[ود]
¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
خطة عمل طبية وطنية للحد من إصابات الحوادث
من جلسات المؤتمر
مسقط - ش
خرج المؤتمر الدولي الثالث لطب الطـوارئ والحوادث، الذي اختتمت فعالياته مؤخرا، بالعديد من التوصيات المهمة منها: إيجاد خطة عمل طبية وطنية للحد من إصابات الحوادث لتكون السلطنة بذلك رائدة على المستوى الدولي في هذا المجال، وضرورة التنسيق والتكاتف في الجهود بين القطاع الصحي والقطاعات الحكومية والأخرى ذات العلاقة لمنع حدوث إصابات الطرق لكون أن غالبية الخسائر في الأرواح الناتجة عن هذه الإصابات تكون مباشرة في موقع الحادث قبل التمكن من تقديم أي نوع من الإسعاف الطبي.
ومن التوصيات كذلك: التركيز على أهمية تدريب الكوادر الطبية في مجال العناية بإصابات حوادث السير من خلال تنظيم دورات تقنية متخصصة، والاهتمام بإصابات الأطفال وتدريب الكوادر الطبية حول طرق التعامل معها، وتطوير المؤسسات الصحية في جميع أنحاء السلطنة لتكون مؤهلة للتعامل مع إصابات الحوادث، والتنسيق مع الجهات المعنية لإصدار وتطبيق القوانين الرادعة لمخالفات أنظمة المرور، ودعم خدمات الإسعاف الطبي والعمل على تطويرها وتزويدها بالوسائل الحديثة التي تساعد على تحسينها.
المؤتمر الذي جاء تحت شعار "نحو رعاية أفضل لحالات الطوارئ" واستمر لثلاثة أيام نظمته وزارة الصحة والخدمات الطبية للقوات المسلحة، والخدمات الطبية بشرطة عمان السلطانية، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، والمجلس العماني للاختصاصات الطبية، والجمعية الطبية العمانية.
وجاء تنظيمه تنفيذا للأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- القاضية بالحد من حوادث الطرق والعناية بالإصابات الناتجة عنها ولتوصيات ندوة السلامة المرورية. هذا وشهد المؤتمر مشاركة أكثر من (500) من أطباء الحوادث والطوارئ وأطباء جراحة الحوادث والممرضين والمسعفين من مختلف المؤسسات الصحية العامة والخاصة بالسلطنة. وحاضر خلاله نخبة من الخبراء الدوليين في مجال إصابات الطرق من السلطنة ودول مجلس التعاون وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا واستراليا. وقد سعى المؤتمر إلى تحقيق العديد من الأهداف المرسومة منها: الرقي بالرعاية الصحية المقدمة للمصابين ابتداء بمكان وقوع الحادث وصولا الى أقسام الطوارئ والتدخل الجراحي والتأهيل، والاطلاع على احدث الأساليب والنظم الصحية المتبعة في هذا المجال، والاطلاع على التقنيات الحديثة في مجال التدخل الجراحي، والتوعية المرورية للعاملين بالقطاعات الصحية وأفراد المجتمع حول العناية بالإصابات.
واشتمل المؤتمر على (12) جلسة علمية حفلت بالكثير من أوراق العمل العلمية التي ناقشت في مجملها إصابات حوادث الطرق منذ وقوع الإصابة وحتى الوصول إلى المستشفى والتدخل الجراحي والتأهيل. ومن المواضيع التي ناقشتها أوراق العمل: المقارنة بين طرق العلاج التي تقدم في مكان الحادث، والتدخل الجراحي في أقسام الطوارئ وكمية الدم المطلوب إعطاؤها للمريض، والعمليات الجراحية للنزيف الداخلي للبطن، وتصنيف الإصابات بواسطة الأشعة المقطعية، وتشخيص وعلاج إصابات الدماغ، وإحصائيات حوادث الطرق بالسلطنة من نظام التسجيل الطبي للحوادث، والتأهيل لما بعد الإصابة.
من ناحية أخرى سبقت المؤتمر أربع دورات تدريبية تناولت مواضيع: الإصابات المتعددة، وإنعاش الإصابات المتقدمة (ATLS)، واستخدام الأشعة فوق الصوتية في طب الطوارئ، وإنعاش القصبة الهوائية المتقدمة. تجدر الإشارة الى أن الحوادث المرورية من القضايا التي تشغل مساحة اهتمام واسعة على المستوى الرسمي والمجتمعي نظرا لما تكبد البلاد من خسائر في مواردها البشرية نتيجة ضحايا هذه الحوادث من الوفيات أو الإصابات لا سيما العاهات المزمنة، فضلا عن آثارها الاجتماعية السلبية على أسر المتوفين والمصابين.
وبحسب الإحصائيات المرورية سجلت حوادث السير لعام 2010 ما مجموعه (5755) حادثا على مستوى السلطنة بلغ عدد حالات الوفاة بها (630) حالة والإصابات الناتجة عنها (7706). وبلغ عدد حوادث السير من أول يناير من العام الجاري وحتى تاريخ 7/10/2011 (6012) حادثا وصلت وفياتها الى (792) حالة وفاة والإصابات (8841). وبلغ عدد حوادث السير في شهر رمضان الفائت من إجمالي حوادث العام الجاري (621) حادثا توفي فيها (67) شخصا وبإصابات وصلت لـ(754) إصابة؛ وبلغ عدد الوفيات في إجازة عيد الفطر لوحدها (29) حالة وفاة و(393) إصابة.
وكانت فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لطب الطـوارئ والحوادث قد اختتمت الخميس الفائت حيث قام وزير الصحة معالي د.أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي بتكريم المحاضرين وعدد من المساهمين في تنظيم المؤتمر. على صعيد آخر عقد على هامش المؤتمر اجتماع للجمعية الطبية العُمانية ونظيرتها الإماراتية، بحضور رئيس الجمعية الطبية العُمانية د.وليد الزجالي ورئيس الجمعية الطبية الإماراتية د.علي بن شكر وأعضاء آخرين من الجمعيتين. استعرض الاجتماع سبل تفعيل دور الجمعيات الطبية المهنية في دول مجلس التعاون من خلال عقد اللقاءات العلمية المشتركة وتبادل الخبرات والمشاركات الخارجية إقليميا ودوليا. كذلك تمت مناقشة بعض التحديات التي تواجه هذه الجمعيات كالمقار والتمويل والتواصل فيما بينها.
وعلى صعيد التعاون الثنائي بين الجمعيتين العُمانية والإماراتية تم الاتفاق على التعاون العلمي لعقد المؤتمرات العلمية المشتركة وتبادل الخبرات ووضع استراتيجية للعمل المشترك فيما بينها.
وفي هذا السياق أكد د.وليد الزدجالي على أهمية تعاون الجمعيات الطبية الخليجية مع المؤسسات الصحية الحكومية لوضع استراتيجية لتقليل الحوادث والإصابات والعمل على تفعيل أحدث الوسائل لعلاج إصابات الحوادث. في لقاء مع المشاركين أثنى د.جو نيمث، استشاري طب طوارئ بجامعة مجل بكندا، على التنظيم الجيد للمؤتمر وشمولية موضوعاته والخبرات المشهود لها المشاركة في فعالياته، وتنوع المحاضرين أكسب المشاركين ثراء معرفيا واستفادة أكبر من الخبرات.
وأوضح أنه يشارك في المؤتمر بأربع أوراق عمل تناقش أولاها كيفية معالجة مصابي حوادث السير الذين يعانون من أمراض أخرى وخاصة المزمنة، والأخرى كيفية التعامل مع إصابات العمود الفقري والنخاع الشوكي، وفيما تتناول الورقة الثالثة إصابات الرقبة لدى الأطفال؛ تستعرض الورقة الرابعة مناظرة علمية بينه ومحاضر آخر حول موضوعات تتعلق بإصابات الحوادث.
بدوره أوضح د.عمار الكمشيري، استشاري أول طب طوارئ بمستشفى خولة، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، بأن اللجنة العلمية للمؤتمر حرصت على تنوع محاور المؤتمر واستقطاب خبرات ذات باع طويل في مجال إصابات الحوادث من شتى أنحاء العالم بالإضافة إلى السلطنة ما حظي بإعجاب المحاضرين والمشاركين في المؤتمر بحسب شهادتهم. مؤكدا أن اللجنة حرصت على اختيار موضوعات جلسات المؤتمر بدقة بما يتناسب واحتياجات المشاركين وبما يساعد الجميع في جهودهم المتضافرة للحد من حوادث السير وإصاباتها.
ومن المشاركين أوضحت د.هويدا الكندية، طبيبة عامة بمركز الوطية الصحي، بأن المشاركة في مثل هذه المؤتمرات العلمية مهمة للكادر الطبي لما تعود به عليهم من نتائج إيجابية كإثراء المعارف النظرية والاستفادة من خبرات المشاركين العملية في هذا المجال. موضحة بأن المؤتمر حمل الجديد للمشاركين وعلى سبيل المثال استخدام جهاز السونوجراف في أقسام الطوارئ ما يساعد على الكشف عن النزيف الداخلي للمصابين في حوادث السير، والتشخيص بالمناظير بدلا من عمليات الفتح التقليدية.
وذات الرأي قالت به الممرضة القانونية بمستشفى إبراء فوزية الحارثية مؤكدة أن الكادر التمريضي، بالإضافة إلى استفادته المعرفية من المؤتمر يستفيد أيضا على الصعيد العملي التطبيقي من خلال تجارب الآخرين في التعامل مع إصابات حوادث السير المختلفة.