شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
الحمد لله العليم الغفار ، النافذ قضاؤه بما يجري من الأقدار، يدني ويبعد ويشقي ويسعد وربك يخلق ما يشاء ويختار،إن في القلوب جراح لا يزال يثعب منها المكدرات والسيئات, وبها نيران تختلجها فاقةٌ أورثتها محرمات ,إمتلأت من دخان ذنوب بني آدم حتى أسود, فأوجب ذلك تشتتا وهما,فتعذبت الروح ,وانغمَّت النفس, وانسجن القلب,فضمدت بحب الدنيا والتلذذ بشهواتها فزاد الأسى في القلوب,قال تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)إن العظيم المنان غني عن العالمين ، غني عن عبادتهم وطاعتهم ، لا تنفعه طاعة من أطاع ولا تضره معصية من عصاه ، ولِنعلم أننا ما و جدنا في هذه الحياة الدنيا إلا لعبادة الرحيم الرحمن ، فمن تقرب إليه شبراّ تقرب إليه ذراعاّ ، ومن تقرب إليه ذراعاّ تقرب إليه باعاّ ، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة ، ومن أقبل عليه تلقاه ، ومن أعرض عنه ناداه ، ومن ترك من أجله أعطاه, من أراد السعادة الحقيقية فليلزم عتبة العبودية,فما أعظم من أن يضمد الإنسان جراح قلبه بعبودية الله عن نفسه حتى يكفيه الله مؤونة الناس,فالطريق شاق ، والعاقل اللبيب لا يبيع الياقوت بالحصى ، ولا يرى لنفسه ثمنا إلا الجنة ,فمن لم يجمع همته,ويعلي إرادته,ويقوي عزيمته,ويتخفف من دنياه,فلن يستطيع بلوغ العبودية الحقة لله تعالى,قال تعال (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا )وقال تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا )حافظ على تكبيرة الإحرام ، وأفش السلام ، وصل الأرحام وصلِّ بالليل والناس نيام,كن للمعروف آمراّ وللمنكر ناهياّ ، وللخير داعماّ واعلم أن هناك ركعتين خير من الدنيا وما فيها وهي ركعتي الفجر ولا تنسى أن تبني لك كل يوم قصرّا في الجنة بمحافظتك على السنن الرواتب,جالس الصالحين ، وأكفل اليتيم ، وصاحب الأخيار المؤمنين ، وأكثر من الخلوة ، وأسبل الدمعة ، وخاف من يوم لا بيع فيه ولا ظلَّة,نفس كرباّ ،أزل هماّ ، أكظم غيظاّ، عد مريضاّ، أستر مسلماّ ، أطعم جائعاّ فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاّ, صّل الضحى ، وأزل الأذى ، ومساجد الله أكثر إليها الخطى,علق قلبك بالمساجد ، وكن لله راكعاّ ساجدّا وتعوذ بالله من كل شر وعائق,وفي حديث صلى الله عليه وسلم, قال (أوصاني خليلي بثلاث ، صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى وأن أتوضأ قبل أن أنام )الله الله في بر الوالدين والإحسان إليهما والأدب معهما واحترامهما وتوقيرهما ,توكل على الله ، واجعل لسانك رطب بذكر الله ، واجعل الزهد والورع إزارك والخشية ردائك ، والمراقبة لله أساس حياتك,وهي الحقيقة الغائبة عن نفوس أكثر المؤمنين ألا وهي استشعار عظمة الله سبحانه وتعالى في النفوس,قال تعالى( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)لا إله إلا الله,أي عظمة أكبر من عظمته جلَّ وعز,سبحانه ما أعظمه,ما أقـدره, ما أحلمه,( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ )لا إله إلا الله ما قدرنا الجبار حق قدره ، وهو كل يوم في شأن ، يغفر ذنباّ ويفرج كرباّ ، ويرفع قوماّ ، ويضع آخرين ، يحي ميتاّ ، ويميت حياّ ، ويجيب داعياّ ، ويشفي مريضاّ ، يعز من يشاء ويذل من يشاء,ليس المقصود من معرفة الله الإقرار بوجوده فقط, فهذا يعرفه كل الخلق انسهم وجنهم مؤمنهم وكافرهم, وإنما المقصود,المعرفة والاستشعار الذي توجب الحياء من الله,والخوف منه ,والإقبال عليه ,ومحبته والانكسار بين يديه ,والصدق في معاملته والرضاء بأمره ونهيه وقضائه وقدره ,والأنس بخلـوته ,وحتى نكشف حالنا ,نسأل أنفسنا عن حقيقة استشعارنا لله في, صلاتنا ووقوفنا بين يديه ,وكيف حالنا عند قراءة كلامه سبحانه ,وكيف حالنا عند حلاله وحرامه ,كيف يكون حالنا إذا وقفنا ين يديه يوم العرض الأكبر,
اللهم ارزقنا لساناّ ذاكراّ وقلباّ شاكراّ وجسداّ على البلاء صابراّ