الشبيبة
6/21/2008
هما مدينتان شقيقتان تعيشان مظللتين بأشجار النخيل وترتويان من مياه الجيرة والاخوة التاريخية وبين المدينتين يتحرك الآلاف من البشر يوميا. مواطنون ومقيمون. والعماني الذي يعيش في البريمي يمكنه خلال دقائق أن يزور أهله الأماراتيين أو كما حب الأشقاء تسميتهم بالعيناويين التقاء بالنادي الشهير والعريق نادي العين وفي المقابل لأهل العين أهاليهم في البريمي والمدينتان موجودتان قبل مئات السنين وهما قديمتان قبل البوابات التي استحدثت لتنظيم الدخول والخروج كأية منطقة حدودية في العالم. ومن طبيعة المدن الحدودية بين الدول أن تنشأ بينهما صيغة تكاملية سواء في الاقتصاد أو التجارة والجانب الاجتماعي وهذا هو الواقع الذي نشأ بين البريمي العمانية والعين الإماراتية. نعيش في إطار مجلس التعاون الذي أهم مانلمسه منه اليوم هو شعورنا وإيماننا بأننا نعيش على أرض واحدة تمتد من الكويت شمالا حتى الحدود العمانية جنوبا..وما الحدود التي أقيمت إلا حدودا تنظيمية بكل تأكيد لاتستطيع أن تفصل أبناء المنطقة عن بعضهم البعض وبالرغم من هذه الصيغ الجميلة التي نؤمن بها كانت قضية الحدود والمعابر هي السم المتربص بنا وبدولنا فتنشأ الخلافات وتتكدر الخواطر فينعكس ذلك أحيانا حتى على الشعوب التي تمتد ضمن نسيج واحد متقارب في الروابط من مختلف الأوجه..يمكن لتلك الخلافات أن تكرس مفهوم الدبابة مع الحدود بدلا من الإبتسامة بين الطرفين فيحرس البوابة الأخرى مواطن وعلى البوابة المقابلة ابن عمه فتتحول الحدود إلى ألغام..لكن ذلك عصر ولى وانتهى دون رجعة فالطرق التي عالج بها القادة مسائل الحدود كانت حكيمة وواعية..في السلطنة تخلينا عن مئات الكيلومترات وأدا للفتنة مع الأشقاء من مختلف الجهات ولم يتم التخلي عن تلك الكيلومترات عن ضعف بل عن حكمة ففي تلك الكيلومترات الحدودية تعيش مجموعات سكانية تربطها روابط عائلية فالكيلومترات هي للبشر وعندما يكون البشر هم أخوانك وأهلك فلاخوف عليهم ولايحزنون ولم تخسر شيئا..وهذا ماتم. وفي وقت ندعم فيه التقارب لاالتنافر فإن بعض الصيغ الحدودية ستلقي بظلالها ليس على الدول بل على الأهالي مثل حالتي المدينتين البريمي والعين أبناء العم يسلكون طريقا اخرى لزيارة أهاليهم وجماعتهم في المدينة الثانية حتما هذا سيشكل شيئا في الداخل ربما ستتباعد المسافة العاطفية بين الناس وسيستوطن الحزن النفس. قرأت ماقاله الأشقاء في الإمارات عن مبررات إغلاق المعبر الذي بلاشك أسف عليه أبناء المدينتين ومن حق الأشقاء في الإمارات أن يقوموا بمايرونه مناسبا في تنظيم الحدود وتأمينها كماهو الحال مع السلطنة أو بين قطر والبحرين أو السعودية والكويت..لكننا إذا كنا نتحدث عن الجيرة والأخوة بين البلدين ووشائج القربى بين أهالي المدينتين وعن كيان سياسي يجمعنا وهو مجلس التعاون فينبغي أن تكون هذه القرارات توافقية ترضى النفوس قبل مذكرات التفاهم والإجتماعات والبيانات التي تصدر بين الطرفين ..نريد كل خطوة أن تقربنا اكثر لاأن تبعدنا..دول العالم تتحدث عن توأمة مدن لايجمع شيء بينها سوى الرغبة في التقارب ونحن نملك مالاتملكه تلك المدن من قواسم التقارب وبالرغم من ذلك لانستطيع الإقدام على خطوات من تلك. أتفق مع الخطوة الإماراتية في تنظيم المعابر وربما ذلك من شأنه أن يوجد سلاسة أكثر في حركة المرور وحلا للإزدحام إذا ماأدركنا حجم الحركة بين المدينتين حيث تعيش كلا منهما على الأخرى ويستفيد السكان من ذلك..إلا أنه المطلوب حقا ودرأ لأية إشكاليات أن تكون هذه الإجراءات توافقية بين بلداننا. بالرغم مماحدث وسيحدث عند التحول الى النظام الجديد في المرور بين المدينتين فإنه حتما كما قال لي المصدر في الخبر فإن البوابات المستحدثة لن تباعد أو تقضي على علاقات تاريخية ضاربة في الجذور بين البلدين والشعبين الشقيقين..إن ذلك يكفي لأن يكون حصنا ومناعة لمقاومة ضعاف النفوس عندما يتوقون للإصطياد في الماء العكر..حتما إن ذلك لن يتم.
محمد بن علي البلوشي
6/21/2008
هما مدينتان شقيقتان تعيشان مظللتين بأشجار النخيل وترتويان من مياه الجيرة والاخوة التاريخية وبين المدينتين يتحرك الآلاف من البشر يوميا. مواطنون ومقيمون. والعماني الذي يعيش في البريمي يمكنه خلال دقائق أن يزور أهله الأماراتيين أو كما حب الأشقاء تسميتهم بالعيناويين التقاء بالنادي الشهير والعريق نادي العين وفي المقابل لأهل العين أهاليهم في البريمي والمدينتان موجودتان قبل مئات السنين وهما قديمتان قبل البوابات التي استحدثت لتنظيم الدخول والخروج كأية منطقة حدودية في العالم. ومن طبيعة المدن الحدودية بين الدول أن تنشأ بينهما صيغة تكاملية سواء في الاقتصاد أو التجارة والجانب الاجتماعي وهذا هو الواقع الذي نشأ بين البريمي العمانية والعين الإماراتية. نعيش في إطار مجلس التعاون الذي أهم مانلمسه منه اليوم هو شعورنا وإيماننا بأننا نعيش على أرض واحدة تمتد من الكويت شمالا حتى الحدود العمانية جنوبا..وما الحدود التي أقيمت إلا حدودا تنظيمية بكل تأكيد لاتستطيع أن تفصل أبناء المنطقة عن بعضهم البعض وبالرغم من هذه الصيغ الجميلة التي نؤمن بها كانت قضية الحدود والمعابر هي السم المتربص بنا وبدولنا فتنشأ الخلافات وتتكدر الخواطر فينعكس ذلك أحيانا حتى على الشعوب التي تمتد ضمن نسيج واحد متقارب في الروابط من مختلف الأوجه..يمكن لتلك الخلافات أن تكرس مفهوم الدبابة مع الحدود بدلا من الإبتسامة بين الطرفين فيحرس البوابة الأخرى مواطن وعلى البوابة المقابلة ابن عمه فتتحول الحدود إلى ألغام..لكن ذلك عصر ولى وانتهى دون رجعة فالطرق التي عالج بها القادة مسائل الحدود كانت حكيمة وواعية..في السلطنة تخلينا عن مئات الكيلومترات وأدا للفتنة مع الأشقاء من مختلف الجهات ولم يتم التخلي عن تلك الكيلومترات عن ضعف بل عن حكمة ففي تلك الكيلومترات الحدودية تعيش مجموعات سكانية تربطها روابط عائلية فالكيلومترات هي للبشر وعندما يكون البشر هم أخوانك وأهلك فلاخوف عليهم ولايحزنون ولم تخسر شيئا..وهذا ماتم. وفي وقت ندعم فيه التقارب لاالتنافر فإن بعض الصيغ الحدودية ستلقي بظلالها ليس على الدول بل على الأهالي مثل حالتي المدينتين البريمي والعين أبناء العم يسلكون طريقا اخرى لزيارة أهاليهم وجماعتهم في المدينة الثانية حتما هذا سيشكل شيئا في الداخل ربما ستتباعد المسافة العاطفية بين الناس وسيستوطن الحزن النفس. قرأت ماقاله الأشقاء في الإمارات عن مبررات إغلاق المعبر الذي بلاشك أسف عليه أبناء المدينتين ومن حق الأشقاء في الإمارات أن يقوموا بمايرونه مناسبا في تنظيم الحدود وتأمينها كماهو الحال مع السلطنة أو بين قطر والبحرين أو السعودية والكويت..لكننا إذا كنا نتحدث عن الجيرة والأخوة بين البلدين ووشائج القربى بين أهالي المدينتين وعن كيان سياسي يجمعنا وهو مجلس التعاون فينبغي أن تكون هذه القرارات توافقية ترضى النفوس قبل مذكرات التفاهم والإجتماعات والبيانات التي تصدر بين الطرفين ..نريد كل خطوة أن تقربنا اكثر لاأن تبعدنا..دول العالم تتحدث عن توأمة مدن لايجمع شيء بينها سوى الرغبة في التقارب ونحن نملك مالاتملكه تلك المدن من قواسم التقارب وبالرغم من ذلك لانستطيع الإقدام على خطوات من تلك. أتفق مع الخطوة الإماراتية في تنظيم المعابر وربما ذلك من شأنه أن يوجد سلاسة أكثر في حركة المرور وحلا للإزدحام إذا ماأدركنا حجم الحركة بين المدينتين حيث تعيش كلا منهما على الأخرى ويستفيد السكان من ذلك..إلا أنه المطلوب حقا ودرأ لأية إشكاليات أن تكون هذه الإجراءات توافقية بين بلداننا. بالرغم مماحدث وسيحدث عند التحول الى النظام الجديد في المرور بين المدينتين فإنه حتما كما قال لي المصدر في الخبر فإن البوابات المستحدثة لن تباعد أو تقضي على علاقات تاريخية ضاربة في الجذور بين البلدين والشعبين الشقيقين..إن ذلك يكفي لأن يكون حصنا ومناعة لمقاومة ضعاف النفوس عندما يتوقون للإصطياد في الماء العكر..حتما إن ذلك لن يتم.
محمد بن علي البلوشي