شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
وهكذا هي الدنيا, سريعة الارتحال ومآلها للزوال ، حلالها يعقبه حساب وحرامها يعقبه عذاب ,شباب يبلى وعمر يفنى وملك يزول و حبيب يُهجر,المغرور من غرته ,والمحروم من ألهته عن العمل حتى وافاه الأجل, قال الله تعالى ( وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع)
هذه الدنيا,وقال صلى الله عليه وسلم( لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ، ما سقى كافراً منها شربة ماء )فإن وجدت الكافر والعاصي ومن لا يعرف الله حق المعرفة يتقلب في شيء من النعيم في هذه الدنيا فلا تعجب إنما أعطاه الله شيء لا يساوي جناح بعوضه ,ويقوم القيامة يكون وبالاً عليه,هذه الدنيا, سعد والله من عد فيها العدة وتزود ليوم الرحيل ويوم الفزع الأكبر و العرض على الله ، يوم تطاير الصحف ونصب الميزان والعبور على الصراط ، وخسر وخاب من غرته وأخلد إليها وتجاذبته الشهوات وانكب على المعاصي والخطيئات ونسي أنها دار امتحان فخرج منها وقد باء بالخسران,قال الله تعالى( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون ,أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون )هذه الدنيا , ما أسرع ما تنصرم أيامها فكأنها بأعوامها الطويلة ما هي إلا يوم مضى أو ساعة من نهار ، فتطوى السجلات على ما فيها من الحسنات وقبيح العمل والزلات,قال تعالى( ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم )فمسكين ,من غلبته أغنية واستهواه فيلم وقيدته قناة فاتنة، وأطلق السمع والبصر وأجهد الفكر لهثاً ليرضي شهوته ويُسخط ربه ، فبئس من كان هذا فهمه وشقي من كان هذا همه ، ما كأنه خُلق للعبادة فعاش ومات ولم يدرك سر الحياة والغاية من وجوده,حتى إذا جاء ت اللحظة التي لا ينفع نفس إلا ما قدمت في حياتها اختلق الأعذار وتمنى على الله الأمنيات قال الله تعالى ( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ, لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )إنها الدنيا,يا من تُمَتِعُ فيها جوارحك بالحرام ,عد العدة ليوم تشهد عليك هذه الجوارح بما كنت تعمل ,قال تعالى( حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ, وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)قال جبريل عليه السلام لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم( يا محمد,عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به )عن عثمان رضي الله عنه أنه كان إذا وقف على القبر بكى, وكان إذا ذُكرت له الجنة والنار لم يبكِ كبكائه للقبر , فقالوا له,تذكر الجنة والنار ولا تبكي,قال ,أخبرني خليلي صلى الله عليه وسلم أن القبر أول منزل من منازل الآخرة,والقبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، وإنما ذلك بحسب ما قدمته في دنياك من العمل,
ربنآ ظلمنآ أنفسنآ واعترفنآ بذنوبنآ ، فتب علينآ واغفر لنآ وارحمنآ برحمة من عندك وتقبلنآ في التآئبين
ربنآ لآ تزغ قلوبنآ بعد إذ هديتنآ وهب لنآ من لدنك رحمة إنك أنت الوهآب0