شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
بحضور صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، قام الوفد القطري لملف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 بتقديم العرض الختامي للملف في مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في مدينة زيوريخ السويسرية.
نال العرض المذهل إعجاب الحاضرين، بعد أن أبرز الإمكانيات التي سخرتها دولة قطر لتخرج البطولة بشكل يفوق توقعات الجميع، سواء من حيث استغلال الموارد الاقتصادية أو البشرية، والبنية التحتية، والملاعب ووسائل المواصلات وغيرها، كما أظهر العرض الفوائد الاقتصادية العديدة لتنظيم كأس العالم في قطر، وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي، وكذلك التأثيرات الإيجابية الواضحة على دول منطقة الشرق الأوسط وعلى العالم ككل.
بلاتر يرحب بالوفد القطري
قام رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر بتقديم الملف القطري قائلاً: "إنه لشرف كبير لي أن أرحب بالوفد القطري الذي يرأسه سمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتصحبه سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وسمو الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس الملف القطري وسعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم"،
وأضاف: "أرحب بالوفد القطري واللجنة التنفيذية التي ستصوت للبلد المستضيف لبطولتي 2018 و2022، أنتم هنا في بيتكم".
فرصة جديدة لصناعة التاريخ
بدأ تقديم العرض الختامي للملف بكلمة ألقاها باللغة الفرنسية الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس ملف دولة قطر لاستضافة كأس العالم 2022.
استهل الشيخ محمد كلمته قائلاً: "يشرفني أن أكون صوت دولة قطر وصوت الشرق الأوسط كله، إنه لشرف كبير لنا أن نتقدم لاستضافة كأس العالم. جئت هنا لأحيي الفيفا على مساعيه الحميدة، نعلم أنكم تواجهون اختياراً صعباً لتحديد الدولة المضيفة، ونريد لكم أن تقوموا بالخيار الصائب".
وأوضح أن كرة القدم في الشرق الأوسط تمثل شغف وحب كل شعوب المنطقة، وأضاف : "في عام 1995 نظمت قطر كأس العالم للشباب، ومنذ ذلك الحين قدمت دولة قطر الشواهد الكثيرة على تطورها الاقتصادي، لدينا كل الموارد والبنية التحتية اللازمة لاستضافة كأس العالم".
وأكد الشيخ محمد: "الفريق الذي يقدم الملف الآن سيكون مسؤولاً أمامكم عام 2022 عن ما يتم تقديمه في هذا الملف، وهذا الإحساس بالمسؤولية يجعلنا نريد أن نمثل منطقة الشرق الأوسط كله".
وأكد الشيخ محمد بن حمد آل ثاني إيمان دولة قطر بأهمية الحوار بين الحضارات والشعوب، مضيفاً: "نحن نريد أن نقدم للفيفا فرصة تاريخية ثمينة ومهمة جديدة، أنتم تعرفون التاريخ وتعرفون أن كرة القدم تصنع التاريخ، وهذه الصفحة الجديدة يمكن أن تصنعها دولة قطر بتحالفها مع الفيفا".
الإطار المثالي لاستضافة الحدث العالمي
ثم تم عرض فيلم تسجيلي يظهر فيه المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش سفير ملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022، يؤكد فيه أن الإنجاز يبدأ بحلم، والأهم أن يكون لدينا العزيمة للنجاح وتحقيق هذا الحلم، والآن حان الوقت أن نصنع التاريخ من أجل الإنسانية، وأن نستغل هذه الفرصة الثمينة لنبين للعالم من نحن.
وبعد الفيلم التسجيلي قام بورا، الذي قام بتدريب خمس فرق في نهائيات كأس العالم المختلفة خلال مسيرته التدريبية، بإلقاء كلمة باللغة الإسبانية، مؤكداً مدى إدراكه لشغف العالم بكرة القدم، وأبرز مميزات إقامة البطولة العالمية في دولة قطر، قائلاً: "نعرف أن بعد المسافات بين الملاعب يكون عائقاً، لكن في قطر العكس صحيح، وسيكون ذلك الإطار المثالي لاستضافة البطولة، وسيكون الحدث العالمي الأبرز".
وحول المخاوف من إقامة البطولة في درجة حرارة مرتفعة، قال بورا: "سنوفر الجو المناخي اللازم، لا توجد مشكلة".
المزايا المتعددة للملف القطري
ثم تحدث حسن الذوادي المدير التنفيذي لملف قطر لاستضافة مونديال 2022، فألقى كلمة باللغتين الإسبانية والإنكليزية تبرز أهم نقاط القوة في الملف القطري، حيث تعتبر دولة قطر نقطة تلاقي بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وسيتيح موقعها النموذجي سهولة وصول أكثر من بليوني شخص من أماكن مختلفة خلال رحلة طيران تستغرق أربع ساعات فقط.
وأوضح الذوادي أن قطر تتميز عن جميع الملفات الأخرى بسهولة التنقل بين ملعب وآخر نظراً لقرب المسافات، وهو ما يتيح للجمهور مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد في ملاعب مختلفة.
وعن الجانب الاقتصادي أكد المدير التنفيذي لملف قطر 2022 أن خمسين بليون دولار ستستخدم لاستضافة بطولة عالمية رائعة، حيث سيتم إنشاء اثنين وعشرين ملعباً عالي الجودة، بكل منها نظام تبريد داخل الملاعب باستغلال الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى أماكن التدريب لجميع المنتخبات الوطنية، ونظام مواصلات على أحدث طراز.
وأوضح الذوادي: "لن يشكل ارتفاع درجة الحرارة عائقاً، سنساعد الدول الأخرى في الانتفاع من هذه التكنولوجيا المتطورة، وسيكون هذا إرثنا".
واعتبر الذوادي أن تنظيم قطر لكأس العالم 2022 هو بمثابة فرصة اقتصادية ثمينة للفيفا ولكل المستثمرين، حيث أن الموقع الجغرافي لدولة قطر يحقق نسبة مشاهدة عالية لكل المتفرجين من جميع القارات، وهو ما سيرفع من أرباح المستثمرين، وهي فرصة تاريخية لتحفيز الاقتصاد العالمي.
وختم المدير التنفيذي للملف القطري كلمته قائلاً: "سوف نكون جاهزين لاستضافة بطولة مبهرة".
كرة القدم توحد الشعوب
وألقى الشاب العراقي محمد نوفل التميمي كلمة يعبر فيها عن مشاعره كممثل لشعوب منطقة الشرق الأوسط.
وقال التميمي إنه فقد أباه في إحدى الحروب العديدة التي خاضتها بلاده، وإنه شاهد بنفسه الويلات التي يتعرض لها ضحايا الحرب، ولكن الأمر اختلف حين تأهل منتخب العراق لنهائي كأس أمم آسيا لكرة القدم أمام السعودية، وفي المباراة النهائية اجتمع الشعب العراقي كله صفاً واحداً للتشجيع واحتفل الآلاف بعد الفوز بالبطولة.
وأضاف محمد التميمي: "كانت هذه هي اللحظة الوحيدة التي كنا فيها متحابين ومتآلفين، وهذا هو ما تفعله كرة القدم، هذا هو ما تفعله مباراة واحدة فما بالكم ببطولة كأس العالم".
وأوضح: "هذا هو ما يجعل جميع دول المنطقة تؤيد قطر في استضافة كأس العالم، وأتمنى أن تساندوها أنتم أيضاً".
حان وقت استضافة الشرق الأوسط للبطولة
وكانت الكلمة التي ألقتها صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم صاحب السمو أمير دولة قطر، مسك الختام للعرض الذي قدمه الوفد القطري.
واستهلت سمو الشيخة موزة كلمتها بأن طرحت سؤالاً هاماً لأعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا، وهو: متى تظنون أن بطولة كأس العالم يمكن أن تقام في الشرق الأوسط؟
وأكدت سموها أهمية هذا السؤال بالنسبة للعالم بأسره، مذكرة الفيفا أنه أعطي الفرصة عام 1930 لأميركا اللاتينية ثم عام 1994 للولايات المتحدة، وعام 2002 لقارة آسيا ثم في عام 2010 لأفريقيا، وأضافت: "لقد صنعتم التاريخ بإعطاء الفرصة لكل مناطق العالم".
وعن الآثار الإيجابية لتنظيم البطولة في الشرق الأوسط، أوضحت سمو الشيخة موزة أن استضافة كأس العالم في المنطقة ستكون الخطوة الأبرز في تاريخ اللعبة، وستجلب الإعجاب والإثارة وستجعل الشباب ينشئون في مناخ صحي، مضيفة: "أعرف أن كرة القدم ليست لعبة النخبة فقط بل هي لكل طفل وكل شاب".
وأضافت سموها أن الاستضافة ستكون فرصة ثمينة لأن تبعث كرة القدم الحب والعزيمة في قلوب الشباب، ولن يكون هذا حلماً وهمياً، بل ستجلب هذه البطولة أفكاراً جديدة للشرق الأوسط توضح قدرة دولة قطر على أن توحد بين الغرب والشرق، كما أن إقامة كأس العالم الأولى في الشرق الأوسط والتغطية الإعلامية لها ستوضح جمال هذه المنطقة.
وتابعت سمو الشيخة موزة: "لنفكر معاً فيما يمكن أن نحققه لخلق ثقافة السلام من خلال كرة القدم، وتنظيم كأس العالم في قطر سيرسل رسالة مهمة لكل الناس"،
وأكدت: "في حال منحتم ثقتكم لقطر، ستبعثون برسالة هامة إلى هذه المنطقة المغرمة بكرة القدم، وسنشعر بعد 92 عاماً من انطلاق كأس العالم، أننا أصبحنا جزءاً معترفا به من هذا العالم".
وختمت سمو الشيخة موزة كلمتها بالقول: "دعوني أعود إلى سؤالي الأول، متى يحين الوقت لإعطائنا فرصة الاستضافة؟ أعتقد أن الآن هو الوقت المناسب".
بلاتر يشكر العرض القطري
وفي ختام العرض القطري لملف استضافة كأس العالم 2022 قال جوزيف بلاتر رئيس الفيفا: "أريد أن أشكر العرض القطري، وأنا أعرف تطلعات القطريين، ولكن في الوقت الراهن أريد أن أحيي وفد دولة قطر وأقدم له شهادة المشاركة في التقدم لاستضافة كأس العالم 2022"
ثم قام بلاتر بتقديم هذه الشهادة للشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني رئيس الملف القطري.