وأمرّ إلى حلقة أبي حنيفة ، فأجلس أستمع ، فكانت أمي تجيء خلفي إلى الحلقة فتأخذ بيدي ، وتذهب بي إلى القصّار ، وكان أبو حنيفة يعنى بي لما يرى من حضوري وحرصي على التعلم ،فلما كثر ذلك على أمي ، وطال عليها هربي ، قالت لأبي حنيفة : ما لهذا الصبيّ فساد غيرك ، هذا صبي يتيم لاشيء له ، وإنما أطعمه من مغزلي ، وآمل أن يكسب دانقاً يعودبه على نفسه ، فقال لها أبو حنيفة : مُرِّي يا رعناء ! هو ذا يتعلّم أكل الفالوذج بدهن الفستق ، فانصرفت عنه ، وقالت له : أنت شيخ قد خرفت وذهب عقلك .
قال أبو يوسف : ثم لزمت أبا حنيفة ، وكان يتعاهدني بماله ، فما ترك ليخلّة ، فنفعني الله بالعلم ، ورفعني حتى تقلّدت القضاء ، وكنت أجالس هارون الرشيد ،وآكل معه على مائدته .
فلما كان في بعض الأيام قدم إلى هارون الرشيد فالوذج ،فقال لي هارون : يا يعقوب ! كل منه ، فليس يعمل لنا مثله كل يوم ، فقلت : وما هذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال : هذا فالوذج بدهن الفستق ، فضحكت ، فقال لي : مم ضحكت ؟ فقلت : خيراً أبقى الله يا أمير المؤمنين ، قال : لتخبرني ، وألحَّ عليَّ ،فأخبرته بالقصّة من أوّلها إلى آخرها فعجب من ذلك ، وقال لي : لعمري إن العلم ليرفع وينفع ديناً ودنيا ، وترحّم على أبي حنيفة ، وقال : كان ينظر بعين عقله ما لا يراه بعين رأسه .