كنت أعمل قبل سنوات طويلة مديرا للتحرير في إحدى المجلات ، وكنت محبا لعملي متفانيا فيه إلى أبعد الحدود.وفي يوم من الأيام استقال رئيسي الذي تمثل وظيفته رئيسا للتحرير في المجلة ، وبعد استقالته صار طموحي أن أحصل على ترقية وأخذ منصبه الشاغر ، لكن المفاجأة غير المتوقعة ، تمثلت في وجود زميل يعمل معنا في المجلة ، تربطه برئيس مجلس الإدارة صلة قرابة ، وكان ذلك الشخص يمتاز بلطافته وظرافته ، ويتمتع أيضا بوقت فراغ كبير في العمل ؛ لأن المهام الموكلة إليه غير محددة وقليلة ، الأمر الذي أتاح له القيام ببناء علاقات قوية وحميمة مع الموظفين ، بينما كنت أنا غارقا في آكام العمل وآلاف رسائل القراء.
في هذه الظروف الانتقالية انتشرت شائعة تقول بأن ذلك الشخص سيكون هو رئيس التحرير ، أصابتني تلك الشائعة بالإحباط وجعلتني أدور في دوامة من الهموم وأقلب في ذهني الأفكار المفرطة في السلبية ، وأحدث نفسي دائما في المشكلة ذاتها ، فلا أزداد إلا هما ، وبينما أنا كذلك إذ انبعثت في ذهني فكرة مبادرة وقلت في نفسي:وبالرغم من كل ذلك ماذا يمكن أن أعمل؟
هنا بالتحديد بدأت التفكير بكل ما أستطيع القيام به،فتحولت إلى دائرة التأثير بعد أن كنت في دائرة الهموم وحملت فوق رأسي صندوق القدرة المليء بالمبادرة المتمثلة بكل ما يمكنني أنا أن أقوم وأنزلت جانبا صندوق العجز الذي يحتوي الهموم والمشكلات وكل ما لا يمكنني أن أعمل على تغييره أو التأثير فيه.
عند ذلك انبثقت في ذهني فكرة!!
اتجهت إلى رئيس مجلس الإدارة وبدأت أحدثه عن الإمكانات والقدرات التي يمتلكها ذلك الشخص المنافس لي وعملت على إقناع الرئيس بأن إمكانات ذلك الشخص كلها تتمثل في العلاقات العامة وأنه متميز في هذا الجانب ، وهذا ولا شك تخصص وموهبة للمجلة ؛ لأننا نحتاج إلى قسم خاص بهذا الأمر ، وذلك الشخص هو الأقدر على إدارته ؛ قرر رئيس مجلس الإدارة عقد اجتماع قريب ، وعندما التقى بفريق العمل قرر أن يكون منافسي مديرا للعلاقات العامة.
وأن أكون رئيسا للتحرير في المجلة ، فحصل ما أريد وما كنت لأهتدي لتلك الفكرة ، لو بقيت حاملا على عاتقي صندوق العجز المليء بالمشكلة ، ولكن الله هداني إليها عندما بدأت التفكير بشكل مبادر حفزني وأطلق العنان لإبداعي.
كتاب"ابتسم لتكون أجمل" للدكتور مريد الكلاب