بسم الله الرحمن الرحيم ...
كبداية أقف احتراماً وتقديراً لهذه المادة المطروحة للنقاش ...
فعلاً تستحق منا أن نقف ولو قليلاً للتحدّث عنها ...
سأعطيكِ وجهة نظري من خلال قصتين واقعيّتين حدثتا في عائلتنا ...
............................................................................................
القصة الأولى عزيزتي ... حدثت لابن عم والدي ...
حيث كان متزوجاً من (( حب حياته )) ورُزق منها بــ (( 3 فتيات )) ...
استمر زواجهما لمدة 4 سنوات ... وكان كلاهما يعملان في مهنة التدريس ...
في البداية واجها بعض الصعوبات لكونه وزوجته يعملان في منطقتين مختلفتين ...
ولكن شاء الله أن يجتمعا في منطقة واحدة ... وكانت مدرسة كلّ منهما بجانب بعضهما تفصلهما ...
مسيرة خمس دقائق بالسيارة ... كانا سعيدين كل السعادة ... وكان حبهما لبناتهما بحجم حبهما لبعضهما ...
ذات يومٍ شعرت الزوجة بالتعب فطلب منها أن تبقى في المنزل ولاتذهب للمدرسة ... فوافقت هي بصعوبة ...
رغبةً منها في أن تكون معه ... كان حبهما يتحدث عنه كل فردٍ في جماعتنا ... وكانت على غير عادة منها في ذاك
اليوم ... لم تتصل به على جوّاله ... وتقول بأنه أخبرها قبل مغادرته بمفاجأة حال عودته وطلب منها أن تتهيأ ...
استعداداً عندما يهاتفها ويطلبها في النزول ... لكي يأخذها ويريها المفاجأة ...
مرّت الساعات وقارب أذان العصر على الانطلاق من مآذن المساجد ... والزوجة في قلقٍ لايعلم به الا الله ...
فقررت أن تتصل به ... فازداد خوفها وقلقها ... والسبب بأن هاتفه النقال كان مغلقاً ... بعدها بربع ساعة فقط ...
جاءها الخبر كصاعقة ... هاتفها رجال المستشفى بأن زوجها قد توفي إثر حادث شنيع ... وعندما أقول شنيع فأنا ...
أقصدها بمعنى الكلمة ... أجارنا الله وإياكم ...
لن أخبركم بما حدث مع زوجته لأنه سيستغرقني وقتاً طويلاً ... ولكن كان لديه أخٌ يملك من الطيبة الشيء الكثير ...
وكان يُحب بنات أخيه ... حباً لايوصف ... ولم يكن متزوجاً ... علماً بأنه أكبر من أخيه المتوفي بــ 5 أعوام ... ومن الزوجة
نفسها بــ 8 أعوام ... فقرر هذا الأخ أن يتزوج أرملة أخيه ... حرصاً منه على حفظ بناته ... فبادر بطرح قراره على أهله
وطلب موافقة ورضى أرملة أخيه ... كانت مترددة في البداية ... ولكن لعلمها بمعدن الأخ وصدقه ... وشهادة الكل
بأخلاقه ومعرفتها هي به من خلال حضوره في بيتهم ... وقوة الحب التي تربطه بأخيه ... قررت الموافقة ...
وصدقوني ... هما الآن يعيشان حياة سعيدة لاينغّصها شيء ... ولديه منها 3 بناتٍ أخريات ... ويعاملهن على أنّهن
بناته اللاتي خرجن من صلبه ... وقادر على التعامل مع حنين زوجته لأخيه بأسلوبٍ لم أرَ مثيله في حياتي ...
................................................................................
من هذه القصة نرى بأنّه لامانع من زواج الأخ من أرملة أخيه ... إذا ما تأكدوا جميعاً من مدى قدرة الأخ على تحمل
المسؤولية ... وبأنّه كفؤ ليكون عمّاً وأباً وزوجاً في الوقت ذاته ...