شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
أن من أعظم أسباب عدم الترقي في منازل السائرين إلى الله,الشهرة وحب المدح والثناء,أكثر الناس هلكوا خوف من
الناس وحب مدحهم,فصارت حركاتهم كلها على ما يوافق
رضا الناس رجاء المدح,وخوفاً من الذم,وذلك من
المهلكات,ومن مظاهرالمدح,التصنع في الأقوال والأفعال,لكسب المدح والبعد عن الذم,فيحصل له من نقل
كلام الناس عنه الشهرة ,وافتعال المواقف والأعمال التي يبرز بها نفسه,وكثرة التغني بمآثره وإعجابه بنفسه
ومدحها,قال الله تعالى(تلك الدار الآخرة نجعلها
للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين)قال ابن كثير,لا يريدون علواً في الأرض ، أي
ترفعاً على الخلق وتعاظماً عليهم,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من طلب العلم ليماري به السفهاء ، أو ليباهي
به العلماء ، أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار)قال شداد بن أوس رضي الله عنه,أخوف ما أخاف على هذه
الأمة الرياء والشهرة وحب المدح والثناء,وما اتقى الله من أحب الشهرة,وقال يحيى بن معين ,ما رأيت مثل,الإمام
أحمد بنحنبل ,صحبناه خمسين سنة ، ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الخير,ومن علاج الشهرة,الالتجاء إلى الله
سبحانه وتعالى وطلب العون والتوفيق منه,والإكثار من التضرع والخضوع والإنكسار بين يديه سبحانه,وسؤاله
الإخلاص والتجرد في الأقوال والأفعال,ومجاهدة
النفس وإلزامها بطاعة الله والصبر على ذلك,والاعتراف
بالتقصير و قبول النقد والنصيحة وعدم الكبر,وسد جميع الطرق المؤدية إلى الشهرة,الزهد في الدنيا وملذاتها
واستشعار حقارتها وهوانها على الله,والطمع بما أعده الله للمخلصين الصادقين من النعيم المقيم في دار كرامته,اعلم
أن النفس تحب الرفعة والعلو على أبناء جنسها,ومن هنا
نشأ الكبر والحسد,عليك أن تتجرد من أقوالك وأفعالك
وأخلص لخالقك,والعاقل ينافس في العلو الدائم الباقي الذي فيه رضوان الله وقربه, ويرغب عن العلو الفاني الزائل
الذي يعقبه غضب الله وسخطه وانحطاط العبد وبعده عن الله عز وجل,قد ترتاح لمدح الناس لك وتتلذذ وفيه
هلاكك,أن يفرح بالمدح ويشكر المادح، ويغضب من الذم ويحقد على الذام، ويكأفيه أو يحب مكافأته,وهذا حال أكثر
الخلق، أن يتمنى المدح وانتشار الصيت بحيث يتوصل إلى نيلهما، حتى يرائي بالعبادات ولا يبالي بمفارقة
المحظورات، لاستمالة قلوب الناس واستنطاق ألسنتهم بالمدح, وأن يريد ذلك ويطلبه بالمباحات لا بالعبادات
وارتكاب المحظورات، وهذا على شفا جرف الهلاك,إن من يكره المدح,عرف أن المدح مضر بدينه وقاصم لظهره فلا
بد أن يكرهه ويبغض المادح،وكذا من عرف أن الذم له يرشده إلى عيوبه ويهدى إليه بعض حسناته، لابد أن يحبه
ويسّر بذمه ,قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب
العبد التقي الغني الخفي )لكل من يحبون ان يمدحهم الناس
ويثنون عليهم ,يخسرون كثيرا كل فعل او عمل يفعلوه من الممكن ان يثوبهم الله عليه فى الاخره, فاذا كنت تحب المدح
وكثرة الثناء, فان الله سيعطيك على كل فعل تفعله هذا المدح والثناء من الناس فى الدنيا ,ولكن فى الاخره لن تجد ثوابا
يجزيك الله به عليه ويرفع به حسناتك,وحينها سيجعل الله
جزائك من الناس الذى فعلت من اجل مدحهم وثنائهم
عليك,وليس لله تعالى, كما ان حب المدح والثناء يصاحبه الكبر والغرور واحساس الانسان بنفسه وهذا الخسران
الكبير,
نسال الله تعالى ان يرزقنا جميعاّ الاخلاص فى القول والعمل.