شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
الوفاء مع الله,بين الإنسان وبين الله,سبحانه,عهد عظيم مقدس هو أن يعبده وحده لا يشرك به شيئًا، وأن يبتعد عن
عبادة الشيطان واتباع سبيله،يقول الله عز وجل(ألم أعهد
إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين. وأن
اعبدوني هذا صراط مستقيم)فالإنسان يدرك بفطرته السليمة وعقله أن لهذا الكون إلهًا واحدًا مستحقًّا للعبادة هو
الله,سبحانه،وهذا هو العهد الذي بيننا وبين الله,والوفاء بالعقود والعهود,الإسلام يوصي باحترام العقود وتنفيذ
الشروط التي تم الاتفاق عليها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم(المسلمون عند شروطهم) والمسلم يفي بعهده
ما دام هذا العهد فيه طاعة لله رب العالمين،أما إذا كان فيه معصية وضرر بالآخرين، فيجب عليه ألا يؤديه,والوفاء
بالكيل والميزان فالمسلم يفي بالوزن، فلا ينقصه، لأن الله تعالى,قال(أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا
الناس أشياءهم)الوفاء بالنذر,والمسلم يفي بنذره ويؤدي ما عاهد الله على أدائه,والنذر,هو أن يلتزم الإنسان بفعل طاعة
لله سبحانه,ومن صفات أهل الجنة أنهم يوفون بالنذر، يقول تعالى(يوفون بالنذر ويخافون يومًا كان شره مستطيرًا)
ويشترط أن يكون النذر في خير، أما إن كان غير ذلك فلا وفاء فيه,الوفاء بالوعد,المسلم يفي بوعده ولا يخلفه، فإذا
ما وعد أحدًا،وفّي بوعده ولم يخلف؛ لأنه يعلم أن إخلاف الوعد من صفات المنافقين, قال الرسول صلى الله عليه
وسلم(آية المنافق ثلاث,إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان)كانت السيدة خديجة,رضي الله عنها,زوجة
رحيمة تعطف على النبي صلى الله عليه وسلم، وتغمره بالحنان، وتقدم له العون،وقد تحملت معه الآلام والمحن في
سبيل نشر دعوة الإسلام،ولما توفيت السيدة خديجة,رضي الله عنها,ظل النبي صلى الله عليه وسلم وفيَّا لها، ذاكرًا
لعهدها،فكان يفرح إذا رأى أحدًا من أهلها، ويكرم صديقاتها,وكانت السيدة عائشة,رضي الله عنها,تغار منها
وهي في قبرها،فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم,هل كانت إلا عجوزًا قد أبدلكَ الله خيرًا منها, فغضب
النبي صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا، وقال لها(والله ما أبدلني الله خيرًا منها؛ آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ
كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء)فعن عوف بن
مالك ,رضي الله عنه,قال,كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة، فقال النبي(ألا تبايعون رسول الله
صلى الله عليه وسلم)فبسطنا أيدينا، وقلنا,قد بايعناك يا رسول الله، فعلامَ نبايعك,قال(على أن تعبدوا الله ولا تشركوا
به شيئًا، والصلوات الخمس، وتطيعوا,ولا تسألوا الناس شيئًا)وهذه قصة عن الوفاء ,حدث في عهد عمر بن
الخطاب أن جاء ثلاثة أشخاص ممسكين بشاب وقالوا,يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد
قتل والدنا,قال عمر بن الخطاب,لماذا قتلته,قال الرجل,إني راعى إبل وأعز جمالي أكل شجره من أرض أبوهم,فضربه
أبوهم بحجر فمات فامسكت نفس الحجر وضربته به فمات,قال عمر بن الخطاب,إذاّ سأقيم عليك الحد,قال
الرجل,أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي الصغير فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من
بعدي,فقال عمر بن الخطاب,ومن يضمنك,فنظر الرجل في وجوه الناس فقال,هذا الرجل,فقال عمر بن الخطاب,يا أبا
ذر هل تضمن هذا الرجل,فقال أبو ذر,نعم يا أمير المؤمنين,
فقال عمر بن الخطاب,إنك لا تعرفه وأن هرب أقمت عليك
الحد,فقال أبو ذر أنا أضمنه يا أمير المؤمنين,ورحل الرجل ومر اليوم الأول والثاني والثالث,وكل الناس كانت قلقله
على أبو ذر حتى لا يقام عليه الحد,وقبل الغروب بقليل جاء الرجل وهو يلهث,وقد أشتد عليه التعب والإرهاق,ووقف
بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب,قال الرجل,لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد
فاستغرب عمر بن الخطاب وقال,ما الذي أرجعك كان ممكن أن تهرب,فقال الرجل,خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء
بالعهد من الناس, فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته,فقال أبو ذر,خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من
الناس,فتأثر أولاد القتيل فقالوا لقد عفونا عنه,فقال عمر بن الخطاب,لماذا عفوتم عنه,فقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس,