البريمي والعين نموذج يجب استمراره!
حينما كنت في زيارتي الأخيرة للقاهرة في أواخر شهر يونيو الماضي وخلال جلوسي في مقر جامعة الدول العربية مع أحد المسئولين في مكتب معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية, بادرني هذا المسئول بسؤال الله أعلم ربما يكون مبطنا أو بريئا قائلا: أخبار مدينة البريمي عندكم؟ تفاجأت بالسؤال وما القصد من ورائه الا أن ذلك لم يمنعني من الجواب بتدبر وفطنة امتزجت بعاطفة الحماس الوطني مبينا لمضيفي أن البريمي هي النموذج العماني الفريد للمدن الحدودية, وأن السياسة العمانية في التعامل مع دول الجوار ذات الارتباط الحدودي شكلت نموذجا فريدا, فلدينا في البريمي علاقات نموذجية فريدة حيث إن مدينتي البريمي العمانية والعين الإماراتية هما المدينة الواحدة من حيث التآخي والترابط الأسري والتكافل الاجتماعي بين السكان, فضلا عن العلاقات الاقتصادية والاجتماعية النموذجية التي صنعتها الحنكة والحكمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ والمغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله ـ واستكمل ذلك النهج من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات. بعدها استرسل مضيفي في سرد مكامن ذاكرته وقراءته في الكتب الإنجليزية عن النهضة العمانية مباركا لي كواحد من العمانيين الذين حظوا بمعايشة النقلة النوعية التي غيرت كل مجريات الحياة في عمان وأعطت جل الاهتمام والرعاية لبناء الوطن والإنسان بحكمة استطاع من خلالها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أن يحقق كثيرا من المنجزات على المستويين المحلي والخارجي خلال أكثر من 3 عقود من الزمن.
إن العلاقات الاجتماعية ما بين المواطنين في البريمي والعين فعلا تعتبر نموذجا من حيث الترابط الاسري والتعاون والتواصل وتمتد هذه العلاقات الى سنوات طويلة جسدتها روابط المصاهرة والسكنى والعمل, الا ان بعض الاجراءات التنظيمية والامنية التي ظهرت في الفترة الاخيرة بدأت تشكل نوعا من المعاناة التي لم يعتدها السكان في البريمي والعين لاسيما من ذلك المنافذ الحدودية التي أصبحت تعيق سهولة التنقل بين المدينتين فمثلا الاجراءات الحالية لغلق منفذ المضيف أو المتعارف عليه (بالمطبات) عند الساعة الواحدة ليلا الى السادسة صباحا أمر أصبح يزعج السكان ومستخدمي الطريق الواصل بين المدينتين عبر هذه البوابة ليجد مستخدمو هذا الطريق أنفسهم مضطرين الى أخذ دوران حول المدينة لمسار بديل من خلال منفذ هيلي الذي دوما ما يكون مزدحما بالسيارات فأصبح هذا المسار يستنزف وقتا وجهدا بعشرات الاضعاف في وقت كان يقضى في دقائق معدودة, وما يزيد في الامر انزعاجا إعلان الجهات المختصة في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة قيامها باغلاق بوابة المضيف بشكل نهائي اعتبارا من منتصف يوليو الجاري لاسباب تنظيمية واجرائية نحترمها جميعا ونقدر رأي واضعيها.
في مقابل ذلك نجد تحفظا وصمتا محليا وهو ما يخفي حقيقة المخاطبات الرسمية بين المعنيين في البلدين لتوحيد الإجراءات التعاونية والتنظيمية بما لا يؤثر في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية خاصة لسكان المدينتين وفق إطار عام يكفل الاحترام المتبادل للشئون الداخلية في كلا البلدين.
إن مثل هذه الإجراءات ستؤدي إلى نتائج اقتصادية واجتماعية معينة من المؤمل معالجتها بطريقة تحافظ على الترابط الاجتماعي الذي نشأ منذ سنوات عدة بين سكان المدينتين الذين من المؤكد أنه لن يفرقهما أغلاق بوابة معينة أو إجراءات فرضتها تطورات الواقع, ولكن جميعهم يأمل في التسهيل والتيسير قدر الامكان, وهم يضعون ذلك أمانة ومسئولية في أيادي المعنيين بالأمر, وفي الأخير نأمل أن يبقى نموذج العلاقات ما بين البريمي والعين مستمرا في كل جوانبه!.
علي بن سالم البادي
الوطن
حينما كنت في زيارتي الأخيرة للقاهرة في أواخر شهر يونيو الماضي وخلال جلوسي في مقر جامعة الدول العربية مع أحد المسئولين في مكتب معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية, بادرني هذا المسئول بسؤال الله أعلم ربما يكون مبطنا أو بريئا قائلا: أخبار مدينة البريمي عندكم؟ تفاجأت بالسؤال وما القصد من ورائه الا أن ذلك لم يمنعني من الجواب بتدبر وفطنة امتزجت بعاطفة الحماس الوطني مبينا لمضيفي أن البريمي هي النموذج العماني الفريد للمدن الحدودية, وأن السياسة العمانية في التعامل مع دول الجوار ذات الارتباط الحدودي شكلت نموذجا فريدا, فلدينا في البريمي علاقات نموذجية فريدة حيث إن مدينتي البريمي العمانية والعين الإماراتية هما المدينة الواحدة من حيث التآخي والترابط الأسري والتكافل الاجتماعي بين السكان, فضلا عن العلاقات الاقتصادية والاجتماعية النموذجية التي صنعتها الحنكة والحكمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ والمغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله ـ واستكمل ذلك النهج من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات. بعدها استرسل مضيفي في سرد مكامن ذاكرته وقراءته في الكتب الإنجليزية عن النهضة العمانية مباركا لي كواحد من العمانيين الذين حظوا بمعايشة النقلة النوعية التي غيرت كل مجريات الحياة في عمان وأعطت جل الاهتمام والرعاية لبناء الوطن والإنسان بحكمة استطاع من خلالها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أن يحقق كثيرا من المنجزات على المستويين المحلي والخارجي خلال أكثر من 3 عقود من الزمن.
إن العلاقات الاجتماعية ما بين المواطنين في البريمي والعين فعلا تعتبر نموذجا من حيث الترابط الاسري والتعاون والتواصل وتمتد هذه العلاقات الى سنوات طويلة جسدتها روابط المصاهرة والسكنى والعمل, الا ان بعض الاجراءات التنظيمية والامنية التي ظهرت في الفترة الاخيرة بدأت تشكل نوعا من المعاناة التي لم يعتدها السكان في البريمي والعين لاسيما من ذلك المنافذ الحدودية التي أصبحت تعيق سهولة التنقل بين المدينتين فمثلا الاجراءات الحالية لغلق منفذ المضيف أو المتعارف عليه (بالمطبات) عند الساعة الواحدة ليلا الى السادسة صباحا أمر أصبح يزعج السكان ومستخدمي الطريق الواصل بين المدينتين عبر هذه البوابة ليجد مستخدمو هذا الطريق أنفسهم مضطرين الى أخذ دوران حول المدينة لمسار بديل من خلال منفذ هيلي الذي دوما ما يكون مزدحما بالسيارات فأصبح هذا المسار يستنزف وقتا وجهدا بعشرات الاضعاف في وقت كان يقضى في دقائق معدودة, وما يزيد في الامر انزعاجا إعلان الجهات المختصة في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة قيامها باغلاق بوابة المضيف بشكل نهائي اعتبارا من منتصف يوليو الجاري لاسباب تنظيمية واجرائية نحترمها جميعا ونقدر رأي واضعيها.
في مقابل ذلك نجد تحفظا وصمتا محليا وهو ما يخفي حقيقة المخاطبات الرسمية بين المعنيين في البلدين لتوحيد الإجراءات التعاونية والتنظيمية بما لا يؤثر في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية خاصة لسكان المدينتين وفق إطار عام يكفل الاحترام المتبادل للشئون الداخلية في كلا البلدين.
إن مثل هذه الإجراءات ستؤدي إلى نتائج اقتصادية واجتماعية معينة من المؤمل معالجتها بطريقة تحافظ على الترابط الاجتماعي الذي نشأ منذ سنوات عدة بين سكان المدينتين الذين من المؤكد أنه لن يفرقهما أغلاق بوابة معينة أو إجراءات فرضتها تطورات الواقع, ولكن جميعهم يأمل في التسهيل والتيسير قدر الامكان, وهم يضعون ذلك أمانة ومسئولية في أيادي المعنيين بالأمر, وفي الأخير نأمل أن يبقى نموذج العلاقات ما بين البريمي والعين مستمرا في كل جوانبه!.
علي بن سالم البادي
الوطن