غزلان البريمي
¬°•| عضو مثالي |•°¬
اليوم حديثنا ليس مثل كل حديث ولا ألفاظاً من عرض الألفاظ.. إننا اليوم أمامإعجاز العقول والقلوب والأسماع والأبصار.. إننا اليوم أمام المعجزة الخالدة التيحفظها الله من أي زيادة أو نقصان برغم كل زنديق وكافر.. إننا اليوم أمام أعظم كتابفي الأرض.. يسميه الله تعالى ويلقبه ذو الجبروت والملكوت... بالقرآن..!
القرآن: ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة وإذا هيلانت فأنفاس الحياة الآخرة، آيات القرآن تتساقط من الأفواه تساقط الدموع من الأجفانوتجعل القلب من الخشوع كأنه جنازة ينوح عليها اللسان، القرآن: زينة مبانيه فيمعانيه وزينة معانيه في مبانيه فكل معنى ولا جرم من بحر وكل لفظ كلؤلؤة في النحر..! هذا القرآن واضح سبيله راشد دليله.. من استضاء بمصابيحه نجا ومن أعرض عنه زل وهوى!اللهم اجعلنا من حملته وأهله.. ولا تجعلنا اللهم ممن يأخذ منه ما يناسب هواه وشرعهوقانونه ويترك منه ما لا يريد.. ونعوذ بالله من الكفر وصنائع الكفار..!اليوم يا معشر القراء.. سنضع بين يديكم شيئاً من إعجازه.. وبريقاً من لمعانه وعطراً فواحاًمن شذاه.. اليوم لن أذكر إعجازه في خلقه أو الغيب الذي فيه.. أو بلاغته أو فصاحته.. لا أبداً ولكني سأذكر لكم فقط بلاغته العددية..
فتعالوا لنرى شيئا أكثر من عجيب.وصدق من قال هذا هو حجة الله البالغة.
هل تعلمون يا إخوان أن القرآنذكر كلمة الدنيا (15) مرة فقط.. وفي المقابل ذكر نقيضها وهي الآخرة أيضاً (15) فقط..!! وهل تعلمون أن القرآن ذكر الحياة (145) مرة فقط.. و في المقابل ذكر الموت (145) مرةفقط.!
وهل تعلمون أنه ذكر الملائكة (88) مرة فقط وذكر الشياطين (88) مرة فقط..! ومابالكم إذا أخبرتكم أنه ذكر كلمة النفع وما ينفع (50) مرة فقط وفي المقابل ذكرالفساد والمفسد والمفسدين أيضاً (50) مرة..! والعجيب أنه ذكر كلمة الناس (368) مرةفقط وفي المقابل ذكر الرسل (368)..! ثم أنه ذكر إبليس (11) مرة وذكر الاستعاذة منه (11) مرة أيضاً.. يا الله.. والأمر ليس كذلك فقط.. ولكنه ذكر المصيبة (75) مرة... وذكر بالمقابل الشكر (75) مرة..! ألا ترون كيف أنه يريد أن يعلمنا في الظاهر والباطنكيف أن الرضا والتسليم والشكر على المصيبة خروج منها..! ثم تعالوا يا أيها المتصدقون.. لأقول لكم إن الله ذكر الإنفاق (73) مرة.. وفي المقابل ذكر الرضا.. لاحظوا معي الرضا وليس شيئا آخر (73) مرة...! ما أجمل وأروع أن ينفق المرء وهو راض.. وأجمل من ذلك أن مرضاة الله متعلقة بالإنفاق..! وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام "الصدقة تطفئ غضب الرب".. وصدق الله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)!يا الله ما أعجز كتابك.. وأعظمه وأجمله وأبلغه..!
وتتألق المعجزة أكثر في هذاالشأن إذا علمنا أن الله تعالى قد ذكر الزكاة (32) مرة.. وفي المقابل ذكر الله تعالىالبركة أيضاً (32) مرة..! فما رأيكم بهذا الإعجاز..! وصدق الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم (ما نقص مال من صدقة)..!
ثم هل تعلمون أن الله تعالى قد ذكر فيالقرآن المسلمين (17) مرة.. وفي المقابل ذكر الجهاد في سبيله (17) مرة..! أليست هذهإشارة قرآنية عظيمة تقول لنا بأنكم يا مسلمون ليس لكم قائمة ولا منزلة في الدنياوالآخرة إلا بالجهاد ومن دونه فأنتم لا قيمة لكم اللهم إلا التبعية والذلوالصغار..!
وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (ما ترك قوم الجهاد إلاذلوا)..!
ونعجب أكثر عندما نعلم أن القرآن قد ذكر الشدة (114) مرة وفي المقابل ذكرالصبر (114) مرة! فأي دروس يريدنا الله أن نعلمها ونعيها في مسيرتنا نحو تحقيق إقامة دين الله وإعلاء رايته في الأرض رغم أنف كل كافر.
ثم تعالوا معي ياعقلاء.. لأخبركم أن الله تعالى قد ذكر العقل والعقلاء (49) مرة.. وفي المقابل ذكرالنور أيضا (49) مرة..! لنستنتج بهذا وبكل بساطة متناهية أن الذي لم يهده عقله إلىالنور وإلى الدين الحق فلا عقل له وهو في الظلمات ليس بخارج عنها.
والأعجب يا إخوة.. أن الله ذكر اللسان (25) مرة.. وفي المقابل ذكر الموعظة (25) مرة!! وكأنه يريدأن يقول إن هذا اللسان لم أخلقه للغيبة ولا للنميمة.. ولا للشتم ولا للتنابز ولاللغناء ولا الميوعة والكفر بالله.. بل خلقته لتعظ الناس به.. ولقد حذر الرسول من أولئك الذين لديهم من الملكات الحديثية والكلامية ما يشد المستمعين إليه.. وهو فيحقيقته منافق وغير صادق مع نفسه.. وليس له في الحق موقف واضح فعينه دائما علىالدنيا واللقمة..
وبذلك يتحقق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم «أخوف ما أخاف علىأمتي من منافق سليط اللسان»!..
ثم إن هذا القرآن لا تنقضي عجائبه.. لا سيما إذاأخبرتكم أنه ذكر فيه الحق سبحانه الصلوات (5) مرات.. ثم ذكر الشهر (12) مرة فقط..وذكر اليوم (365) مرة!! بل وهل تعلمون كيف أن التناسق الاجتماعي أكثر من بديع في هذاالقرآن.. فهو قد ذكر الرجل (24) مرة.. وفي المقابل ذكر المرأة (24) مرةأيضا..!
يا الله.. ماذا نترك وماذا نأخذ.. فأوله إلى آخره معجز.. وهذا الذي ذكرته قطرة من بحر معجزاته..! ولكن العجيب يا إخوان.. فعلاً أمر عجيب.. أن أحد الإخوة اكتشف أمراً عجيباً في الأحداث الأخيرة التي حدثت في أحداث سبتمبر..
فهو تفاجأ أن الأحداث وقعت في (11/9).. وفي بنيان شاهق عدد طوابقه بالضبط (110)طوابق .. وفي قراءته للقرآن وجد أن في الجزء (11) من السورة رقم (9).. وهي سورةالتوبة.. والآية رقم «110» قوله تعالى (لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهمإلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم).. ونترك لذوي العقول والإفهام التدبر بهذاالإعجاز..!