CR7
¬°•| βu βşɱą |•°¬
السلام عليكم ورحمة الله ^^
في محاضرته بجامع السلطان قابوس بنـزوى
الخليلي: ذكرى الإسراء والمعراج حادثة ومحطة هامة في حياة الرسول يجب الاستفادة من الدروس والعبر المستخلصة منها
العبودية صفة اختص بها الرسول من حيث الفطرة كونه متعلّقا بالله خوفاً ورجاءً وتقرباً وإخلاصاً
الحادثة تكريم من الخالق للرسول بعد أن واجه تحديات كبيرة وعظيمة في بداية دعوته في مجتمع غارق في الضلال
المسجد الأقصى مهبط رسالات الأنبياء السابقين وحري بأمة الإسلام أن تورّث تقديسه وتعظيمه والمحافظة عليه تغطية ـ سالم بن عبدالله السالمي:ألقى سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة عصر أمس الأول عقب صلاة العصر بجامع السلطان قابوس بنــزوى محاضرة دينية بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، حيث بدأت المحاضرة بتلاوة من القرآن الكريم ألقاها سامي بن علي الكندي ثم أدار المحاضرة سيف بن سالم الهادي بعدها تحدث سماحة الشيخ المفتي عن هذه المناسبة والذي استهلها بالحديث عن ذكرى الإسراء والمعراج فقال : هي حادثة ومحطة من المحطات الهامة في حياة الرسول ويجب الاستفادة من الدروس والعبر المستخلصة منها وهي رحلة ربانية من مسجد عظيم إلى مسجد عظيم وقال : إن القرآن الكريم عندما بدأ في سرد الحادثة بدأها بتسبيح الله الذي يسبح له كل شيء في الكون لأنه أهل للتسبيح وهي تنبيه من الله تعالى للناس لحدث عظيم ومعجرة كبرى وأن عظمته سبحانه وتعالى تتجلى فيها قدرته لأنه حدث خارج عن سنن الحياة ونواميس الكون حيث إن فيها إيماءات عظيمة شتى يجب أن تتهيأ النفس البشرية لسماعها والدخول في تفاصيلها وقال : لا ريب أن العبودية التي وردت في كلمة " بعبده " ترفع قدر الرسول الكريم لأن عبوديته لله كانت خاصة فطرة واكتساباً حيث أفاض الله تعالى لنبيه الكريم الكثير من الشرف فشرّف به الوجود بأسره وأن رحمته العظمى تتجلى فيها الرسالة التي بُعث بها صلى الله عليه وسلّم وأن العبودية صفة اختص بها الرسول من حيث الفطرة كونه متعلّقا بالله خوفاً ورجاءً وتقرباً وإخلاصاً والله له الليل والنهار يسبح فيها الجميع بحمده ونيطت بهما عبادات بمواقيت ليلية ونهارية وهناك الكثير من الآيات التي تحث الإنسان على التعلق بخالقه.
وأضاف : جاءت الرحلة الربانية بالليل لما فيه من طمأنينة وراحة للإنسان وهي رحلة ربانية كبيرة كرامة للرسول عليه الصلاة والسلام بعد أن واجه تحديات كبيرة وعظيمة في بداية دعوته في مجتمع غارق في الضلال وكان صلى الله عليه وسلّم يدعو لرفع الظلم ومحو الظلام المخيّم على عقول قريش لذلك وجد الكثير من التحدي في محاولته وتعرض للصد والأذى من جانب كفار قريش إلا أن وقوف زوجته السيدة خديجة بنت خويلد وعمه أبو طالب خفّف عنه بعض الأذى فكان ذلك العام الذي مات فيه الاثنان فحزن الرسول الكريم عليهما أشد الحزن فجاءت هذه الحادثة لتعزي الرسول وتسليه عما حصل له من فقد زوجته وعمه لأن لهما شأناً عظيماً.
كما جاءت هذه الحادثة بعد أن توجه الرسول إلى الطائف لدعوة أهل ثقيف للإسلام وما واجهه من صد وأذى تحمّله صلى الله عليه وسلّم من أجل الثبات في دعوته، وقال سماحته : إن رحلة الإسراء لطّف الله بها نفس نبيه وثبّت بها قلبه بأنه ناصره وما هذا الحدث إلا إكراماً للرسول كون الرحلة خارقة للعادة فلم تكن قريش تألف الذهاب إلى بيت المقدس من مكة والعودة في هذه السرعة الوجيزة كذلك فإن رحلة المعراج كانت إكراماً للرسول للاطلاع على الملكوت الأعلى.
وتحدث سماحته عن سر توقيت الرحلة فقال : إن الدعوة تحتاج لبذل وعطاء وجهد ومشقة فطريقها محفوف بالأشواك والمخاطر وكان القرآن يتنزّل على النبي يبصّره بما يحاك للدعوة من مؤامرات وما يحيط بها من مشكلات وكذلك كان في القرآن أخبار من تاريخ الأمم السابقة وما تسبب فيه عنادهم من إهلاك ليتفكر أهل مكة بما حصل ويتعظون وأراد الله لرسوله الكريم أن تمر دعوته بمحن كثيرة لحكمة يعلمها ومن ثم جاءت هذه الرحلة في توقيت مهم جداً للدعوة موضحاً أهمية المسجد الأقصى كون رسالة الرسول مهيمنة على الرسالات السابقة وخاتمة لها وأن أمته وريثة للأمم أراد أن يجمع لها رسالات الأمم السابقة وعليها أن تحمل أمانة الله تعالى.
وقال: إن المسجد الأقصى مهبط رسالات الأنبياء السابقين وحري بأمة الإسلام أن تورّث تقديسه وتعظيمه والمحافظة عليه تماماً كما تقدّس المسجد الحرام الذي هو أول بيت وضع للناس فكان الربط بين المسجدين إشارة إلى أهمية المسجد الأقصى كونه أول قبلة للمسلمين عندما شرعت الصلاة وعليهم القيام بمسئولية الحفاظ عليه وبذل ما يمكن لتخليصه من رقة الاحتلال البغيض .
وتطرق سماحته في محاضرته إلى حادثة المعراج فقال : " أما حادثة المعراج فقد أشار إليها القرآن الكريم في سورة النجم بقوله تعالى " وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) " لذلك فإن من أنكر حادثة الإسراء كان خارجاً عن ملة الإسلام لأنه رد نصاً صريحاً ومن أنكر المعراج كان فاسقاً لأن النص القرآني يشير إلى رؤيا النبي لجبريل عليه السلام في الملأ الأعلى في جنة المأوى عند سدرة المنتهى حيث رآه بصورته فقال العلماء : إن من أنكر المعراج يفسّق فدلالة المعراج ليست نصية ولكنها إشارة قرآنية وبنصوص صريحة من أحاديث الرسول والكثير ممن جادل في صحة الحادثة تشبثوا بأقوال لم يقلها أصحابها صراحة .
وحول الدروس والعبر المستفادة من الحادثة قال سماحته : إن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تجسيد لما في النفوس من إيمان بالله عز وجل فاكتمال إيمان الفرد يأتي من خلال محبته للرسول وبيّن أن محبة الرسول ليست محبة عاطفية كما يتصور البعض إنما محبة تجسيد عقيدة راسخة في النفس والمحبة يجب أن تتجسد في الحرص على اتباع سنته الكريمة وترسّم خطاه وأن نجعل من شخصية الرسول القدوة الحسنة في كل ما خطاه وفعله وما تركه " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً " حتى تكون المحبة صادقة يصدقها العمل ويزكيها الإخلاص ، وتطرق كذلك أن من واجب المسلم أن يتعلق بسيرته لأنها تبهر الألباب فقد أرسله الله ليجسّد محبته لخلقه ليكون الناس متأثرين بهديه ومستبصرين بنوره.
وأوضح سماحة المفتي في محاضرته القول : إنه إذا كانت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم طريق بر وإحسان فإن الناس مطالبون باكتشاف ما تخبئه هذه السيرة وأن يفتحوا بصائرهم ليقتبسوا منها الكثير حيث إن هناك محطات في سيرته العطرة يجب أن يقف عندها الإنسان وأن يحاسب نفسه فيها.
ودعا سماحته في ختام المحاضرة أن يستفيد المسلمون من هذه الذكرى بما يعود عليهم وعلى أمتهم بالخير والسداد مبتهلاً إلى الله أن يعيد هذه المناسبات على الأمة الإسلامية في أفضل حال وأن تنعم السلطنة وسائر بلاد الإسلام بالأمن والاستقرار وأن يحمي الله المسجد الأقصى من الطامعين ويعيده لأهله ويطهره من أرجاس اليهود الذين يحاولون تدميره.
المصدر ،، جريدة الوطن ^^