بعد أن سلّم الإمام من صلاة المغرب قعدنا نذكر الله وعلينا السكينة
رفعت بصري إلى إمامنا فإذا به ينظر إليّ بتركيز
تلفت يمينا وشمالاً
جلت بنظري في وجوه المصلين وفي نواحي المسجد
… لا يزال الإمام ينظر إلي !!!
ترى لماذا ؟!
هل إمامنا الآن وهو ينظر إليّ بكل هذا التركيز شارد الذهن ؟!
لعل بعض ما قرأ من آيات لا تزال معانيها تدور في فؤاده
ففي القرآن أسرار لا تنتهي
أو … لعل مصيبة ما ألمت به فأسرت تفكيره وشغلت باله وأهمّته
مسكين إمامنا
اللهم فرج كربه وكرب كل مسلم ومسلمه
أو … أو لعله جائع
فقعد يتخيل مائدة العشاء وعليها ما لذ وطاب من الطعام والشراب
كل هذه الأسئلة جالت بخاطري وأنا أحاول تفسير نظراته إليّ
قطعت العاصفة الذهنية التي اجتاحت تفكيري وقمت أتسنن
وعند أول سجدة
سقطت أمامي نظارتي
يا ويلي
لقد كانت النظارة على عمامتي
يا لهذه العادة
هذا ما أنكرته نظرات الإمام
دائما أنساها على رأسي