رحآيل
¬°•| مُشْرِفة سابقة |•°¬
فصل في بيان قوله تعالى : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ }
* المقصود منه لغة واصطلاحا : قال القرطبي – رحمه الله : وكظم الغيظ ردّه في الجوف يقال : كظم غيطه أي سكت عليه ولم يظهره مع قدرته على إيقاعة بعدوّه ، وكظمت السّقاء أي ملأته وسددت عليه ، والكظامة ما يسدّ به مجرى الماء ومنه الكِظام للسير الذي يسدّ به فَمُ الزّقّ والقربة . وكظم البعير جرته إذا ردّها في جوفه وقد يقال لحبسه الجرّة قبل أن يرسلها إلى فيه : كظم حكاه الزجاج . يقال : كظم البعير والناقة إذا لم يجترّا ، ومنه قول الراعي :
والحقيل : موضع . والحقيل نبت . وقد قيل : إنها تفعل ذلك عند الفزع والجهد فلا تجتر – قال أعشى باهِلة يصف رجلا نحارا للإبل فهي تفزع منه :
ومنه : رجل كظيم ومكظوم إذا كان ممتلئا غما وحزنا . وفي التنزيل : {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } [ يوسف : 84] {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ }[ النحل : 58 ] {إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ }[ القلم : 48]
* الفرق بينه وبين الغضب : قال القرطبي – رحمه الله : والغيظ أصل الغضب ، وكثيرا ما يتلازمان لكن فُرقان ما بينهما . أنّ الغيظ لا يظهر على الجوارح ، بخلاف الغضب فإنه يظهر فإنه يظهر على الجوارح مع فعل مّا ولا بدّ ولهذا جاء إسناد الغضب إلى الله تعالى إذ هو عبارة عن أفعاله في المغضوب عليهم . وقد فسّر بعض الناس الغيظ بالغضب وليس بالجيد . والله أعلم
* جزاء من كتم غيظه وملك نفسه عند الغضب : قال القرطبي – رحمه الله : فمدح الله تعالى الذين يغفرون عند الغضب وأثنى عليهم فقال : { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } وأثنى على الكاظمين الغيظ بقوله : وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ، وأخبر أنه يحبهم بإحسانهم في ذلك . ووردت في كظم الغيظ والعفو عن الناس وملْك النفس عند الغصب أحاديث وذلك من أعظم العبادة وجهاد النفس فقال صلى الله عليه وسلم :
( ليس الشديد بالصّرعةِ ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) . أخرجه البخاري .
وقال عليه السلام : ( ما من جرعة يتجرّعها العبد خير له وأعظم أجرا من جرعةٍ غيظ في الله ) . أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني .
وروى أن رجلا قال : يا رسول الله ، ما أشدّ من كلّ شيء ؟ قال : ( غضب الله ) . قال فما ينجى من غضب الله ؟ قال ( لا تغضب ) . [ رواه أحمد ورجاله ثقات]
وروى أبو داود وأبو عيسى الترمذي عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره الله في أي الحورِ شاء ) قال : هذا حديث حسن غريب . ( قلت : حسّنه الألباني )
* مواقف من حياة السلف في كتمهم للغيظ وحبهم للعفو :
قال القرطبي – رحمه الله : ورُوي عن ميمون بن مهران أن جاريته جاءت ذات يوم بصحفة فيها مَرَقَة حارّة ، وعنده أضياف فعثرت فصبت المرقة عليه ، فأراد ميمون أن يضربها ، فقالت الجارية : يا مولاي ، استعمل قول الله تعالى : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ } . قال لها : قد فعلت ، فقالت : اعمل بما بعده {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} . فقال : قد عفوتُ عنك . فقالت جاريته : { وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } . قال ميمون : قد أحسنت إليكِ ، فأنت حرّة لوجه الله تعالى .
ورُوي عن الأحنف بن قيس مثله .
قال العرجي :
وقال عروة بن الزبير في العفو :
فأفَضْن بعد كُظومِهِنَ بِجِرّةٍ **** من ذي الأبارِقِ إذا رَعَيْن حَقيلا
والحقيل : موضع . والحقيل نبت . وقد قيل : إنها تفعل ذلك عند الفزع والجهد فلا تجتر – قال أعشى باهِلة يصف رجلا نحارا للإبل فهي تفزع منه :
قد تكْظِم البُزْلَ منه حين تُبْصِره **** حتى تَقَطّع في أجوافِها الجرَرُ
ومنه : رجل كظيم ومكظوم إذا كان ممتلئا غما وحزنا . وفي التنزيل : {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } [ يوسف : 84] {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ }[ النحل : 58 ] {إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ }[ القلم : 48]
* الفرق بينه وبين الغضب : قال القرطبي – رحمه الله : والغيظ أصل الغضب ، وكثيرا ما يتلازمان لكن فُرقان ما بينهما . أنّ الغيظ لا يظهر على الجوارح ، بخلاف الغضب فإنه يظهر فإنه يظهر على الجوارح مع فعل مّا ولا بدّ ولهذا جاء إسناد الغضب إلى الله تعالى إذ هو عبارة عن أفعاله في المغضوب عليهم . وقد فسّر بعض الناس الغيظ بالغضب وليس بالجيد . والله أعلم
* جزاء من كتم غيظه وملك نفسه عند الغضب : قال القرطبي – رحمه الله : فمدح الله تعالى الذين يغفرون عند الغضب وأثنى عليهم فقال : { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } وأثنى على الكاظمين الغيظ بقوله : وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ، وأخبر أنه يحبهم بإحسانهم في ذلك . ووردت في كظم الغيظ والعفو عن الناس وملْك النفس عند الغصب أحاديث وذلك من أعظم العبادة وجهاد النفس فقال صلى الله عليه وسلم :
( ليس الشديد بالصّرعةِ ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) . أخرجه البخاري .
وقال عليه السلام : ( ما من جرعة يتجرّعها العبد خير له وأعظم أجرا من جرعةٍ غيظ في الله ) . أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني .
وروى أن رجلا قال : يا رسول الله ، ما أشدّ من كلّ شيء ؟ قال : ( غضب الله ) . قال فما ينجى من غضب الله ؟ قال ( لا تغضب ) . [ رواه أحمد ورجاله ثقات]
وروى أبو داود وأبو عيسى الترمذي عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره الله في أي الحورِ شاء ) قال : هذا حديث حسن غريب . ( قلت : حسّنه الألباني )
* مواقف من حياة السلف في كتمهم للغيظ وحبهم للعفو :
قال القرطبي – رحمه الله : ورُوي عن ميمون بن مهران أن جاريته جاءت ذات يوم بصحفة فيها مَرَقَة حارّة ، وعنده أضياف فعثرت فصبت المرقة عليه ، فأراد ميمون أن يضربها ، فقالت الجارية : يا مولاي ، استعمل قول الله تعالى : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ } . قال لها : قد فعلت ، فقالت : اعمل بما بعده {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} . فقال : قد عفوتُ عنك . فقالت جاريته : { وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } . قال ميمون : قد أحسنت إليكِ ، فأنت حرّة لوجه الله تعالى .
ورُوي عن الأحنف بن قيس مثله .
قال العرجي :
وإذا غضبت فكن وَقورا كاظما **** للغيظ تَبْصر ما تقول وتسمع
فكفى به شرفـــا تصبّر ســـاعة **** يرضى بها عنك الإله وتُرفع
فكفى به شرفـــا تصبّر ســـاعة **** يرضى بها عنك الإله وتُرفع
وقال عروة بن الزبير في العفو :
لن يبلغ المجدَ أقوامٌ وإن شرفوا **** حتى يُذِلوا وإن عزوا لأقوام
ويُشْتَموا فترى الألوان مُشرِقَة **** لا عَفْو ذُلّ ولكن عَفْو إكرامِ
منقول
ويُشْتَموا فترى الألوان مُشرِقَة **** لا عَفْو ذُلّ ولكن عَفْو إكرامِ
منقول