شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
لقد من الله تعالى علينا فهدانا لدينه القويم وجعلنا من أمة سيد المرسلين ,ولم يدع ديننا القيم شيئاّ من الخير إلا حث عليه, ورغب فيه وما ترك شيئا من الشر إلا بينه وحذر منه ,فديننا أكمل دين ,ونبينا أفضل نبي ,ولغتنا أفضل لغة هدى ورحمة للمسلمين,ومن فضل الله علينا ورحمته بنا أن لم يقصر الدين على الصلاة والصيام والزكاة والحج, فحسب بل نوعه وكثر طرق الخير فيه ,من تلاوة وتسبيح وذكر وحسن خلق ,والأفعال الظاهرة والباطنه ,وان من طلب رضى الله تعالى ,بترك الذنوب أحب إليه من عبادة العابدين ,وصلاة المخبتين,قال صلى الله عليه وسلم( وفي بضع أحدكم صدقه قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتم إن وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر)فتأمل هذا القول لتعلم أن مصلحتك ودفع الضر عنك هو المراد في الدنيا قبل الآخرة, وإن ثواب الآخرة أعظم وأكبر,فإذا علمت أن ما شرع الله تعالى من أحكام أنت من يقطف ثمرتها وينعم بتطبيقها, إن المجتمع الذي ينعم بتطبيق الشريعة بين أفراده يسوده الأمن ويعمل فيه النظام وتقل فيه الرذيلة ,وتحفظ فيه الأموال ,وتصان فيه الأعراض وتحفظ فيه العقول من كل ما يضر بها من مسكرات أو أفكار منحله ,المجتمع المسلم الحق محفوظ بالشريعة من الغيبة ومن النميمة ,لا كذب فيه ولا فجور ,ولا رشوة ,ولا شهادة زور تنتشر فيه الأمانة, فيتكافل المجتمع فيواسي فقراءه أغنياءه,والحرص على حفظ مال اليتيم وبر الوالدين, والجار على جارة ,وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول (المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده)تأمله وقف عنده واحفظه واجعله نصب عينيك و ملء فؤادك فلو عملت به كفاك ولو وقفت عند معناه وقاك, فمن كان هذا الحديث له منهجاّ ونوراّ فازبالجنة,ونجا من النار ,إذ لا يمكن أن يخون أو يسرق أو يقتل أو يحقد أو يغتاب,يحب لهم ما يحبه لنفسه (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) مجتنب للشبهات طيب مطعمه, مؤمن إيماناّ بتركه مالا يعنيه واضع أمام عينيك, أن المسلم كله حرام دمه وماله وعرضه لا يحقر أخاه ولا يسلمه ولا يخذله و لا يهضمه, فإذا ذكر عنده أخوه المسلم قال خيراّ أو صمت ,يكرم ضيفه, يتقي الله حيثما كان ويتبع السيئة الحسنة ,ومدرك تمام الإدراك أن الحياء شعبة من الإيمان,(إذا لم تستح فاصنع ما شئت) وأولى المستحى منه مولاك جل وعلا, الذي يراقب حركاته و يعلم سره و نجواه ويعلم في قلبه غشاّ لمسلم أو غلاّ لمؤمن أو حسدا أو خيانة أو سعياّ لضرره, فيستحي من مولاه أن يراه,فالمفلس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من جاء يوم القيامة ولم يسلم المسلمون من لسانه ويده فيأتي وقد شتم هذا و ضرب هذا و سفك دم هذا وأكل مال هذا فيقتص منه يوم الدين بحسناته التي اتخذها من عبادته و طاعته و من سلم المسلمون من لسانه و يده, سلم هو من تبعات ذلك يوم يقوم الناس لرب العالمين و تنشر الدواوين و توضع الموازيين ,فلا ينفع نفس شيئاّ, والوزن يومئذ الحق فكن ممن ثقلت موازينهم و حذار من الذين خفت موازينهم فؤلئك هم الخاسرون,
جمعني الله وإياكم به في جنة الفردوس يقال لأهلها, كلوا واشربوا هنيئاّ بما أسلفتم في الأيام الخالية.