أتدروا من الفائز
يقول الله سبحانه في محكم كتابه العزيز: ((فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)).
يقول السيد قطب في تفسير هذه الآية: ولفظ "زحزح" بذاته يصور معناه بجرسه، ويرسم هيئته، ويلقي ظله! وكأنما للنار جاذبية تشد إليها من يقترب منها، ويدخل في مجالها! فهو في حاجة إلى من يزحزحه قليلا قليلا ليخلصه من جاذبيتها المنهومة! فمن أمكن أن يزحزح عن مجالها، ويستنقذ من جاذبيتها، ويدخل الجنة.. فقد فاز.. صورة قوية. بل مشهد حي . فيه حركة وشد وجذب! وهو كذلك في حقيقته وفي طبيعته. فللنار جاذبية! أليست للمعصية جاذبية؟ أليست النفس في حاجة إلى من يزحزحها زحزحة عن جاذبية المعصية؟ بلى! وهذه هي زحزحتها عن النار! أليس الإنسان - حتى مع المحاولة واليقظة الدائمة - يظل أبدا مقصرا في العمل.. إلا أن يدركه فضل الله ؟ بلى وهذه هي الزحزحة عن النار؛ حين يدرك الإنسان فضل الله ، فيزحزحه عن النار! ((وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)).. إنها متاع . ولكنه ليس متاع الحقيقة، ولا متاع الصحو واليقظة.. إنها متاع الغرور . المتاع الذي يخدع الإنسان فيحسبه متاعا. أو المتاع الذي ينشىء الغرور والخداع ! فأما المتاع الحق. المتاع الذي يستحق الجهد في تحصيله.. فهو ذاك.. هو الفوز بالجنة بعد الزحزحة عن النار.
نعم عباد الله؛ الله تعالى قد أعد جنات النعيم للذين آمنوا به وبرسله، وفي المقابل قد أعد جل نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى للذين كفروا به وللذين ابتغوا الحياة الدنيا على الآخرة، أولئك سينالهم نصيبهم لأنهم استحبوا العمى عن البصيرة، وابتغوا الضلال عن الهدى، وأرادوا زينة الحياة الدنيا، فأنى يكون لهم الفوز في الآخرة؟؟!! كلا والله فهولاء هم الأخسرون عند الله تعالى، الخسران ليس كأي خسارة، خسارة حياة بأكملها، أين سيكون نصيب من خسر الآخرة، أين سيكون مستقر من خسر عند الله تعالى؟؟؟ ذلك هو عباد الله الخسران المبين، من منا يريد الخسارة ولا يريد الفوز؟؟ أنظروا مثلا إذا خسر فريق ما في مباراة من المباريات ماذا سيكون ردة فعل ذلك الفريق، بل ماذا ستكون ردة فعل من يشجع ذلك الفريق؟؟ ستراهم متشائمين، كئيبين، حزينين؟؟ تصور هذا الموقف أخي المسلم، ثم فكر في الخسارة عند الله تعالى، تلك هي الخسارة العظمى وليست هذه.
إذا ما الحل لذلك، ما الحل لتجنب الخسارة؟؟ لو رجعنا إلى المثال السابق، بماذا سيقوم الفريق المهزوم، أو الخسران في المباراة لتجنب الخسارة في المرات القادمة؟؟ لا شك بأن ما سيقوم به، هو زيادة التمارين، والتجهيز مرة أخرى، وسيرون أية مشكلة أو أي خطأ بدر منهم في المباراة السابقة، وسيحاولون تفاديه في المباريات اللاحقة؛ كذلك الإنسان المسلم، عندما يرى أي نقص في أي عمل من الأعمال التي أمره الله تعالى بها، عليه أن يجد ويجتهد ويرى النقص في ذلك ويحاول أن يجبر نقصه، يحاول أن يصلح خطأه يسعى جادا في مرضاة ربه تعالى، يقوم بالاجتهاد في الطاعات ويكثر من الأعمال الخيرية وأعمال البر الأخرى وبذلك سيرى نفسه سعيدا مطمأن البال، وعندما يرى نفسه كذلك يستمر على هذه الحالة، ويحاول أيضا الإكثار من أعمال الخير والبر والتقوى التي تقربه من ربه تعالى أكثر وأكثر، ولا يتراجع عن أي عمل لأن الشيطان من المستحيل أن يترك الإنسان يسول له بأي طريقة كانت، ولكن من كان إيمانه بربه قويا سيعجز الشيطان أن يسول له، سيعجز أي أحد أن يرده عن الطريق الحق، طريق الهداية، الطريق الذي أعد الله لسالكيه الفوز بجنات النعيم، جنات الخلد؛ وفي الجنة عباد الله ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين يقول الله تعالى: ((يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ))، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر))، ففيها من الأنهار ما فيها؛ أنهار من العسل المصفى، وأنهار من خمر لذة للشاربين ليس كخمر الدنيا، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من ماء غير آسن، وفيها من الحور العين الحسان، وفيها ما لا يستطيع اللسان عن ذكره، ولا للعقل أن يدركه، ولا لأي شخص أن يتصور ذلك النعيم الذي أعده الله تعالى لمن آمن واتقى.
على الإنسان أن يعي لم خلق؟ متى ستكون نهايته؟ أين سيكون مستقره في الآخرة؟ ماذا سينال من هذه الدنيا إن طال عمره؟ هذه الدنيا مهما طالت ومهما كانت فإنها لا محالة هي فانية، هي فانية، لا تساوي عند الله تعالى جناح بعوضة، تلك الحشرة الصغيرة التي يزهدها الكل منا فإنها هي في الحقيقة أفضل من هذه الدنيا الفانية بأكملها. ماذا يريد الإنسان من الدنيا بعد؟؟ عليه أن يعد العدة ويعد متاعه لأنه هو في سفر هو في رحلة توصله إلى دار باقية، عليه أن يعد أجوبة للمنكر والنكير في القبر لكي يحقق فوزا عظيما، لكي يدخل الجنة، لكي يرتاح عندما يأخذ عزرائيل روحه عن جسده، لكي يرتاح غدا عندما يحمل على الأكتاف ويبشره الله بالجنة، لكي يخلد مع النبيين والصديقين والشهداء في أعلى جنات الخلد، هذا من كان يريد أن يفوز بالجنة.
يقول الله سبحانه في محكم كتابه العزيز: ((فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)).
يقول السيد قطب في تفسير هذه الآية: ولفظ "زحزح" بذاته يصور معناه بجرسه، ويرسم هيئته، ويلقي ظله! وكأنما للنار جاذبية تشد إليها من يقترب منها، ويدخل في مجالها! فهو في حاجة إلى من يزحزحه قليلا قليلا ليخلصه من جاذبيتها المنهومة! فمن أمكن أن يزحزح عن مجالها، ويستنقذ من جاذبيتها، ويدخل الجنة.. فقد فاز.. صورة قوية. بل مشهد حي . فيه حركة وشد وجذب! وهو كذلك في حقيقته وفي طبيعته. فللنار جاذبية! أليست للمعصية جاذبية؟ أليست النفس في حاجة إلى من يزحزحها زحزحة عن جاذبية المعصية؟ بلى! وهذه هي زحزحتها عن النار! أليس الإنسان - حتى مع المحاولة واليقظة الدائمة - يظل أبدا مقصرا في العمل.. إلا أن يدركه فضل الله ؟ بلى وهذه هي الزحزحة عن النار؛ حين يدرك الإنسان فضل الله ، فيزحزحه عن النار! ((وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)).. إنها متاع . ولكنه ليس متاع الحقيقة، ولا متاع الصحو واليقظة.. إنها متاع الغرور . المتاع الذي يخدع الإنسان فيحسبه متاعا. أو المتاع الذي ينشىء الغرور والخداع ! فأما المتاع الحق. المتاع الذي يستحق الجهد في تحصيله.. فهو ذاك.. هو الفوز بالجنة بعد الزحزحة عن النار.
نعم عباد الله؛ الله تعالى قد أعد جنات النعيم للذين آمنوا به وبرسله، وفي المقابل قد أعد جل نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى للذين كفروا به وللذين ابتغوا الحياة الدنيا على الآخرة، أولئك سينالهم نصيبهم لأنهم استحبوا العمى عن البصيرة، وابتغوا الضلال عن الهدى، وأرادوا زينة الحياة الدنيا، فأنى يكون لهم الفوز في الآخرة؟؟!! كلا والله فهولاء هم الأخسرون عند الله تعالى، الخسران ليس كأي خسارة، خسارة حياة بأكملها، أين سيكون نصيب من خسر الآخرة، أين سيكون مستقر من خسر عند الله تعالى؟؟؟ ذلك هو عباد الله الخسران المبين، من منا يريد الخسارة ولا يريد الفوز؟؟ أنظروا مثلا إذا خسر فريق ما في مباراة من المباريات ماذا سيكون ردة فعل ذلك الفريق، بل ماذا ستكون ردة فعل من يشجع ذلك الفريق؟؟ ستراهم متشائمين، كئيبين، حزينين؟؟ تصور هذا الموقف أخي المسلم، ثم فكر في الخسارة عند الله تعالى، تلك هي الخسارة العظمى وليست هذه.
إذا ما الحل لذلك، ما الحل لتجنب الخسارة؟؟ لو رجعنا إلى المثال السابق، بماذا سيقوم الفريق المهزوم، أو الخسران في المباراة لتجنب الخسارة في المرات القادمة؟؟ لا شك بأن ما سيقوم به، هو زيادة التمارين، والتجهيز مرة أخرى، وسيرون أية مشكلة أو أي خطأ بدر منهم في المباراة السابقة، وسيحاولون تفاديه في المباريات اللاحقة؛ كذلك الإنسان المسلم، عندما يرى أي نقص في أي عمل من الأعمال التي أمره الله تعالى بها، عليه أن يجد ويجتهد ويرى النقص في ذلك ويحاول أن يجبر نقصه، يحاول أن يصلح خطأه يسعى جادا في مرضاة ربه تعالى، يقوم بالاجتهاد في الطاعات ويكثر من الأعمال الخيرية وأعمال البر الأخرى وبذلك سيرى نفسه سعيدا مطمأن البال، وعندما يرى نفسه كذلك يستمر على هذه الحالة، ويحاول أيضا الإكثار من أعمال الخير والبر والتقوى التي تقربه من ربه تعالى أكثر وأكثر، ولا يتراجع عن أي عمل لأن الشيطان من المستحيل أن يترك الإنسان يسول له بأي طريقة كانت، ولكن من كان إيمانه بربه قويا سيعجز الشيطان أن يسول له، سيعجز أي أحد أن يرده عن الطريق الحق، طريق الهداية، الطريق الذي أعد الله لسالكيه الفوز بجنات النعيم، جنات الخلد؛ وفي الجنة عباد الله ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين يقول الله تعالى: ((يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ))، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر))، ففيها من الأنهار ما فيها؛ أنهار من العسل المصفى، وأنهار من خمر لذة للشاربين ليس كخمر الدنيا، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من ماء غير آسن، وفيها من الحور العين الحسان، وفيها ما لا يستطيع اللسان عن ذكره، ولا للعقل أن يدركه، ولا لأي شخص أن يتصور ذلك النعيم الذي أعده الله تعالى لمن آمن واتقى.
على الإنسان أن يعي لم خلق؟ متى ستكون نهايته؟ أين سيكون مستقره في الآخرة؟ ماذا سينال من هذه الدنيا إن طال عمره؟ هذه الدنيا مهما طالت ومهما كانت فإنها لا محالة هي فانية، هي فانية، لا تساوي عند الله تعالى جناح بعوضة، تلك الحشرة الصغيرة التي يزهدها الكل منا فإنها هي في الحقيقة أفضل من هذه الدنيا الفانية بأكملها. ماذا يريد الإنسان من الدنيا بعد؟؟ عليه أن يعد العدة ويعد متاعه لأنه هو في سفر هو في رحلة توصله إلى دار باقية، عليه أن يعد أجوبة للمنكر والنكير في القبر لكي يحقق فوزا عظيما، لكي يدخل الجنة، لكي يرتاح عندما يأخذ عزرائيل روحه عن جسده، لكي يرتاح غدا عندما يحمل على الأكتاف ويبشره الله بالجنة، لكي يخلد مع النبيين والصديقين والشهداء في أعلى جنات الخلد، هذا من كان يريد أن يفوز بالجنة.