دبلوماسي المحافظه
¬°•| فخر المنتدى |•°¬
تقدم الى اكثر من 15 مؤسسة حكومية واجتاز الاختبارات والمقابلات،شهد تعاقب ثلاثة وزراء على وزارة الخدمة المدنية
5/30/2011
مسقط - راشد بن احمد البلوشي
"البحث عن إبرة في كومة قش" اهون من البحث عن وظيفة ضمن الخمسين الف وظيفة التي تفضل بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- للشباب الباحث عن عمل مؤخرا..
هذا ما تقوله حكاية شاب بلغ من العمر حتى اليوم 35 خمسة وثلاثين عاما قضى 17 عاما منها في البحث عن عمل، ولا يزال ضمن طابور من مسيرة البحث عن وظيفة تغير مسيرة حياته.
يقول الشاب محمود بن سالم بن علي الغماري، الذي فضل ان يخفي صورته حتى لا يتذكره الجيل الذي عاش معهم في مراحل الدراسة الابتدائية والاعدادية والثانوية، فمنهم من التحق بوظيفة واستقر اجتماعيا ولديه ابناء ومنهم من قضى نحبه. لقد عشت اكثر من 17 عاما وانا ابحث عن عمل متنقلا بين وزارة واخرى، فكانت تجربتي في تقديم الاختبارات انذاك عندما كانت كل وزارة تعلن عن الوظيفة، ثم انتقل الأمر عبر وزارة الخدمة المدنية، وكنت اتذكر حينها مكان تقديم الاختبارات في معهد العلوم الادارية بعدها انتقل نظام تقديم الاختبارات عبر بعض المدارس، وانا احيانا اتقدم وأجتازالاختبارات والمقابلات الشخصية بنجاح، بعدها اصبح هناك نظام وآلية جديدة في كيفية تقديم الاختبارات وذلك نظرا لكثرة المتقدمين للوظائف التي تعلن عنها وزارة الخدمة المدنية وتلافيا من المحسوبية التي شعر بها المتقدمومن في الاختبار فقد استحدثت الوزارة نظام الحاسب الآلي في تقديم الاختبار، ولكن مع هذا تحديت الحاسب الالي ونجحت ثلاث مرات واتقدم للمقابلة وانجح، وفي آخر مقابلة كانت وظيفة كاتب اداري في وزارة النقل والاتصالات في هذا العام.
الأغرب في الأمر انني كلما يجرى معي مقابلة فإن المختصين في المقابلة يندهشون مني عندما يرون شهادة التخرج في الثانوية العامة من عام 1994 ولا يوجهون الي أي سؤال. يصيبهم الاندهاش ويقولون حتى الان ولم تحصل على وظيفة.
ويتحدث بكل حرقة وألم: انهيت دراستي الثانوية العامة في العام الدراسي93 /1994م ومنذ ذلك العام والى الان قرابة الـ (17) سبعة عشر عاما وانا ابحث عن فرصة عمل في المواقع التي تشرفتم فيها وتحملتم مسؤولية العمل ولكن للاسف الشديد لم يحالفني التوفيق رغم الاختبارات والمقابلات الشخصية والتي تقدمت لها لدى كل الوزرارات. وظيفة وهمية
يقول الغماري انني اتذكر منذ عام 1998م عند بداية التوظيف عن طريق وزارة الخدمة المدنية، وقبل هذا العام كنت اتقدم للوزارة التي تعلن عن وجود وظائف شاغرة وعند ذهابي لتحديث بياناتي في القوى العاملة وجدت انني معين (بوظيفة وهمية) لدى احدى المؤسسات الحكومية، وهي (وزارة التربية والتعليم) وانا لا املك من هذه الوظيفة سوى اسمها فقط. وهذه الوظيفة كانت عائقا في عدم الحصول على وظيفة حكومية حقيقية وليست في الخيال مثل ما حدث، كما ان وزارة الخدمة المدنية قد تعاقب عليها قرابة (3) ثلاثة وزراء وانا انتظر الفرصة السانحة لتوظيفي.
اسمعوا صوتي
ويواصل محمود حكايته فيقول الان وفي عامي ال 17 من مدة البحث عن وظيفة اقف مع نفسي لأروي مسيرة هذه المعاناة الى كل من يهمه الامر والى كل من يعيش نفس معاناة واستخلصت العبر والمواعظ ،وجدت ان البحث طريقه طويل وينقص من العمر ويثقل النفس والهموم لا سيما اذا كان هذا الطريق هو مستقبل الفرد واستقراره النفسي والاجتماعي فقد توفي والدي وكان يحلم بأن احمل عنه المسؤولية التي تحملها عندما كنت صغيرا وكان ايضا يحلم بأن يرى اولادي ولكن اختاره الله دون ان يرى مستقبل ابنه ولم ير اولاد ابنه.
ويصرخ بأعلى صوته لقد تقابلت مع مسؤولين وشرحت لهم كل ظروفي التي أمر بها والمعاناة التي اصبحت تلازمني ولكن دون جدوى، حتى انني اسمعت صوتي للجميع عبر برنامج (هذا الصباح) والذي يختص بمطالب المواطنين بصفه عامة وذلك في يوم السبت الموافق: 21/5/2011م. وجاءت الاجابة سريعة وتحمل اعتذارات ومبررات.
ويقول محمود الغماري بعد هذا العمر وبعد رحلة من البحث عن وظيفة يسأل كل عاقل وكل مسؤول أيعقل بأنه لا توجد وظيفة حكومية أتعين فيها خلال هذه السنوات وانا ارى شبابا أصغر مني سنا ويحملون الشهادة الثانوية العامة ويتوظفون بوظائف حكومية عدة في مختلف الوزارات؟ الى متى انتظر الوظيفة؟ اليست هذه السنوات كافية للانتظار؟ اليست هذه الاختبارات والمقابلات في جميع الوزارات كافية لأجد وظيفة لي؟ ام ان الموظفين الذين يعملون معي الاختبارات والمقابلات يرون كبر سني وان قطار الوظائف قد مر علي مرور الكرام؟
ويقول ان اسرتي عددها (11) احد عشرفردا نعيش على راتب والدي المتقاعد (رحمة الله عليه) مبلغ قدره (240) مائتان واربعون ريالا وهذا الراتب لا يفي بمصاريف الحياة مقارنة بعدد افراد هذه الأسرة في ظل الأوضاع المعيشية الراهنة والتي تتمثل في ارتفاع الاسعار فضلا عن المستلزمات الاخرى التي يتطلب توفيرها بأي حال من الاحوال وانني العائل الاكبر في هذه الاسرة، وفي صباح كل يوم تتضرع اسرتي الى المولى عزوجل بأن يوفقني في ايجاد فرصة عمل لأكون عونا لهم في تسهيل امورهم المعيشية والخروج من هذه المحنة وكذلك تحقيق طموحي وغاياتي المستقبلية.
الشبيبه
5/30/2011
مسقط - راشد بن احمد البلوشي
"البحث عن إبرة في كومة قش" اهون من البحث عن وظيفة ضمن الخمسين الف وظيفة التي تفضل بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- للشباب الباحث عن عمل مؤخرا..
هذا ما تقوله حكاية شاب بلغ من العمر حتى اليوم 35 خمسة وثلاثين عاما قضى 17 عاما منها في البحث عن عمل، ولا يزال ضمن طابور من مسيرة البحث عن وظيفة تغير مسيرة حياته.
يقول الشاب محمود بن سالم بن علي الغماري، الذي فضل ان يخفي صورته حتى لا يتذكره الجيل الذي عاش معهم في مراحل الدراسة الابتدائية والاعدادية والثانوية، فمنهم من التحق بوظيفة واستقر اجتماعيا ولديه ابناء ومنهم من قضى نحبه. لقد عشت اكثر من 17 عاما وانا ابحث عن عمل متنقلا بين وزارة واخرى، فكانت تجربتي في تقديم الاختبارات انذاك عندما كانت كل وزارة تعلن عن الوظيفة، ثم انتقل الأمر عبر وزارة الخدمة المدنية، وكنت اتذكر حينها مكان تقديم الاختبارات في معهد العلوم الادارية بعدها انتقل نظام تقديم الاختبارات عبر بعض المدارس، وانا احيانا اتقدم وأجتازالاختبارات والمقابلات الشخصية بنجاح، بعدها اصبح هناك نظام وآلية جديدة في كيفية تقديم الاختبارات وذلك نظرا لكثرة المتقدمين للوظائف التي تعلن عنها وزارة الخدمة المدنية وتلافيا من المحسوبية التي شعر بها المتقدمومن في الاختبار فقد استحدثت الوزارة نظام الحاسب الآلي في تقديم الاختبار، ولكن مع هذا تحديت الحاسب الالي ونجحت ثلاث مرات واتقدم للمقابلة وانجح، وفي آخر مقابلة كانت وظيفة كاتب اداري في وزارة النقل والاتصالات في هذا العام.
الأغرب في الأمر انني كلما يجرى معي مقابلة فإن المختصين في المقابلة يندهشون مني عندما يرون شهادة التخرج في الثانوية العامة من عام 1994 ولا يوجهون الي أي سؤال. يصيبهم الاندهاش ويقولون حتى الان ولم تحصل على وظيفة.
ويتحدث بكل حرقة وألم: انهيت دراستي الثانوية العامة في العام الدراسي93 /1994م ومنذ ذلك العام والى الان قرابة الـ (17) سبعة عشر عاما وانا ابحث عن فرصة عمل في المواقع التي تشرفتم فيها وتحملتم مسؤولية العمل ولكن للاسف الشديد لم يحالفني التوفيق رغم الاختبارات والمقابلات الشخصية والتي تقدمت لها لدى كل الوزرارات. وظيفة وهمية
يقول الغماري انني اتذكر منذ عام 1998م عند بداية التوظيف عن طريق وزارة الخدمة المدنية، وقبل هذا العام كنت اتقدم للوزارة التي تعلن عن وجود وظائف شاغرة وعند ذهابي لتحديث بياناتي في القوى العاملة وجدت انني معين (بوظيفة وهمية) لدى احدى المؤسسات الحكومية، وهي (وزارة التربية والتعليم) وانا لا املك من هذه الوظيفة سوى اسمها فقط. وهذه الوظيفة كانت عائقا في عدم الحصول على وظيفة حكومية حقيقية وليست في الخيال مثل ما حدث، كما ان وزارة الخدمة المدنية قد تعاقب عليها قرابة (3) ثلاثة وزراء وانا انتظر الفرصة السانحة لتوظيفي.
اسمعوا صوتي
ويواصل محمود حكايته فيقول الان وفي عامي ال 17 من مدة البحث عن وظيفة اقف مع نفسي لأروي مسيرة هذه المعاناة الى كل من يهمه الامر والى كل من يعيش نفس معاناة واستخلصت العبر والمواعظ ،وجدت ان البحث طريقه طويل وينقص من العمر ويثقل النفس والهموم لا سيما اذا كان هذا الطريق هو مستقبل الفرد واستقراره النفسي والاجتماعي فقد توفي والدي وكان يحلم بأن احمل عنه المسؤولية التي تحملها عندما كنت صغيرا وكان ايضا يحلم بأن يرى اولادي ولكن اختاره الله دون ان يرى مستقبل ابنه ولم ير اولاد ابنه.
ويصرخ بأعلى صوته لقد تقابلت مع مسؤولين وشرحت لهم كل ظروفي التي أمر بها والمعاناة التي اصبحت تلازمني ولكن دون جدوى، حتى انني اسمعت صوتي للجميع عبر برنامج (هذا الصباح) والذي يختص بمطالب المواطنين بصفه عامة وذلك في يوم السبت الموافق: 21/5/2011م. وجاءت الاجابة سريعة وتحمل اعتذارات ومبررات.
ويقول محمود الغماري بعد هذا العمر وبعد رحلة من البحث عن وظيفة يسأل كل عاقل وكل مسؤول أيعقل بأنه لا توجد وظيفة حكومية أتعين فيها خلال هذه السنوات وانا ارى شبابا أصغر مني سنا ويحملون الشهادة الثانوية العامة ويتوظفون بوظائف حكومية عدة في مختلف الوزارات؟ الى متى انتظر الوظيفة؟ اليست هذه السنوات كافية للانتظار؟ اليست هذه الاختبارات والمقابلات في جميع الوزارات كافية لأجد وظيفة لي؟ ام ان الموظفين الذين يعملون معي الاختبارات والمقابلات يرون كبر سني وان قطار الوظائف قد مر علي مرور الكرام؟
ويقول ان اسرتي عددها (11) احد عشرفردا نعيش على راتب والدي المتقاعد (رحمة الله عليه) مبلغ قدره (240) مائتان واربعون ريالا وهذا الراتب لا يفي بمصاريف الحياة مقارنة بعدد افراد هذه الأسرة في ظل الأوضاع المعيشية الراهنة والتي تتمثل في ارتفاع الاسعار فضلا عن المستلزمات الاخرى التي يتطلب توفيرها بأي حال من الاحوال وانني العائل الاكبر في هذه الاسرة، وفي صباح كل يوم تتضرع اسرتي الى المولى عزوجل بأن يوفقني في ايجاد فرصة عمل لأكون عونا لهم في تسهيل امورهم المعيشية والخروج من هذه المحنة وكذلك تحقيق طموحي وغاياتي المستقبلية.
الشبيبه