تعامل المرء مع أولاده للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله

سيف الشرع

¬°•| عضو فعّال |•°¬
إنضم
9 مايو 2011
المشاركات
105
الإقامة
البريمي
فضيلة الشيخ : صالح آل الشيخ – حفظه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ،، من أنواع التعامل في ذلك وهو السادس تعامل الرجل مع أولاده، والأولاد تارة يكونون كبارا وتارة يكونون صغارا، والصغير له الرحمة، والكبير له التأديب، وقد قال بعض الحكماء: إذا كان ابنك صغيرا فقوّمه، وإذا راهق فصادقه، وإذا كبر فأشر له.

يعني أنه ينبغي للمرء مع أولاده أن يسلك هذه الأحوال الثلاثة، فإن كان الولد صغيرا أدبه والتأديب يكون بالحسنى، لأن الولد خاصة في هذا الزمان إذا قسا عليه الوالد فربما نفر منه، ونفر مما معه من الحق نفر من الطاعة، نفر من الاستجابة، نفر من الصلاة , لأن هذا الزمن زمن فتنة .


فينبغي للوالد أن يعامل ولده ولو كان صغيرا أن يعامله بالتأديب الذي ليس فيه تبغيض له تبغيض للولد تبغيض الطاعات لهذا الولد الصغير، يعني لا يفرض على من دون سن التمييز أشياء لا تجب عليه، مثلا في مسائل العورات البنات الصغار دون سن التمييز لهم أحكام في عوراتهن. وكذلك من دون العشر يعني ما دون السابعة إلى العاشرة لها أحكام في عوراتها.


كذلك فربما تشدد مثلا بعض الآباء في التعامل مع الصغار وترك ما يباح له في الشرع إلى أشياء ربما لم تكن معها العاقبة حميدة , أو كره الصغير الخير أو كرهت الفتاة الخير. كذلك إذا كان الغلام مراهقا أو كانت الغلامة يعني الفتاه مراهقة فإن لها أحكاما خاصة فتعامل الوالد والوالدة مع هؤلاء ينبغي أن يكون مع سؤال أهل العلم.


يعني يسأل الوالد تسأل الوالدة كيف أتعامل في هذا السن من جهة اللباس، من جهة الإذن بالخروج، من جهة المخالطة، من جهة ما تنظر إليه وما لا تنظر. وهذا إنما هو بتحبيب الخير لنفوس أولئك، والصغير متوسع في حقه يعني ما دون البلوغ فيه سعة في بعض الأحكام، والقلم قلم التكليف إنما يكون بالبلوغ.


فما بين سن العاشرة إلى البلوغ هذا فيه أحوال وأحوال، وما دون ذلك له أحكام فيها سعة,فلذلك ينبغي للمرء في هذين السنين أن يتعلم كيف يتعامل مع أولاده. لأن من واقع السؤال ومن واقع ما سمعنا، وجدنا أن كثيرا من الناس لا يحسن التعامل الشرعي مع أولاده الصغار. لا يحسن التعامل الشرعي مع المراهق ومع المراهقة يعني ما بين سن العاشرة وسن البلوغ.


أما ما بعد البلوغ فإنما يشار بالولد ويشار للبنت إشارات يعني بأمر الله جل وعلا، يضيق المرء طريق الشر على الفتى وعلى الفتاة. وكذلك يأمر الوالد ولده رجلا كان أم أنثى يأمرهما بطاعة الله جل وعلا وبالفرائض وينهاهما عن المحرمات.


وإذا كان ثم جانب تقصيري عند هذا أو هذا، فلا يحمله عليه بالقوة , لإنه خاصة في هذا الزمان القوة لا تنفع , بل ربما نفرت كثيرين من قبول الحق والهدى. فإذا كان الشاب أو الشابة في سن المراهقة فإن على الوالدين أن يحملا هذين على الطاعة .


وأن يباعد بينهما وبين سبل الفساد وسبل المنكر في البيت وفي الشارع ومن جهة الأصدقاء والصديقات. ولكن لا يكون ذلك عن قسوة وشدة؛ بل يكون ذلك عن طريق التعامل بالإقناع والتعامل بالترغيب تارة وبالترهيب تارة، وهذا لاشك أنه أنفع.


ومن أحسن الوسائل في تربية الأولاد أن يتخيّر المرء لأولاده إذا كبروا من يصاحبهما من الجنسين. يعني أن يتخير المرء للفتاة ما بعد سن البلوغ يخير لها من تصاحب؛ لأن المرء بطبيعته يحتاج إلى من يصاحب. فالفتاة تحتاج إلى من يصاحب لا تقبل أن تصاحب أمها دائما، أو أن تصاحب أختها الكبيرة دائما؛ بل إذا وجدت من غيرها فربما كان ذلك أقبل للتوجيه.


كذلك الفتى يتحرى المرء في ولده الكبير من يصاحبه ويطلب من فلان إذا وجده صالحا خيرا مأمونا يقول يرغِّبه في مصاحبة ولده ويحث ولده على ذلك. وهذا من أنواع التعامل التي ينبغي للوالدين أن يدركاها، وهذا مما فات، في كثير من الأحيان نجد أن بعض البيوت فيها من الفساد ما فيها، وإذا نظرت ما السبب؟


وجدت أن إخلال الرجل أو الأم بواجبهما هو من الأسباب، فتجد أنه لم يسعَ في إصلاحهما في سن المراهقة، لم يسع في إصلاحهما بعد البلوغ، لم يسع في تحبيب الخير إليهما. ثم بعد ذلك يأتي يشكو، لابد أن يكون عند المرء طريقة شرعية في التعامل مع ولده في التعامل مع بنته.


فلا يترك هذا وذاك ولا يترك هذه وتلك حتى يكون أو حتى يرى ما لا يريد أن يره، لابد من السعي في تعلم أنواع التعامل مع الأولاد. تربية الأولاد كيف تكون كيف يسعى كيف يصلح، وعند ذاك تكون التربية أو يكون التعامل مع الأولاد على وفق مراد الله الشرعي.


المصدر: ( الأصول الشرعية للتعامل مع النّاس )
 

رحآيل

¬°•| مُشْرِفة سابقة |•°¬
إنضم
29 أكتوبر 2009
المشاركات
4,647
العمر
31
الإقامة
حيث عآش آلبشر ، وسيظلون حتى ينتهي آلقدر ~ْ
قال بعض الحكماء: إذا كان ابنك صغيرا فقوّمه، وإذا راهق فصادقه، وإذا كبر فأشر له.


بارك الله فيك أخوي سيف الشرع ..
ويعله فموازين حسناتك ..


الله الرحمن
 

«|شمُوخْ|»

¬°•| مشرفة سآبقة |•°¬
إنضم
27 ديسمبر 2010
المشاركات
5,861
الإقامة
ما أعـلنت حبّي لـ { البريمي } إلا لأنـي من عربـها
موضوع رائع

يزاكم الله خير على الموضوع الجميل

في ميزان حسناتكم
 

ابن تيمية

¬°•| عضو مميز |•°¬
إنضم
17 مايو 2011
المشاركات
353
بارك اللهُ فيكَ أخي الفاضل سيف الشرع وسدد خطاك وجعل الجنة مثوانا ومثواكَ.

موضوع رائع جداً يوضح طريقة التعامل مع الأبناء بجميع مراحلهم العمرية بكل حكمة، فالبعض لا يعرف إلا طريقين إما الشدة المفرطة أو ترك الأبناء على هواهم والله المستعان.


شكراً لكم جزيل الشكر على النقل ولا هنت إن شاء الله وحفظ الله فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ وأمد اللهم في عمره على عمل صالح ونفع اللهم بعلمه الأمة الإسلامية.

وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وجعلنا هداةً مهديين.
اللهم آمين.

أسألُ الله تعالى بِاسمائِه وصِفاته أن يجعلني وإيَّاكم ممن يغتنمُ الأوقات بالأعمال الصالحة وأن يُثبتنا عِندَ المماتْ وبعد المماتْ، وفي يوم يجعل الوِلدَانَ شيباً إنهُ جوادٌ كريم.


دمتم في حفظ الله ورعايته.
 

مس سارة

¬°•| عضو مثالي |•°¬
إنضم
24 أغسطس 2011
المشاركات
1,665
images
 
أعلى