رحآيل
¬°•| مُشْرِفة سابقة |•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتبارك الذي جعل كلامه حياة للقلوب وشفاء لما في الصدور ،
وبالجملة فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر فإنه جامع لجميع منازل السائرين وأحوال العاملين ومقامات العارفين وهو الذي يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة والتي بها فساد القلب وهلاكه
فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها ؛ فإذا قرأه بتفكّر حتى مرّ بآية وهو محتاجاً إليها في شفاء قلبه كرّرها ولو مائة مرة ولو ليلة فقراءة آية بتفكر وتفهّم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن
وهذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصباح وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه و سلم - أنه قام بآية يردّدها حتى الصباح وهي قوله تعالى : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
فقراءة القرآن بالتفكّر هي أصل صلاح القلب ، ولهذا قال ابن مسعود : " لاَ تَهُذُّوا القُرْآنَ هَذَّ الشِّعْر ِ، وَلاَ تَنْثُرُوه نَثْرَ الدَّقَل ، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائبِهِ ، وَحَرِّكُوا بِهِ القُلُوبَ ، وَلاَ يَكُنْ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ "
وروى أبو أيوب عن أبي جمرة قال : قلت لابن عباس إني سريع القراءة إني أقرا القرآن في ثلاث ، قال : لأن أقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبّرها وأرتلها أَحب إليّ من أن أقرأ القرآن كما تقرأ
والتفكّر في القرآن نوعان :
/ تفكّر فيه ليقع على مراد الربّ تعالى منه
/وتفكّر في معاني ما دعا عباده إلى التفكر فيه
فالأول تفكر في الدليل القرآني والثاني تفكر في الدليل العياني ، الأول تفكّر في آياته المسموعة والثاني تفكر في آياته المشهودة ؛ ولهذا أنزل الله القرآن ليتدبر ويتفكر فيه ويعمل به لا لمجرد تلاوته مع الإعراض عنه
قال الحسن البصري : أُنزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا ، أوقعك على العلم به سبحانه وتعالى وبوحدانيته وصفات كماله ونعوت جلاله من عموم قدرته وعلمه وكمال حكمته ورحمته وإحسانه وبرّه ولطفه وعدله ورضاه وغضبه وثوابه وعقابه ؛ فبهذا تعرف إلى عباده وندبهم إلى التفكر في آياته
ونذكر لذلك أمثلة مما ذكرها الله سبحانه في كتابه يستدل بها على غيرها : فمن ذلك خلق الإنسان وقد ندب سبحانه إلى التفكّر فيه والنظر في غير موضع من كتابه ، كقوله تعالى : { فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ } ، وقوله تعالى : { وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } ، وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا }
وبالجملة فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر فإنه جامع لجميع منازل السائرين وأحوال العاملين ومقامات العارفين وهو الذي يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة والتي بها فساد القلب وهلاكه
فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها ؛ فإذا قرأه بتفكّر حتى مرّ بآية وهو محتاجاً إليها في شفاء قلبه كرّرها ولو مائة مرة ولو ليلة فقراءة آية بتفكر وتفهّم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن
وهذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصباح وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه و سلم - أنه قام بآية يردّدها حتى الصباح وهي قوله تعالى : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
فقراءة القرآن بالتفكّر هي أصل صلاح القلب ، ولهذا قال ابن مسعود : " لاَ تَهُذُّوا القُرْآنَ هَذَّ الشِّعْر ِ، وَلاَ تَنْثُرُوه نَثْرَ الدَّقَل ، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائبِهِ ، وَحَرِّكُوا بِهِ القُلُوبَ ، وَلاَ يَكُنْ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ "
وروى أبو أيوب عن أبي جمرة قال : قلت لابن عباس إني سريع القراءة إني أقرا القرآن في ثلاث ، قال : لأن أقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبّرها وأرتلها أَحب إليّ من أن أقرأ القرآن كما تقرأ
والتفكّر في القرآن نوعان :
/ تفكّر فيه ليقع على مراد الربّ تعالى منه
/وتفكّر في معاني ما دعا عباده إلى التفكر فيه
فالأول تفكر في الدليل القرآني والثاني تفكر في الدليل العياني ، الأول تفكّر في آياته المسموعة والثاني تفكر في آياته المشهودة ؛ ولهذا أنزل الله القرآن ليتدبر ويتفكر فيه ويعمل به لا لمجرد تلاوته مع الإعراض عنه
قال الحسن البصري : أُنزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا ، أوقعك على العلم به سبحانه وتعالى وبوحدانيته وصفات كماله ونعوت جلاله من عموم قدرته وعلمه وكمال حكمته ورحمته وإحسانه وبرّه ولطفه وعدله ورضاه وغضبه وثوابه وعقابه ؛ فبهذا تعرف إلى عباده وندبهم إلى التفكر في آياته
ونذكر لذلك أمثلة مما ذكرها الله سبحانه في كتابه يستدل بها على غيرها : فمن ذلك خلق الإنسان وقد ندب سبحانه إلى التفكّر فيه والنظر في غير موضع من كتابه ، كقوله تعالى : { فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ } ، وقوله تعالى : { وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } ، وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا }
يُتبع /