يقول علماء التاريخ البيولوجى ان الكلب الأليف أنحدر مباشرة من الذئب . أنواع متعددة من الذئب أستطاع انسان الغابة أن يؤهلها ويستأنسها وذلك على مرات متعددة وفى فترات زمنية مختلفة وفى أماكن كثيرة منذ حوالى 10 – 12 ألف سنة . وأن الأنواع الأساسية الكبرى والمتعددة من الكلب الأليف كانت حصيلة تدجين أنواع متعددة أيضا من الذئب. والكلب من الحيوانات الثديية وهو أقدم حيوان ارتبط بالأنسان منذ أقدم العصور ، ولكى يستطيع الانسان تدجين الحصان أو الغزال أو الفيل أو الأسد فأن عليه أن يأسرها ويسجنها وينتصر عليها بالقوة. والكلب هو الوحيد بين الحيوانات الذى أنصاع لسلطة الأنسان بدون اكراه ، كانت علاقة الصداقة بينهما مبنية على مصلحة مشتركة وهى الصيد الذى يسمح لكل منهما اشباع جوعه .
ولقد سمت العرب أبنائها بشر الأسماء نحو كلب وذئب وليث وأسد وفهد وغيرها ، حيث كان كلاب اسم رجل من أجداد النبى محمد رسول الله وهو كلاب بن مرة بم كعب وقد سموه بذلك طلبا للكثرة . وقد سئل أبو الرقيش الأعرابى لم تسمون أبنائكم بشر الأسماء نحو كلب وذئب وعبيدكم بأحسنها نحو رباح ومرزوق وبلال ؟ فقال : انما نسمى أبنائنا لأعدائنا ، وعبيجنا لأنفسنا ، وكأنهم قصدوا التفائل ب مكالبة العدو وقهره،
ويقال أن أول من أستخدم الكلاب فى الحرب والصيد هم الفراعنة ، وأن الأسكندر الكبير كان يصطحب معه الكب المدربة فى حروبه وفتوحاته الكثيرة . وقد كانت هذه الكلاب من النوع الشرسة ذات البنية القوية والحجم الكبير ولها الفضل فى انتصارات الأسكندر الباهرة كما يقول المؤرخون .
وكان العرب يعتنون بسلالة من الكلاب قوية البنية عالية الجسم قديمة التأهيل متمرسة بصيد الوحوش البرية وتقاتل بجسارة ولاتهاب الأسد ، وكانو يعهدون اليها بحراسة أزواجهم وأولادهم وممتلكاتهم أثناء غيابهم .
وكانو يعهدون اليها بحراسة أزواجهم وأولادهم وممتلكاتهم أثناء غيابهم .
وكان الأسبان فى القرن السادس عشر فى عهد كريستوف كولمبوس يصطحبون معهم فى غزواتهم على الهنود الحمر ويزرعو فى قلوبهم الرعب . وأن القبطان الأسبانى القرصان Cortez جهز فى العام 1519 م حملة مكونة من عصابة من المتطوعين المقاتلين يرافقهم أعدادا كبيرة من الكلاب وأقتحم بهم بلاد المكسيك وتمكن من أن ينشىء لنفسه مستعمرة ضخمة . وكانت اعداد الكلاب هذه قد سطرت بطولات كبيرة بقيت خالدة على مر الزمن ، وقد كان القرصان يكسى هذه الكلاب بأثواب ملونة ومزركشة كانت تلفت الأنظار أعترافا بفضلها .
وقد كان الألمان ابان الحرب العالمية الأولى فضل السبق فى أستخدام الكلاب فى المواصلات بين فرق الجيوش فى مختلف الجبهات وكذلك فى الحراسة الليلية والنهارية لثكناتهم وكذلك فى أسعاف الجرحى .
وهناك سلالات عديدة ومختلفة الأحجام والأشكال والألوان وعدة صفات وطباع ومزايا من شراسه أو وداعة ومن كبر أو صغر فى الحجم وفروة ناعمة أو خشنة طويل أو قصير وضخم الفم وناتىء أو قصير وضامر سمين أو نحيل علو فى القوائم أو القصر .
فالكلب الأصيل يأتمر بأمر صاحبه وينهى بنهيه فهو مخلص له مما لا شك فيه وينفذ كل مايطلبه منه باندفاع وحماس كما أنه مستعد لأن يتحمل من صاحبه كل تجاوزاته وكل فعاله مطيعا له راضخا لأوامره متحملا حتى أذاه .
وكبر الرأس وشكل الفم والأذنين والذيل تختلف من كلب الى كلب اختلافا كبيرا . والكلب يتمتع بحواس قوية من نظر حاد وسمع مرهف والحاسة الأقوى الشم التى يستطيع بها أن يقتفى أثر الطريدة ويتعقبها دون أن يراها أو يسمع صوتها . وكذلك يستطيع أن يشم الكلب حالة سيدة المعنويه من رائحة تبلغ من الدقة جدا بحيث لانستطيع نحن أن نحس بها فقد يشم الكلب سيده فيعلم ان كان سعيدا مسرورا أم غاضبا حزينا . وحاسة الشم أهم بكثير من حاسة البصر فى حياة الكلاب ، ويستطيع الكلب أن يكتشف نقطة من الدم فى خمسة ليترات من الماء ويستطيع بكل سهولة أن يلتقط ويفرق بين روائح لحم البقر والغنم والأرانب رغم تشابهها الكبير .
والحواس فى الكلب ليست كلها فى المستوى الواحد . فهناك سلالات فيها النظر هو الأقوى وفى بعضها الآخر حاسة السمع هى الأقوى ، فيكون لكل حاجة سلالة تناسبها .
افضل ميزة فى الكلب هى الأمانة ثم الوفاء . والأستفادة منه ومن مزاياه معروفة منذ القدم فهو مساعد للأنسان فى صيده وهو دليل له ، وصفة الأمانة والوفاء هى الصفة التى تجعل الكلب يمسك بالطريدة ويأتى بها لصاحبه سليمة دون أن يأكلها أو يأكل بعضها حتى ولو يكاد يموت جوعا ،والكلب الأصيل حيوان ثمين يمكن الأستفادة منه فى أمور كثيرة منها أحاسيسه المرهفه وسرعة ركضه وقوة جسمه وشجاعته وذكاؤه وهو الحارس لماشيته وبيته وماله .يعيش الكلب نحو 20 عاما وتحمل الأنثى 65 يوما وتلد من 6 – 12 جروا وترضع جراؤها 12 أسبوعا ، وتضع الكلبة جراها عميا فلا تفتح عيونها الا بعد 12 يوم.
وسلالات الكلب كثيرة ومتنوعة ، تتنوع بميزاتها من كلاب عاملة كلاب صيد وكلاب مرافقة وكلاب للعب والتسلية ، ومنها وكلاب الصيد تفوق المائة وهى عدة أنواع وسلالات
( السلوقى ) كلب الصيد العربى _ _ _
كلب طويل الجسم ممشوق القوام ضامر البطن عالى القوائم رأسه طويل وضيق فمه مستطيل فكاه قويان قادران على ممارسة عضات متتالية سريعة وقاتلة وهو من أقوى الحيوانات فكا وأحدها نابا ، وفى فى طبعه يحرس صاحبه ويحمى داره فى حضوره وغيبته وهو من أيقظ الحيوانات عينا فى وقت حاجته للنوم وهو أشد ها فتكا وأرمقها حدا . شفتاه رقيقتان ، وعينيه حادتين وأيقظها عينا ، أذناه طويلة ومتدلية للأسفل ، رأس أنفه دقيق ويبرز للأمام ملامس للشفاه وأجودها شما لطول أنفها ، رقبته طويله ودقيقة ، صدره نام باتجاه الطول وضامر باتجاه العرض ، عضلات فخذه طويل وخافس ، بطنه ضامر وقائمتاه الخلفيتان طويلتان ومطويتان قليلا وكفوف غليظة وأسرعها عدوا ولمسافات طويلة لطول صبره وتصل سرعته الى مايقارب 65 كم /الساعة ولمسافة تصل ثلاث أميال ، ولايأكل ولايشرب من وعاء قذر ولايصطاد الا فى صحبة صاحبه .
ويصطاد الأرانب والجرابيع والثعالب والظباء . وقد عرف العرب كلاب الصيد السلوقى نسبة الى سلوق وهى مدينة تقع بجنوب بلاد اليمن وقد أشتهرت منذ القدم بصنع الدروع وبالصيد وبتربية كلاب صيد جيدة وخبرة واسعة بطبائع المصيدات ونسبة لمدينتهم نسبة هذه الكلاب لما لها من المكانة والأهمية عندهم فسميت بذلك .وسلالته معروفة منذ أكثر من سبعة الى ستة الاف سنة ق.م
سلوق : كانت قديما مدينة عظيمة فى اليمن وتقع فى منطقة حجور حضرموت ، وبقعة مدينة سلوق بالذات كانت تسمى حسل الزينة وهى آثار مدينة قديمة ، وبعض كتب التاريخ القديم تحكى ان هذه المدينة كانت مبنية منازلها وأغلبها بالمعادن الثمينة ، وقد ورد أيضا فى بعض القصص أن أحد الصحابة ضل جمله فخرج يبحث عنه فما وجد نفسه الا فى هذه المدينة فدهش لما رأى فيها وقد كانت مهجورة ولايسكنها أحد فعاد الى أهله قصده أن يدلهم عليها ولكنها ضلت عليه واختفت ولم يعثر لها على أثر وكان قد أخذ منها بعض الأحجار فذهب الى مكة فقالوا ان هذه الأحجار من أحجار الجنة وقد ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا له أن هذه المدينة تختفى الى يوم الدين بما فيها من كنوز وهى مدينة أرم والتى ذكرت بالقران الكريم ( ارم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد).
مادون فى كتب التاريخ الحديث أن سلوق قرية فى منطقة حجور حضرموت وأكثر ما تشتهر قرية سلوق هذه بالدروع حتى ان هذه الدروع سميت باسم سلوق نسبة الى اسم القرية وهى مشهورة عند الكثير فى المناطق العربية المجاورة ، وبما أن هذه القرية سلوق تقع فى منطقة حجور وكلمة حجور وأحجار جمع للمفرد حجر وسميت حجور نسبة الى الحجران وفى اللغة العربية الحجران يعنى الذهب والفضة وهما من كنوز حجور فحجور تحوى سلوق وسلوق تحوى حسل الزينة وحسل الزينة تحوى الحلى الأثرية .
وكذلك فأن قرية سلوق يوجد يها نوع من الكلاب السريعة الرفيعة القوام الذكية وهى من كلاب الصيد ومن أحسنها صيدا وأخفها عدوا ولحب اهل القرية سلوق للصيد وأصطحابهم لهذا الكلب أطلق على هذا الكلب سلوقى ونسبوها اليهم وفى اللغة فى باب السين واللام ومابعدهما / مدينة باليمن تنسب اليها الكلاب السلوقية والدروع السلوقية
كما قال النابغة فى ديوانه : تجد السلوقى المضاعف نسجه ويوقدن بالصفاح نار الحباحب
والكلب السلوقى منها أنواع والوان مختلفة ، وتلفظ التسمية بطرق مختلفة باختلاف المنطقة والشعوب وذلك لتمييزه عن غيره والتنقل مابين الدول :-- فمنها : -
السلوقى العربىsaluki // موطنه الجزيرة العربية ومصر وسوريا والأردن
ومنه نوعان الأول ذو وبر خفيف على جميع أجزاء جسمه ويطلق عليه ( الحص ) نسبة الى الحصاة وما تمتاز به من سطح أملس .
النوع الثانى ذو وبر كثيف نوعا ما ويتركز على الأذنين والذيل والأطراف ومقدمة الصدر ويطلق عليه ( الريشى ) نسبة للشعر الخفيف كالريش يتلاعب فى مهب الريح .
النوع الأول : السلوغى Sloughi // موطنه شمال أفريقيا (المغرب وليبيا والجزائر وموريتانا )ومنه نوع ذو الوبر الخفيف ( الحص ) .
النوع الثانى : التازى Tazy // موطنه أيران وتركيا وأفغانستان وروسيا
ومنه نوع ذو وبر كثيف نوعا ما ويتركز على الأذنين والذيل والأطراف ومقدمة الصدر ويطلق عليه ( الريشى ) نسبة للشعر الخفيف .
النوع الثالث : الأزاواخ Azawakh// موطنه مالى ، وسط نيجيريا ، جوا ، جورما ، ومنه نوع ذو وبر خفيف على جميع أجزاء جسمه ويطلق عليه ( الحص ) نسبة الى الحصاة وما تمتاز به من سطح أملس .
منقول للفائدة