( بداية )
كثرة الأقاويل وكثرة التسريبات يمنة ويسرة واصبح الشعب العماني يتطلع الحقيقة ويحاول القفز فوق الأسوار عله يستشرق شيئا ولو بصيص صغير يطفء به لهيب التعطش الى الحقيقة ، وبعد فترة من الانتظار والتأويلات ومساجلات المقاهي والسهرات تطور الأمر قليلا فبدأت تظهر علامات وإرهاصات أخرى وبدأ الخبر ينتشر رويدا رويدا من خلال المنتديات الألكترونية وكانت السبلة أكبر المنتديات في عمان انتشارا سباقة الى ظهور الخبر الصاعقة وهنا كانت الشرارة ومنها حانت لحظة الحقيقة ، والتي على إثرها بدأت النقاشات الحادة بين مصدق ومكذب وبين مؤيد ومعارض بين مندهش ومتعجب ، واعتبرها الكثير أنها إن صدقت فستكون القشة التي قصمت ظهر البعير .
(ترقب)
بعد انتشار الخبر كانتشار النار في الهشيم ، أخذ الكثير يستنكر ويشجب ويسب ويشتم ويكيل التهم ويقلل من أهمية الآخر ويصفه بأبشع الصفات وبدأ التنابز باللألقاب وكل ذلك لا يعرف صدق الخبر من عدمه والكل يعتمد على التكهنات فقط ، بعدها بدأ الجميع يتسآل كيف لنا التأكد من صحة الخبر ، حتى أن البعض بدأ بالتشكيك وأنها لعبة أو دسيسة أريد بها التفريق وبث روح العداء بين شعبين جارين ، ثم بدأ خروج بعض التصريحات الشبه رسمية من شخصيات معروفة وهنا ساد جو من السوداوية وبدأت روح الكراهية تعود من جديد وبدأ مؤيدي الطرف الآخر إظهار نوع من التحدي وأن ما يبث ويقال نوع من الدعاية وكأنهم كانوا متأكدين استحالة وقوع حكامهم في هكذا مشاكل وأن تفكيرهم أكبر من ذلك واعتبر هذه المرحلة كانت الأحرج والأعنف في المنازلات الالكترونية ، فهذه الفترة هي أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة .
(حقيقة الخبر )
الجميع أصيب بنوع من الإحباط وشعبنا كان الأشد إحباطا ، بينما الجانب الآخر بدأت الثقة تدب في عروقه واستعدوا لتوجيه فوهة المدفع الينا ( المدفع استعارة فقط ) أقلها لرد الصاع صاعين ولتوجيه ضربه مرتدة سريعة قبل أن نفيق من احباطنا ، لكن أتت الرياح بما لاتشتهي السفن ( للجانب الآخر ) أما سفينتنا فهبت عليها الريح الموسمية المنتظرة والتي قطعت الشك باليقين .
تصريح حكومي أزال الشك وكسرالغشاوة التي تغطى بها البعض ونثر على الآذان كلمات تمنى البعض ألا يسمعها أو تمنوا أن تصم آذانهم عن سماعها لكن سبق السيف العذل فلا مجال للشك والتأويل ولا مجال للتغيير والتحريف فأصبح الخير حقيقة أوجعت من أوجعته وكشفت وجوه وعرتها من غطائها البرجوازي الذي حجب قبحه ردحا من الزمن ، ( فالجار قبل الدار ).
(صدمة الحقيقة)
إن ظهور خبر كهذا ليس من السهل استيعابه خاصة اذا كان طرفه جارهو اقرب إلينا من حبل الوريد ، ارضعناه من ودنا وحبنا أضعاف ما رضعه من حليب أمه جار أعطيناه مبتغاه وزدناه أضعاف ما يستحق لكنه عض اليد التي امتدت إليه . كثير ممن سمع الخبر لأول مرة صدق وكذب في أول وهلة فانقسم قلبه الى نصفين نصف مصدق ونصف مرتاب ولا أقول مكذب، وهنا اتكلم عن جانبنا وليس الجانب الآخر ( والحديث عن بداية الأمر قبل التصريح الحكومي ) ، هنا بدأت تظهر علامات الأستياء من الجار المذكور سابقا، وحتى يستطيع الجميع توضيح أفكارهم كان التهافت على المنتديات الالكترونية والبحث عن عنوان واحد يحمل كلمة خلية التجسس الكل يقرأ ثم يكتب تعليقا حتى دون أن يعرف ما الذي يكتبه في أحيان كثيرة ولذلك خرجت كلمات وجمل تحمل من السب والقدح ما لا يليق بنا في أحيان كثيرة، وهذا الردح كان من الجانبين تعرضنا لكثير من الرموز الوطنية التي تهم الجانبين بكثيرمن الكلام السيء الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، ولكن في كثير من الأحيان أعذر الكثيرين فهي الصدمة الأولى وتراكمات السنين التي كان سوادها يتجمع ففاضت به الصدور وقذفته الاصابع الباحثة عن الأحرف قبل أن تقذفه القلوب التي ذاقت مرارته، الأمر لم يكن سهلا على الطرفين فكانت مدافع الالسن تقذف بكلمات بارودية غير مركزة على ناحية معينة المهم ان تذهب الى الجانب الآخر علها تشفي الغليل ولكنها في كثير من الأحيان تكون فارغة من المعنى الذي ارسلت من أجله اللهم أنها اراحت صدر من أخرجها أو هكذا أعتقد هو .
(آراء وتحليلات القضية )
بعد صدور التصريح الرسمي من الجهات الأمنية المخولة بذلك من قبل حكومتنا ، التهبت المواقع الالكترونية وأصبحت الهواتف تعوي من كثرة إنهيال الرسائل القصيرة التي تثبت خبر القضية والجميع يرشدك ويوجهك الى كيفية سماع الخبر فمن يدلك على موقع السبلة ومن يدلك لسماع الإذاعة أو التلفزيون وغيرها الكثير من نواقل الأخبار ، كثيرين أعجبوا وارتاحوا لسماع التصريح الرسمي وكثيرين ارتاحوا ولم يعجبهم التصريح وكثيرين لم يعجبهم الخبر ولم يرتاحوا وكثيرين كذبوا ونفوا الخبر، وهؤلاء الذين كذبوا ونفوا الخبر كانوا قد اطلقوا الوعود أنه في حين تم إذاعة الخبر من الجهة الرسمية فسنكون أول المصدقين وسيكون لكل حادثة حديث ولكن كل ذلك اختفى واصبح النفي والتكذيب رفيقهم وملازمهم في كل رد وذهبت وعودهم أدراج الرياح وغلبوا العاطفة على الحقيقة .
بدأ الجميع بتحليل التصريح والدخول بين سطوره ومحاولة قراءة الإطار العام للتصريح والرسائل التي حملها ووجهها الى الحكومة الإماراتية ، لكن البعض رأى أن التصريح كان مخيبا للآمال من منظور صغر التصريح وعمومه وكان التوقع أن يكون طويلا ومجلجلا ، بينما العديد من المتابعين للتصريحات الحكومية العمانية في أي قضية قد تعود على هكذا تصريح فدائما ما يكون جامعا للقضية في جمل بسيطة نافذة شاملة مطبقة المقولة القائلة ( خير الكلام ما قل ودل ) ولذلك رأينا الكثير من تحليلات هؤلاء العارفين بالتصريحات الحكومية العمانية والرسائل الكثيرة والكبيرة في معناها الموجهة بطريقة مرسومة الى الجانب الإماراتي التي استنتجوها من ذلك التصريح الذي رآه البعض لا يتناسب وحجم القضية .
انهالت ردود السب والقذف والردح والتقليل من أهمية طرف للآخر ، وأتبعت طرق التعالي والتفاخر كل طرف على الآخر ، وإن كان الطرف العماني أصبح أقوى شوكة واستند على تصريح حكومي لا يدع مجالا للشك وأن الغطاء قد انكشف وحانت ساعة الحقيقة ، وأصبح الجانب الإماراتي ضعيف السند واقتصرت ردوده على الدفاع عن نفسه في محاولة لتصيد الأخطاء عما يكتبه الجانب العماني ومحاولة طمس الحقائق وتحويل منحى النقاش الى جوانب أخرى والدخول في نقاشات جانبية قي محاولة لتفادي الخوض في صلب الموضوع مع الإصرار على النفي والإستناد على تصريح خارجيتهم والإستهبال الذي قالت به وتوضيح صدمة المفاجأة في ردها لدحض التهمة التي ألصقت بها كما قالت أو كما حاولت تضليل الرأي العام في الإمارات، كما أنها حاولت توضيح فكرة معينة وبثها بين شعهبا ومحاولة كسب ود الشارعين العماني والإماراتي والتي مفادها أن طرف ثالث دخل على الخط وأنه يحاول بما أوتي من قوة تخريب العلاقات العمانية الإماراتية وبث نار الفرقى بين الدولتين والمقصود بها ايران ، لكن الجانب العماني اصبح يعي فعلا عكس ذلك .
( انتبهوا أيها العمانيون .... أنتم الأفضل ؟!؟! )
لا أحد ينكرمدى ترابط الشعبين العماني والإماراتي ومدى تشابك وتداخل علاقة نسب الدم والدين بينهم ومدى صعوبة القطيعة إن حدثت أو حتى ما يعكر صفو هذه العلاقة ، لكن الحقيقة لا بد أن تقال ومعاملة المثل لا بد أن تحدث إن استمرت الإستهانة بمقدرات دولة وشعب له من الرسوخ والعمق في الحضارة الإنسانية ما يكفي عن الكلام ، فعمان وشعبها مكمن الخير ومنبعه في العالم الإنساني والجدال في غير ذلك ترهات لا يجب النظر اليها ، ومن ذلك لا نقلل من الدول والشعوب الأخرى وأخص بكلامي الإمارات العربية وشعبها لكن أود تنبيههم الى حقيقة ما ذكرت وأن عليهم الإحساس بالفخروالإعتزاز لمجاورتهم دولة لها من العمق التاريخي والحضاري والإنساني ما يدفع البعض للبحث عنه أو يفتقده أصلا .
من خلال متابعتي للكتابات التي تناولت هذه القضية وردود الفعل من آخرين استوقفني الكثير منها ، وما شدني أكثر مدى التناقض في ردود البعض وتغير الأفكار والآراء لدى آخرين بسرعة كبيرة وغير منطقية ، كما استوقفتني دعوة البعض من نسيان ما حدث والتأوه والتأفف من ذكرهذه القضية وكأن ما حدث لا يستحق الذكر أو النقاش ونحن العمانيين لم نتعود الخنوع والتراخي خاصة إذا ارتبط ذلك بالمساس برمز الدولة أو الإخلال بنظامها وسياستها واقتصادها .
إن القضية أكبر من التراشق بالكلمات والجمل الساخنة ، إن القضية مساس بأمن دولة وشعبها ولذلك فتركها أو محاولة نسيانها أو الخوف من تحليلها سيشجع من قام بذلك وآخرين أن يحاول ويعيد الكرة فنسيان الألم ليس علاج للمرض ، بل العكس لا بد أن يحدث ، فعلينا متابعة القضية وتحليلها وتشريحها ومعرفة خباياها حتى يعلم الجميع مدى يقضتنا وأننا لسنا بتلك السهولة التي صورها البعض للبعض وشجعوهم على القفز فوق الآخرين ورسموا لهم سهولة ذلك ، ولكن الحديث والتحليل الذي اتكلم عنه لا بد أن يحدث بطريقة متحضرة متطورة تحمل في طياتها مدى عمق الفهم والمعرفة في التعامل مع هكذا قضية والإبتعاد كل البعد عن الدونية والإنحطاط في الأخلاق والألفاظ وتصوير الآخرين بما لا يليق بهم ، لكن نسيان القضية أمر مرفوض بما تحمله الكلمة من معنى .
لم يكتفي بعض الأعضاء بما يكتب في منتدياتنا وردود الأفعال حول ذلك بل امتد البحث في مواقع أخرى لمعرفة ما يدور وما يقال ، حتى أن البعض نقل هذه التحليلات الينا في محاولة لإطلاعنا على مدى انتشار القضية وأهميتها للكثير من المتابعين للشأن العماني واستغرابهم لأفعال الجار الذي يعتبره الكثير من المتابعين كعقوق الولد لأبيه ، مع ذلك كله نجد الكثير من المثبطين والمحاولين قتل القضية وإدخالها في كيس بلاستيكي محكم الإقفال ووضعها في براد التجميد حتى تزول سخونتها ويرفضها الجميع ولا يعودوا بتداولها بعد أن تفقد طراوتها، لذلك قام هؤلاء المثبطين بدس السم في العسل واعتبروا أن الحديث قد طال في هذه القضية وأنه لا جدوى من ذلك ، بينما اتجه طرف آخر الى منحى اصعب واتهم البعض بالعمالة وتأجيج الفتنة ، ولا أرى سببا وجيها لطي صفحة هذا الموضوع والتغاضي عنه أو حتى الإغفال عنه ، بل يجب تحليله وتفتيته ومعرفة ماهيته وأسبابه التي أدت الى حدوثه ووضع السيناريوهات المتعددة لتفاديه مستقبلا ولكن كل ذلك يجب أن يحدث في جو من الهدوء وعدم التعرض للطرف الآخر بالسب والشتم والقدح لأن ذلك لا يؤدي إلا إالى نتائج أسوء فالسب يقابل بالسب من الطرف الآخر ولا أظننا نبحث عن ذلك .
أنتم أيها العمانيون لستم كغيركم من الشعوب فمن من الشعوب لا يذكركم بالخير وكم من الدول تتمنى أن تصل شعوبها إلى رزانتكم ودماثة أخلاقكم ، من يستطيع الكفاح كما تكافحوا أنتم من عنده اعتزاز بوطنه وسلطانه وتراثه ومقدراته كما تفعلون أنتم ، أنتم أرضعتم الأخلاق وحب الوطن مع حليب أمهاتكم ثم إذا كبرتم وفهمتم تعلمتم قواعد ذلك من معلمكم الأول قابوس عمان ، انتم شعب فريد خلقه الله ليعلم العالم طيب الأخلاق وحب الأوطان واحترام الآخر فلا تهنوا ولا تحزنوا وابقوا فاتحين عيونكم على من أراد بكم كيدا واعلموا أنكم الأفضل والأقوى وأن من أراد بنا سوءا رجع كيده في نحره .
( أسباب ومرتكزات )
تتعدد الأسباب والمرتكزات التي قامت عليها الفكرة العامة أو الهدف الأسمى والأكبر الذي وضعه الراعي الرسمي لهذه الخلية ولذلك سأطرحها كأسئلة ولكم الحرية في الإجابة لكل كم يراها من منظوره .
1- هل الكره الشخصي والشعور بالدونية لهم دور في خلق هذه الخلية؟
2- هل حب السيطرة وبناء حلم التوسع نتيجة لزرع هذه الخلية ؟
3- هل توجد ايدي أجنبية خفية زرعت الأمل وسهولة الأمر في عقل الراعي الرسمي لهذه الخلية ؟
4- هل الشيخ الإماراتي هو أداة لفكر أكبر حاول الوصول لأهداف دون تدخل مباشر وأكتفى بالتخطيط والتدبير وأناط للآخرين مهمة التنفيذ؟
5- هل متانة الإقتصاد العماني وطول بعد نظر السياسة العمانية أحد أسباب زراعة هذه الخلية وحاولة معرفتها وتتبعها ؟
6- هل هناك تنازلات قدمتها الحكومة العمانية لجارتها ادت الى طمعها في الحصول على أكثر من ذلك ؟
7- هل السياسة الخارجية العمانية المعتدلة اتجاه بعض الدول سبب في محاولة اختراق الحكومة ومعرفة نواياها مستقبلا ؟
اشكركم ودامت بلادي وشعبها الأبي حر مرفوع الرأس ،،
كثرة الأقاويل وكثرة التسريبات يمنة ويسرة واصبح الشعب العماني يتطلع الحقيقة ويحاول القفز فوق الأسوار عله يستشرق شيئا ولو بصيص صغير يطفء به لهيب التعطش الى الحقيقة ، وبعد فترة من الانتظار والتأويلات ومساجلات المقاهي والسهرات تطور الأمر قليلا فبدأت تظهر علامات وإرهاصات أخرى وبدأ الخبر ينتشر رويدا رويدا من خلال المنتديات الألكترونية وكانت السبلة أكبر المنتديات في عمان انتشارا سباقة الى ظهور الخبر الصاعقة وهنا كانت الشرارة ومنها حانت لحظة الحقيقة ، والتي على إثرها بدأت النقاشات الحادة بين مصدق ومكذب وبين مؤيد ومعارض بين مندهش ومتعجب ، واعتبرها الكثير أنها إن صدقت فستكون القشة التي قصمت ظهر البعير .
(ترقب)
بعد انتشار الخبر كانتشار النار في الهشيم ، أخذ الكثير يستنكر ويشجب ويسب ويشتم ويكيل التهم ويقلل من أهمية الآخر ويصفه بأبشع الصفات وبدأ التنابز باللألقاب وكل ذلك لا يعرف صدق الخبر من عدمه والكل يعتمد على التكهنات فقط ، بعدها بدأ الجميع يتسآل كيف لنا التأكد من صحة الخبر ، حتى أن البعض بدأ بالتشكيك وأنها لعبة أو دسيسة أريد بها التفريق وبث روح العداء بين شعبين جارين ، ثم بدأ خروج بعض التصريحات الشبه رسمية من شخصيات معروفة وهنا ساد جو من السوداوية وبدأت روح الكراهية تعود من جديد وبدأ مؤيدي الطرف الآخر إظهار نوع من التحدي وأن ما يبث ويقال نوع من الدعاية وكأنهم كانوا متأكدين استحالة وقوع حكامهم في هكذا مشاكل وأن تفكيرهم أكبر من ذلك واعتبر هذه المرحلة كانت الأحرج والأعنف في المنازلات الالكترونية ، فهذه الفترة هي أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة .
(حقيقة الخبر )
الجميع أصيب بنوع من الإحباط وشعبنا كان الأشد إحباطا ، بينما الجانب الآخر بدأت الثقة تدب في عروقه واستعدوا لتوجيه فوهة المدفع الينا ( المدفع استعارة فقط ) أقلها لرد الصاع صاعين ولتوجيه ضربه مرتدة سريعة قبل أن نفيق من احباطنا ، لكن أتت الرياح بما لاتشتهي السفن ( للجانب الآخر ) أما سفينتنا فهبت عليها الريح الموسمية المنتظرة والتي قطعت الشك باليقين .
تصريح حكومي أزال الشك وكسرالغشاوة التي تغطى بها البعض ونثر على الآذان كلمات تمنى البعض ألا يسمعها أو تمنوا أن تصم آذانهم عن سماعها لكن سبق السيف العذل فلا مجال للشك والتأويل ولا مجال للتغيير والتحريف فأصبح الخير حقيقة أوجعت من أوجعته وكشفت وجوه وعرتها من غطائها البرجوازي الذي حجب قبحه ردحا من الزمن ، ( فالجار قبل الدار ).
(صدمة الحقيقة)
إن ظهور خبر كهذا ليس من السهل استيعابه خاصة اذا كان طرفه جارهو اقرب إلينا من حبل الوريد ، ارضعناه من ودنا وحبنا أضعاف ما رضعه من حليب أمه جار أعطيناه مبتغاه وزدناه أضعاف ما يستحق لكنه عض اليد التي امتدت إليه . كثير ممن سمع الخبر لأول مرة صدق وكذب في أول وهلة فانقسم قلبه الى نصفين نصف مصدق ونصف مرتاب ولا أقول مكذب، وهنا اتكلم عن جانبنا وليس الجانب الآخر ( والحديث عن بداية الأمر قبل التصريح الحكومي ) ، هنا بدأت تظهر علامات الأستياء من الجار المذكور سابقا، وحتى يستطيع الجميع توضيح أفكارهم كان التهافت على المنتديات الالكترونية والبحث عن عنوان واحد يحمل كلمة خلية التجسس الكل يقرأ ثم يكتب تعليقا حتى دون أن يعرف ما الذي يكتبه في أحيان كثيرة ولذلك خرجت كلمات وجمل تحمل من السب والقدح ما لا يليق بنا في أحيان كثيرة، وهذا الردح كان من الجانبين تعرضنا لكثير من الرموز الوطنية التي تهم الجانبين بكثيرمن الكلام السيء الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، ولكن في كثير من الأحيان أعذر الكثيرين فهي الصدمة الأولى وتراكمات السنين التي كان سوادها يتجمع ففاضت به الصدور وقذفته الاصابع الباحثة عن الأحرف قبل أن تقذفه القلوب التي ذاقت مرارته، الأمر لم يكن سهلا على الطرفين فكانت مدافع الالسن تقذف بكلمات بارودية غير مركزة على ناحية معينة المهم ان تذهب الى الجانب الآخر علها تشفي الغليل ولكنها في كثير من الأحيان تكون فارغة من المعنى الذي ارسلت من أجله اللهم أنها اراحت صدر من أخرجها أو هكذا أعتقد هو .
(آراء وتحليلات القضية )
بعد صدور التصريح الرسمي من الجهات الأمنية المخولة بذلك من قبل حكومتنا ، التهبت المواقع الالكترونية وأصبحت الهواتف تعوي من كثرة إنهيال الرسائل القصيرة التي تثبت خبر القضية والجميع يرشدك ويوجهك الى كيفية سماع الخبر فمن يدلك على موقع السبلة ومن يدلك لسماع الإذاعة أو التلفزيون وغيرها الكثير من نواقل الأخبار ، كثيرين أعجبوا وارتاحوا لسماع التصريح الرسمي وكثيرين ارتاحوا ولم يعجبهم التصريح وكثيرين لم يعجبهم الخبر ولم يرتاحوا وكثيرين كذبوا ونفوا الخبر، وهؤلاء الذين كذبوا ونفوا الخبر كانوا قد اطلقوا الوعود أنه في حين تم إذاعة الخبر من الجهة الرسمية فسنكون أول المصدقين وسيكون لكل حادثة حديث ولكن كل ذلك اختفى واصبح النفي والتكذيب رفيقهم وملازمهم في كل رد وذهبت وعودهم أدراج الرياح وغلبوا العاطفة على الحقيقة .
بدأ الجميع بتحليل التصريح والدخول بين سطوره ومحاولة قراءة الإطار العام للتصريح والرسائل التي حملها ووجهها الى الحكومة الإماراتية ، لكن البعض رأى أن التصريح كان مخيبا للآمال من منظور صغر التصريح وعمومه وكان التوقع أن يكون طويلا ومجلجلا ، بينما العديد من المتابعين للتصريحات الحكومية العمانية في أي قضية قد تعود على هكذا تصريح فدائما ما يكون جامعا للقضية في جمل بسيطة نافذة شاملة مطبقة المقولة القائلة ( خير الكلام ما قل ودل ) ولذلك رأينا الكثير من تحليلات هؤلاء العارفين بالتصريحات الحكومية العمانية والرسائل الكثيرة والكبيرة في معناها الموجهة بطريقة مرسومة الى الجانب الإماراتي التي استنتجوها من ذلك التصريح الذي رآه البعض لا يتناسب وحجم القضية .
انهالت ردود السب والقذف والردح والتقليل من أهمية طرف للآخر ، وأتبعت طرق التعالي والتفاخر كل طرف على الآخر ، وإن كان الطرف العماني أصبح أقوى شوكة واستند على تصريح حكومي لا يدع مجالا للشك وأن الغطاء قد انكشف وحانت ساعة الحقيقة ، وأصبح الجانب الإماراتي ضعيف السند واقتصرت ردوده على الدفاع عن نفسه في محاولة لتصيد الأخطاء عما يكتبه الجانب العماني ومحاولة طمس الحقائق وتحويل منحى النقاش الى جوانب أخرى والدخول في نقاشات جانبية قي محاولة لتفادي الخوض في صلب الموضوع مع الإصرار على النفي والإستناد على تصريح خارجيتهم والإستهبال الذي قالت به وتوضيح صدمة المفاجأة في ردها لدحض التهمة التي ألصقت بها كما قالت أو كما حاولت تضليل الرأي العام في الإمارات، كما أنها حاولت توضيح فكرة معينة وبثها بين شعهبا ومحاولة كسب ود الشارعين العماني والإماراتي والتي مفادها أن طرف ثالث دخل على الخط وأنه يحاول بما أوتي من قوة تخريب العلاقات العمانية الإماراتية وبث نار الفرقى بين الدولتين والمقصود بها ايران ، لكن الجانب العماني اصبح يعي فعلا عكس ذلك .
( انتبهوا أيها العمانيون .... أنتم الأفضل ؟!؟! )
لا أحد ينكرمدى ترابط الشعبين العماني والإماراتي ومدى تشابك وتداخل علاقة نسب الدم والدين بينهم ومدى صعوبة القطيعة إن حدثت أو حتى ما يعكر صفو هذه العلاقة ، لكن الحقيقة لا بد أن تقال ومعاملة المثل لا بد أن تحدث إن استمرت الإستهانة بمقدرات دولة وشعب له من الرسوخ والعمق في الحضارة الإنسانية ما يكفي عن الكلام ، فعمان وشعبها مكمن الخير ومنبعه في العالم الإنساني والجدال في غير ذلك ترهات لا يجب النظر اليها ، ومن ذلك لا نقلل من الدول والشعوب الأخرى وأخص بكلامي الإمارات العربية وشعبها لكن أود تنبيههم الى حقيقة ما ذكرت وأن عليهم الإحساس بالفخروالإعتزاز لمجاورتهم دولة لها من العمق التاريخي والحضاري والإنساني ما يدفع البعض للبحث عنه أو يفتقده أصلا .
من خلال متابعتي للكتابات التي تناولت هذه القضية وردود الفعل من آخرين استوقفني الكثير منها ، وما شدني أكثر مدى التناقض في ردود البعض وتغير الأفكار والآراء لدى آخرين بسرعة كبيرة وغير منطقية ، كما استوقفتني دعوة البعض من نسيان ما حدث والتأوه والتأفف من ذكرهذه القضية وكأن ما حدث لا يستحق الذكر أو النقاش ونحن العمانيين لم نتعود الخنوع والتراخي خاصة إذا ارتبط ذلك بالمساس برمز الدولة أو الإخلال بنظامها وسياستها واقتصادها .
إن القضية أكبر من التراشق بالكلمات والجمل الساخنة ، إن القضية مساس بأمن دولة وشعبها ولذلك فتركها أو محاولة نسيانها أو الخوف من تحليلها سيشجع من قام بذلك وآخرين أن يحاول ويعيد الكرة فنسيان الألم ليس علاج للمرض ، بل العكس لا بد أن يحدث ، فعلينا متابعة القضية وتحليلها وتشريحها ومعرفة خباياها حتى يعلم الجميع مدى يقضتنا وأننا لسنا بتلك السهولة التي صورها البعض للبعض وشجعوهم على القفز فوق الآخرين ورسموا لهم سهولة ذلك ، ولكن الحديث والتحليل الذي اتكلم عنه لا بد أن يحدث بطريقة متحضرة متطورة تحمل في طياتها مدى عمق الفهم والمعرفة في التعامل مع هكذا قضية والإبتعاد كل البعد عن الدونية والإنحطاط في الأخلاق والألفاظ وتصوير الآخرين بما لا يليق بهم ، لكن نسيان القضية أمر مرفوض بما تحمله الكلمة من معنى .
لم يكتفي بعض الأعضاء بما يكتب في منتدياتنا وردود الأفعال حول ذلك بل امتد البحث في مواقع أخرى لمعرفة ما يدور وما يقال ، حتى أن البعض نقل هذه التحليلات الينا في محاولة لإطلاعنا على مدى انتشار القضية وأهميتها للكثير من المتابعين للشأن العماني واستغرابهم لأفعال الجار الذي يعتبره الكثير من المتابعين كعقوق الولد لأبيه ، مع ذلك كله نجد الكثير من المثبطين والمحاولين قتل القضية وإدخالها في كيس بلاستيكي محكم الإقفال ووضعها في براد التجميد حتى تزول سخونتها ويرفضها الجميع ولا يعودوا بتداولها بعد أن تفقد طراوتها، لذلك قام هؤلاء المثبطين بدس السم في العسل واعتبروا أن الحديث قد طال في هذه القضية وأنه لا جدوى من ذلك ، بينما اتجه طرف آخر الى منحى اصعب واتهم البعض بالعمالة وتأجيج الفتنة ، ولا أرى سببا وجيها لطي صفحة هذا الموضوع والتغاضي عنه أو حتى الإغفال عنه ، بل يجب تحليله وتفتيته ومعرفة ماهيته وأسبابه التي أدت الى حدوثه ووضع السيناريوهات المتعددة لتفاديه مستقبلا ولكن كل ذلك يجب أن يحدث في جو من الهدوء وعدم التعرض للطرف الآخر بالسب والشتم والقدح لأن ذلك لا يؤدي إلا إالى نتائج أسوء فالسب يقابل بالسب من الطرف الآخر ولا أظننا نبحث عن ذلك .
أنتم أيها العمانيون لستم كغيركم من الشعوب فمن من الشعوب لا يذكركم بالخير وكم من الدول تتمنى أن تصل شعوبها إلى رزانتكم ودماثة أخلاقكم ، من يستطيع الكفاح كما تكافحوا أنتم من عنده اعتزاز بوطنه وسلطانه وتراثه ومقدراته كما تفعلون أنتم ، أنتم أرضعتم الأخلاق وحب الوطن مع حليب أمهاتكم ثم إذا كبرتم وفهمتم تعلمتم قواعد ذلك من معلمكم الأول قابوس عمان ، انتم شعب فريد خلقه الله ليعلم العالم طيب الأخلاق وحب الأوطان واحترام الآخر فلا تهنوا ولا تحزنوا وابقوا فاتحين عيونكم على من أراد بكم كيدا واعلموا أنكم الأفضل والأقوى وأن من أراد بنا سوءا رجع كيده في نحره .
( أسباب ومرتكزات )
تتعدد الأسباب والمرتكزات التي قامت عليها الفكرة العامة أو الهدف الأسمى والأكبر الذي وضعه الراعي الرسمي لهذه الخلية ولذلك سأطرحها كأسئلة ولكم الحرية في الإجابة لكل كم يراها من منظوره .
1- هل الكره الشخصي والشعور بالدونية لهم دور في خلق هذه الخلية؟
2- هل حب السيطرة وبناء حلم التوسع نتيجة لزرع هذه الخلية ؟
3- هل توجد ايدي أجنبية خفية زرعت الأمل وسهولة الأمر في عقل الراعي الرسمي لهذه الخلية ؟
4- هل الشيخ الإماراتي هو أداة لفكر أكبر حاول الوصول لأهداف دون تدخل مباشر وأكتفى بالتخطيط والتدبير وأناط للآخرين مهمة التنفيذ؟
5- هل متانة الإقتصاد العماني وطول بعد نظر السياسة العمانية أحد أسباب زراعة هذه الخلية وحاولة معرفتها وتتبعها ؟
6- هل هناك تنازلات قدمتها الحكومة العمانية لجارتها ادت الى طمعها في الحصول على أكثر من ذلك ؟
7- هل السياسة الخارجية العمانية المعتدلة اتجاه بعض الدول سبب في محاولة اختراق الحكومة ومعرفة نواياها مستقبلا ؟
اشكركم ودامت بلادي وشعبها الأبي حر مرفوع الرأس ،،