عيناوي بجنون
¬°•| عضو مميز جدا |•°¬
أقرّت الهيئات الطبية المختصة في السلطنة العقار "جيلينيا" Gilenya™ (فينجوليمود)، الذي يؤخذ عن طريق الفم لمرضى التصلّب اللويحي المتعدد.
وأشاد الأطباء في السلطنة بإقرار العقار مُعربين عن قناعتهم بأنه سيسهم في تعزيز درجة تحمّل المنهجية العلاجية بين قرابة مئتين من المصابين بالمرض المُزمن في السلطنة وامتثالهم لها.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عن إقرار العقار الذي طوّرته الشركة الدوائية العملاقة "نوفارتس" ليشكّل خطاً علاجياً أوّل للأشكال الانتكاسية من المرض المزمن التي تُعدُّ أكثر أشكاله شيوعاً، إذ تصيب قرابة ثلثين ممّن يتم تشخيص إصابتهم بالمرض، متسبّبة في أعراض مثل ضعف العضلات، وعدم القدرة على تنسيق الحركات والتوازن، وقد تشمل التفكير والتذكُّر.
وشدّد كبير استشاريي الأعصاب في "المستشفى السلطاني" وأحد أهم المختصين بمرض التصلب اللويحي المتعدّد في السلطنة د.جابر الخابوري على أهمية إقرار العقار الذي يمثل بارقة أمل حقيقية كونه يؤخذ عن طريق الفم ليحلّ محل الحقن المؤلمة التي كان المصابون بالمرض المزمن يُضطرون لأخذها مراراً، مشيراً إلى أن توافر عقار يؤخذ عن طريق الفم سيزيد امتثال المرضى للمنهجية العلاجية.والتزام المرضى بتناول العلاج بانتظام سيؤثر بشكل ايجابي على نتائج العلاج.
وقال د.الخابوري: "إقرار عقار يؤخذ عن طريق الفم لمرضى التصلب اللويحي المتعدّد هو خبر سار حتماً، فتوافر مثل هذا العقار سيسهم في امتثال المصابين بالمرض للمنهجية العلاجية أكثر من أي وقت مضى. إذ دأب المصابون بالمرض على المطالبة بعقار فعال يؤخذ عن طريق الفم يريحهم من عناء الحقن المؤلمة التي مثلت حتى وقت قريب الخيار الوحيد المعتمد عالمياً".
وتابع د.الخابوري قائلاً: "لدي اثنان من مرضى التصلب اللويحي المتعدّد يتناولان الآن العقار( فينجوليمود)، وهما يشعران بتحسن ملموس، خاصة لعدم اضطرارهم لأخذ الحقن المؤلمة التي لا تخلو من آثار جانبية مثل الندوب الجلدية الحمراء والشعور بالوهن العام".
يُشار إلى أن العقار، معتمد بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا وروسيا وأستراليا وأوروبا وقد أقرته مؤخراً الهيئات الطبية المختصة في عدد من بلدان المنطقة مثل الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة، وأثبتت دراسات إكلينيكية عدة فاعليته في الحد من انتكاسات المرض المزمن، وإبطاء تقدّم الإعاقة الناجمة عنه، وتفوقه في هذا الجانب على الكثير من العقاقير الدوائية الأكثر استخداماً في العالم.
وعلى سبيل المثال، أظهرت دراستان مهمتان نُشرتا العام الفائت في الدورية الطبية "نيو إنجلند جورنال أوف ميديسن" أن فينجوليمود يؤخر تقدم الإعاقة الناجمة عن المرض، وأنه أكثر فاعلية في تقليص انتكاسات المرض المزمن والآفات الدماغية التي تمثل أحد مؤشرات تقييم تقدّم المرض بين مرضى التصلُّب اللُّويحي المتعدِّد الانتكاسي المتردِّد مقارنة بحقن "إنترفيرون بيتا 1 أيه" والأدوية الوهمية.
وهنا يضيف د.الخابوري قائلاً: "تشير الدراسات الأولية إلى أن فينجوليمود يتفوق على العقاقير الأخرى من حيث الفاعلية في إبطاء تقدم المرض وانتكاساته، وهذا سيصب حتماً في مصلحة مرضى التصلّب اللويحي المتعدد في السلطنة الذين يقارب عددهم المئتين".
وتظهر الأرقام العالمية أن مرض التصلب اللويحي المتعدد يصيب ما بين 25 إلى 50 فرداً لكل 100,000 نسمة في المجتمعات العربية، ونحو 100 فرد لكل 100,000 نسمة في شمال أوروبا (1) التي يُعد سكانها الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، حيث تشير الدلائل إلى أن المرض المزمن أكثر شيوعاً كلما ابتعدنا عن خط الاستواء.
يُشار إلى أن الطب لم يتوصل حتى اليوم إلى السبب المباشر لمرض التصلب اللويحي المتعدد الذي يصيب الدماغ والحبل الشوكي، ويتلف الميلانين (أو النخاعين)، وهي المادة التي تغطي وتحمي الخلايا العصبية، الأمر الذي يحول دون التواصل بين دماغ الإنسان وجسمه، ليتسبَّب في أعراض المرض التي تشمل اضطرابات البصر، وضعف العضلات، وعدم القدرة على تنسيق الحركات والتوازن، والتنميل أو الخَدَر، والإحساس بما يشبه الوخز، وقد يطال التفكير والتذكُّر.
وعالمياً، تشير الأرقام إلى أن المرض أكثر انتشاراً بين النساء من الرجال، وفي العادة يتمُّ تشخيصه بين سنّ 20 و 40 عاماً. وقد تكون أعراض المرض غير حادة في بعض الأحيان، غير أن تلك الأعراض تشتد بين كثيرين إلى الحد الذي يفقدهم القدرة على الكتابة أو التحدث أو المشي، ورغم عدم توافر علاج ناجح للمرض غير أنه هناك عقاقير دوائية تسهم في إبطاء تقدمه والتحّكم في أعراضه بشكل أفضل.