•¦{ آلبُريْمِے دَآرِيْ }¦•
¬°•| فَخْرِ الْبُريْمِي |•°¬
الأربعاء 15/6/2011م
مقال بعنوان// البريمي بين الماضي والحاضر~~ وقفة للتأمل
اعداد وكتابة// البريمي داري ومرباي..
لقد عاش آباءنا وأجدادنا عيشتاً أشبه ماتكون بالمستحيل بالنسبة لنا نحن جيل اليوم ..
فلقد عانوا الكثير من أجل توفير لقمة العيش والسعي لها .. فلا وظائف حكومية ولاتجارة عقارات وأسهم ولاتوجد بنوك..
إن النقلة التي حصلت خلال الثلاثون عاماً الأخير تعتبر أشبه بالمعجزة فبعد الجهل والأمية إنتشرت دور العلم في شتى
أرجاء المعمورة ..
سابقاً كان التعليم يقتصر على تحفيظ القرآن الكريم عن طريق شخص يسمى محلياً المطوع..
وكان طلاب العلم من الحفظة يجتمعون في حلقات حول المطوع ليحفظهم القرآن الكريم ويعلمهم مبادئ الشريعة ..
ولم تكن هذه الحلقات تجتمع في أرقى المعاهد ولا يجلسون على الكراسي المخملية ..
بل كان إجتماعهم في مكان بني من سعف النخيل ويسمى محلياً السبلة..
فمنهم من كان سعيد الحظ وتتلمذ على يد المطوع وحفظ ماتيسر له من كتاب الله ..
والأغلبية منهم وبسبب الحاجة ولقمة العيش ولمساعدة أسرته ترك دروس المطوع وألتحق للعمل مع أبيه إما في الحقل
أو في رعي الأغنام..
كانت الحياة بسيطة جداً ولقد تكيف أجدادنا مع تلك العيشة فلم يتسخطوا ولم يتذمروا بل على العكس كانوا سعداء
وهم يتقاسمون لقمة العيش بإبتسامة الرضى والقناعة وكان في تصورهم أن حياتهم حياة الملوك لما هم فيه من
سعادة وتواصل وتراحم فيما بينهم..
إذا مرض أحدهم لن يجد أرقى المستشفيات وأجمل الأسرة البيضاء والوسادة الدافئة ورائحة المعقم تملأ المكان
والوجبات الساخنة.. كل هذا لن يجده ..
بل سيأخذونه عند شخص يسمى محلياً ..(الوسيم )
والوسيم هو الذي يقوم بعملية الكي بالنار (الوسم) والوسم عبارة عن تسخين قطعة من المعدن في الفحم وتركها حتى
يحمر لونها ثم بعد أن يحدد الوسيم مكان الألم يقوم بوخز المريض بالميسم ويسمى مكان وضع الميسم على جسم
المريض ب الوسمة.
وبسبب جهلهم بأسماء الأمراض ولعدم وجود أجهزة الطب الحديث فإن أغلب الأمراض كان علاجها الكي بالنار..
والعلاج بالكي موجود حتى وقتنا الحالي ولكن بشكل نادر..
وسيلة التنقل..
إن حياة الماضي لم تعرف آخر موديل من السيارات ولم يفهم الأجداد معنى الماركة والطراز ولاوجود للشوارع المسفلتة
ولا الإنارة المضيئة..
كانت أغلب وسائل النقل المتاحة عندهم هي الحيوانات من جمال وحمير أو السير على الأقدام..
الشيخة سلامة والدة الشيخ زايد متجهة إلى البريمي مع حاشيتها وذلك للمقيض في البريمي
وكانت الفتاة تلازم أمها وتتعلم منها إدارة شؤن البيت والطبخ ونادراً ماتخرج من الدار..
على عكس الفتى الذي يرافق والده في المجالس وفي الأسواق والذهاب معه ليتعلم عادات الرجال..
الحياة في الماضي تنتهي بعد صلاة العشاء فلايوجد أمان بسبب قطاع الطرق وعدم وجود مراكز للشرطة ومحاكم للقضاء
على عكس حياتنا اليوم والحمد لله نستطيع الخروج حتى في منتصف الليل بكل حرية وطمأنينة..
لقد ضحى أباؤنا وأجدادنا بأشياء كثيرة وكانوا يرفعون كفوفهم بالدعاء لنا بالخير والتوفيق..
وفعلاً إستجاب الله سبحانه وتعالى دعواتهم لإن قلوبهم بيضاء صافية..
وتفجر الخير بفضل من الله سبحانه وتعالى في عهد والدنا السلطان قابوس بن سعيد حفظة الله..
لقد عم الخير أرجاء البلاد ففتحت المدارس وأنشأت الجامعات والمعاهد والكليات المختلفة..
وفتحت المستشفيات أبوابها لعلاج المرضى بأحدث التقنيات المتطورة.
لم نعد نحس بحرارة الصيف اللاهب وببرودة وقساوة الشتاء القارص أين أنتم يا أجدادنا من هذه النعمة..!
رحم الله من توفي منهم وأطال الله عمر الباقين وأمدهم بالصحة والعافية..
هنا يجب أن نقف للحظة ونتأمل ونشكر الله سبحانة على هذه النعم التي حرم منها من سبقنا ويجب علينا أن نعمل ونجتهد
حتى يرى الجيل الآتي ماصنعناه ويدعون لنا دعوة تنفعنا..
التعديل الأخير: