القناص الماهر
¬°•| عضو مميز جدا |•°¬
رأي الوطن
لننتبه لمؤشر مخزون الغذاء العالمي
تزايدت حالة الاضطراب المناخي واحترار الأرض في الآونة الأخيرة، مما أثر كثيرا على القطاع الزراعي في عديد من البلدان المنتجة والمصدرة للمواد الغذائية على مستوى العالم ، حتى روسيا التي كانت طيلة العام تنعم بجو بارد نسبيا إذا بالحرارة في بعض مناطقها تلامس الأربعين درجة مئوية،الأمر الذي أدى إلى انخفاض صادراتها من القمح بمعدل النصف تقريبا حسبما أعلنت النقابة الزراعية الروسية، وقد تلجأ إلى فرض حظر كامل على صادرات القمح حسبما ألمح رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ، وفي كندا تشعل العواصف البرقية مئات الحرائق بسبب الجفاف وسخونة الجو ، وسبق أن ألمحت الولايات المتحدة إلى التحول من زراعة القمح إلى محصول الذرة لانتاج الوقود الحيوي ، حسبما قالوا.
وهكذا يصبح القمح شحيحا في أكثر ثلاث دول منتجة له الولايات المتحدة ثم كندا ثم روسيا. وبالطبع لا بد أن تكون هذه أخبارا مقلقة، فقد وصف تقرير اقتصادي لمنظمة (الفاو) حالة مخزون القمح العالمي بأنه "مقلق" وسيتراجع الى أدنى مستوى له منذ 25 عاما. كما ارتفعت أسعاره بشكل قياسي.
فهل في هذه الأخبار كلها رسالة يمكن لنا أن نقرأها ونستفيد منها؟ بالطبع نعم ، فالرسالة تقول: إن الدول التي تعتمد على الاستيراد ستعاني متاعب أكبر في الحصول على القمح والمواد الغذائية بوجه عام، وهذا يعني أيضا أن المنتج المحلي يزداد أهمية، وكل قطعة أرض صالحة للزراعة تزداد قيمة مع الزمن ، مع أن عديدين من الناس باعوا أراضيهم الزراعية كأراضي بناء وبأسعار بدت مرتفعة للوهلة الأولى. لكن نظرة متعمقة في الأوضاع الدولية والمناخية الراهنة تجعلنا نقدر كل متر من ترابنا الطيب يصلح للزراعة، فهي رصيد استراتيجي لنا مستقبلا إذا تدهورت صادرات الدول المصدرة للغذاء.
ومن هنا نستذكر معا مدى حرص حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - على الاهتمام بشؤون الزراعة المستدامة وبخاصة كلمة جلالته في المخيم السلطاني بسيح المسرات بولاية عبري في اغسطس من العام الماضي. وكذلك نستذكر توصيات ندوتي الزراعة الأولى والثانية وسبل حماية أرضنا الزراعية من الهدر أو الاستخدام الجائر أو تركها للأجنبي يسيء إليها بالمبيدات والأصناف غير الملائمة والتي تهدف إلى الربح السريع إلى غير ذلك من توصيات.
بالتأكيد نحن نستطيع إطلاق مشروع وطني شامل للنهوض بالقطاع الزراعي، دون التقيد بحسابات الربح والخسارة المادية المرحلية، حيث إن الهدف الاستراتيجي هو تكوين مخزون محلي من موارد الغذاء، يجعل الأرض الزراعية منجما من الذهب إذا صدقت التوقعات وتقارير المنظمات الدولية باحتمال استمرار اتساع الفجوة بين الانتاج والاستهلاك من الغذاء في العالم مع استمرار حرارة الأرض في الارتفاع حيث العلاقة عكسية بين هذا الارتفاع، وبين تضاؤل الانتاج الزراعي.
إن خبر اتجاه روسيا إلى فرض حظر على تصدير القمح يعتبر جرس انذار أولي لما سيحدث.
لننتبه لمؤشر مخزون الغذاء العالمي
تزايدت حالة الاضطراب المناخي واحترار الأرض في الآونة الأخيرة، مما أثر كثيرا على القطاع الزراعي في عديد من البلدان المنتجة والمصدرة للمواد الغذائية على مستوى العالم ، حتى روسيا التي كانت طيلة العام تنعم بجو بارد نسبيا إذا بالحرارة في بعض مناطقها تلامس الأربعين درجة مئوية،الأمر الذي أدى إلى انخفاض صادراتها من القمح بمعدل النصف تقريبا حسبما أعلنت النقابة الزراعية الروسية، وقد تلجأ إلى فرض حظر كامل على صادرات القمح حسبما ألمح رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ، وفي كندا تشعل العواصف البرقية مئات الحرائق بسبب الجفاف وسخونة الجو ، وسبق أن ألمحت الولايات المتحدة إلى التحول من زراعة القمح إلى محصول الذرة لانتاج الوقود الحيوي ، حسبما قالوا.
وهكذا يصبح القمح شحيحا في أكثر ثلاث دول منتجة له الولايات المتحدة ثم كندا ثم روسيا. وبالطبع لا بد أن تكون هذه أخبارا مقلقة، فقد وصف تقرير اقتصادي لمنظمة (الفاو) حالة مخزون القمح العالمي بأنه "مقلق" وسيتراجع الى أدنى مستوى له منذ 25 عاما. كما ارتفعت أسعاره بشكل قياسي.
فهل في هذه الأخبار كلها رسالة يمكن لنا أن نقرأها ونستفيد منها؟ بالطبع نعم ، فالرسالة تقول: إن الدول التي تعتمد على الاستيراد ستعاني متاعب أكبر في الحصول على القمح والمواد الغذائية بوجه عام، وهذا يعني أيضا أن المنتج المحلي يزداد أهمية، وكل قطعة أرض صالحة للزراعة تزداد قيمة مع الزمن ، مع أن عديدين من الناس باعوا أراضيهم الزراعية كأراضي بناء وبأسعار بدت مرتفعة للوهلة الأولى. لكن نظرة متعمقة في الأوضاع الدولية والمناخية الراهنة تجعلنا نقدر كل متر من ترابنا الطيب يصلح للزراعة، فهي رصيد استراتيجي لنا مستقبلا إذا تدهورت صادرات الدول المصدرة للغذاء.
ومن هنا نستذكر معا مدى حرص حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - على الاهتمام بشؤون الزراعة المستدامة وبخاصة كلمة جلالته في المخيم السلطاني بسيح المسرات بولاية عبري في اغسطس من العام الماضي. وكذلك نستذكر توصيات ندوتي الزراعة الأولى والثانية وسبل حماية أرضنا الزراعية من الهدر أو الاستخدام الجائر أو تركها للأجنبي يسيء إليها بالمبيدات والأصناف غير الملائمة والتي تهدف إلى الربح السريع إلى غير ذلك من توصيات.
بالتأكيد نحن نستطيع إطلاق مشروع وطني شامل للنهوض بالقطاع الزراعي، دون التقيد بحسابات الربح والخسارة المادية المرحلية، حيث إن الهدف الاستراتيجي هو تكوين مخزون محلي من موارد الغذاء، يجعل الأرض الزراعية منجما من الذهب إذا صدقت التوقعات وتقارير المنظمات الدولية باحتمال استمرار اتساع الفجوة بين الانتاج والاستهلاك من الغذاء في العالم مع استمرار حرارة الأرض في الارتفاع حيث العلاقة عكسية بين هذا الارتفاع، وبين تضاؤل الانتاج الزراعي.
إن خبر اتجاه روسيا إلى فرض حظر على تصدير القمح يعتبر جرس انذار أولي لما سيحدث.