صَبَاحٌ مُشْرِقٌ
تداعب خيوط الشمس أعيننا .. تدعونا للنهوض لنحيا معها يوماً جديداً ..
فلماذا نقابل إشراقة الشمس بغروب معاني التفاؤل في أنفسنا .. ؟!
ننهض بخطى متثاقلة, والسخط يغلف ملامحنا .. وعبارات الضيق والهم تملأ أفواهنا .. حتى نبدو وكأننا نود الهروب من أنفسنا .. متجهمة وجوهنا .. نعجز عن رسم ابتسامة بريئة على شفاهنا .. ننتظر بكل تحفز كلمة من أي شخص لنثور في وجهه كالبركان .. وربما بحثنا لأنفسنا عن مسوغ لذلك التصرف متعللين بعمل شاق ينتظرنا , أو اجتماع مرهق أو دراسة تتطلب بذل المزيد من جهدنا, أو اختبار فيه إخفاقنا.
هل تساءلنا: لماذا تغدو تلك المهام التي نمارسها أعباءً تستلزم أن نحيل يومنا إلى شقاء, فنفقد بهجة ذلك اليوم ومتعته وفائدته.!
ولا نكسب سوى رصيد من العناء والبؤس نجيد صناعته.
لماذا لا ننظر إلى شروق الشمس بمنظار التفاؤل ! مبتدئين بحمد الله أن كتب لنا أن نعيش هذا اليوم ونحن نرفل بثوب الصحة والعافية, وأنّ كل دقيقة ينبغي عمارها واستثمارها بما جعلنا نشعر حقيقة أننا نعيشها, وأنها لنا لا علينا.
لنحدد أهدافنا منذ البدء ولنجتهد في اختيار أنسب تلك الأهداف وأنفعها دنيا وأخرة .. ولنكن جادين في تحقيقها .. ولننظر إلى الأعمال نظرة احتساب .. ولتلك الأعباء أنها ضرورات تستقيم بها الحياة, وأننا مثابون إن صبرنا على أدائها تحقيقاً لتلبية حاجاتنا ..
إذاً فلننهض ونشرق كما تشرق شمس يومنا التي تملأ الأرض نوراً ودفئاً ولنتعلم مها العطاء بلا حدود .. ولنشكر الله على ما أنعم به علينا من نعم نعجز عن حصرها .. ولنبتسم في بداية يومنا مرددين قوله صلى الله عليه وسلم: (( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )) .