ANGELOO
¬°•| مُشْرِفَ سابق |•°¬
نجا رضيع مواطن يبلغ من العمر 21 شهراً من العجز طوال حياته بأعجوبة، بعدما أصيب بمرض تدرن في العظام بين الفقرتين الظهريتين السابعة والثامنة، ما جعله لا يستطع الحركة أو الوقوف مستقيماً، وفقا للأطباء المعالجين له في مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في عجمان الذين وصفوا حالته بـ «النادرة».
وقال استشاري رئيس قسم العظام في المستشفى الدكتور وجيه السيسي، إن مثل هذه الحالة المرضية النادرة تحدث مرة واحدة في الألف، لافتاً إلى أن والدي الطفل طرقا جميع الأبواب بحثاً عن علاج لطفلهما من دون جدوى، وظلت الأسرة لأكثر من شهرين تعاني القلق والخوف على طفلها.
وأوضح أن «المستشفى استقبل الحالة، بعدما راجعت مستشفيات عدة عامة وخاصة في الدولة»، لافتاً إلى «حضور والدي الطفل المواطن عيسى، إلى عيادة العظام بتاريخ 22 من شهر ديسمبر الماضي، بعدما لاحظا أن الطفل غير قادر على المشي بشكل طبيعي، وعرض الطفل على فريق من استشاريي الجراحة العامة والعظام والأشعة والأطفال في المستشفى، وتم الكشف الإكلينيكي عليه ومراجعة الأشعة العادية والرنين المغناطيسي»، مشيراً إلى أنه تبين معاناة الطفل من مرض «إحدواب»، أسفل الفقرات الصدرية وظهور علامات التهاب، متابعاً أن الفريق الطبي المعالج توجه إلى إجراء التحاليل اللازمة للتأكد من التشخيص المبدئي، والاشتباه في أن الطفل يعاني درناً في الفقرات أو ورماً سرطانياً في العمود الفقري، مؤكداً أن كلاهما يمثل حالة نادرة تحدث بنسبة 0.1٪.
وذكر السيسي أن «نتائج التحاليل أوضحت إصابته بتدرن في الفقرات الصدرية الـ11 والـ،12 إضافةً إلى وجود خراج داخل عضلات البطن أسفل الكلية اليمنى، وإزاحة الكلية إلى الأعلى»، لافتاً إلى أنه تم شفط الخراج باستخدام الموجات فوق الصوتية».
وأضاف أنه تم شفط نحو «17 ملليمتراً من الصديد الدرني»، وهي كمية كبيرة بالنسبة لطفل رضيع، لافتاً إلى أنه تم إجراء فحص بكتيري وتحليل أنسجة الصديد.
وأشار إلى أن عملية الشفط كانت ضرورية للتخلص من السموم الدرنية، ومنع امتداد الصديد الدرني إلى مسار الحبل الشوكي، تجنباً لتعرض الطفل إلى التهاب سحائي أو الضغط على النخاع الشوكي الذي يؤدي إلى الشلل، لافتاً إلى أن الأطباء قاموا بعمل سترة من الجبس للمساعدة على تثبيت العمود الفقري والسيطرة على التدرن، وأصبحت حالة الطفل مستقرة، مشيراً إلى أن «الطفل يتطلب العناية التامة بهذا الأمر من قبل الأسرة مع الانتظام في أخذ جرعات الأدوية، ومراجعة المستشفى وفق جدول زمني محدد تم الاتفاق عليه مع أسرة الطفل».
وأكد رئيس قسم العظام في مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في عجمان أن «الطفل بدأ في التعافي وسوف يستمر على علاج الدرن قرابة ستة أشهر مع متابعة الحالة إكلينيكياً والتحاليل من قبل قسم الجراحة».
في السياق ذاته، عبر مدير منطقة عجمان الطبية ومدير مستشفى الشيخ خليفة حمد تريم الشامسي، عن سعادته بهذا الانجاز الطبي الذي يحققه المستشفى، لافتاً إلى أن منبع هذه السعادة هو إعادة البسمة والأمل لجميع أفراد أسرة هذا الطفل، مشيراً إلى أن «الأسرة دخلت المستشفى وهي منكسرة نتيجة ما كان يعانيه الطفل من آلام لا توصف».
بدورها، عبرت والدة الطفل عن سعادتها لحصول ابنها على العلاج المناسب، وقالت للصحافيين إن «سعادتنا لا توصف». لافتةً إلى أننا «عشنا أياماً صعبة راجعنا خلالها العديد من المستشفيات، وتم عرض الطفل على العديد من الأطباء من دون جدوى»، مشيرةً إلى أن «طفلها لاقى العناية الجيدة في المستشفى وفور عرضه على رئيس قسم العظام بادر بإدخال الطفل المستشفى، وتم عمل الفحوص اللازمة له وفي غضون ثلاثة أيام أجريت له العملية».
المصدر : جريدة الأمارات اليوم