أخي الحبيب /أختي الحبيبة:
جدير بمن الموت مصرعه
والتراب مضجعه
والدود انيسه
ومنكر ونكير جليسه
والقبر مقرَّه
وبطن الأرض مستقره
والقيامة موعده
والجنة أو النار مورده
ألا يكون له فكر إلا الموت
ولا ذكر إلا له
ولا استعداد إلا لأجله
ولا تدبير إلا فيه
ولا تطلّع إلا إليه
ولا تعريج إلا له
وحقيق بان يعدّ نفسه من الموتى
ويراها في أهل القبور
فان كل ما هو آتٍ قريب
والبعيد ما ليس بآتٍ
ولن يتيسر الاستعداد للشئ إلا عند تجدد ذكره على القلب
ولا يتجدد ذكره إلا عند التذكر بالإصغاء إلى المذكِّرات له
والنظر في المنبهات عليه
وهاك أخي الحبيب وصية يحيى بن معاذ :
لا تكن ممن يفضحه
يوم موته ميراثُه
ويوم حشره ميزانُه
ومن هذا الخوف العظيم
والوجل المستمر
كان محمد بن النضر
إذا ذُكر الموت اضطربت مفاصله
حتى تبين الرعدة منها
ولدتك أمك يا ابن آدم باكـيـــا والقوم حولك يضحكون سرورا
فاعمل ليومٍ ان تكون إذا بكوا فـي يومِ موتكَ ضاحكاً مسرورا
فابكِ على نفسك
قبل ان يبكى عليك
واحمل نفسك على الطاعة
قبل ان تُحمل على الرقاب
وحاسب نفسك
قبل ان تُحاسب
أيها المغتر بطول صحته :
أما رأيت ميتاً قط في غير سقم ؟؟!!
أيها المغتر بطول المهلة:
أما رأيت مأخوذاً قط غرة ؟؟!!
أبالصحة تغترون ؟؟
أم بطول الأمل تؤمنون ؟؟!!
أم على ملك الموت تجترئون ؟؟!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون
ألا تعلم إن ملك الموت إذا جاء
لم يمنعه منك ثروة مالك
ولا كثرة احتشادك
أما علمت ان ساعة الموت
ذات كربٍ شديدٍ
وغصصٍ وندامةٍ عيي التفريط ؟؟
فرحم اللهُ عبداً عمل لساعة الموت
الموتُ بابٌ وكل الناسِ داخلهُ يا ليــت شعـري بعدَ البابِ ما الـــدارُ
الدارُ جنةُ الخلدِ إن عملت بما يُـرضي الإلهَ وإن قصرت فالنـــــارُ