دبلوماسي المحافظه
¬°•| فخر المنتدى |•°¬
عتقلت السلطات العمانية مواطناً هدد بإحراق نفسه في المظاهرة الشعبية التي خرج فيها أمس مئات العمانيين منددين بالفساد، ومطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية.
وكان سالم الكندي وهو رقيب سابق(متقاعد) في الشرطة قد أعلن في وقت سابق بإنه سيحرق نفسه يوم المظاهرة، مما أدى إلى اعتقاله "كإجراء وقائي" وحتى "لايتسبب هذا الشخص الغاضب في تهييج المتظاهرين سواء أشعل النار في نفسه فعلاً أم لم يفعل" على حد تعبيرات مصدر مطلع لـ جدار.
وكان الكندي قد اصطحب معه طفله البالغ من العمر أربع سنوات ونصف للمشاركة في المظاهرة، إلا أنه اعتقل واقتيد إلى القسم الخاص بقيادة الشرطة للتحقيق، وأفرج عنه في وقت لاحق.
وقال الكندي في بيان له " بأنهم عاملوه باحترام –أثناء التحقيق- وقدموا لطفله بعض الحلويات التي لم يتذوقها قط في يوم من الأيام".
لكنه وصف طريقة اعتقاله بالوحشية "حاول هذا الفيل البشري إدخالي بالقوة الى داخل السيارة الخاصة التابعة للتحريات بعد أن جرني وأنا اصرخ عليه بان ولدي الصغير وحيداً ولا يوجد شخص آخر يعتني به ورغم رجائي له بأنني سوف أركب معهم فأنا إنسان مسالم ولا حاجه للعنف والوحشية والخشونة ولكن لا حياة لمن تنادي فهي ذئاب بشرية وعقول متحجرة حالها كعقول الحيوانات مع إنني في الــ40 عامَ ولم أشاهد في حياتي تلك الوحشية لا في عمان ولا في وسائل الإعلام حول العالم".
وقد تظاهر العمانيون أمس الأثنين وسط العاصمة مسقط لوقت قصير قبل أن تفض قوات الأمن المظاهرة بصورة سلمية.
وطالب المتظاهرون الذين نددوا بالفساد بمراقبة الأسعار وزيادة الأجور. وهتفوا "أين النفط أين الغاز".
ووصف الناشط الحقوقي سعيد جداد المظاهرة بأنها "نادرة"، وقال بأن الأجهزة الأمنية "لم تملك إلا أن تقبل الواقع الذي فرضته إرادة الشعب، والتعامل معه من منطلق الحرص على عدم إظهار صورتها بصورة القامع المستبد" وذلك في إشارة إلى محاولات منع وإفشال المظاهرة.
ورأى سعيد جداد في مقال له بإن "المظاهرة دقت ناقوس الخطر ونجحت في إيصال رسالتها.. رسالة مفادها أن الكيل قد طفح ولم يعد في القوس منزع".
واختتم متسائلاً "هل تعي الحكومة العمانية تلك الرسالة ومضامينها أم أن للقصة بقية".
من جهته قال محلل عُماني لجدار "الأهمية الفعلية للمظاهرة هي المظاهرة بحد ذاته بمعنى إيجابية خروج المواطن إلى الشارع في خطوة أولى".
وأضاف "لا يجب أن نتوقع تغييرات بسببها فذلك غير واقعي بسبب تأثيرها الذي لا يذكر، ولإن المطالب الشعبية ليست في أولويات رسم السياسات وهذا ما تعودناه".
وتابع " إن المطالب والشكاوى تملأ الإنترنت منذ سنوات والمواطن يصرخ على مدار الساعة فهل استمعت إليه الحكومة، المظاهرة كانت تنفيسية مثل المنتديات فبإمكان المواطن أن يقول في حدود معينة وهذا لا يترك أثراً على حقيقة أن الحكومة تفعل ما تريد بدون حدود".
وقال أحد المتظاهرين " المظاهرة كانت خجولة وغير منظمة جيداً لكن أثرها النفسي علينا كبير، فليس سهلاً على الكثيرين تجاوز حاجز الخوف، وربما ستكون هذه المظاهرة بداية لمظاهرات متتالية"
وأضاف "فوجئت بالمئات المشاركة فقد كنت أتوقع آلاف ولا أعرف أين هم عشرات الألوف من العاطلين وغيرهم من ذوي الدخل المحدود والعمال".
وتابع "عندما عدت إلى المنزل عرفت أن الآلاف المنتظرين كانوا يتظاهرون على الإنترنت بينما تركونا قلة في الشارع".
www.omani-ferass-strange.blogspot.com