غالي الأثمان
¬°•| مراقب سابق|•°¬
لاشك أن انتر ميلان الايطالي يبدو فى الصيف الحالى وكأنه يمشي على صفيح ساخن للغاية، فالجمهور يعيش بين سندان الماضى الجيد ومطرقة المستقبل المجهول ويواجه النيراتزورى مهمه صعبة جدا فى الصيف تتمثل فى الحفاظ على أبرز نجوم الفريق الذين يتعرضون لاغراءات تضعف أمامها عقول كل لاعبي العالم لاسيما فى ظل تهاوى الفريق الإيطالى وانحدار مستواه بشكل غريب.
فعلى الرغم من تتويج الإنتر ببطولة كوبا إيطاليا إلا أن البطولة لم تغن او تسمن من جوع ولم ترض طموحات جمهور الجوزيبي مياتزا, مالك الإنتر ورئيسه ماسيمو موراتي بكل تأكيد سيواجه صعوبة كبيرة ازاء هذا الموقف.
ولاشك ان الحاضر يختلف عن الماضي وهذا ما يزيد من متاعب وأوجاع موراتى، ففى الصيف الماضي كانت مهمة موراتى سهله نوعا ما حيث كان الإنتر الافضل أوروبيا وقتها وكان جاذبا للاعبي الفريق بالبقاء وعدم الرحيل عن الفريق.
ولكن فى الصيف الحالى تغيرت الاحوال وتبدلت المقاعد وعاد الإنتر إلى أخر الصفوف بعد أن كان فى أولها وهو ما من شأنه ان يشكل خطرا كبيرا على مهمة موراتى فى الحفاظ على النجوم
وبالعودة للتاريخ الحديث وتحديدا فى الفترة السابقة سنجد أن موراتى وفى ظل رغبة نجومه فى البقاء لم ينجح فى الحفاظ على القمه فكيف سيكون الحالي فى وقت يريد فيه نجومه الرحيل ؟ فهل يبقى موراتى عنيدا وصامتا أمام السوق الصيفي الذى يتحرك فيه اليوفى والميلان يمينا ويسارا ومعهم روما ؟ ام سيدخل موراتى الحرب على جبهتين الأولى الحفاظ على هيكل الفريق الأساسي والثانيه هى تدعيم الفريق بنجوم ذات جودة عالية وسنحاول ان نعرض خطايا الإنتر السابقه والتى تطارده فى السوق الصيفي الحالي
حقق الإنتر لقب دورى الأبطال مع البرتغالى خوزيه مورينيو موسم 2009/2010 لكنه عانى من موسم صعب للغاية العام الماضى مع كلا من الإسبانى رافا بنيتيز و خليفته البرازيلى ليوناردو .
الإنتر و النوم العميق و يقظة الميلان
رفض الانتر فى صيف 2010 تدعيم الفريق بصفقات كبيرة بعكس جاره الروزنيرى الذى دعم صفوفه بصفقات كبرى كالبرازيلى روبنييو و السويدى زلاتان ابراهيموفيتش و الوحش الغانى كيفين برينيس بواتينج و صفقة الشتاء انطونيو كاسانو .
اكتفى الإنتر بالحفاظ على لاعبيه من إغراءات الأندية الكبرى ورفض ترك نجومه أمثال مايكون و شنايدر و إيتو و قال موراتى حينها : " الحفاظ على النجوم مهمة الأنتر الأولى فى الميركاتو ".
ركز موراتى على الحفاظ على نجومه و تناسى تدعيم الفريق بصفقات جديدة و تجاهل ماركو برانكا المدير الرياضى فى الإنتر لتصريح رافا بنيتيز عن صفقات 2010 : " لست راض عن الصفقات , فقط تعاقدنا مع بابيانى من بارما و كنت أرغب فى المزيد من اللاعبين ".
ضعف شخصية بنيتيز و قوة مورينيو
طلب بنيتيز تدعيم الإنتر بصفقات على شاكلة ديرك كاوت وخافيير ماسكيرانو لكن نشوة الفوز بدورى الأبطال و ضعف شخصية بينيتز حالت دون تفكير موراتى فى تحقيق طلبات مدرب ليفربول السابق بعكس ما حدث مع مورينيو عندما صمم على ضم صانع ألعاب و قلب دفاع فى صيف 2009 و لم يهدأ مورينيو حتى جلب موراتى كلا من لوسيو من بايرن ميونخ و شنايدر من ريال مدريد.
استخدم مورينيو بشكل كبير صفقاته و التى أبرزها لوسيو و شنايدر و ايجور بانديف صفقة شتاء 2010 ليحقق الثلاثية الكأس و الدورى و دورى الأبطال بينما كان مصير بنيتيز الإقالة سريعاّ فى أبوظبى عقب تحقيق كأس العالم للأندية و الابتعاد بشكل كبير عن الاسكوديتو البطولة الأهم لدى جماهير النيراتزورى .
ضربة جاليانى و فشل موراتي
وافق بنيتيز على أوامر موراتى بعدم صرف الأموال و ترك الميلان يجلب الصفقات الكبرى والتى أهمها ضربة جاليانى بضم السويدى لاعب الإنتر السابق زلاتان إبراهيموفيتش من البارسا كما فشل موراتى فى الرد على الميلان و لم يتمكن من جلب كاكا .
جلب جاليانى الصفقة تلو الأخرى مع بث الثقة فى ماسيمو آلجيرى بينما وقف موراتى ينظر للاسكوديتو وهو يطير بين أنيابه إلى الجار الميلان ليكتفى موراتى بإقالة بنيتيز و العمل على رد صفقة ابرا بضم المدرب ليوناردو المشهور بعصبيته و عشقه للروزونيرى .
محاولة إنقاذ الموسم
حاول الإنتر انقاذ موسمه فى ميركاتو يناير بضم باتزينى و بطل آسيا ناجاتومو و المغربى خرجه و الإيطالى الدولى رانوكيا لكن الاسكوديتو كان قد انتهى بشكل إكلينيكي لمصلحة رفاق امبروسينى و جاتوزو على حساب المدرب ليوناردو الذى فشل للعام الثانى على التوالى فى حصد الكالشيو مرة مع الميلان وحقق الإنتر اللقب و الثانية مع الانتر وحقق الميلان اللقب .
فشل ليوناردو كذلك فى الحفاظ على لقب النيراتزورى الأوروبى ليودع البطولة على حساب شالكة الألمانى بفضيحة كبيرة و بنتيجة 7-3 فى مجموع المباراتين و اكتفى الأنتر فقط بكأس إيطاليا بصعوبة على حساب باليرمو و سط تألق لأفضل لاعبى الأنتر فى الموسم الماضى صامويل إيتو .
أحلام العودة و الاستفادة من الأخطاء
يحلم عشاق الإنتر فى الصيف الحالى بالعودة للبطولات الكبرى من جديد و منافسة الميلان بقوة على لقب الاسكوديتو و الدخول بقوة فى المنافسة على لقب دورى الأبطال الموسم المقبل .
يأمل موراتى هذه المرة فى الجمع بين الحفاظ على نجومه و بين تدعيم الفريق بنجوم جدد لكن الأمر لن يكون سهلى وسط اغراءت الأندية الكبرى .
يتعرض الإنتر لهجوم من السير اليكس فيرجسون من أجل شنايدر حيث يعتبر فيرجسون بان شنايدر هو الهدف الاهم والأبرز له وطارده كثيرا احيانا بشكل مباشر وآخري بشكل غير مباشر ويعتبر فيرجسون بان شنايدر هو مستقبل خط الوسط فى الفريق والقادر على تعويض رحيل سكولز وجيجز والنهوض بوسط الفريق بعد تدني مستوى كاريك, لاشك ان شنايدر هو القلب النابض للإنتر ورحيله يشكل ضربة موجعة لوسط الإنتر
وفى الوقت نفسه يسعى ريال مدريد بكل ما اوتى من قوة لجلب البرازيلى مايكون وزميله ميليتو، فمن المعروف ان احلام مورينيو فى التعاقد مع مايكون هى احلام دفينة وقديمة فى رأس البرتغالى والذى كثيرا ما اعلن عنها ويريد مورينيو ان يتعاقد مع مايكون من اجل الاعتماد عليه فى الجبهه اليمنى على ان يعود سيرجيو راموس لقلب الدفاع ويعتبر مايكون هو فارس الجبهة اليمنى الحقيقيى فى الانتر ورحيله يعتبر ايضا كابوس يطارد ليوناردو وموراتي وميليتو يسير على خطي مايكون وان كانت فرص تعاقده مع الريال اقل ولكن يبقى خطر يحله مخيما على موراتي
و لا يمكن تجاهل أحلام الفريق الانجليزي الطموح مانشستر سيتى بشان ضم الكاميروني صامويل ايتو حيث اعلن السيتى عن رغبته فى التعاقد مع ايتو مقابل التخلى عن تيفيز فى الوقت الذى اصبح فيه ايتو هو الراس المدبر للانتر وقلب هجومه الاساسي وجلب لهم بطولة الكاس اعلن السيتى عن تحركهم بشان ايتو ولا يمكن التعامل مع رغبات السيتى باستخفاف خاصة وان تجاربهم السابقة كفيلة بأن تحرك ايتو ، لو لم يقف موراتى منتبها
أما على مستوى خط الدفاع، فقد اعلن الوحش الأسبانى الجديد نادى ملقا عن رغبته فى ضم المدافع البرازيلى لوسيو وهو المدافع الاول والاساسي للنيرازورى والذى بات من الصعب التخلى عنه ولكت تبقى ملايين ملقا بصبغته العربية خطرا كبيرا يطارد موراتى وتؤشر بإمكانية رحيل البرازيلى عن الفريق
وظهرت فى الوقت نفسه مؤخرا طموحات الفريق البافارى فى المقدونى بانديف حيث اعرب اكثر من مسئول فى الفريق البافارى عن رغبتهم فى ضم بانديف من دون اى تعليق من جانب موراتى
وفى الوقت نفسه لم تكن الاسماء السابقه هى فقط الخطر الذى يقلق موراتى فى مضجعه فهناك ايضا الحارس خوليو سيزارالذى يطارده فريق العاصمة روما وما زاد من الصعوبة هو موافقة سيزار المبدئية على اتمام الصفقة !!
والان ظهرت بوضوح علامات انزعاج جماهير الانتر التى طالبت موراتى بالتعلم من أخطاء الماضى وعدم الموافقة على رحيل النجوم مع العمل على تدعيم الفريق بصفقات جديدة كقائد فيورنتينا ريكاردو مونتيليفو و الدولى التشيلى الملقب بميسى الجديد اليكسيس سانشيز و الظهير الأيطالى الدولى دومينيكو كريشيتو مع وجود خيارات كثنائى فالنسيا خوان مانويل ماتا و ايفر بانيجا و الكرواتى مودريتيش لاعب السبيرز .
الموازنة بين الماديات و التاريخ
يدخل الرئيس موراتى فى موازنة بين تاريخ الانتر الذى يجبره على الحفاظ على نجومه وتدعيم الفريق و بين حالة النادى الاقتصادية و المعاناة من زيادة الضرائب فى ايطاليا و التى قد تجبره على ترك أحد نجوم الفريق من أجل استخدام أمواله فى التعاقد مع لاعبين جدد .
لن يرحم جمهور الانتر الادارة الفنية فى حالة استمرار النيراتزورى بلا طعم ولا لون فى الموسم المقبل و لن يكون هناك بديل أمام روابط الانتر سوى مشاهدة فريق يمتلك مقومات العودة للألقاب ومنافسة كبار أوروبا مع الحفاظ على ايرادات النادى .
الخلاصة :
وسط ترقب الجميع ، تظل التساؤلات قائمة :هل ينهض الانتر من جديد و ينافس على الألقاب المحلية و الأوروبية من خلال بث الثقة فى المدرب ليوناردو و تدعيم الفريق بصفقات جديدة مع الحفاظ على نجوم الفريق ، أم يبتعد الانتر خطوات أكثر عن القمة التى تواجد بها فى صيف 2010 الماضى مع البرتغالى خوزيه مورينيو وما مدى تأثير القدرة المالية لماسيمو موراتى فى ايقاظ الانتر وإنقاذه من كبواته فى الموسم المنتهي الذي بالتأكيد تعتبره جماهير الانتر موسم للنسيان .