رحآيل
¬°•| مُشْرِفة سابقة |•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - :
الذي يتعلم شريعة الله عزوجل وما يساندها ، فهذا علم لا يبتغي به إلا وجه الله ، إذا أراد به الدنيا فإنه لا يجد ريح الجنة يوم القيامة ، وهذا وعيد شديد ـ والعياذ بالله ـ ، يدل على أن من قصد بتعلم الشرع شيئا من أمور الدنيا فإنه قد أتى كبيرة من كبائر الذنوب ، ولا يبارك له في علمه ، يعني مثلا ، قال : أريد أن أتعلم من أجل أن أصرف وجوه الناس إليّ ، حتى يحترموني ويعظموني ، أريد أن أتعلم حتى أكون مدرسا فآخذ راتبا ، وما أشبه ذلك ، هذا ـ والعياذ بالله ـ لا يجد ريح الجنة يوم القيامة ، وقد أشكل على هذا أو قد روع هذا بعض الذين يقرءون في المدارس النظامية كالمعاهد والكليات من أجل أن ينالوا الشهادة ، فيقال : نيل الشهادة ليس للدنيا وحدها قد يكون للدنيا وحدها وقد يكون للآخرة ، فإذا قال الطالب : أنا أطلب العلم لأنال الشهادة حتى أتمكن من وظائف التدريس وأنفع الناس بذلك أو حتى أكون مديرا في دائرة أوجه من فيها إلى الخير ، فهذا خير ونية طيبة ولا فيها إثم ولا حرج .
وذلك أنه مع الأسف في الوقت الحاضر صار المقياس في كفاءة الناس هذه الشهادات ، معك شهادة توظف وتولى قيادة على حسب هذه الشهادة ، ممكن يأتي إنسان يحمل شهادة دكتوراه فيولّى التدريس في الكليات والجامعات ، وهو من أجهل الناس لو جاء طالب في الثانوية العامة لكان خيرا منه ، وهذا مشاهد ، يوجد الآن من يحمل شهادة دكتوراه لكنه لا يعرف من العلم شيئا أبدا ، إما أنه نجح بغش أو نجح نجاحا سطحيا لم يرسخ العلم في ذهنه ، لكن يوظف لأن معه شهادة دكتوراه ، يأتي إنسان طالب علم جيد هو خير للناس وخير لنفسه من هذا الدكتور ألف مرة لكن لا يوفق ، لا يدرّس في الكليات لماذا ؟ لأنه لا يحمل شهادة دكتوراه . فنظرا لأن الأحوال تغيرت وانقلبت إلى هذه المآل ، نقول : إذا طلبت العلم من أجل أن تنال الشهادة التي تتمكن بها من تولي التدريس ،لا لأجل الدنيا لكن لأجل نفع الخلق فإن هذا لا بأس به ولا تعد قاصدا بذلك الدنيا ولا ينالك هذا الوعيد ، فالحمد لله ، إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، الحمد لله هذا ميزان ، انظر قلبك ماذا نوى ، فعلى هذا فالذي يطلب العلم في الجامعة من أجل أن ينال الشهادة نقول : ما الذي تريده : هل أنت تريد أن تنال الشهادة من أجل أن تكون المرتبة الفلانية وراتبك كذا وكذا ، إذا نعم أنا فقير ، أنا أريد هذا ، نقول : خبت وخسرت ، ما دمت تريد الدنيا ، أما إذا قال : لا ، أنا أريد أن أنفع الخلق ، لأن الأمور الآن لا يمكن الوصول إلى نفع الخلق بالتدريس إلا بالشهادات وأنا أريد أن أصل إلى هذا ، أو لا يوظف الإنسان وظيفة كبيرة يكون قائد فيها على جماعة من المسلمين إلا بالشهادة وأنا أريد هذا ، قلنا الحمد لله ، هذه نية طيبة وليس عليك شيء ، والأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى .
المهم : احذر أخي طالب العلم ، احذر من النيات السيئة ، العلم الشرعي أعز وأرفع وأعلى من أن تريد به عرضا من الدنيا ، عرض الدنيا ما الذي تنتفع به ، آخر أمره أن يكون في محل القاذورات ، تأكل وتشرب ويذهب للمرحاض ، وألذ ما يتطلبه الإنسان هو الأكل والشرب في المنافع البدنية ومع ذلك نهايته المرحاض ، أيضا لو بقيت عندك الدنيا فلابد إما أن تفارقها أو تفارقك ، إما أن تفتقر وتعدم المال وإما أن تموت ويذهب المال لغيرك .
لكن أمور الآخرة تبقى ، فلماذا تجعل العلم الشرعي الذي هو من أجّل العبادات وأفضل العبادات تجعله سلما لتنال به عرضا من الدنيا ؟ هذا سفه في العقل وضلال في الدين ، العلم الشرعي اجعله لله عزوجل ولحماية شريعة الله ورفع الجهل عن نفسك وعن إخوانك المسلمين وللدلالة على الهدى ولتنال ميراث النبي صلى الله عليه وسلم لأن العلماء ورثة الأنبياء ، نسأل الله أن يخلص لنا ولكم النية ويصلح العمل ، إنه على كل شيء قدير .
المصدر :
شرح رياض الصالحين [ ج 3 ص 436 ]
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - :
الذي يتعلم شريعة الله عزوجل وما يساندها ، فهذا علم لا يبتغي به إلا وجه الله ، إذا أراد به الدنيا فإنه لا يجد ريح الجنة يوم القيامة ، وهذا وعيد شديد ـ والعياذ بالله ـ ، يدل على أن من قصد بتعلم الشرع شيئا من أمور الدنيا فإنه قد أتى كبيرة من كبائر الذنوب ، ولا يبارك له في علمه ، يعني مثلا ، قال : أريد أن أتعلم من أجل أن أصرف وجوه الناس إليّ ، حتى يحترموني ويعظموني ، أريد أن أتعلم حتى أكون مدرسا فآخذ راتبا ، وما أشبه ذلك ، هذا ـ والعياذ بالله ـ لا يجد ريح الجنة يوم القيامة ، وقد أشكل على هذا أو قد روع هذا بعض الذين يقرءون في المدارس النظامية كالمعاهد والكليات من أجل أن ينالوا الشهادة ، فيقال : نيل الشهادة ليس للدنيا وحدها قد يكون للدنيا وحدها وقد يكون للآخرة ، فإذا قال الطالب : أنا أطلب العلم لأنال الشهادة حتى أتمكن من وظائف التدريس وأنفع الناس بذلك أو حتى أكون مديرا في دائرة أوجه من فيها إلى الخير ، فهذا خير ونية طيبة ولا فيها إثم ولا حرج .
وذلك أنه مع الأسف في الوقت الحاضر صار المقياس في كفاءة الناس هذه الشهادات ، معك شهادة توظف وتولى قيادة على حسب هذه الشهادة ، ممكن يأتي إنسان يحمل شهادة دكتوراه فيولّى التدريس في الكليات والجامعات ، وهو من أجهل الناس لو جاء طالب في الثانوية العامة لكان خيرا منه ، وهذا مشاهد ، يوجد الآن من يحمل شهادة دكتوراه لكنه لا يعرف من العلم شيئا أبدا ، إما أنه نجح بغش أو نجح نجاحا سطحيا لم يرسخ العلم في ذهنه ، لكن يوظف لأن معه شهادة دكتوراه ، يأتي إنسان طالب علم جيد هو خير للناس وخير لنفسه من هذا الدكتور ألف مرة لكن لا يوفق ، لا يدرّس في الكليات لماذا ؟ لأنه لا يحمل شهادة دكتوراه . فنظرا لأن الأحوال تغيرت وانقلبت إلى هذه المآل ، نقول : إذا طلبت العلم من أجل أن تنال الشهادة التي تتمكن بها من تولي التدريس ،لا لأجل الدنيا لكن لأجل نفع الخلق فإن هذا لا بأس به ولا تعد قاصدا بذلك الدنيا ولا ينالك هذا الوعيد ، فالحمد لله ، إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، الحمد لله هذا ميزان ، انظر قلبك ماذا نوى ، فعلى هذا فالذي يطلب العلم في الجامعة من أجل أن ينال الشهادة نقول : ما الذي تريده : هل أنت تريد أن تنال الشهادة من أجل أن تكون المرتبة الفلانية وراتبك كذا وكذا ، إذا نعم أنا فقير ، أنا أريد هذا ، نقول : خبت وخسرت ، ما دمت تريد الدنيا ، أما إذا قال : لا ، أنا أريد أن أنفع الخلق ، لأن الأمور الآن لا يمكن الوصول إلى نفع الخلق بالتدريس إلا بالشهادات وأنا أريد أن أصل إلى هذا ، أو لا يوظف الإنسان وظيفة كبيرة يكون قائد فيها على جماعة من المسلمين إلا بالشهادة وأنا أريد هذا ، قلنا الحمد لله ، هذه نية طيبة وليس عليك شيء ، والأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى .
المهم : احذر أخي طالب العلم ، احذر من النيات السيئة ، العلم الشرعي أعز وأرفع وأعلى من أن تريد به عرضا من الدنيا ، عرض الدنيا ما الذي تنتفع به ، آخر أمره أن يكون في محل القاذورات ، تأكل وتشرب ويذهب للمرحاض ، وألذ ما يتطلبه الإنسان هو الأكل والشرب في المنافع البدنية ومع ذلك نهايته المرحاض ، أيضا لو بقيت عندك الدنيا فلابد إما أن تفارقها أو تفارقك ، إما أن تفتقر وتعدم المال وإما أن تموت ويذهب المال لغيرك .
لكن أمور الآخرة تبقى ، فلماذا تجعل العلم الشرعي الذي هو من أجّل العبادات وأفضل العبادات تجعله سلما لتنال به عرضا من الدنيا ؟ هذا سفه في العقل وضلال في الدين ، العلم الشرعي اجعله لله عزوجل ولحماية شريعة الله ورفع الجهل عن نفسك وعن إخوانك المسلمين وللدلالة على الهدى ولتنال ميراث النبي صلى الله عليه وسلم لأن العلماء ورثة الأنبياء ، نسأل الله أن يخلص لنا ولكم النية ويصلح العمل ، إنه على كل شيء قدير .
المصدر :
شرح رياض الصالحين [ ج 3 ص 436 ]
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -
نقلته لكم