[ود]
¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
أصدرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال تقريرا يوصي بعدم استخدام الأطفال والمراهقين لمشروبات الطاقة مطلقا، رغم فوائد الكافيين العديدة المعروفة، التي أصبحت المادة الرئيسة لمشروبات الطاقة الواسعة الانتشار، ناهيك عن منتجات جديدة في طريقها إلى الأسواق.
ويسمى أحدث منتجات الكافيين “Sheets: رقائق”، وهي قطع جيلي بحجم طابع البريد تذوب في الفم كمعطرات التنفس، وهي نوع جديد من منتجات الطاقة لكن بدون ماء. ونقل تقرير للإذاعة القومية الأميركية العامة ( NPR)، عن أحد مؤسسي الشركة المنتجة وارن ستروهْل أن لهذه الرقائق مزايا تفوق مشروبات الكافيين.
وأضاف أنها لا تمثل سعرات حرارية كبيرة، ولا تحتاج لوقت خاص لتناولها، ولها مذاق طيب، وربما تكون بديلا عن مشروبات الطاقة أو جرعات الطاقة أو كوب القهوة.
الكافيين والنوم
من جانبه، يعد هاريس ليبرمان عالم النفس الأميركي الباحث بمعهد بحوث الجيش للطب البيئي، الذي درس الكافيين ثلاثة عقود، أن كم وتنوع المنتجات المحتوية للكافيين التي تبتكر وتسوق أمر مفاجئ فعلا.
ويرى ليبرمان أن شعبية الكافيين انعكاس لنمط الحياة العصرية، فنحن ندفع أنفسنا نحو توقعات عالية، وكذلك المجتمع يحملنا مطالب كثيرة، وكلاهما يتضافران لحرماننا من النوم الكافي.
لكن إيمي ولفسون، أستاذة علم النفس بكلية هولي كروس بماساتشوستس، تشدد على الاهتمام بزيادة وقت النوم، فالمجتمع يقلل قيمة النوم، وهذا واضح في نتائج أبحاث النوم منذ زمن.
وتضيف ولفسون أن المراهقين أكثر معاناة للحرمان من النوم، وعوضا عن تحصيل الكفاية منه يتجهون إلى منتجات الكافيين.
وكان الجيش الأميركي قد طور منتجات طاقة، وهي علكة بالكافيين، وتندرج ضمن حصص الجنود الغذائية، لأن الكافيين يحافظ على يقظة الجنود المحرومين من النوم.
ويقوم بعض منتجي مشروبات الطاقة حاليا بتسويق علكة الطاقة للجمهور.
الأطفال والكافيين
من جهته نبه وليم كيلغور، الاختصاصي النفسي بمستشفى ماكلين في بلمونت بماساتشوستس، إلى أن الكبار يستهلكون الكافيين مع غذائهم باستمرار، لذلك لا يأخذونه بجدية عندما يتعلق الأمر بأطفالهم، رغم أنه عقار حقيقي وقوي، ويؤثر في الحالة المزاجية وعوامل إدراكية ونفسية.
ويشدد كيلغور أنه ينبغي على الوالدين مراقبة العقاقير التي يبتلعها أطفالهم، والكافيين أحدها، وأضاف أن أحدا لا يعرف حقا تأثير الكافيين بدنيا أو نفسيا على الأطفال.
وأشار إلى أن هناك بحوثا كثيرة أجريت على الراشدين، لكنها محدودة بالنسبة للأطفال، مؤكدا أهمية إجراء المزيد من البحث والتقصي لأجل فهم أفضل لكيفية تأثير الكافيين على الصغار.
حظر الكافيين
وفي سياق مخاطر مشروبات الطاقة أيضا، نشرت دورية “طب الأطفال” Pediatrics” خلاصة لأبحاث حول مشروبات الطاقة أجراها باحثون بجامعة ميامي.
وتفيد هذه الأبحاث بأن الخصائص الدوائية المعلومة وغير المعلومة لمكونات مشروبات الطاقة تسبب القلق من آثارها الجانبية، وأضافت أن هذه المشروبات تحتوي بجانب الكافيين، مركبات مثل غارانا guarana، وتورين taurine، وكذلك ل-كارنيتين L-carnitine.
وتقدر دراسات سابقة أن استهلاك طفل لزجاجة أو علبة مشروب طاقة بجانب مصادر أخرى للكافيين كالصودا، تكفي لتجاوز حدود المائة مليغرام كافيين المسموح باستهلاكها يوميا دون آثار جانبية التي تعادل علبة ونصفا من مشروب طاقة.
وتشير إلى أن الأطفال المرضى بالقلب وفقدان الانتباه وفرط النشاط، هم الأكثر حساسية لتأثير مشروبات الطاقة، ويرى الباحثون أنه من الضروري أن يقلل الأطفال من استهلاكهم لها نظرا لمخاطر المشروبات وافتقادها لأي “فوائد علاجية”.
وخلصت الدراسة أنه إذا لم يثبت بالأبحاث سلامة مشروبات الطاقة للأطفال والمراهقين، من الحكمة أن يحظر تناولها كالتبغ والكحول والعقاقير.
المصدر: الجزيرة