شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
نجد المعتنين بالتربية والآداب يوصون بتحديد الأهداف في كل عمل يقوم به الإنسان، وفي كل سبيل يسلكه، وأسلم من التشتّت والارتباك، وأضبط له في مساره وعمله، وما من شكٍّ أنّ من يسير وفْق أهداف محدّدة ومقاصد معيّنة,وأهم الأهداف بالنسبة لكل مؤمن هي أهدافه الأخروية, التي تعتبر غاية الغايات، ويسأل الله تعالى أن يحققها له,فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ,رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا)ما أجمل أن يُفتتح اليوم بذكر هذه الأمور الثلاثة التي تحدّد أهداف المسلم في يومه، وتعيّن غاياته ومقاصده, العلم النافع, والرزق الطيب, والعمل المتقبل,فهذه أهداف المسلم في الحياة, وهي مرادات العبد اليوم وكل يوم, فهو يذكِّر نفسه بمراداته , الذي يخطط ليومه، ويعتقد أنه لا حول له ولا قوة في تحصيل العلم الذي ينفعه, ولا الرزق الذي يكون عليه طيبًا, ولا العمل الذي يكون جزاؤه أن يكون مقبولًا؛ لأنه بالعلم النافع يستطيع المرء أن يميّز بين العمل الصالح وغير الصالح، ويستطيع أن يميّز بين الرزق الطيب وغير الطيّب,والذي يصلح حالك هو العلم النافع, وأشرف العلوم هو العلم عن الله, فهو الذي يجعل قلبك يعمل,هو كل ما يزيدك إلى الله قُرْبًا , فالأصل أن العلم النافع هو علم الشريعة, وغيره من العلوم ,وإن كان نافعًا نسبيًّا فليس هو العلم النافع,ولذلك لا نفرح بمجرد دخول العلم؛ لأنه ليس كل من تعلَّم العلم الشرعي كان نافعًا له، بل قد يكون العلم سببًا في هلاكه,بدليل أن أول من تُسَعَّر بهم النار ثلاثة,من بينهم قارئ القرآن، لذلك كل من دخل باب العلم؛ ازداد تعلقًا ورجاءً وخوفًا على أن يكون هذا العلم عليه نافعًا, وهو المؤثِّر على القلب, فليس المقصود, عمل الجوارح, بل المقصود العمل القلبي المحرِّك لهذه الجوارح؛ لأن النبي,صلى الله عليه وسلم قال,(أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ)أتى بعد العلم الرزق؛ لأنه كلما تيسر للعبد الرزق، كلما تفرّغ للعمل الذي يقرّب إلى الله,صفات الرزق الطيب, أن يكون حلالاً, أي, ليس حرامًا ولا مشبوهًا, أن لا يشغل عن الغاية من الحياة وهي الآخرة, فلا يكون سببًا للانشغال القلبي, ولا سببًا للإنهاك البدني, فالذي يجري وراء الدنيا, والذي قام بالحد الأدنى كلاهما لا يأتيهما إلا ما كتب لهما, فعلينا أن ندعو بما دعا به النبي,صلى الله عليه وسلم(وَلَا تَجْعَلْ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا)
فهموم العبد الصالح أخروية ,وليست دنيوية، وهي همّ التوفيق للعمل وقبوله، والإخلاص لله تعالى,وهمّ الانفراد في القبر, والوحشة همّ حقيقي, وصعبة على النفوس, فاحمل همّ بقائك وحيدًا,وهمُّ لقاء الله عزّ وجلّ,
اللهم أختم بالصالحات أعمالنا,اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنه ,ولا تجعلها حفره من حفر النار,
اللهم حاسبنا حسابا يسيرا اللهم إننا نعلم بأن لا راحة لنا في هذه الدنيا الفانية فاجعل آخرتنا راحة لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين يارب العالمين.