مفكرة الإسلام: أعلنت الخارجية الإيرانية رفضها لوساطة روسية سعت فيها الإمارات العربية المتحدة لتسوية خلاف مع إيران بشأن ثلاث جزر إماراتية في الخليج تحتلها إيران.
وقال المتحدث باسم الخارجية محمد علي الحسيني: "إن العلاقات بين إيران والإمارات العربية المتحدة في أفضل مستوى لها وإذا كان هناك سوء تفاهم فإنه يمكن حله عبر مباحثات ثنائية دون ما حاجة إلى تدخل أطراف أخرى" على حد قوله.
وأضاف الحسيني: "أن المسئولين الروس على إطلاع على موقف إيران. ولدينا شكوك بشأن دقة التعليقات الروسية المذكورة" حسبما نقلت وكالة فرانس برس.
واحتلت إيران الجزر الثلاثة في 30 نوفمبر عام 1971، مستغلة الانسحاب البريطاني وإعلان استقلال الإمارات، متناسية أن التاريخ يؤكد أن الجزر عربية، وأن غالبية سكانها عرب ينحدرون من القبائل العربية، وأن بريطانيا عندما فرضت حمايتها على إمارات الخليج العربي أقرت بأن الجزر تابعة لتلك الإمارات.
وترفض إيران باستمرار مطالب الإمارات بحقها في هذه الجزر، كما ترفض إحالة هذا الخلاف إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
ورغم هذا الخلاف بشأن الجزر الثلاث؛ فإن الإمارات تُقيم علاقات تجارية جيدة مع إيران.
الوساطة الروسية:
وطلبت الإمارات من روسيا التدخل لدى إيران لإقناعها ببحث وضع الجزر الثلاث.
وجاء هذا الطلب خلال زيارة هذا الأسبوع لموسكو قام بها وفد من المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي.
وصرح المتحدث باسم المجلس "عبد العزيز الغرير" بأن الخارجية الروسية أعربت عن استعدادها للقيام بدور وساطة لإقناع إيران بالاعتراف بوجود مشكلة بين الإمارات وإيران حول الجزر الثلاث.
مجلس الشيوخ الروسي يدعم حق الإمارات:
وكان مجلس الشيوخ الروسي "المجلس الفيدرالي" قد أيد حق الإمارات في استعادة جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران، كما أيد فكرة القيام بوساطة لجنة برلمانية روسية مشتركة مع الإمارات وإيران لمناقشة موضوع هذه الجزر مع إيران.
وأعلن سيرجي ميرونوف رئيس مجلس الشيوخ الفيدرالي هذا الموقف خلال جلسة مباحثات بمقر المجلس بين وفد برلمان إماراتي برئاسة عبد العزيز عبد الله الغرير رئيس المجلس وبحضور السيد مصلح عايض سالم الأحبابي القائم بالأعمال بالإنابة للإمارات في موسكو ووفد مجلس الشيوخ.
وأوضح ميرونوف أن منطقة الخليج حساسة وتؤثر الأوضاع السياسية فيها على الأمن والسلم في العالم، ولذلك لابد من أن تعود الجزر الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" إلى الإمارات كحل عادل وسلمي لضمان الاستقرار في المنطقة والعالم.
وقال ميرونوف: إن مجلس الشيوخ على استعداد أيضًا للوساطة بين إيران والإمارات بشأن قضية الجزر من خلال تكوين فريق من رئيس لجنة الصداقة الروسية الإيرانية ورئيس لجنة الصداقة الروسية العربية في البرلمان الروسي وممثل عن المجلس الوطني الاتحادي لبحث هذا النزاع لمقابلة القيادة الإيرانية لتحريك القضية.
وأضاف أن بلاده سوف تبذل أقصى جهد في هذه الوساطة مع إيران وهي على استعداد لتقديم المساعدة للطرفين بهدف الوصول إلى الحل السلمي العادل لهذه القضية.