السديس : التوسعة الجديدة في المسعى مباركة وشرعية
الإسلام اليوم / واس
26/4/1429 9:45 م
02/05/2008
أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، الشيخ عبد الرحمن السديس، على أن قضية توسعة المسعى في الحرم المكي الشريف "هي التوسعة المباركة الشرعية والوثبة المعمارية السنية التي لم تقدم عليها بلاد الحرمين الشريفين إلا بعد الاجتهاد المعتبر والصحيح والاستقصاء التام والصريح والاستشارة الكاشفة والنظرة الفاحصة والبحث الشرعي المدقق في الدلالات النصية والمقاصدية من لدن العلماء الشرعيين والتاريخيين وأهل الاختصاص والخبرة من الجغرافيين، موضحاً أنهم "أثبتوا في يقين واطمئنان أنه واقع بحمد الله في عموم الشعيرة وشمولها في الامتداد الشرقي بين الصفا والمروة الذي هو مناط الحكم في هذه القضية".
وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم من الحرم المكي : إن هناك قناعة يصفو لها القلب وتنقاد لها النفس بالسمع والامتثال وقد باركها وأثنى عليها جل علماء المسلمين وبادرها ولي الأمر وفقه الله سيرا على القاعدة الشرعية الذهبية أن حكم الحاكم يرفع الخلاف.
وبين فضيلته أن تلك تعد من القضايا الاجتهادية التي خاض فيها بعض الناس دون تثبت وروية ، وهي قضية تتعلق بركن من أركان الإسلام وعبادة من أشرف العبادات، وهي ليست قضية شعب أو مجتمع، وإنما قضية دين وشريعة ربانية وأمة عالمية.
وأكد فضيلة الشيخ السديس أن تصرف الحاكم بالرعية منوط بالمصلحة مع سيرها بالنصوص الشرعية والمذاهب الفقهية وأن هذه التوسعة المباركة كذلك هي منوطة بالمصالح المهمة والمقاصد الجليلة الجمة حيث استجابت للمصلحة القطعية ولبت فاستجابت لنداء التيسير ورفع العنت والحرج وحفظ النفوس والمهج .
وبين أن ذلك القرار بالتوسعة هو سعي موفق مبرور وقرار مسدد ومستحق بإذن الله عز وجل لتذليل الصعاب أمام ما يكابده الحجاج والعمار من مشقات الضيق والازدحام والتدافع والالتحام، منوها فضيلته إلى "المآثر التاريخية والمبادرة الإسلامية في نسق استشعار بينات الهدى ولتهنئة الأمة الإسلامية بهذا الإنجاز المبدع والتوسعة الرضية ".
وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس من النيل من مقامات العلماء وطلبة العلم والحط من أقدارهم وضرب أقوال بعضهم ببعض وتأليب قلوب العامة عليهم مما يسبب اضطراب الأحوال والآثار، داعيا إلى التروي والتثبت في الرواية عنهم وإنصافهم وعدم التعصب والحذر من إساءة الظن بهم.
وفي المدينة المنورة أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي الحذيفي أن جماع الخير كله الأعمال الصالحات وجماع الشر كله الأعمال السيئات .
وقال في خطبة الجمعة اليوم لقد جعل الله الجنة ثواباً لفعل الخيرات وترك المنكرات وجعل النار عقاباً لفعل المنكرات وترك الخيرات ، كما قال تعالى { فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }.
وأوضح فضيلته أن الله جعل الأعمال الصالحات أسباباً لكل خير في الدنيا والآخرة، فلا تزهد أيها المسلم في أي عمل صالح واحرص على فعل الخير في أي وقت تيسر لك فإنك لا تدري أي عمل خير يرجح به ميزان حسناتك.
وأفاد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن الإكثار من قليل الأعمال الصالحة يكون كثيراً مباركاً كما قال تعالى { إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا }. فكيف بالأعمال المباركة العظيمة؟.
وشرح فضيلته أن الأعمال الفاضلة ترجع إلى ثلاثة أنوع، النوع الأول: الأعمال الفاضلة التي يعود نفعها إلى المكلف نفسه ولا تتعدى لغيره كالصلاة والذكر والصيام ونحو ذلك. وقد جاء في هذا النوع ترغيب كثير ، ومن أفضل الذكر ما يقال عقب الصلوات الخمس من الأذكار المشروعة فهي باب جامع للخيرات ودافع للشرور والمكروهات .
وقال الشيخ: إن النوع الثاني من فضائل الأعمال الصالحة ما يتعدى نفعه إلى الخلق وهي إحسان إلى النفس وإحسان إلى الغير وفيها تسابق المتنافسون وفاز أهلها بخيري الدنيا والآخرة.
واستطرد فضيلته قائلاً : النوع الثالث من أبواب الخير العظيمة كف الشر والأذى عن الناس، فيحفظ لسانه ويحفظ يده ويحفظ جوارحه كلها، فلا يؤذي أحداً ولا يوقع الشر بأحد فيحفظ المسلم بهذا حسناته ويريح الناس من شره .