دبلوماسي المحافظه
¬°•| فخر المنتدى |•°¬
يهدّد 30 عاملاً سريلانكياً بالانتحار الجماعي في العراق بعد توقف مشروع ضخم لإسكان 3000 عائلة من أهل الأهوار في مدينة العمارة بمحافظة ميسان، من خلال بناء 3000 وحدة سكنية.
وفيما غادرت الشركة المسؤولة عن المشروع والعمال فجأة، تركت خلفها منازل لم تستكمل، ومحافظة عاجزة عن تسوية الأزمة، وأهالي شرفاء يحاولون مساعدة العمال البسطاء الذين لا يملكون قوت يومهم، أو ما يكفيهم لحجز تذكرة السفر والعودة إلى بلادهم.
وقد حاول هؤلاء العمال الانتحار الجماعي أكثر من مرة، والآن هم يضربون عن الطعام ويهددون بالانتحار دوماً، الأمر الذي استدعى تدخل محافظ ميسان الذي قام بزيارتهم ومنح كل واحد منهم 250 دولاراً من ميزانية المحافظة، رغم عدم مسؤوليته عن التعاقد معهم.
وذكرت مصادر مسؤولة في محافظة ميسان أنها تشعر بالاستياء من الجهات التي تسببت في وضع العمال في هذا الموقف الصعب غير الإنساني.
وبدأت المأساة منذ أكثر من سنتين، عندما حصلت شركة مقاولات "طلعت" في العراق على عقد بقيمة 60 مليون دولار لبناء وحدات سكنية في "ناحية الخير" في محافظة ميسان جنوبي العراق،
وكان المشروع يهدف الى توفير منازل لمجموعات من السكان تعرضت لتهميش من قبل الأنظمة المتعاقبة في العراق ونظرت لهم دون اكتراث، ويطلق عليهم "المعدان"، وهم أصل العراق وموطن حضارته الأولى. وقدرت أعداد الذين سيستفيدون من المشروع بعشرات الآلاف من أهالي الأهوار.
واستبشر الأهالي خيراً بأن الجهة المشرفة على العقد مع الدولة هي وزارة الإسكان والتعمير التابعة لمجلس الوزراء العراقي، وأن الجهة المستفيدة من العقد هي وزارة الدولة لشؤون الأهوار التابعة لمجلس الوزراء ايضاً، بما يضفي مصداقية على جدية واستمرارية المشروع.
وكانت أمانة مجلس الوزراء قد سمحت وأشرفت على وجود شركة حماية مؤلفة من 30 سريلانكياً لتوفير الحماية للعاملين في شركة "طلعت" منذ بدء المشروع، وذلك بأجور مغرية لهم شجعتهم على القبول بالمهمة الشاقة في بيئة غاية في الخطورة.
ولكن وجد هؤلاء العمال أنفسهم في مأزق حين غادرت الشركة التي تعاقدوا معها المشروع وتركتهم بلا أجور أو طعام أو إرشاد عن مصائرهم المجهولة، بعد أن تخلت عن التزامها بدفع رواتبهم التي يصل معدلها إلى 2000 دولار شهرياً.
ويقوم أهالي المنطقة من أبناء العشائر العربية بتقديم مساعدات للعمال يقتطعونها من لقمة عيشهم الشحيحة على أمل أن تنصفهم الحكومة العراقية.