شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمنون)
ينهي الله عز وجل المؤمنين عن التحدث فيما بينهم في السر، بحديث فيه شر، أو ظلم أو عصيان لله ورسوله، ويأمر أن يتحدثوا فيما يعود عليهم بالخير، كما طالبهم بطاعة الله الذي إليه مصيرهم، وستعرض عليه أعمالهم يوم القيامة.
إن الذي يدفع إلى النجوى بالإثم هو الشيطان ليوقع في قلوب المؤمنين الخوف والهم والغم إذا تناجى غيرهم أمامهم . كالمناجاة بين بعضهم ، وترك فرد قد يشعره بالعزلة و المرارة وعدم الثقة به .بأداء ما كلفنا الله به من فرائض وطاعات وباجتناب معاصيه.إن الشيطان لا يستطيع أن ينفع أحد أو يضره، ولكن الله سبحانه هو الذي بيده مقاليد الأمور والضر والنفع ، ولذا وجب على المؤمنين أن يعتمدوا ويتوكلوا على الله وحده مع الأخذ بالأسباب
أما التواكل هو الاعتماد على الله بدون الأخذ بالأسباب وهو طريق الكسالى و الخاملين ، ولذلك قال جل شأنه( وعلى الله فليتوكل المؤمنون) تشريف وتكريم لهم بوصفهم بالذين آمنوا فهم القدوة الحسنة ،بالوجوب و الإلزام بالبر والتقوى طالما كانت في الخير والطاعه؛ لأن من يخالفه يستحق عقاب الله الشديد .وأن لا مهرب لهم من الحساب، وأنهم سيبعثون حتماً ويحشرون أمام الله ليحاسبوا عما فعلوا في الدنيا، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ )أي في مجلس النبي يوسع الله لكم في الرزق و في الجنة وانهضوا إلى الصلاة والجهاد وعمل الخير، وإذا طلب منا أن نقوم لكي يجلس في مكاننا غيرنا من كبار السن أو من أهل الإيمان فإنه يجب علينا أن نقوم ليجلسوا مكاننا .يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات عالية في الكرامة و المنزلة في الدنيا والثواب في الآخرة . لا يخفى عليه شيء من أعمالكم من خير وشر فهو مجازيكم و محاسبكم بالخير خيراً وبالشر شراً .وأن الله بأعمالكم ذو خبرة لا يخفى عليه المطيع منكم ربه من العاصي وهو مجازٍجميعكم بعمله المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ، فمن وسّع يوسّع الله عليه في الدنيا والآخرة
وأن الله سبحانه عليم محيط بكل شيء، فالإسلام لا يحرّم أن يتحدث الإنسان سرًا إلى أخيه ، ولكنه يضع شرطًا لذلك ألا يكون هذا الحديث السري قائمًا على الإثم والمعصية.
ومن الآداب الرفيعة التي يوجهها الرسول صلى الله عليه وسلم قوله ( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه)
وسبب حزن الثالث أنه قد يدور في نفسه أن هذا الحديث الذي يدور سرًا بين زميليه قد يراد به الإساءة إليه، أو أنهما يريدان به شرًا، أو أنه ليس أهلاً لثقتهما ، ومن أجل هذا أخفوا الحديث وجعلوا سرًا ، ومن أجل هذا أيضًا كان نهي الرسول.